ضمن فعاليات التجريبي والمعاصر: اليابانية تشيمي فيوكوموري تستعيد «ذاكرة الفضاءات الأصلية»

ضمن فعاليات التجريبي والمعاصر: اليابانية تشيمي فيوكوموري تستعيد «ذاكرة الفضاءات الأصلية»

العدد 632 صدر بتاريخ 7أكتوبر2019

قدمت المدربة اليابانية تشيمي فيوكوموري، بمركز الإبداع، ورشة  بعنوان “ذاكرة الفضاءات الأصلية” وذلك في الفترة من 11 وحتى 15 سبتمبر الماضي ضمن فعاليات  مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر و التجريبي في دورته السادسة والعشرين .
 استهلت فيوكوموري الورشة بالتنبيه على المتدربين ان يخبروها بأية مشكلات صحية أوجسدية قد يعانون منها، وتعرقل تدريباتهم وذلك حتى تضع برنامجا تدريبيا مناسبا لا يسبب الضرر للمتدرب .
وبدأت فيكوموري التدريبات بحركات بسيطة وسريعة كحركة الأطفال، ثم ينخفض المتدربون ببطء بحيث يشعر كل متدرب بكل حركة يقوم بها ويتنفس ببطء، وطالبت المتدربين بتذكر كل حركة قاموا بها مع زملائهم.
عرضت فيكوموري للمتدربين فيديوهات حركية تشرح  للممثلين كيفية التحكم في أجسادهم ، ثم قسمت المتدربين إلى مجموعات وطلبت منهم التحدث عن أنفسهم حتى يكون كل شخص انطباعات داخل جسده عن شخص أو عن المجموعة، وطلبت من المتدربين البحث عن أصولهم عبر إحضار كل متدرب لشيء يمتلكه حقيقة،  وتركت العنان للمتدربين لمدة 15 دقيقة للحديث عن أصولهم وذكرياتهم مع تلك الأشياء التي تخصهم.
وبعد انتهاء تدريب تكوين الانطباعات  طلبت من المتدربين أن يتحدثوا صراحة عن انطباعاتهم تجاه زملائهم بالورشة، لمدة 15 دقيقة.
واختتم اليوم الأول بطلب تشيمى أن يؤدي المتدربين إحدى الحركات “بلانكا” بأوضاع مختلفة ليعيدوا اكتشاف أجسامهم وقدراتهم وقدرات زملائهم واختلافها .
ثم بدأ اليوم الثاني من ورشة ذاكرة الفضاءات الأصلية بتمرين استرخاء الجسد، عن طريقة لف اليد بشكل دائري، ثم الضغط على عضلة الكتف وأخذها للخلف، ثم هز اليد جيداً لكي يحدث استرخاء للأيدي،  وانتقلت تشيمى إلى مساج الرأس والظهر، حيث يقوم المتدربون بوضع أصابعهم على منطقة منتصف الرأس ويلفون الأصابع في دوائر متصلة، ثم ينزلون بأصابعهم على الظهر، والنزول بالأصبع إلى الرقبة ثم إلى الظهر وأسفل الظهر في حركات دائرية خفيفة ، وذلك لاكتشاف أماكن التواءات الفقرات عند الشخص الآخر، ونبهت فيكوموري إلى أنه  لابد أن يكون المتدربين في وضع الاسترخاء ، ثم ينزلون بإصبعهم على فقرات المتدرب ، ثم  يقوم ذلك الشخص بالنزول إلى أسفل مع التواء خفيف للرقبتين حتى يصل إلى الأرض ، ثم يمسك منطقة الحوض جيداً ويقوم بسحبها إلى الخلف ؛  ثم يستمر في عمل هذا المساج واسترخاء الفقرات لمدة خمسة عشرة دقيقة، ويتابع المتدربون خفض رؤوسهم لتصل إلى الأرض، والإمساك بمنطقة الحوض جيداً والقيام بسحبها إلى الخلف.
ثم أكملت فيوكوموري بتدريب استرخاء الجسد، و على حد تعبيرها “حتى تشعر بأنك فى الجنة” وذلك من خلال تسطيح أجسام المتدربين على الأرض ويعمل التدريب على اكتشاف المتدرب لعضلات جسمه.
واقترحت فيكوموري أن يتدرب المشاركون في الورشة بحدائق دار الأوبرا حيث المكان المفتوح والخضرة ما يجعل المتدربين أكثر استرخاء واستجابة للتدريبات
ثم بدأت تشيمى العمل على منطقة الذاكرة ، عن طريق إحضار المتدربين لشيء مادي له ذكرى متصلة بالمتدرب منذ الصغر، ثم تم تكوين مجموعات منفصلة من المتدربين،  يقوم كل شخص بأخذ هذه الذكرى ويجعل جسده يحكى من ذاكرته علاقته مع هذا الشيء، و يحاول باقي أفراد المجموعة اكتشاف ماذا قال هذا الشخص ، وذلك في جملة مختصرة واضحة .
و استقبلت حدائق دار الأوبرا المصرية ثالث أيام الورشة التي استهلتها فيكوموري بتدريب مساج القدم،  مشيرة إلى أن أجسامنا تحتوى على 202 عظمة، بينما تحتوى القدم على ستة وعشرين عظمة فقط، وهو معدل كبير، وحذرت من أن أي حركة خاطئة في التدريب تؤدى إلى عواقب كثيرة. وأشارت إلى أن امرأة يابانية قامت بحركة خاطئة في المنطقة التى ترتبط بالجهاز التناسلي عند الأنثى ، أدت إلى موتها. أضافت: في هذه التدريبات نحاول اكتشاف أقدامنا ونبحث عن العظام ونقوم بعمل التواء لأصابع القدم إلى أسفل وإلى أعلى مع تحريك الجسد مع هذا الالتواء ونستمر فى هذا التمرين لمدة خمسة عشر دقيقة ثم نبدل القدم الأخرى.  
