في ندوة شمس وقمر.. يعقوب الشاروني: جماهيرية العرض فاقت كل ما شاهدته من عروض الطفل

في ندوة شمس وقمر.. يعقوب الشاروني: جماهيرية العرض فاقت كل ما شاهدته من عروض الطفل

العدد 602 صدر بتاريخ 11مارس2019

أقام المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية برئاسة الفنان القدير ياسر صادق، الأسبوع قبل الماضي، ندوة نقدية لمناقشة العرض المسرحي “شمس وقمر” على خشبة المسرح القومي للطفل، جاء ذلك ضمن الندوات الشهرية التي ينظمها المركز لتوثيق العروض المسرحية لتصبح مرجعية لطلاب المسرح والمتخصصين في هذا المجال. تحدث في الندوة الكاتب يعقوب الشاروني والفنان والناقد محمد عبد المعطي، وحضرها مدير المسرح الفنان حسن يوسف بالإضافة إلى صناع العمل وأبطالة.
أدار الندوة لأول مرة الباحث والمخرج محمد حسين الذي قدم نبذة عن العرض، مشيرا إلى أن كاتبه هو توفيق الحكيم عام 1960 بعنوان “شمس النهار”، وإلى أنه كان يتضمن ثلاثة فصول استطاعت الكاتبة فاطمة يوسف مؤلفة “شمس وقمر” أن تختزله وتطوعه ليصبح عرضا مسرحيا للطفل.
قدم الكاتب الكبير يعقوب الشروني التهنئة للمسرح القومي للطفل على هذا العرض، واصفا إياه بأنه يشع نورا وفرحا، مضيفا أنة بلغ من العمر 90 عاما قضى منها 70 عاما في كتابة نصوص مسرحية للأطفال فقط.
تابع: إن جماهيرية هذا العرض فاقت كل العروض التي شاهدها للطفل من قبل من حيث التفاعل الإيجابي مع الممثلين. وعن المشهد السينمائي الذي جاء في بداية العرض، أوضح الشاروني أن هذا المشهد البسيط كان مهما للغاية حتى يستطيع المتلقي استيعاب العمل واستكماله حتى النهاية، حيث أوضح رسالة العرض بشكل مباشر من البداية، مؤكدا أن عظمة العمل تكمن في الأسلوب المباشر الذي حول النص إلى عرض مسرحي تربوي، مد المتلقي بمعلومات عن كيفية التعامل والتواصل مع الآخر.
أما الفنان والناقد محمد عبد المعطي، فقال إن مسرح الطفل أعظم مكتشفات القرن العشرين، يستطيع العالم من خلالة أن يعد شعبا واعيا مثقفا ينتمي انتماء حقيقيا لوطنه. أضاف أنه اكتسب كل خبراته وفلسفاته وإبداعاته وأشكاله من مسرح الكبار من 3000 سنة، وقام بتطبيقه بشكل واعٍ للتواصل مع الطفل وتحليل شخصيته.
وأكد أن مسرح الطفل في مصر والعالم لم يقم عليه إلا أناس وطنيون قادرون على صناعة الإنسان الحديث، وفي مصر بالتحديد يستطيع مسرح الطفل أن يفوق كل هذه النجاحات. تابع: إن هذا المسرح يمثل له الابن والأب، فهو الابن الذي ولد فيه كممثل وهو الأب الذي ساهم في بنائه.
أكد عبد المعطي أن مسرح الطفل لا يقتصر على كونه مسرحا تربويا بل إنه يتميز أيضا بالإبداع والجماليات، وإن سبب نجاح هذا العمل هو حب الممثلين لما يقدمونه وحبهم وإيمانهم بالطفل، مؤكدا أيضا أن الفنان سامح يسري بطل العرض لم يترك فرصة تربوية إلا أكدها أثناء العرض. وعن المشهد الذي جمع بين بطلي العرض سامح يسري وإيناس نور لأكثر من 20 دقيقة، قال إن هذا المشهد قد يصيب المتلقي بالملل لولا عبقرية هؤلاء الأبطال في التواصل مع المتلقي.
