العدد 602 صدر بتاريخ 11مارس2019
عدة اعتراضات أبداها بعض مخرجي فرق الجامعات الخاصة حول مسابقة إبداع التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة، تفجرت هذه الاعتراضات أولا بشكوى عبد الله الشاعر مخرج فريق جامعة الأهرام الكندية من عدة أمور خاصة ببنود المسابقة، ومنها البند الثاني الذي ينص على تقديم سي دي للبروفة النهائية للعرض، وهو ما قام به فريق جامعة الأهرام الكندية وتم استبعاده.
وكذلك البند الثاني عشر الذي ينص على أنه يحق لكل جامعة المشاركة بعرض واحد إلا في حالة وجود قسم خاص بالمسرح فيحق للجامعة المشاركة بعرضين.. واحد في المسابقة الرسمية والآخر في مسابقة المتخصصين وهي مسابقة منفصلة، وقد شاركت سبعة عروض من المنصورة وثلاثة من جامعة القاهرة وهو ما آثار تساؤلات حول مشاركة هذه الأعداد من جامعة واحدة.
أبدى المخرج عبد الله الشاعر وبعض المخرجين اعتراضهم على عدم العمل ببنود اللائحة واختلال بعض المعايير الخاصة بشروط المسابقة. مسرحنا تعرض هذه الشكاوى وردود المسئولين عن المسابقة ورأي لجنة المشاهدة.
قال المخرج عبد الله الشاعر الذي يقدم العمل المسرحي مع فريق جامعة الأهرام الكندية: ليس لدي أي مشكلات في ما يتعلق بالفنيات ولكن المشكلة الأساسية في ثلاث نقاط مهمة في اللائحة، فهناك بند رقم 2 الذي ينص على أن الفرق تقدم سي دي للبروفة النهائية للعرض وعندما قمنا بسؤال القائمين على المهرجان، أكدوا لنا أن ما يحتاجون مشاهدته هو بروفة من القاعة دون وجود ديكور أو ملابس حتى يتعرفوا على فكرة العرض وقصته ويتم استبعاد من يتخطى الخطوط الحمراء سواء دين أو سياسية أو جنس وكما نعلم أن الجامعات الخاصة ليس لديها مهرجان مثل جامعة القاهرة أو حلوان أو جامعة عين شمس الذي يتم من خلاله تصعيد العروض لمسابقة إبداع، وهذا بدوره يؤدي إلى وجود عروض متكاملة، وقد تم خصم خمس درجات الديكور من العرض وفوجئنا باستبعادنا لأن العرض لا يرقى للمستوى الفني، وكان ردي أن الفريق يحتاج إلى مدة أطول فما زال لدينا شهر كامل واليوم الواحد يحقق فارقا في المستوى الفني، بالإضافة إلى أن العناصر غير مكتملة لأنها بروفة في القاعة بناء على شروط المسابقة.
وأضاف: كذلك بند رقم 12 الذي ينص على أنه يحق لكل جامعة المشاركة بعرض واحد إلا في حالة وجود قسم خاص بالمسرح فيحق للجامعة المشاركة بعرضين.. واحد في المسابقة الرسمية والآخر في مسابقة المتخصصين وهي مسابقة منفصلة.. وكما هو واضح في الجدول هناك مشاركة أكثر من عرض من أكثر من جامعة.. على سبيل المثال جامعة المنصورة تشارك بسبعة عروض في المسابقة وجامعة القاهرة تشارك بثلاثة عروض.
وتساؤلي: لماذا لا يتم منح فرصة للجامعات الخاصة التي لا تخصص لها مسابقة، ومهرجان إبداع يعد المتنفس الوحيد لها؟
تابع: المشكلة أن إدارة المهرجان وضعت شروط وأخلت بها ولو أننا علمنا من البداية بضرورة تصوير البروفة على خشبة المسرح لكنا قمنا بتصوير بروفة متكاملة العناصر.
وفي النهاية، أحترم وجهة النظر الفنية ولكني أتحدث في حق فريق بذل قصارى جهده خلال ثلاثة أشهر.
“دون المستوى”.. جملة صادمة للفريق
بينما ذكر محمد أشرف رئيس فريق جامعة الأهرام الكندية، أن هناك اختلال في المعايير وهو شيء غير مقبول، فمهرجان إبداع مهرجان للهواة، وكما نعلم الجهات المحترفة هي من تقوم بتوجيه الهواة، ولكن هناك اختلالا في بعض المعايير، ومنها بند رقم 12، وعندما تحدثنا مع القائمين على المسابقة أوضحوا حول سبب استبعادنا قالوا إن العرض دون المستوى، وهي جملة صادمة، فالفريق بذل قصارى جهده ويجب احترام مجهوده.
وتابع قائلا: الفن وجهات نظر ودور لجنة المشاهدة تقييم الإطار العام للعرض ورؤية ما هو محظور، أما التقييم الفني فهو دور لجنة التحكيم.
تجاوز غير مقبول
بينما أعرب المخرج محمد عادل يس مخرج عرض «مش هي كده» للمعهد التكنولوجي العالي بالعاشر من رمضان، عن بالغ أسفه، وذلك لأن عرضه حاصل على المركز الأول في مسابقة الجامعات والمعاهد الخاصة وهي مسابقة رسمية. أضاف: “ما أثار استغرابي أن العرض لم يقبل من لجنة المشاهدة على الرغم من حصوله على المركز الأول، وهذا يعني أنه أقل من مستوى المشاركة في مسابقة إبداع، الأمر تجاوز غير مقبول”.
