من حصاد ورش المهرجان القومي: المتدربون يشيدون بالورش ويحلمون بتطويرها في السنوات القادمة

من حصاد ورش المهرجان القومي: المتدربون  يشيدون بالورش ويحلمون بتطويرها في السنوات القادمة

العدد 573 صدر بتاريخ 20أغسطس2018

ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح في دورته الـ 11 برئاسة د. حسن عطية دورة الكاتب محمود دياب ، نظمت إدارة المهرجان مجموعة من الورش التدريبية تنوعت بين الارتجال وقد حاضر فيها د. نبيلة حسن أستاذ التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية، والإضاءة المسرحية للدكتور صبحي السيد ، أستاذ الديكور بالمعهد العالي للفنون المسرح، والسينوغرافيا للدكتور محمد سعد أستاذ الديكور بقسم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان، ومسرح ما بعد الدرامي للأستاذ ياسر علام، وذلك في الفترة من 24 إلى 30 يوليو بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، استهدفت الورش الأربعة مجموعة من المتدربين ممن تميزوا في الإخراج المسرحي بالهيئة العامة لقصور الثقافة وبخاصة لما قدموه من أعمال تابعة لإدارة الطفل ، ونوادي المسرح و4 طالبات من كلية آداب مسرح حلوان
.. التقينا بمجموعة متنوعة من متدربي هذه الورش للتعرف على طبيعة الورش و مستوى التنظيم ومدى الفائدة التي حققها المتدرب .يقول محمد نوير : أعمل مخرجا بإدارة الطفل بالهيئة العامة لقصور الثقافة ، ورئيس المكتب الفني لفرقة البدرشين المسرحية ، و قدمت عددا من التجارب بالثقافة الجماهيرية كمخرج منفذ وممثل ، ولى تجربتين بمسرح الشباب والرياضة ، و تجربتين من إخراجى لمسرح الطفل هما ( جحا ثري دي ) ، ( سندباد صانع المعروف ) وحصد عنهما بعض الجوائز في مهرجانات الهيئة.، مضيفا أن أغلب من تم اختيارهم من متدربين تابعين لإدارة الطفل وتديرها لميس جمال الدين ، وهي تعرف المتميزين من خلال متابعتها لنشاط الإدارة .
ويؤكد نوير أنه شارك كمتدرب في ورشتي الإضاءة والارتجال على أن محتوى الورشتين مفيد بشكل كبير ، لاسيما وأن أغلب المتدربين لهم خبرة عملية مع الحقل المسرحي بمواقعهم لسنوات طويلة ، وما ينقصهم هو الجانب العلمي الأكاديمي ، وهو ما استطاع تحصيله خلال الورشتين رغم قصر الفترة الزمنية 3 أيام للإضاءة ، 6 أيام للارتجال .
و يشير إلى أن د. نبيلة حسن طلبت من متدربي ورشة الارتجال الاجتماع في اليوم الأخير لصياغة توصياتهم ومقترحاتهم حول تطوير الورش في السنوات المقبلة .
ويضيف: أنه تم صياغة هذه التوصيات وعرضها على د. حسن عطية ، والذي وعد بدوره أن يعرضها على د. أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة .وتمنى في ختام حديثه أن يكون وزملاؤه من مجموعة المتدربين عند حسن الظن وقدر المسئولية .
بين جيلين من المخرجين
ويقول حسن عباس ، مخرج بالثقافة الجماهيرية، إدارة الطفل، قدمت عددا من العروض المسرحية بالهيئة منها مؤخرا مسرحية ( باب الجنة ) تأليف محمد عبد الحافظ ناصف بقصر ثقافة العدوي بكفر الشيخ ، و ( مشعلوا الحرائق ) لـ ماكس فريش بقصر ثقافة المحلة، مشيرا إلى أن اختياره كمتدرب داخل الورش من قِبل إدارة الطفل ، كعملية دمج بين جيلين وأكثر داخل الورشة ، من خلال مشاركة بعض المخرجين المعتمدين مع بعض شباب النوادي .