بينما أكد الفنان حسن يوسف مدير المسرح القومي للطفل، أن الفرقة تسير بشكل منتظم، وقريبا سيكون هناك أغنية ثابتة للمسرح تعرض على قناة الـ«يوتيوب» الخاصة بالمسرح. تابع: دائما المسرح القومي للطفل غني بجمهوره الذي يحرص على مشاهدة كل العروض التي ينتجها وتعرض على خشبته، وأن الدعاية الخاصة بعروض المسرح ذاتية يقوم بها أبناء المسرح بشكل جيد، مؤكدا أن عروض القومي للطفل ناجحة دائما على المستويين النقدي والجماهيري.
فيما قال الفنان سامح يسري بطل العرض إنه سعيد بحضور قامات كبيرة لمناقشة العمل وبسبب النجاح الكبير الذي يحققه العرض منذ افتتاحة من 4 سنوات، مؤكدا أن كل فريق العمل يؤمنون بالرسالة التي يقدمونها من خلال هذا المسرح التربوي، لذلك حالفنا النجاح في كل المواسم السابقة. أوضح يسري أن من رشحه للبطولة هو المخرج محمود الألفي رحمة الله عليه، مخرج العرض. مشيرا إلى أنه مع ذلك كان يشعر بالقلق بسبب عدم التزامه في البروفات الأولية (التربيزة)، ولكن يسري كان واثقا أنه سيبهر المخرج بأدائه، وهذا ما أقره الجميع بعد الافتتاح. أشار يسري أيضا إلى أن العرض يقدم كل ما هو محترم وبسيط يصل لأجمل قلوب، وهي قلوب وعقول أطفالنا.
وأعربت الفنانة إيناس نور عن سعادتها بحب الأطفال والفرحة التي تشع من أعينهم أثناء مشاهدة العرض والتفاعل الإيجابي من الجماهير وأولياء أمور الأطفال الذين يثنون عليهم عقب الانتهاء من العرض.
أضافت أنها ابنة هذا المسرح تقف على خشبته منذ كان عمرها خمس سنوات. توجهت بالشكر للدكتور محمد عبد المعطي وقالت إنها تعلمت منه الكثير، كما وجهت الشكر أيضا لمدير المسرح القومي للطفل الفنان حسن يوسف، واصفة إياه بالمحارب الذي يدافع عن مسرحه وعن بيته، متمنية أن يهتم الإعلام بمسرح الدولة كما يهتم ببعض الأمور الأخرى التي قد تفسد الذوق العام.
وقال الفنان محمود عبد الغفار إنه ابن مسرح الطليعة وعندما رشحه المخرج محمود الألفي رحمة الله عليه، لهذا العمل وافق علة الفور، مضيفا أن هذا العمل هو الأول له على خشبة مسرح متروبول. وأكد أنه كان يشارك في معظم أعمال الأطفال التلفزيونية في الثمانينات.
بينما قال الفنان ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح:
اكتشفت في سامح يسري كاريزما قويه لدى الأطفال، وأتمنى أن يقوم بعمل ألبوم غنائي مخصص لهم.
أضاف أن المركز القومي للمسرح والموسيقى بصدد إنشاء قناة على الـ«يوتيوب» لعرض كل العروض والفعاليات وكل أشكال الفنون المختلفة لوزارة الثقافة بشكل عام التي يقوم المركز بتوثيقها وتصويرها، مشيرا إلى أن المركز اتخذ الإجراءات القانونية لهذا المشروع وتمت الموافقة عليه من الجهات المختصة.
فيما أكد المستشار الدولي الإعلامي أحمد السيد أنه يشاهد العرض للمرة الثانية تعبيرا عن إعجابه بكم الإبداع المتوفر في هذا العمل الرائع الذي يحمل رسائل تربوية وثقافية، وأنه يثمن العمل أكثر لوجوده على خشبة مسرح الدولة وهو مسرح عبد المنعم مدبولي، كما أوضح أن العرض يتناول فكرة البر بالأوطان.
“شمس وقمر” إنتاج المسرح القومي للطفل، عن نص توفيق الحكيم «شمس النهار»، تأليف فاطمة يوسف، من بطولة سامح يسري، إيناس نور، محمود حسن، محمود عبد الغفار، ديكور وملابس محمد عبد المنعم، الاستعراضات إشراف عاطف عِوَض، أشعار محمود جمعة، موسيقى عطية محمود، وإخراج محمود الألفي.
 

 


محمود عبد العزيز