بينما ذكر المخرج وليد طلعت مخرج فريق الجامعة الألمانية أن هناك ضرورة تحتم على القائمين على المهرجان وضع شرط ملزم لجميع الكليات المشاركة أن تكون بروفة العرض المشارك متكاملة العناصر وتصوير بروفة كاملة مرفق بها اسكتش خاص بالديكور حتى لا يكون هناك عروض متكاملة العناصر وعروض أخرى غير مكتملة.
أضاف: كذلك فإن فكرة تقديم عرضين في اليوم هو أمر شاق، خصوصا أن الفاصل بينهما خمس ساعات، وخلال هذه المدة القصيرة يقوم المخرج بوضع خطة للإضاءة ووضع ديكور وعمل بروفة جينرال وهو أمر شاق، إضافة إلى تدخل مسئول البث التلفزيوني في عمل الإضاءة أثناء العرض وهو أمر غير مقبول، واقتراحي لحل تلك الإشكالية أن تقدم الجامعة العرض مرتين على أن تكون المرة الأولى خاصة بلجنة التحكيم والجمهور والمرة الثانية خاصة بالبث التلفزيوني.
معيارنا الجودة الفنية
أوضح الناقد المسرحي باسم صادق عضو لجنة مشاهدة واختيار عروض مهرجان إبداع هذا العام، أن فلسفة المهرجان هي إتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من الفرق الجامعية المشاركة، وتسهيلا لذلك سمحت الوزارة للفرق بتقديم عروضها مصورة على سي دي حتى إذا كان ينقصها عنصرا الديكور أو الإضاءة مثلا.
وتابع قائلا: شاركت في اللجنة برفقة الفنانين أحمد ماهر وفتوح أحمد، وهما قامتان لهما تاريخهما الفني والمسرحي الكبير، وبالطبع نستطيع الحكم على جودة العروض من عدمها حتى مع غياب عنصر الديكور.. وهذا معمول به في كثير من المهرجانات.. أما فكرة خصم درجات الديكور بالكامل من تلك العروض غير المكتملة فهذا لم يحدث مطلقا، ولكن تم منح تلك العروض خمس درجات من عشرة لأنه من غير المنطقي أن تتم المساواة بين عرض متكامل العناصر وآخر غير متكامل.. كما أنه ليست الأزمة في درجات الديكور فقط لأن نجاح العمل وجودته لا تعتمد على الديكور فقط، خاصة إذا كانت العناصر الباقية مكتملة فهذا يشفع للعرض خاصة إذا توفرت جودة التمثيل والرؤية الإخراجية المتميزة، ورغم هذا راعينا كلجنة ظروف بعض الفرق التي تتعرض لمضايقات في كلياتها وتعاني من عدم صرف الميزانيات أو في الحصول على أماكن البروفات، فقررنا منح الحد الأدنى من درجات الديكور، بجانب المعيار الأساسي وهو الجودة الفنية ولا شيء سواها.
فيما قال الفنان فتوح أحمد عضو لجنة المشاهدة والاختيار: “هدف مسابقة إبداع هو استقطاب الشباب من جميع الجامعات من كل المحافظات لتقديم إبداعاتها الفنية، وقد كان المعيار الأساسي في التحكيم هو الجودة الفنية وليس لدينا أي تحيزات، فقد قمنا باختيار أكبر عدد من العروض الجيدة وإذا قمنا بتطبيق المعايير الأكاديمية بحذافيرها سيكون عدد المشاركات أقل بكثير. فقمنا بمراعاة الظروف المختلفة للفرق الجامعية. وفي النهاية، نحن سعداء بالمجهود المبذول من قبل الفرق الجامعية المشاركة وغير المشاركة في مسابقة إبداع”.
وقالت الدكتورة أمل جمال وكيل وزارة الشباب والرياضة ورئيس الإدارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية، ردا على ما صدر من اعتراضات: “أنا أحترم رأي لجنة المشاهدة فهم متخصصون يقومون بالتحكيم وفقا لمعايير فنية، فلجنة المشاهدة رأت كل العروض وقامت بكتابة تقرير عن كل عرض مقدم وهي لجنة موضوعية ليس لها أي انتماءات أو تحيزات، وكما نعلم في أي مهرجان تحدث اعتراضات من قبل المخرجين الذين لم يشاركوا في المسابقة”.
وفيما يخص مطالبتنا بتصوير بروفة نهائية، فقد قمنا بإيضاح أن البروفة النهائية مكتملة العناصر من ديكور وملابس «بروفة جينرال»، وقد كانت هناك لجنة رأفة، فهناك بعض المعاهد التي لا تستطيع أن تقوم بعمل ديكور مرتين. وقد راعينا تلك النقطة، فليس باستطاعة كل جامعة توفير مسرح، ولذلك طلبنا بروفة نهائية للعرض.
وأضافت: فيما يخص مشاركة 7 عروض من جامعة المنصورة، نحن نقف بجوار كل الطلبة وكانت هناك مشكلة يعاني منها مخرجو جامعة المنصورة وقاموا بتقديم شكوى للوزير، فقمنا بالسماح لهم بتقديم السي دي الخاص بالعروض، وذلك لوجود لجنة متخصصة في مسابقة إبداع، ونحن لم نضع شروطا تتصل بعدد العروض المشاركة وهذا ليس بجديد، ففي العام الماضي شاركت أربعة عروض من جامعة المنصورة ولم تحدث أي اعتراضات.