مسابقات المهرجان القومي تثير الجدل بين المسرحيين

مسابقات المهرجان القومي تثير الجدل بين المسرحيين

العدد 618 صدر بتاريخ 1يوليو2019

كالعادة، اختلف المسرحيون حول نظام إقامة المسابقات في الدورة الـ12 من المهرجان القومي الذي يقام في 17 أغسطس المقبل برئاسة الفنان أحمد عبد العزيز، وقد تم الإعلان عن مسابقات المهرجان فكانت كالآتي:
مسابقة المسرح الكبير، وتتضمن العروض المسرحية التي تنتجها المؤسسات المتخصصة في المسرح وهي البيت الفني للمسرح، والهيئة العامة لقصور الثقافة، وصندوق التنمية الثقافية ومراكز الإبداع، والمعهد العالي للفنون المسرحية، والبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، ومركز الهناجر، ودار الأوبرا، وفرق القطاع الخاص.
أما المسابقة الثانية فهي تخص مسرح الشباب وتشمل عروض الكليات والمعاهد العليا وتكون الأولوية للعروض الفائزة في المسابقات الكبرى التي تقيمها الجامعات والفرق المستقلة والحرة، والتجارب النوعية والنوادي التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وورش الشباب بالبيت الفني للمسرح، ووزارة الشباب والرياضة، ومكتبة الإسكندرية، والفنادق والشركات والبنوك، والنقابات الفنية، ومواسم نجوم المسرح الجامعي، والمسرح الكنسي.
فيما تخصص المسابقة الثالثة للعروض الموجهة للطفل من الأطفال والكبار وتشمل الهيئة العامة لقصور الثقافة، والمسرح المدرسي العام والخاص، والبيت الفني للمسرح، ومسرح الطفل بالنوادي، ووزارة الشباب والرياضة، والبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، والمركز القومي للطفل، ومسرح الطفل بالقطاع الخاص، وصندوق التنمية الثقافية.
عن تلك القسمة قال المخرج طارق الدويري: فكرة تقسيم المهرجان لثلاث مسابقات تحتاج إلى مناقشة مع احترامي لمحاولة الفنان أحمد عبد العزيز، واعتراضي هو على وضع الفرق المستقلة في مسابقة مع الفرق الحرة وفرق الجامعات، فالفرق المستقلة هم من المحترفين، ليسوا خريجي الأكاديمية ولكنهم استطاعوا أن يقدموا نجاحات كبيرة، فإذا قمنا بحساب كم الجوائز التي حصل عليها مخرجون مستقلون سنجدها كثيرة جدا.
وتساؤلي الآخر الذي أود طرحه: كيف سيتم عمل مسابقة لعروض الفرق الحرة التي تعتمد على إنتاج قليل مع عروض الجامعة التي يعتمد بعضها على إنتاج كبير؟
وتابع: هناك نقطة مهمة يجب الالتفات إليها وهي أن هناك عروض إنتاجها قليل ولكنها استطاعت أن تحصد جوائز المهرجان القومي، فالمقياس هنا هو الإبداع، ونحن نبحث عن المبدعين، وبمراجعة سريعة للمهرجان القومي نجد أن هناك دورات حصلت فيها عروض من الجامعة على جائزة أفضل عرض.