وأوضح : عندما تم إبلاغي باختياري متدربا ترددت في البداية ولكن عندما علمت أن الورشة في المعهد العالي للفنون المسرحية ، تديرها د. نبيلة حسن ، مع د. حسن عطية رئيس المهرجان، ومعهما د. صبحي السيد لورشة الإضاءة، وافقت فورا ، مضيفا أن فوائد الورش كثيرة ومتعددة منها المناقشات والتواصل بين أكثر من جيل والاحتكاك والتعارف، وأنه قد اختار ورشتي الارتجال ومسرح ما بعد الدرامي ، رغم أنه كان يرغب في المشاركة في الورش الأربعة ولم يتمكن من ذلك نظرا لأن ورشتي الإضاءة والسينوغرافيا على التوازي مع الارتجال ، وما بعد الدرامي .
واشار إلى أن ورشة مسرح ما بعد الدرامي سمحت له بتطبيق ما درسه على عروض المهرجان ، من كيفية إعداد النص ، وقراءة العرض المسرحي ، وأن خبرة المتدربين أثرت النقاشات كثيرا ، فتعرف المتدربون على الفارق بين مسرح بيراندللو وبريخت وغيره ، وعن ورشة الارتجال يصفها بأنها علمية أكثر منها ممارسة فعلية ، ولكنها أضافت للمتدربين خبرة جديدة في التعامل مع متدربين جدد في مواقعهم ، مؤكدا أن زملائه من شباب المتدربين يتسمون بالطاقة والخيال المتفجر.وقد صاغ عباس توصيات مجموعة المتدربين حول هذه الورش في البيان التالي:
توصيات المتدربين
نقدم نحن فناني الإدارة العامة للطفل والمشاركون فى الورشة الفنية والعلمية ( الدفعة الأولى ) والمقامة فى المعهد العالى للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون ضمن فاعليات المهرجان القومى للمسرح المصري عرفاناً وثناءاً للأساتذة للدكتور أحمد عواض ، رئيس الهيئة ، الدكتور حسن عطية رئيس المهرجان
، لاميس جمال الدين مدير عام الإدارة العامة للطفل، ، شريف صلاح الدين ، عمر حمزه ، مدير النوادى ، لما بذلوه من جهد كبير لتنفيذ هذه الورشة فى ظل ظروف صعبة جدا ، كما نشكر كل من الأساتذة الدكتورة نبيلة حسن الأستاذة بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد، الدكتور صبحى السيد استاذ الديكور، الدكتور ياسر علام أستاذ الدراما، الدكتور محمد سعد استاذ السينوغرافيا، فى مجالات ( الارتجال والتمثيل - ما بعد الدرامى - الإضاءة المسرحية -السنوغرافيا المسرحية ) سعدنا كثيرا ونتمنى من الله سبحانه وتعالى أن تستمر هذه الورش الفنية المتخصصة فى نفس التوقيت من كل عام ، وفق الجميع لما فيه خير مصرنا الحبيبة، وعليه نتمنى ان تفيد هذه التوصيات فى الأعوام القادمة ان امكن آملين أن لا نثقل عليكم بها .
التوصيات:
- زيادة عدد ساعات الورشة مع توزيعها على جميع المجالات دون تضارب مما يعطى للدارسين حضور جميع التخصصات.
- إضافة مجالات جديدة ( دراما حركية / كيروجراف ، ماكياج )
- وجود مادة علمية لكل مجال توزع على الدارسين موثقة في شكل ( ورقية أو cd )
- تقديم منتج فني جماعى يشارك فيه جميع الدارسين بمختلف التخصصات تحت إشراف أحد الأساتذة.
