العدد 594 صدر بتاريخ 14يناير2019
أسيوط مثلها مثل جميع محافظات مصر وأقاليمها، عرفت المسرح في ستينات القرن الماضي، من خلال الثقافة الجماهيرية وقصور الثقافة وفرقتها القومية.. إلخ. هذا ما سيظن الجميع إنني سأتحدث عنه!! والحقيقة إنني لن اقترب من فترة الستينات ولا الخمسينات ولا الأربعينات، بل ساقترب من فترة الثلاثينات، وتحديدًا عام 1935!! وهذا العام لن يكون بداية حديثي، بل سيكون نهاية حديثي!! أما البداية، فستكون من عام 1881!! وفي هذه الفترة (1881 – 1935) سأتحدث عن المسرح في أسيوط من خلال بداياته؛ وفقًا لما بين يدي من معلومات!!
المسرح المدرسي
بدأ المسرح في أسيوط مدرسيًا، وأول خبر – وفقًا لما بين يدي من معلومات - نشرته جريدة الأهرام في أبريل 1881؛ حيث نقلت لنا الجريدة احتفال مدرستين بامتحان طلابهما: الأولى مدرسة الخواجا إلياس بشاي، والأخرى للخواجا مشرقي شنودة، «وهما مدرستان مجانيتان للبنين والبنات موقعهما بالجهة القبلية من المدينة»؛ كما ذكرت الجريدة!! وبعد الامتحان، ألقى الطلاب الخطب والأناشيد، وقاموا بتمثيل مسرحية، قالت عنها الجريدة: «... ولم يتأخروا أيضا عن تشخيص رواية ألفها بعض التلامذة، أتت كاشفة عن فوائد العلم العميمة، إذ قد اختاروا لها الموضوع الأوفق لهيئتنا الاجتماعية وهو (أضرار الجهل بذويه في حالتي الصغر والكبر)، تحاور به عالم وجاهل فانتهى بهما الجدال بحلول المصائب على الجاهل وحبط مساعيه».
وبعد أيام نشرت الجريدة نفسها، خبرًا آخر عن احتفال المدرسة التجهيزية المجانية في أسيوط بامتحان طلابها، وهي المدرسة التي أنشأها الخواجا ويصا بقطر، وحضر الاحتفال عثمان باشا غالب مدير المديرية، وإسماعيل بك رأفت مأمور المالية، وحضرات أعضاء المجالس وكبار القوم والأعيان. ثم تحدثت الجريدة عن عرض مسرحي أقيم في نهاية الاحتفال، قالت عنه: «... ثم عند مغرب ذاك النهار، اجتمع المدعوون في المدرسة لحضور التشخيص، الذي أعده التلامذة. فكان عشرة من المشخصين منهم منتظمين بالملبوسات، وكامل الأدوات اللائقة. أما موضوع الرواية فكان من أحسن ما يحلو في مثل تلك الجلسة، أعني (عالي الكاهن قاضي بني إسرائيل)، وكان التشخيص غاية في الاتقان حاويًا تفاصيل تلك القصة الواردة في أول سفر صموئيل النبي، لمّحُوا بها عن (حفني وفينحاس)، اللذين كانا سببًا لخراب بيت أبيهما مبينين وجوب تربية الوالدين أولادهم لاكتساب رضى الله، فكان ذلك مثالاً صالحًا».
