الحائز على أول جائزة للإبداع الفني أيمن مرجان: المسرح حياة والهدف منه إنارة عقل المشاهد

الحائز على أول جائزة للإبداع الفني أيمن مرجان: المسرح حياة والهدف منه إنارة عقل المشاهد

العدد 610 صدر بتاريخ 6مايو2019

قامت د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة هذا العام باستحداث جائزة جديدة (جائزة الإبداع الفني) تمنح لأوائل خريجي أكاديمية الفنون تكريما وتشجيعا لهم في مستهل حياتهم ودعما لهم في الانطلاق نحو مستقبل فني مشحون بالأمل والعطاء. وكان أول من حاز هذه الجائزة من المعهد العالي للفنون المسرحية الطالب أيمن مرجان الذي حاز على ترتيب الأول واستحق بتفوقه نيل الجائزة التي تمثلت في تكريم من قبل د. أشرف زكي رئيس أكاديمية الفنون والسفر في رحلة إلى إيطاليا لزيارة المعالم السياحية والثقافية والأكاديمية المصرية بروما.
كيف حصلت على جائزة الإبداع الفني؟
تلك هي الدورة الأولى لجائزة الإبداع الفني وهي تعطى لأوائل الخريجين بأكاديمية الفنون، وتمنح للأول من كل معهد من المعاهد العليا السبعة، وقد حصلت أنا عليها عن المعهد العالي للفنون المسرحية وهي عبارة عن رحلة للسفر إلى إيطاليا لأكاديمية الفنون المصرية بروما، لمدة ثلاثة أسابيع لتحقيق الاحتكاك بالعالم الخارجي، والخروج من دائرة الثقافة المحلية، ولم يكن هناك برنامج محدد ولكنها رحلة مفتوحة والهدف منها أن يطلع الخريجون على الحضارات الأخرى. ولم يكن هناك مترجم فكنا نتعامل مع أشخاص آخرين أغراب عنا دون مترجم أو مرشد فكنا كمن ألقي في الماء صغيرا كي يتعلم السباحة. وأود أن أشكر الوزيرة د. إيناس عبد الدايم ود. أشرف زكي رئيس أكاديمية الفنون لأنهما أتاحا تلك الفرصة لنا، وأيضا أتوجه بالشكر للدكتور جيهان زكي رئيس أكاديمية الفنون بروما لأنها صاحبة الفكرة وتواصلت مع د. أشرف زكي لتقديم تلك الجائزة لنا وأنا بالفعل استفدت منها كثيرا وكنت أتمنى أن تكون مدتها أطول من ذلك. قبل السفر التقى بنا د. أشرف ود. إيناس لتقديم التهنئة لنا والاحتفال بتقديم الرحلة، وقد قامت د. جيهان زكي بتكريمنا في روما، ونحن في انتظار عودة د. إيناس من الخارج لتكريمنا هنا في مصر.
من هم الفائزون بهذه الجائزة والمصاحبون لك في الرحلة؟
أنا من فنون مسرحية تمثيل وإخراج، ومن المعهد العالي للموسيقى عربية حسام حسني من قسم العود، من المعهد العالي للكونسيرفتوار نانسي حسني من قسم الهارب، من المعهد العالي للسينما مريم الناجي من قسم الإنتاج، من المعهد العالي للنقد الفني بلال الجمل، من المعهد العالي للبالية نور الهنيدي وإيمان رزيق من قسم التصميم والإخراج. بالإضافة أيضا كان معنا الحائزون على جائزة الدولة للإبداع ومدة جائزتهما ستة أشهر.
كيف تحقق الاحتكاك الثقافي في تلك الرحلة؟
قمنا هناك بزيارة مسرح الأوبرا، ولأننا مختلفو التخصص من السبعة معاهد فلم يكن لدينا برنامج زيارات لأماكن متخصصة في مجال معين، فمنا من هو خريج معهد السينما قسم الإنتاج وآخر من موسيقى عربي غناء وثالث من كونسيرفتوار يعزف آلة معينة، فلم نتجمع جميعا على نظام واحد للمتابعة والاطلاع الثقافي بل كان بشكل عام.
الرحلة لم تكن مجرد رحلة للتنزه، لكنني شعرت بنضج كبير في خلال العشرين يوما، ليس فنيا ولكن إنسانيا، وقد أصبح لدي القدرة على الاعتماد على نفسي، خصوصا أنه لم تكن إقامتنا فندقية بل كانت أسرية تعتمد على الاعتماد على النفس بشكل كبير، فكنا كأسرة واحدة، ولم تكن د. جيهان تتعامل معنا بمنطق الأستاذ والتلميذ بل كانت أما حنونا لنا جميعا، وهذا زاد من رباط المودة والترابط بيننا جميعا. وهذا النضج اكتشفته وشعرت به بعد عودتي من الخارج.
ماذا استفدت من تلك الرحلة؟
تلك الجائزة هي حافز كبير لي للتقدم لجائزة الدولة للإبداع والتقدم لمنحة خارجية في دولة أوروبية، سواء في روما أو غيرها، أصبح لدي رغبة في الاحتكاك بثقافات أخرى من كل دولة، من أهم المميزات بالخارج هو احترام الإنسان، فهناك اطلاع على عوالم أخرى وأرغب في التعلم من كل مكان.