 محاولات اجتهادية
وتقول رشا عادل ، الغردقة ، أنها تم ترشيحها من قِبل إدارة الطفل بناء على تجربة مسرحية قدمتها على قصر ثقافة الغردقة بعنوان ( أرض الأحلام ) ، وحصلت على المركز الاول في المهرجان الإقليمي في نوادي مسرح الطفل ، وتضيف : انها حصلت على ورشتي الإضاءة والسينوغرافيا ، وأنها حققت فائدة كبيرة من المحتوى ، لاسيما محاضرات د. صبحي السيد التي تخللتها محاضرة عملية على مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية ، تعرفت منها على كيفية عمل خطة اضاءة لعمل مسرحي وانواع كشافات الاضاءة وكيفية ضبطها ، وعن ورشة السينوغرافيا تضيف : انها طلبت من د. محمد ىسعد ، في ورشة السينوغرافيا أن يتمكن المتدربون من العمل بأيديهم ، ورغم عدم توافر الخامات بالورشة ، إلا أن د. محمد سعد استعان بخامة عجينة الورق ليتمكن المتدربون من تعلم ( طريقة تصنيع الماسكات ) ، وتوضح أنها تقوم بتصينع الماسكات باستخدام خامة القماش جوخ المحشو بالفابير ، في العروض التي تقدمها لنوادي مسرح الطفل في ظل ضعف ميزانيات الانتاج ، لافتة إلى أن الورش رغم فائدتها الكبيرة إلا أنها تحتاج لوقت أطول ، وعملي أطول ، لذا تصف الورش بأنها منتصف طريق ويحتاج لأن يكتمل ، وتؤكد أن مدينة الغردقة بوجه خاص ، ومحافظة البحر الأحمر بوجه عام ، تحتاج لهذا النوع من الورش بشكل كبير ، فهي ليس بها مصممي ملابس وعرائس وماسكات الخ ولكن تظل جميع المحاولات هناك حتى الآن اجتهادية .واقترحت للسنوات القادمة أن تكون مواعيد الورش على التوالي ، حتى يتمكن جميع المتدربين من الاستفادة بجميع الورش ، وأن تستمر الورش طوال فترة المهرجان .
وتقول سلمى محمد عبد النبي ، شعبة النقد والدراما بقسم المسرح جامعة حلوان ، إنها تقدمت للمشاركة في البداية كمتطوعة في لجنة التنظيم الخاصة بالمهرجان ، وعندمات علمت بورش المهرجان تقدمت للمشاركة كمتدربة ، وتم قبولها بالفعل ، وتضيف : انها تطمح ان تخوض تجربة الاخراج هذا العام في نوادي المسرح ، لذا ترى استفادة كبيرة من ورشة الاضاءة ، وتضيف أن التنظيم كان جيدا ، ولم يواجهها أية مشكلة ، فالورشة تقام داخل المعهد العالي للفنون المسرحية ، لافتة إلى أن جميع المتدربين يتركون بطاقاتهم الشخصية لفرد الامن على باب المعهد في كل يوم .
بينما تقول فاطمة الزهراء مصطفى ، طالبة بكلية الفنون التطبيقية ، إنها تقدمت للورشة ، وحضرت يومين في ورشة الإضاءة لكنها لم تكملها لأنها لم تجد أنها مفيدة لها في تخصصها الدراسي والعملي ، فهي مفيدة أكثر للممثلين والمخرجين وغيرهم .
 الورش مفيدة رغم ضيق الوقت
ويقول محمد عزت ، مخرج معتمد بالثقافة الجماهيرية ، وإدارة الطفل أنه ينوي تقديم تجربة جديدة كشريحة طفل في محافظة الدقهلية ، وقد استفاد كثيرا من ورشتي الارتجال ، ومسرح ما بعد الدرامي ، مضيفا بصفة عامة تساهم هذه الورش المتخصصة في صقل الموهبة لدى مخرجي الثقافة الجماهيرية لتقديم عروض منضبطة ، مشيرا إلى أنه رغم ضيق الوقت للورشتين على مدار 6 أيام ، إلا أن الفائدة كبيرة ، فكلا الورشتين اتسمتا بثراء المحتوى ، وأكد على أهمية استمرارية هذه الورش وتطويرها .