وفي عام 1888 نشرت مجلة المقتطف خبرًا مهمًا، تحت عنوان (مدرسة البنات الخيرية الواصفية بأسيوط) - نسبة إلى الخواجا واصف خياط، الذي أوصى بإنشائها والإنفاق عليها – وأهمية الخبر لا تتمثل في إثبات العروض المسرحية التي مثلت مع بقية الأنشطة المتعلقة بالمدرسة؛ بل تتمثل الأهمية في كون الخبر يتعلق بمدرسة (بنات) في أسيوط، وتقدم عروضًا مسرحية!! ولأهمية الخبر، سأذكره بنصه، كما نشرته مجلة المقتطف:
«جاءنا في رسالة من أسيوط ما نصه: العمران دار فسيحة تشيدها أيادي الناس وعقولهم، والمدارس تؤهل الجميع لتشييد تلك الدار، فلا بد منها لكل شعب قصد الترقي في مراقي العمران. وفي 15 يونيو كان احتفال مدرسة البنات الخيرية الواصفية، فغصت قاعتها بالمدعوين من الرجال والنساء، وجرى الامتحان تحت إدارة القس إسكندر مدير المدرسة الكلية الإنجيلية بأسيوط. فسر الجمهور من جودة الإلقاء في مبادئ الحساب والصرف والجغرافية واللغة الإنجليزية، وتخلل الامتحان مباحثات وروايات [أي مسرحيات] وخطب نفيسة، أظهر التلميذات فيها فوائد تعليمهن. ثم قام جناب النبيه الخواجة جرجي خياط أحد أعضاء العائلة، التي أسست هذه المدرسة، وألقى خطبة بليغة بيّن فيها وجوب تعليم البنات، فكان لها وقع عظيم عند الحضور. ثم ختم الاحتفال جناب يوسف أفندي بشتلي بالشكر لهذه العائلة، التي خلدت لها الذكر الجميل بإنشاء هذه المدرسة. ثم دخل الحضور غرفة أخرى لمشاهدة أشغال التلميذات اليدوية في الخياطة والتطريز، فرأوا ما يدهش الأبصار ويحير الأفكار من الأشغال الدقيقة المتقنة، وخرج الجميع مسرورين شاكرين. ونحن نشاركهم بالثناء على هذه العائلة الكريمة وعلى جميع الذين يسعون في رفع شأن المرأة في بلاد المشرق».
وفي عام 1897 نشرت جريدة المقطم خبرًا عن قيام جرجس بياضي ناظر مدرسة الروضة بأسيوط، بتأليف مسرحية (غرائب الاتفاق)، التي مثلها طلاب مدرسته يوم 28 أغسطس (آب)، تحت رعاية أحمد حشمت باشا مدير أسيوط، حيث خصص دخل المسرحية لمساعدة المدرسة. وفي 1910 نشرت جريدة مصر خبر تمثيل طلاب كلية الأميركان بأسيوط مسرحية (صلاح الدين الأيوبي).
وفي عام 1926 طبقت الوزارة نظام المسرح المدرسي بفضل جهود المرحوم محمود مراد، وبدأت المدارس تشكل من طلابها جماعات وفرق مسرحية، لذلك قام الطالب عبد العال غنيمة الطالب بمدرسة أسيوط الثانوية، بنشر كلمة في جريدة المقطم في مارس 1929 تحت عنوان (التمثيل بالمدارس)، قال فيها: «أحيت الفرقة التمثيلية بمدرسة أسيوط الثانوية ليلة ساهرة في مساء يوم الخميس الماضي، مثلت فيها رواية (انقسام الأسرة)، فكانت آية في الإبداع والإتقان. ولقد كان لتشجيع حضرة صاحب العزة محمد عبد الرحمن بك ناظر مدرستنا، وصاحب العزة زكي الشناوي بك وكيل المدرسة، ورئيس الفرقة الأستاذ حسن محمد عبد العزيز المدرس بالمدرسة أعظم نصيب في نجاحها».
وآخر عرض مسرحي مدرسي، سنتوقف عنده، كان في فبراير 1933، حيث إنه عرض اهتمت به الصحف اهتماما كبيرًا – ومنها جريدة الأهرام وجريدة أبي الهول – أقيم في مدرسة إخوان ويصا بأسيوط، خلال يومين: الخميس للسيدات، والجمعة للرجال، وخصصت إدارة المدرسة إيراده لملجأ الأيتام بأسيوط. والعرض كان لمسرحية تاريخية، قام بتمثيلها الطلاب: سعد كريمي، ومحمود علي، ورمسيس زخاري، وجاد الكريم، وعبد الحكيم عبد الملك، وجرانت عزيز، وعزيز عبد الملك، تحت إشراف ناصر المدرسة عزيز عباس أفندي.