التمرين الثانى كان هو الجلوس على المؤخرة ومحاولة اكتشاف عظمتي الجلوس بقيام  المتدربون بحركات دائرية باستخدام فخذ القدم، و يتحرك المتدرب إلى الأمام مع عدم استخدام اليدين ، بواسطة الدفع بعظمة المؤخرة ورفع الأيدي لأعلى لمدة خمسة عشر دقيقة ؛ مع تكوين مجموعات خلف بعضها على شكل القطار ، تتحرك إلى الأمام ثم إلى الخلف مرة أخرى
أعقب ذلك تدريب التنفس بحيث يقوم زميلان بأخذ النفس وإخراجه من الأنف بالتبادل والربت على القفص الصدري أثناء التدريب بينما يقوم الزميل الذي يجري التدريب بمحاولة إخراج النفس وتوزيعه بشكل صحيح لكي يسترخي ويحاول تتشيط كافة عضلات القفص الصدري
أشارت   تشيمى إلى أن في حالة أن يظل الفرد جالساً في نفس المكان مدة طويلة فإنه سوف يشعر بأن طاقته  انتهت، ولكنه إذا ذهب إلى أماكن أخرى فسوف يشعر بأن طاقته فد عادت مجدداً ، موضحة أن ذاكرة الإنسان تمثل نفس الشيء، وأنه عندما يحضر الإنسان  شيئا ماديا  (علبة عصير أو قميص قديم )  له ذاكرة مع طفولته أو مع شخص عزيز عليه، فإنه يسترجع كل المواقف التي ترتبط به .
أما اليوم الرابع فبدأ بسؤال المدربة المتدربين عن حال أجسامهم بعد أربع أيام من الورشة ، فأجابوها بأنهم يشعرون بتحسن وخفة في حركة عضلاتهم وعظامهم ،و بدأت الورشة بتمرين مساج لعظام المقعدة، ليقوم المتدربون بحركة نصف دائرية ببطء لمدة عشر دقائق ، ثم القيام بعمل دائرة كاملة ، والانتقال إلى الجهة الآخرى من عظمة المقعدة وتكرار نفس التمرين ، مع رفع أيادي المتدربين ولف أجسامهم بالكامل على شكل دوائر كاملة ، ثم رفع القدمين للأعلى مع ضمهما، و القيام بالتمرحج على المقعدة والظهر  ثلاث مرات متتالية ، ثم الجلوس على المقعدة والأقدام مرفوعة لأعلى لمدة خمس دقائق،موضحة أن هذا التمرين يجعلهم يشعرون بالماء الذي بأجسامهم .
فاجأت تشيمي المتدربين بتقديم حلويات يابانية مجففة لهم، ثم قالت خذوا قطعة صغيرة منها وتوقعوا ماذا سوف يكون طعمها ، هل حلو أم مالح ، وبعد تذوقها سالت فيكوموري المتدربين ، هل تشعرون بالرغبة في تناولها مرة أخرى؟ لتعود للسؤال الخاص بالتدريب: هل تركت هذه الحلوى ذاكرة لديك ؟
التدريب الجديد كان حول اكتشاف الفراغات في المكان، حيث يدخل شخص ويحاول اكتشاف الفراغات والأماكن التي لم يكتشفها الآخر، ويستمر في الاكتشاف حتى يخرج الشخص الأول فيخرج الشخص الثاني.
بدأت تشيمى اليوم الخامس بتمرين مساج القدم وعظام المقعدة، عن طريق الاستواء على الأرض وإغلاق العينين وإخراج النفس خارج الصدر، لتستقر الكليتان على الأرض مع الجسم ، ثم القيام بحركات دائرية على الأرداف وعظام المقعدة.
أشارت فيوكوموري إلى أن هذا التدريب يجعل المتدرب يتحكم أكثر فى عضلات البطن، ثم انتقلت إلى التدريب الثانى وهو رفع الركبة حتى الصدر، وفرد باقي القدم على عكس وضع الجسم مع الإمساك بالإصبع الكبير من القدم باليد، ورفع أقدام المتدربين مرة أخرى، مع عدم فتح القدمين كوضع الولادة ورفع اليدين بشكل يشبه الطفل الغاضب أو الصرصور المقلوب وهز الأيدي والأقدام معا لمدة عشر دقائق ، ثم الزحف على عظام المقعدة باستخدام دفع المؤخرة في شكل قطار.
و قسمت فيكوموري المتدربين إلى  مجموعات أدت  تمرين الكتلة الواحدة ، وهو عبارة عن أن كل مجموعة تقوم بحركات واحدة تشبه المجموعات السمكية في سيرها ، ثم أعطت ساعة لمتدربي الورشة كى يختاروا أماكن العروض التي سوف يقدمونها من نتاج ورشة ذاكرة الفضاءات الأصلية ، بحيث تعرض كل مجموعة عشر دقائق فقط .
وانتقلت الورشة لساحة الأوبرا لعمل تطبيقات عملية على التدريبات اعتمدت على الحركة، وشاهدها بعض ضيوف ومتابعي المهرجان المارين بالساحة ا.
تشيمي فيوكوموري مراقبة للفنون المعاصرة ومعلمة بمجلس مدينة اوكازاكي، مصممة رقصات ، وراقصة ومؤدية، مديرة برامج مناهج الرقص، الرقص المعاصر، الألعاب الرياضية الإيقاعية، اليوجا الاحترافية، كما أنها مدربة لياقة بدنية.
 

 


شيماء سعيد