ويقول عبد الله حامد ، نوادي مسرح أسيوط: تم اختياري بناء على تجربة قدمتها للطفل بقصر ثقافة أسيوط بعنوان ( السعادة ) من تأليفي وإخراج ، مضيفا أنه اجتاز ورشتي الارتجال والاضاءة ، وأنه استفاد منهما كثيرا ، خاصة ما يتعلق بكيفة تدريب الاطفال في ورشة الارتجال ، وأما الاضاءة المسرحية فهي تضيف لخبراته ومهاراته كمخرج مؤكدا ان ورشة الدكتور صبحي السيد في الاضاءة المسرحية ثرية رغم بساطتها .
تكسير الصورة النمطية لفكرة الورشة
ومن المدربين التقينا بالأستاذ ياسر علام ، المعيد بقسم الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، والذي قام بالتدريب في ورشة ( مسرح ما بعد الدرامي )
يقول علام : الورش في حد ذاتها بالطبع تحقق فائدة ، ولكن لابد أن يكون الهدف واضحا في ذهن صنّاعها ، لذا اجتمعنا كمدربين في الورش المقامة ضمن فاعليات المهرجان القومي ( الارتجال ، والسينوغرافيا ، ومسرح ما بعد الدرامي ) تبادلنا الأفكار حول خطة العمل داخل الورش ، مع اعطاء الحرية للمدرب أن يقدم اجتهاده ، فالورشة هي مجموعة تحاول تبادل المعرفة للوصول لنقطة محددة .
وعن موضوع الورشة يضيف : موضوع الورشة هو مسرح ما بعد الدرامي ، خاصة وأن مصر حجم إسهامها في هذا المجال يكاد لا يذكر ، فهو ليس سهلا ، ولا أعلم عن ورش في مصر تمت في هذا الصدد ، بينما المغاربة ( دولة المغرب ) لهم اضافة جيدة في هذا المجال . ويضيف : اذا كنا بصدد ورشة ونريد أن تكون حقيقية ، فمن الضروري تكسير الصورة النمطية لفكرة الورشة ، فمن السهل صياغة معلومات تاريخية حول نشأة المسرح وصنّاعه ، ونماذج من العروض وكفى ، لكني أرى أن الأفكار والمعلومات على قارعة الطريق ، وما أسهل أن تسأل محرك البحث جوجل ، فالتحدي ليس في كم المعلومات المصمته ، بقدر صياغة معلومات تفاعلية ، بمعنى كيف تستطيع بناء منهجية وطريقة تفكير تسمح للمتدرب بالتعرف على المنهج ، منطلقاته ، وأسسه الجمالية . موضحا: في كل يوم أطرح على “ شركاء الورشة “ ، وهو المسمى الأصوب من وجهة نظري ، ما هو الموضوع الذي سنعمل عليه ، وفي اليوم الأول اخترنا كتاب ارسطو فن الشعر ، وكشف البحث السباق الزمني لظهور ارسطو ، ومدى تفاعله مع بنيات مشهدية عبر نصوص مسرحية أو عبر عروض كشفت عما يمكن أن اسميها بالحقائق الغائبة. فأرسطو لم يقابل هوميروس ، ولا اسخليوس ، ولا سوفوكليس ، ولا يوربيديس ، حتى اريستوفانيس مات قبل ميلاد ارسطو بعامين ، وبالتالي تأكدنا أن أرسطو قد اطلع على النصوص لكنه لم ير عرض مسرحي واحد منها .
ويضيف : اذن لو كان هناك قديما أدوات لحفظ العروض ، بالطبع كان المشهد سيختلف ( تفكيك ارسطو ) وهذا لا يمكن عمله بدون ورشة ، وهذا مثال ليوم واحد. وفي اليوم التالي : دار النقاش حول أدبية النص المسرحي ، وفي اليوم الثالث : درامية النص المسرحي ونقله إلى الفرجوية ، واليوم الرابع : الامتدادات الفلسفية والفكرية لتيارات اختلف معها مسرح ما بعد الدرامي ، ومحاولة اكتشاف قواسم مشتركة ومساحات سمحت ببزوغ هذا المسرح من بعدها ، فهذا ما أسميه ( ورشة ) .
 

 


عماد علواني