الهناجر ما زال شابا ويبهرنا

الهناجر ما زال شابا ويبهرنا

العدد 592 صدر بتاريخ 31ديسمبر2018

لمركز الهناجر للفنون مكانة كبيرة في قلوب عشاق الفنون والمسرح منذ بدأ نشاطه نهاية الثمانينات، فقد قدم بقيادة أول رؤسائه أستاذتنا دكتورة هدى وصفي كل جديد في الفكر المسرحي والفني فقدم أوركسترا الهناجر عروضا فنية في قاعاته وخارج مصر، كما حفل الجاليري الخاص به بمعارض لكل الفنانين المصريين الكبار والشباب. أما خشبة مسرح الهناجر فقد اتسعت لكبار الفنانين وشبابهم، فشاهدنا “ديوان البقر” لكرم مطاوع، ومن إخراج نور الشريف و”أرض لا تنبت الزهور” من إخراج حسن الوزير، وغيرها كثير مما لا ينسى. كما جاءه كبار المسرحيين العرب مثل قاسم محمد وعوني كرومي وروجيه عساف وجواد الأسدي، ورجاء بن عمار وكثيرين وضعوا لمسات فنهم المسرحي. ومن العالم قابلنا بين جدران الهناجر بيتر بروك وجوزيف شاينا، منهم من حضر للقاء أو ورشة تدريب أو إخراج مسرحية مع شباب الفنانين. والأجمل كان احتواء الهناجر لطموح شباب الفنانين حينها في الإخراج خالد جلال وطارق سعيد وطارق الدويري ومحمد أبو السعود ونورا أمين وعفت يحيى وعبير علي ورامي إمام وخالد الصاوي كاتبا ومخرجا وممثلا، وشهد بدء خطوات نجوم التمثيل الآن خالد أبو النجا وسلوى محمد علي وفتحي عبد الوهاب والراحل خالد صالح وغيرهم. بل جذب مسرح الهناجر نجوما كبارا مثل صفية العمري وبوسي وعبد الرحمن أبو زهرة إلى آخر قائمة طويلة، كل تلك المتع البصرية والفكرية اجتذبت أيضا جمهورا كبيرا خاصة من شباب الجامعات وهواة الفن بكل صوره.
وما زال مركز الهناجر رغم ما مر به من سنوات إغلاق وإعادة افتتاح وتقليص ميزانية، ما زال قادرا على إبهارنا بابداعات شابة وقيادة واعية مع الفنان محمد الدسوقي، فشاهدنا مؤخرا تجربة تخرج عن جدران المسرح لتقف في ساحته “مسافر ليل” وتجربة هامة هي “تسجيل دخول” وذلك هو دور الهناجر بالفعل.
قطار مسافر الليل...
حين لاحظت وجود بناء خشبي أمام باب الهناجر قلت ربما إعداد لاحتفال أو بروفة لعرض خاص بالأطفال وفرحت فتاريخ الهناجر حافل بالأفكار الشابة الجديدة. ولم يخب ظني لكنه كان استعداد لمسرحية من درر مسرحنا الشعري وهي “مسافر ليل” للشاعر الفذ صلاح عبد الصبور. قطار خشبي مفرغ هو بالأدق عربة واحدة من قطار طويل كما نجده في محطات السكك الحديدة، تسمح المسافات المفرغة بين ألواح الخشب أن يرى من بداخله الخارج وكذا يرى من بالخارج ما يحدث بالداخل وتلك سمة من سمات تصميم القطار الحديدي عبر النوافذ الزجاجية، وأضافت هنا مادة الخشب كشف كل ما يدور فتساوى الداخل والخارج أو توحدا معا.
لم يحرمنا المخرج الواعد محمود صدقي من تفاصيل حالة السفر الواقعية إذ نقف على رصيف المحطة وهي الحديقة التي يقف بها قطار مسافر ليل المسرحي، ونحن نحمل تذكرة المسرحية/ السفر ثم تدعونا الإذاعة الداخلية لركوب القطار وبدء الرحلة، فنصعد درجتي سلم خشبي من جهتي العربة فنجد مقاعد الجلوس الثنائية مثل مقاعد القطار ولكنها ليست متقابلة لبعضها بل متقابلة لمنطقة تتوسط العربة وبها مقعدان متقابلان.