المراكز أسبق وأبو تيج تتألق
إذا كانت المدارس في أسيوط، كان لها السبق المسرحي قبل الفرق المحترفة، فإن مراكز أسيوط وقراها، كانت الأسبق - في استقبال المسرح والتعامل مع أنشطته - من مديرية أسيوط نفسها، وذلك وفقًا لما بين أيدينا من معلومات!! حيث إن أول خبر وجدناه كان يخص ديروط، عندما أخبرتنا جريدة (مصر) في أكتوبر 1889 بأن فرقة السرور لصاحبها ميخائيل جرجس تعرض مجموعة من مسرحياتها في محطة ديروط - قبل سفرها إلى سوهاج – وكان إقبال الأهالي على مشاهدتها عظيمًا. والجدير بالذكر إن فرقة السرور هي فرقة مسرحية جوالة ظهرت في القاهرة، وكانت تجوب أقاليم مصر وقراها، لعرض مسرحياتها. وبما أننا نتحدث عن ديروط، فلزامًا علينا ذكر ما أخبرتنا به مجلة الصباح في سبتمبر 1933، حول فرقة زكي سعد، التي عرضت مجموعة من المسرحيات في ديروط، مثل: مسرحية (الكونت البربري)، ومسرحية (مدرسة الغرام) من تأليف وبطولة صاحب الفرقة.
أما أبو تيج، فكانت أنشط مراكز أسيوط مسرحيًا، بسبب وجود مولد سلطان الصعيد العارف بالله أحمد الفرغل. وأقدم إشارة وصلتنا جاءت من خلال جريدة المؤيد، عندما أخبرتنا في يوليو 1891، بأن عروض فرقة ميخائيل جرجس المسرحية، نالت استحسان الجمهور عندما عرضت طوال أيام المولد!! وفي أبريل عام 1907 جاءت إلى أبي تيج فرقة محمود وهبي الجوالة، وعرضت مسرحية (أنس الجليس)، وتنازل صاحب الفرقة عن ثلث الإيراد لصالح الجمعية الخيرية، هكذا أخبرتنا جريدة (الوطن). ومن الواضح أن هذا التصرف، شجع جمعيات أخرى لتحذو حذو الجمعية الخيرية، حيث وجدنا بعد أيام جريدة (مصر)، نشرت خبرًا، قالت فيه: «أحيت جمعية إعانة الفقراء والمعوزين في أبي تيج ليلة خيرية مساء أمس، حيث قام جوق حضرة الممثل محمود وهبي بتمثيل أهم رواياته. وفي خلالها وقف حضرة الأديب محمد صفوت كاتب المركز، وخطب يحض الجميع على التبرع للجمعية بما تجود به نفوسهم مساعدة لها في عملها الخيري المحض، فكان لكلامه أحسن وقع».
وأهم خبر – من وجهة نظري – يخص هذا المركز، ما نشرته مجلة الصباح في مايو 1932، تحت عنوان (فرقة الأستاذ زكي سعد بأبي تيج)؛ حيث أشارت المجلة إلى ثلاثة أمور مهمة: الأول، أن مولد سيدي فرغل، كانت تحضره فرق مسرحية كثيرة. والثاني، ذكر اسم تياترو كان يُقام في المولد، وهو تياترو سيد حمودة. والثالث ذكر أسماء فرقة زكي سعد، ممن مثلوا في عروض أبي تيج. ولأهمية هذا الخبر، سننقله كما نشرته مجلة الصباح، قائلة:
» فرقة الأستاذ زكي سعد بأبي تيج، بدأت حفلاتها بتياترو سيد حمودة. وعلى الرغم من تعدد الفرق بمناسبة مولد سيدي فرغل، فهذه هي الفرقة الوحيدة التي نالت الإعجاب والثناء من الأعيان والوجهاء، للمجهود الكبير الذي يبذله مدير الفرقة الفني الأستاذ زكي سعد، لأدواره ورواياته المحبوبة. ويشترك في التمثيل مطربة الفرقة النابغة الآنسة هانم حمودة، والمطرب المبدع المعروف الشيخ إبراهيم سليمان، وياسين محمود، وسيد عبد العزيز، ومحمد كاكا، ورضا إبراهيم، وسعاد حسني، ونبوية متولي، والراقصة التونسية روزا سعد، والمنولوجيست توتو سعد، وعزيزة أحمد».