النظر بشكل مغاير
فيما أثار المخرج محسن رزق عدة ملحوظات حيث قال: المهرجان قام بتغيير المسابقة لتشمل ثلاث مسابقات كبار وشباب وأطفال، وقد كان أحد الأسباب حصول عرض «سنووايت» على جائزة أفضل عرض مسرحي وأفضل مخرج وأفضل ممثلة وأفضل أزياء في الدورة الحادية عشرة هي وجود مسابقة واحدة، وفي هذا العام أقيمت مسابقة لعروض مسرح الطفل ويسمح في هذه المسابقة بمشاركة عروض المسرح المدرسي وهي عروض للهواة، وللأسف الشديد يتم التعامل مع مسرح الأسرة والطفل على أنه مسرح من الدرجة الثانية.
 وتابع: كان من المهم الرجوع إلى المتميزين في الدورات السابقة للمهرجان والذين حصلوا على جوائز والاستماع إلى وجهات نظرهم.
وأضاف: هذا العام قدمت عرض «أليس في بلاد العجائب» ليس للطفل فقط وإنما للأسرة بأكملها وهو مبدئي في تقديم عروض الطفل، ومسرح الطفل يعد أهم مسرح في العالم، لذا أرجو النظر بشكل مغاير لمسرح الأسرة والطفل.
أما النقطة الثانية التي يجب الإشارة إليها هي مسابقة الشباب والتي تشمل عروض الفرق المستقلة وعروض الجامعات، وعند مراجعة تاريخ المهرجان القومي سنجد أن هناك عروضا للشباب استطاعت أن تنافس وبقوة العروض الكبيرة، فأهم ما يميز المهرجان القومي هو أن يتنافس الشباب مع المحترفين، وهو ما يعطي رونقا وتميزا للمهرجان. الشيء الثالث، فمع كامل احترامي للمعهد العالي للفنون المسرحية، هذا الصرح العظيم.. فمن الظلم وضعه في مسابقة المسرح الكبير، وهناك قسم لمسرح الشباب حتى وإن كانوا متخصصين فهم ما زالوا طلبة، وكذلك مركز الإبداع الفني فهم أيضا طلبة، ومن العدالة أن يتسابقوا مع الشباب، أو أن يسمح للشباب جميعهم هواة أو متخصصين بالمشاركة في مسابقة المسرح الكبير كما كان يحدث سابقا، على أن تصبح النتيجة في النهاية أفضل عرض من الكبار وأفضل عرض من الشباب.
وأخيرا لرئيس المهرجان وللسادة القائمين على المهرجان كامل الاحترام، أثق في نزاهتهم وأنهم يسعون للأفضل.
وأشار الفنان محمود الحديني عضو لجنة المسرح إلى أن المهرجان القومي كان ينبثق عن لجنة المسرح وكان اختيار رؤساء المهرجان يتم عن طريق لجنة المسرح.
أضاف: فيما مضى عندما وضعت لجنة المسرح لائحة المهرجان تم مناقشة إقامة مسابقتين، ولكن أبناءنا من الفرق الخاصة رفضوا هذا التقسيم، رغم أن في المسابقات العالمية يتم وضع هذه التقسيمات.
وتابع: انفصل المهرجان القومي عن لجنة المسرح، ولكن هناك بعض الأمور التي يجب وضع الحلول لها، ومنها: هل ستكون هناك ثلاث لجان تحكيم خاصة بكل مسابقة؟
وهناك أيضا نقطة مهمة يجب الإشارة إليها وهي أن هناك بعض المخرجين قدموا أعمالا للمسرح المحترف وقدموا عروضا لفرق الهواة، فأين نضعهم في مسابقة الهواة وفرق الجامعة والفرق المستقلة وهل ستتساوى ماديا جوائز أفضل عرض محترف مع جوائز أفضل عرض للهواة ومسرح الطفل؟
أوضح الحديني: ليس لدي اعتراض على التقسيمات التي تم وضعها للمسابقات ولكنني أطالب الزميل الفنان أحمد عبد العزيز بإقامة جلسة مفتوحة لمناقشة جميع التساؤلات.
فيما قال الدكتور سناء شافع: لست ضد التقسيم وهو ما نطالب به منذ فترة طويلة، فمن المفترض أن العروض الاحترافية لها مناخها الذي يختلف عن عروض الجامعات والهواة وعروض مسرح الطفل، ومع كامل تقديري واحترامي لرئيس المهرجان الفنان أحمد عبد العزيز، الأمر يجب أن يخضع لاستراتيجية منذ البداية، وهو ما يتطلب الاستعانة بآراء كبار المسرحيين وذوي الخبرة ورؤساء المهرجان السابقين للخروج بالمهرجان في أفضل تطوير، فالمهرجان القومي للمسرح المصري هو بانوراما للإنتاج المسرح المصري من أجل تطويره إلى الأفضل.

ضد التقسيم
أما المخرج تامر كرم فأبدى اعتراضه على التقسيم الخاص بالمسابقات متسائلا: ما هو الأساس الذي تم بناء عليه التقسيم؟ فهناك عروض من الجامعة استطاعت أن تتفوق وتحصد جائزة أفضل عرض في المهرجان القومي. وتساءل: أين الحافز عندما يتنافس الهاوي في مسابقة مع الهواة؟ أنا ضد هذا التقسيم.
وتابع قائلا: أعتقد أن جائزة المخرج الصاعد قامت بحسم هذا الخلاف وفكرة عمل ثلاث مسابقات ستفقد المهرجان أهمية أن تتسابق جميع العروض بعضها مع البعض في مسابقة واحدة، فهذا الأمر يمثل حافزا كبيرا للمنافسة.
واتفق المخرج سعيد منسي مع تامر كرم موضحا أن هناك عروضا رغم ميزانياتها المتواضعة إلا أن بها إبداع كبير، مضيفا: المسرح أساسه الإبداع وليس المال. وأشار منسي إلى أن تقسيم المهرجان إلى ثلاث مسابقات سيفقد المهرجان حماسه، فقد كان صناع عروض الجامعة وعروض نوادي المسرح يشعرون بحماس كبير عند التسابق مع العروض المحترفة.
واختتم المخرج سعيد المنسي بالقول إنه لا يوجد معايير للتقسيم.

