فرقة «النور للمكفوفين» بعد الاعتماد بثقافة أسيوط

فرقة «النور للمكفوفين» بعد الاعتماد بثقافة أسيوط

العدد 543 صدر بتاريخ 22يناير2018

«المسرح بالنسبة للمكفوفين هو اللوحة البيضاء التي يرسمون عليها الوجود، وهو الفضاء الذي يسبحون فيه»، تلك كانت كلمات أحد فناني فرقة النور المسرحية للمكفوفين، والتابعة لقصر ثقافة أسيوط. أسسها الفنان محمود عيد أخصائي التربية المسرحية، ومصمم الديكور بالهيئة العامة لقصور الثقافة الذي قال: مارست الإخراج مع الفرقة، ومن خلال نشاط المسرح أحاول أن أكتشف وأوظف مواهب المكفوفين وأن أدمجهم في المجتمع، وأدفعهم لمناقشة قضاياهم وقضايا المجتمع. ومن خلال المسرح بدأت اكتشاف المواهب وإشراكها في المسرحيات منذ عام 2007، من خلال عدة عروض منها كفر التنهدات، شيكامارا، حكاية بلدنا، أبو عجور، وغيرها وكنا نحصل على المركز الأول أو الثاني في مسابقات المدارس.
وأوضح محمود عيد أنه من خلال المشاركة في مهرجان مسرح شباب الجنوب بالأقصر تشكلت الدفعة الأولى للفرقة، وقد حصلوا على الكثير من الجوائز منها المركز ثالث والثاني تمثيل رجال مناصفة، وأحسن ديكور لحمدي قطب، وأحسن إضاءة لمايكل يعقوب، وشاركنا في المهرجان الثاني لمسرح شباب الجنوب بأسوان بعرض «خالتي صفية والدير» وحصلنا على جائزة تمثيل محمد حسن، وأحسن إضاءة مايكل يعقوب وأحسن ديكور لحمدي قطب، وكذا شاركنا في مهرجان شباب الحلم المصري في الإسكندرية، التابع لوزارة الشباب والرياضة وحصدنا أيضا المركز الأول على مستوى الجمهورية بعرض «حلم معاق» من إعدادي وإخراجي، وهو يشمل ممثلين من جميع الإعاقات تقريبا. وأضاف: طالبت من المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط تجهيز مسرح كامل بمدرسة المكفوفين، ووفر لنا الأجهزة وكل المتطلبات، لهذا أوجه الشكر لسيادته ولكل الجهات التي ساعدتنا لكي نظهر للنور، ومنها التربية والتعليم والشباب والرياضة والهيئة العامة لقصور الثقافة، وقد ساعدونا على تحقيق حلم الاعتماد، وأتمنى عمل عروض وتقديمها خارج مصر.
ويشير خالد أبو ضيف، مخرج مسرحي بالهيئة العامة لقصور الثقافة، إلى أن فريق النور نجح في تكوين سيرة جيدة له، حيث شارك في الكثير من التجارب في التربية والتعليم حيث منشأه وقدم بصمة في نوادي المسرح، وغير ذلك من مهرجانات، مما لفت نظر المسئولين فقرر ضياء مكاوي مدير عام فرع ثقافة أسيوط ووسام درويش مديرة قصر ثقافة أسيوط لاعتماد الفرقة ككيان، له مخصصات مالية. أضاف: وهذا هو أول عمل لنا عن نص «العميان» لموريس ميترجلن، وقد وجدت عندهم تركيزا يفوق كثير من العاديين، كما أنهم يحفظون جيدا مربعات المسرح، فلم أجد صعوبة في التعامل معهم مطلقا. وكان معنا في التعبير الحركي مصطفى أمين، وكذلك الملحن عبد الباري عبد العزيز والأشعار لمحمد أبو زيد، وفي الديكور محمود عيد وهو أحد مؤسسي هذه الفرقة. وإن شاء الله ربنا يوفقنا في هذا العرض.
وقالت لبنى نور الدين مرزوق خريجة كلية الآداب وإحدى أعضاء فرقة النور: اكتشف موهبتي الأستاذ محمود عيد وأنا صغيرة وأشركني في عرض «مواطن في دوامة»، ومن المسرحيات التي شاركت فيها أيضا (خالتي صفية والدير، فانتازيا مصرية، الواغش، الغجري، حلم معاق، العميان، مصيلحي لا يشكو الظروف)، وشاركت في الكثير من المهرجانات والمسابقات منها مسابقة الحلم المصري في الإسكندرية وقدمنا مسرحيتين هما الغجري وحلم معاق، وحصلنا على المركز الأول على مستوى الجمهورية، وكرمنا المحافظ في اليوم العالمي للإعاقة. وأضافت لبنى: أتمنى أن يعي الناس أن الكفيف ليس عاجزا عن فعل أي شيء وأنه شخص عادي بل ومتفوق. اختتمت: أشكر المخرج خالد أبو ضيف الذي لا يدخر جهدا في تدريبنا.
ويذكر جرجس سيدهم بكلية آداب قسم فلسفة من أعضاء الفرقة، أن المسرح هو المكان الذي يجعلنا نملك الكون وهو اللوحة البيضاء التي نرسم عليها أحاسيسنا ونبدع، الذي حققنا من خلاله أشياء لم نحققها في الواقع، أضاف: كانت البداية الحقيقية لنا هي مسرحية «حلم يوسف» وأول انطلاقة لنا مهرجان شباب الجنوب بالأقصر عام 2016، وحصلنا خلاله على مركز ثالث للعرض ومركز ثاني تمثيل رجال مناصفة بيني وزميلي حسن أحمد وجائزة ديكور. تابع أحب الأدوار إليّ دور فرح في مسرحية «الغجري» وعتمان في «حلم يوسف»، ورسالتي «إحنا نقدر وبنقول.. أنا مش كفيف، أنا يمكن فقدت عيني بس عندي حاجات أحسن»، وما زلنا نبحث عن حرية المسرح.
وتقول هدير محمود عبد الصبور كلية آداب: أكثر الأشياء التي أحبها هي المسرح، أمثل منذ الصف الأول الابتدائي، وقدمت دور صفية في «خالتي صفية والدير» كما عرضت مع الفرقة في الأقصر وأسوان والإسكندرية، وأتمنى أن أستمر مع الفريق طول العمر.
وقال عز علي فؤاد وحسين محمد عبد الصبور، بالصف الثالث الثانوي العام، من أعضاء الفرقة، إن الفضل في اكتشافهما يرجع للأستاذ محمود عيد، وإن التمثيل هو عشقهما الأول، وإنهما شاركا في الكثير من المسرحيات، وتمثلت الصعوبات في البداية في الخوف من الوقوف على المسرح، ولكن الحمد لله تجاوزا حاجز الخوف. أما عن تمنياتهما فهي تقديم عروض تخدم البلد.


كاتب عام