وآخر خبر عن عرض مسرحي أقيم في أبي تيج، كان في سبتمبر 1924، وأخبرتنا به جريدة (أبو الهول)، تحت عنوان (حفلة تمثيلية). وهذه الحفلة عرضت مسرحية (الذبائح) من خلال فاخر فاخر، ومعه علوية جميل، ورفيعة الشال، وإيزيس كمال. ومن الواضح أنها حفلة خاصة قام بها هؤلاء، بعيدًا عن فرقة رمسيس!!
إذا كان مركز أبي تيج، تألق مسرحيًا من خلال مولد سيدي فرغل، فإن مدارس أبي تيج القبطية تألقت في عروضها المسرحية، بصورة لافتة للنظر، وصلت إلى حد التفوق على مدارس المحافظة ذاتها!! وتحديد المدارس القبطية في أبي تيج، راجع إلى أنني لم أجد – فيما بين يدي من معلومات – خبرًا واحدًا عن عرض مسرحي أقيم في أية مدرسة أخرى، غير مدارس الأقباط في أبي تيج!! وأول خبر وجدناه، نشرته جريدة (مصر) في أغسطس 1910 عن مسرحية (الإسكندر الأكبر)، التي مثلها تلاميذ «مدرسة أبو تيج القبطية برئاسة نيافة مطرانها، ووصفتها الجريدة بقولها: «... وهي رواية تحض على مكارم الأخلاق والفضيلة».
أما مسرحية (الذبائح) - التي ألفها انطون يزيك وعرضتها فرقة يوسف وهبي عام 1925 – فكانت أهم مسرحية مثلتها المدرسة القبطية الثانوية بأبي تيج عام 1932. فقد وجدت ثلاث مقالات منشورة عنها، الأولى في أبريل ونشرتها جريدة الناي؛ حيث أخبرتنا بقرب تمثيلها مع نشر أسماء الأساتذة والطلاب الذين سيشاركون في عرضها، مع بعض التفاصيل الأخرى لهذا الحفل. والمقالة الثانية، نشرها عبد الحميد عزمي في مجلة الصباح، في يونية، وتحدث فيها عن دور كل ممثل في العرض. أما المقالة الثالثة والأخيرة، فقد نشرتها جريدة المنتظر يوم 6/ 6/ 1932، وكانت المقالة الأهم لما فيها من تفاصيل وأسماء، لذلك سأنقلها بنصها كما نشرتها الجريدة، تحت عنوان (رواية الذبائح):
«قامت فرقة مدرسة الأقباط الخيرية بأبي تيج بتمثيل رواية الذبائح، بعد أن استعانت بالأستاذ القدير محمد أفندي حسين القباني، فدرب أعضاء الفرقة، وقام بالدور الأول فيها. ويمكننا الآن أن نقول بعد أن شاهدنا الرواية، إنها نجحت نجاحًا كبيرًا، فقد كان الأستاذ القباني موفقًا في دوره كل التوفيق حتى إنه أشعرنا كأننا نشاهد حقًا اللواء همام باشا في مواقفه المختلفة. فقد لاحظت انهمار الدموع من أعين كثيرين من المتفرجين، وهو يئن ويشكو من معاملة الأجنبيات، وقد أثلج الصدور وهو يقارع زوجته نورسكا الحجة، ويبين لها خطأ نظريتها. وعلى العموم فقد خلق الأستاذ القباني في الرواية روحًا، كانت السبب الأكبر في نجاحها. وقام (الأستاذ الكبير كامل أفندي إلياس) بدور محمود