هل شعرت بفارق فني في شخصيتك بعد تخرجك من المعهد؟
حتى لو انتهت دراستي بالمعهد سأظل طوال حياتي أتعلم يوميا من الحياة، فالتعلم لا ينتهي بنهاية أيام المعهد، وخصوصا أن مهنة التمثيل هي مهنة لدراسة البشر ويوميا أتعرف على بشر جدد وأتعلم منهم باستمرار. تعلمت في المعهد الالتزام، لكن من الناحية الفنية لا أستطيع تحديد عناصر معينة تعلمتها لكن نتيجة التعلم تبدو واضحة في عملي وأسلوب عملي، فقد تطور أدائي بشكل كبير كممثل، فمثلا تطور تركيزي بشكل كبير وقد تعلمت من كل أستاذ ودكتور في المعهد، فقد وهبت نفسي للمعهد والتعلم طوال وجودي به، فأبدو مثل النبات الذي بدأ بذرة صغيرة وكبرت حتى صارت شجرة كبيرة. كما أنوي للتعيين بالمعهد بمجرد فتح باب التعيين.
الأفلام القصيرة
هل لديك اهتمامات أخرى إضافة للتمثيل؟
أهوى التصوير وإخراج الفيديو لاخترق عوالم أخرى غير التمثيل وأطور نفسي. كنا ندرس في السنة الرابعة مادة التمثيل التلفزيوني وتتضمن تقديم مشروع تلفزيوني فكرة وإخراجا وتمثيلا، لا نقيم فيها على جودة الإخراج ولكن فقط على التمثيل، واهتممت جدا بتلك المادة خصوصا أننا ندرس أصلا الإخراج المسرحي وليس السينمائي، فصنعت فيلما قصيرا مدته أربعة دقائق اسمه (باتمنى) نال إعجاب لجنة التحكيم بشكل كبير، لدرجة أن المخرج هاني إسماعيل اقترح علي تقديمه في المهرجانات، فقدمته في مهرجان سواسية بالسويس وتم قبوله من لجنة تحكيم مكونة من الفنان سيد رجب والمخرج خالد يوسف والمخرج خالد الحجر والمخرج أحمد كمال، ثم تقدمت به في مهرجان يوسف شاهين للأفلام القصيرة ومهرجان ساقية الصاوي، ولاقى الفيلم قبولا كبيرا من المتلقين. كما أننا في إيطاليا قد التقينا بالسفير المصري في إيطاليا بدعوة الأكاديمية المصرية للفنون بروما، وعندما طلب منا السفير تقديم مواهبنا عرضت الفيلم حيث لاقى إعجابه وإعجاب الحاضرين.
كيف تنظر للمستقبل؟
ما أفكر فيه حتى الآن أن أكون ممثلا فقط في مستقبلي، لكن أي ممارسات أخرى من باب الهواية والحب فقط، لكنني تعلمت مع ذلك كيفية الإخراج للفيديو والسينما، ورغم أن المسرح أبو الفنون لكن أحلامي سينمائية، أحلم أن أكون بطلا سينمائيا كبيرا.
هل اشتركت في أعمال على مستوى الاحتراف من قبل؟
على مستوى الاحتراف قمت ببطولة مسرحية (مالك) إخراج وليد محمد للمسرح التجاري منذ ثلاث سنوات، ومسرحية (أليس في بلاد العجائب) التي شاركنا بها في مهرجان نقابة المهن السينمائية ونظرا لنجاحها قدمناها كعرض موسمي، ثم شاركت في مسرحية (شباب في عين الرسول) بمسرح البالون. وفي مجال الفيديو شاركت في مسلسل الحرباية 2017 مع هيفاء وهبي وعمرو وأكد إخراج مريم أحمدي وقمت بشخصية الشيخ سالم، ومسلسل حلاوة الدنيا إخراج حسين المنباوي. كما أنني أشارك كثيرا في أعمال الدوبلاج لتميزي فيها بالتلاعب بالأصوات.
من هم نجومك المفضلون؟
أحب من الممثلين العالميين جين كاري وجيمي ديب، ومن المصريين كريم عبد العزيز ونور الشريف وأحمد زكي ويحيى الفخراني وإسماعيل يس.
بماذا تحلم؟
لدي أحلامي كممثل وإن كنت سأتقدم للتعين في هيئة التدريس لكن الأولوية للتمثيل لو حدث تعارض، خصوصا أن العمل بالتمثيل يحتاج للتفرغ والتركيز في الدور، حتى إنني في المعهد كنت حريصا على الحضور بشكل كبير وعدم الغياب خصوصا عندما يعرض على عمل بالتمثيل خارج المعهد. وأنا أحلامي وطموحاتي ليس لها حدود فكل يوم يخلق حلم جديد.
ماذا تحب أن تقدم بالمسرح للجمهور؟
المسرح لا يتجزأ، وما نقدمه الآن يجب أن يناسب العصر الحالي والهدف من المسرح هو إنارة عقل المشاهد فالمسرح حياة، فمعظم ما يقدم بالفيديو تجارة لكن المسرح وإن كان به بعض من التجارة لكنه في الأساس رسالة وكل ما يقدم في المسرح سواء أكان كلاسيكيا أو عصريا فهو تجربة جديدة، أيا كانت المسرحية فهي تجريب، فلا بد أن أقدم ما يناسب سنة 2019 حتى لو كانت المسرحية كلاسيكية.


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