الهدف نبيل
المخرج أحمد السيد عضو اللجنة العليا للمهرجان قال إن الهدف نبيل من إقامة ثلاث مسابقات، ووجهة النظر في ذلك هي تشجيع أكبر قدر ممكن من العروض على المشاركة حيث يتيح هذا التقسيم المشاركة لعدد أكبر من العروض، وكانت معايير التقسيم أن هناك مؤسسات متخصصة في المسرح مثل البيت الفني للمسرح ومركز الهناجر للفنون، والهيئة العامة لقصور الثقافة، وصندوق التنمية الثقافية ومراكز الإبداع، والمعهد العالي للفنون المسرحية، والبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية.. إلخ. وهناك مؤسسات تمارس المسرح كنوع من أنواع النشاط وهي فرق الجامعة وعروض الفرق المستقلة وعروض الفرق الحرة.
أما المسابقة الثالثة فهي لعروض مسرح الطفل وتقام لأول مرة وذلك للاهتمام بعروض الطفل، وبهذا المرحلة العمرية المهمة ولأهمية مسرح الطفل في تربية النشء.
والهدف العام من هذة التقسيمات هو تشجيع مشاركة أكبر قدر من العروض بالإضافة لتقديم وجبة مسرحية دسمة للجمهور وخصوصا أن العروض مجانية.
تشجيع المسرح المستقل
الكاتب الصحفي والناقد محمد بهجت عضو اللجنة العليا للمهرجان قال إن تنافس عروض ذات إنتاج محدود مع عروض ذات إنتاج ضخم تعد منافسة غير عادلة، وبإقامة ثلاث مسابقات سيكون هناك فرصة كبيرة لتشجيع حركة المسرح المستقل، خصوصا أن لجنة التحكيم والجوائز الخاصة بهذه المسابقة لا تقل أهمية عن مسابقة العروض ذات الإنتاج الكبير، فنحن نرغب في تدعيم المسرح المستقل والجامعي وتأهيل المناخ لدعم وتشجيع العروض الخاصة بالمسرح المستقل.
وتابع: وأحد الأهداف الخاصة بإقامة ثلاث مسابقات هو إمتاع الجمهور بعدد أكبر من العروض ومنح فرص أكبر للمبدعين. أشار كذلك إلى أن من أهم المسابقات هذا العام المسابقة الخاصة بمسرح الطفل، فدائما ما كان يتم التعامل مع فنون الطفل على أنها فنون مهمشة، وكما نعلم في الدورة الماضية حصل على معظم جوائز المهرجان عرض للأطفال، بالإضافة إلى أن مسرح العرائس يقدم كما من العروض الراقية.
وأخيرا، أرى أن هذه المسابقات تثري المهرجان وتضفي عليه حالة من التنوع والزخم، بالإضافة إلى أن المهرجان هذا العام خصص جائزة لأفضل نص مسرحي تحمل اسم المؤلف الكبير لينين الرملي، بالإضافة إلى جائزة أفضل مقال نقدي تطبيقي وجائزة فوزي فهمي لأفضل دراسة نقدية نظرية.
وأكدت الناقدة رنا عبد القوي عضو اللجنة العليا للمهرجان، على أن هناك أهمية كبيرة لعمل ثلاث مسابقات ليصبح المهرجان بانوراما لما قدم طوال العام لأفضل العروض، وبإقامة ثلاث مسابقات يعطي فرصة أكبر لمشاركة عدد أكبر من العروض، وخصوصا أن في الدورات السابقة كان هناك رغبة لدى عدد كبير من المسرحيين في المشاركة.
فرأينا أنه بدلا من أن تكون هناك مسابقة واحدة تضم عددا أقل من العروض، تضم الثلاث مسابقات عددا أكبر وهو ما يحقق مبدأ تكافؤ الفرص.
وتابعت: كل مسابقة بها نفس عدد الجوائز بالإضافة إلى وجود لجنة تحكيم لكل مسابقة، وستصبح عدد أيام المهرجان 14 يوما ليكون المهرجان تظاهرة مسرحية.

استراتيجية عامة
إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح قال: هناك استراتيجية عامة انطلقنا منها كلجنة عليا للمهرجان القومي برئاسة الفنان أحمد عبد العزيز، انطلاقا من توجهات معالي وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم في أن يكون المهرجان بانوراما لكل العروض التي تميزت، وتقسيم المهرجان لثلاث مسابقات يعد تكلفة كبيرة ولكنه سيمنح المهرجان حالة الزخم، وسيكون هناك عدد أكبر للعروض يزيد على 70 عرضا وهو هدف المهرجان القومي، والتقسيم ليس هدفه التميز بين هاوٍ ومحترف، ولكنه جاء على النحو الآتي:
المسابقة الأولى تخص المسرح الرسمي، وهي مؤسسات تخصصها الرئيسي إنتاج المسرح، أما المسابقة الثانية فتخص عروض الهواة والفرق المستقلة والجامعات، فالجامعة معنية بتعليم الطلاب وتقديم عروض مسرحية ليس في صميم عملها، فهو يعد نشاطا جزئيا لها. وأود أن أشير إلى أن الثلاث مسابقات تضم محترفين.


رنا رأفت