بك، فكان طبيعيًا في موقفه، ولم يتكلف فيه. فكان موفقًا كل التوفيق، ونجح في أدائه نجاحًا باهرًا. والتلميذ نصيف أفندي دوس، قام بدور عثمان فكان على العموم في مواقفه المختلفة موفقًا فيه، ولم نشاهد عليه إلا فتورًا قليلاً بعد الفصل الأول. وكان التلميذ ناثان أفندي يسى ناجحًا في أداء دوره، وإن لاحظنا عليه أن صوته خانه كثيرًا، إلا أنه لم يحقق في دوره. والتلميذ نجيب أفندي صالح قام بدور نورسكا زوجة همام باشا الأجنبية، فقام به خير قيام، ونجح نجاحًا يحمد عليه تلميذ مثله، يقف على خشبة المسرح لأول مرة. وقامت الآنسة المهذبة جميلة عزمي بدور أمينة الممرضة، وزوجة همام باشا الأولى والأخيرة، فأعجبتا بها كثيرًا وإن أنسى لا أنسى الدموع، التي كانت تتساقط من أعين مشاهدي الرواية من شدة تأثير إلقاء كلماتها. وقام (الأستاذ عياد أفندي عبد الملك زكري) بدور الدكتور عبد الوهاب فكان طبيعيًا وموفقًا فيه. وقد كان النظام بديعًا، والمناظر كاملة، ولم نشاهد تقصيرًا من هذه الناحية خصوصًا لما شاهدناه من يعقوب أفندي سكرتير المدرسة، فنهنئ حضرات الممثلين ونرجو لهم اضطراد التقدم».
والجدير بالذكر إن النشاط المسرحي لم يكن مقصورًا على مدارس الأقباط في أبي تيج فقط، بل وفي بعض المراكز الأخرى، مثل القوصية، التي أشارت إليها جريدة الوطن في مارس 1906، قائلة: «احتفل أمس تلامذة الأقباط الكاثوليك بالقوصية، بتمثيل رواية (الابن الضال). وعقبها فصل أدبي هزلي، حضره جم غفير من العمد والأعيان وبعض موظفي الحكومة، فسروا من نجابة التلاميذ. وفي الختام ألقى نجل حضرة ملاحظ القوصية قصيدة غراء، كان لها الوقع الحسن، حيث وصف فيها ما كانت عليه مصر في الزمن السالف، وما هي عليه الآن، فصفق الحاضرون استحسانًا، وتلاه غيره من الخطباء. وانفض الاحتفال، والكل مؤمل استمرار نجاح هذه المدرسة».
وفي يوليو 1910، نشرت جريدة (مصر) خبرًا عن احتفال المدرسة القبطية في ناحية مير من أعمال مديرية أسيوط، بامتحانها السنوي؛ حيث أظهر التلاميذ ذكاءً ونجابةً في المحاورات العلمية والأدبية، وفى تمثيل مسرحية (عواقب الاستبداد). وفي سبتمبر 1911، نشرت جريدة (مصر) هذا الخبر: «احتفلت المدرسة القبطية في ناحية الشامية من أعمال مركز أسيوط امتحانها السنوي، فتليت المحاورات والخطب من التلامذة والتلميذات، ثم مثلت رواية (استير)، فأجاد الممثلون والممثلات كل الإجادة، خصوصًا حضرة الآنسة متيلدة كريمة حضرة ناظر المدرسة، وألقى حضرة شحاتة معوض خطبة شائقة عن فوائد التربية والتعليم».