طلاب الأقصر يبدعون في دراما التعليم عندما تتحول مناهج التعليم إلى سينوغرافيا مسرحية

طلاب الأقصر يبدعون في دراما التعليم عندما تتحول مناهج التعليم إلى سينوغرافيا مسرحية

العدد 602 صدر بتاريخ 11مارس2019

في إطار خطة وزارة التربية والتعليم؛ لتحقيق متعة التعلم والاستفادة من تأثير المسرح ومتعته في تحويل المناهج الدراسية إلى عروض مسرحية،تقدمها المدارس في إطار مسابقة مسرحة المناهج، نفذت مديرية التربية والتعليم بالأقصر المسابقة على مسرح قصر ثقافة الأقصر يوم الأربعاء 20 فبراير 2019م، بحضور الدكتورة مديحة ابراهيم عضو لجنة التحكيم.
نفذت المسابقة في إطار التسابق القمي على مستوى الجمهورية، وقدمت في المسابقة العديد من العروض والفنون المسرحيىة المتنوعة، ما بين المونودراما والمايم والعرض المسرحي والإلقاء الشعري.
أكدت العروض متعة أن يلعب الطلاب مناهجهم، ويذاكرون دروسهم تحت ظلال السينوغرافيا المسرحية، سابحين في الإضاءة،وهم يرتدون أزياء تخيلية لما يقدمونه من أدوار.
كان النص المسرحي الأول المقدم في العرض بعنوان “عودة مها وسمير” لمدرسة النصر الابتدائية بأرمنت الحيط، لدرس يصعب مسرحته وتمثيله، وهو درس الأشكال الهندسية الرباعية، لكن المدخل الدرامي الذي صاغ منه الكاتب (الشايب تكلا) دراما العرض، وهو تغيب تلميذان ـ مها وسمير ـ من حصة الهندسة؛ لأنهم لا يفهمون دروس الهندسة ولا نظرياتها، مما دفع معلمة الفصل النشطة الذكية لإبتكار خطة تُشرك فيها تلاميذ الفصل لجذب مها وسمير، وعودتهما مرة أخري لحصة الهندسة، فدبرت خطة رائعة لذلك، استدعت فيها من الخيال شخصية الهندسي السكندري “ أقليدس“ والرياضي الفارسي “عمر الخيام“ ليجوبا شوارع المدينة يقدمون عروضا مسرحية جذابة؛ لشرح الهندسة للتلاميذ لنفاجأ في نهاية العرض بأن “ أقليدس “ هو التلميذ المتغيب (سمير)، وعمر الخيام هو التلميذة المتغيبة “ مها “ وقد نجحت المعلمة في تحبيبهما للهندسة، لتدفع هذه المفاجأة المدهشة تلاميذ الفصل للغناء معبرين عن حبهم للهندسة .
 وقد وفقت أماني عبده ـ أخصائية المسرح بالمدرسة،و ابراهيم أبو الليل ـ موجه المسرح ـ  في إخراج العمل،ونجح مصمم الديكور “ فراج محسب “ في استخدام أفقر الإمكانيات لتصميم سينوغرافيا للأشكال الهندسة بالمكعبات والمجسمات الهندسية  والإضاءة،مقدمًا مشاركة رائعة من الثقافة للتربية والتعليم، لنؤكد مرة أخري على ضرورة هذا التعاون المثمر، فطالب اليوم العاشق للمسرح إن لم يكن في الغد هو الممثل أو الفنان في فرق الثقافة فعلى الأقل سيكون جمهوراً راقياً للمسرح وهو ما نسعى إليه .
جاء العرض الثاني ممثلاً للمرحلة الاعدادية، ولمادة أخري من المواد الدراسية، مادة العلوم، لتقدم مدرسة الترعة الاعدادية بإدارة اسنا العرض المسرحي “ مريم عالمة ذرة “ من خلال قصة طالبة تهوى العلم وتتمني أن تكون يوما عالمة ذرة، بالرغم من سخرية أختها التي لا تهوي العلوم، لتنفجر إحدي تجاربها المعملية وتصاب الأختان بالإغماء لتنقلنا القصة إلى الخيال العلمي حيث تتجسد الذرة بمكوناتها وتدخل في حوار مع “ مريم “ وأختها “ ملك “ برغم عدم رؤية الأختان للذرة، لتدخل الأم بعد ذلك لتزف لمريم خبر فوزها بجائزة المخترع الصغير، وبرغم صعوبة فكرة تقديم مسرحية عن الذرة إلا أن مؤلفة النص ومخرجته “ انتصار القاضي “ ــ مديرة المدرسة ـ وفقت في فكرتها الخيالية التي قدمت بها النص برغم فقر الإمكانيات الشديدة فهذا العمل كان بحاجة كبيرة إلى سينوغرافيا مسرحية تستخدم فيها امكانيات المسرح الحديثة من إضاءة ومؤثرات صوتية واكسسوار لإضفاء صفة العلمية على النص .
كما قدمت مدرسة “ أم المؤمنين الإعدادية بإدارة أرمنت نصا مسرحيا منهجياً باللغة الفرنسية من إعداد واخراج “عبد الله محمد“ أجاد فيه الطلاب أداء الحركة المسرحية، مع تمكنهم من أداء أدوارهم بلغة فرنسية سليمة .
أما مدرسة السلام الخاصة لغات بإدارة الأقصر فقدمت عرضًا للمونودراما تحت عنوان “البخيل والدجاجة” عن قصيدة بذات العنوان للشاعر محمد عثمان جلال، والمقررة على الصف السادس الابتدائي، تنهي عن الطمع، وقد وفقت “ كرستين منير “ في كتابة نص المونودراما واختيار الطالب الذي أدى هذا العمل الظريف .
أما مدرسة مشايخ عطية الابتدائية بإدارة الأقصر فقدمت عرضا جميلاً للمايم الجماعي بعنوان “ كلنا أولاد تسعة “ عن قصيدة (أخي الإنسان) للشاعر عيسى الناعوري،وقد وفقت “نرمين عياد“ في رسم الحركة المسرحية للعمل .
وفي النهاية قدمت مدرسة مجمع المريس بإدارة الطود إلقاء شعرياً للطالبة منة الله شعبان لقصيدة عهد الطفولة للشاعر أبو القاسم الشابي .
هذا وقد أشادت الدكتورة مديحة ابراهيم عضو لجنة التحكيم بمستوى المسابقة، وبالتعاون بين الثقافة والتربية والتعليم، بينما أكد الدكتور عبد اللطيف أحمد وكيل وزارة التربية والتعليم اهتمام المديرية بأنشطة التربية المسرحية ودورها في بناء شخصية الطلاب، وأكد الاستاذ هشام عبد الستار مدير عام الخدمات أن المسرح يمكنه أن يقدم دوراً هاما في خدمة العملية التعليمة عن طريق استغلاله في مسرحة المناهج .
ومن جانبها أكدت الاستاذة آمال عبدالعزيز الموجه الأول مدي اقبال الطلاب على ممارسة نشاط التربية المسرحية وحرصهم على عدم التغيب عن المدرسة لئلا يفوتهم تدريبات المسرح مما يعطي مؤشرا قويا على أهمية نشاط المسرح في الاحتفاظ بالمدرسة كمؤسسة تربوية جاذبة .
بينما حرص الموجه العام على تأكيده أن نهضة المسرح المصري ستأتي عن طريق نشر الثقافة المسرحية، بين طلاب المدارس، وأن يكون هناك تعاون حقيقي مثمر بين وزارة الثقافة والتربية والتعليم من أجل تحقيق هذا الهدف .
 

 


الشايب تكلا