الأمر الذي يعني ومنذ اللحظة الأولى للمسرحية أن المخرج يوحد بيننا كمتفرجين ركاب في نفس القطار وبين الراكب المسالم إحدى شخصيات المسرحية وسوف نتعرض للتفتيش من عامل التذاكر مثل الراكب وبالتالي فنحن خاضعون لسيطرة وبطش عامل التذاكر المسيطر على مصير المسافر بل كل المسافرين طوال وجودهم بالقطار. وهذا من أجمل ما حملت لنا الرؤية الإخراجية لتلك العلاقة المشكلة كما سنرى طوال العرض، سلطة عامل التذاكر تمارس على المسافر/ المتفرجين ويبقى بينهما الراوي وتلك الشخصية بقيت بدون تفسير من الرؤية الإخراجية رغم إمكانية تفسيرها وتحميلها كثيرا من الدلالات فوق ما حملها النص.
فشخصية “الراوي” في نص عبد الصبور، هو راوٍ بالفعل يحكي ويعلق على ما يحدث بحيادية واضحة وغير واجبة، فهو يرى الظلم والقهر الواقع على المسافر ولا يتدخل سوى بالتعليق وبقليل من تفسير ما يحدث بحيادية وإن وصفناه بالبرود في المشاعر وجمود الفعل نكون قراءنا النص جيدا وتلك طامته الكبرى فلو تدخل أو اعترض لربما نهى العامل المتجبر عن جبروته وربما أنقذ المسافر، الراوي هنا يبدو مرتاح الضمير حتى لحظة النهاية حين يقتل عامل التذاكر المتجبر المسافر، يقف الراوي متسائلا في ختام المسرحية: ماذا أفعل...؟
ويدعونا العرض لنتساءل: فماذا عنا نحن المتفرجون وقد وضعنا في نفس المكانه مع المسافر المسالم المسمى “عبده”، وبالتالي سوف يمارس علينا نفس القهر أو مورس علينا بالفعل من عامل التذاكر المسمى “سلطان”؟ بل وكل الأسماء التي حملها وصرح بها للمسافر ولنا كمتفرجين (الإسكندر - الحجاج – إلخ) وكلهم جبابرة وليسوا مجرد سلاطين أو حكام فقط.
وقد برع الممثل الموهوب د. علاء قوقة في أداء دور عامل التذاكر بكل ماتحمل الشخصية من دلالات بسلاسة تؤكد فهم الشخصية. فيما جاء الأداء الهادئ لشخصية الراوي من الممثل د. جهاد أبو العينين ليؤكد على حياد الشخصية أمام تجبر عامل التذاكر على المسافر، ذلك الحياد المقيت الذي يدعونا نحن ركاب نفس القطار إلى التفكير هل حياد الراوي هنا مقبول أم مذموم؟ كما يدعونا لنفكر فيما يمكن أن يفعل/ نفعل إزاء كل ما حدث للمسافر؟ والحقيقة أكمل سيمفونية الأداء الفنان محمود عباس في أداء دور المسافر المقهور بطبعه واسمه “عبده” وابنه عابد بل وكل عائلته التي تجمل لقب “عبدون”. إن سلسلة العبودية التي يقبع بها المسافر هي من مكنت المتجبر من تجبره وتماديه فيه وكان للراوي دور هام لم يقم به وتلك هي المسألة؟!
كانت الموسيقى الحية المصاحبة للعرض والمسافرة معنا داخل القطار من جماليات العرض التي لا تغفل فقد أضفت حيوية للعرض. وأكدت على المواقف المتوترة به بل وأعطت ملمحا محليا باعتمادها على آلات النفخ والإيقاع المصرية الصميمة.
تسجيل دخول..
هاني عفيفي مخرج مسرحي جريء يذهب في كل عرض مسرحي مذاهب جديدة بحيث لا تستطيع أن تحصره فنيا في مكان أو اتجاه فني واحد، حينا يتجول في التراث فيقدم عرضا مسرحيا يبقى في ذاكرتك وتسعى لمشاهدته كلما قدم وحمل اسم (عن العشاق) عن كتاب (طوق الحمامة) من تراث الأدب العربي لابن حزم. والعرض جولة رقيقة عن الحب والمحبين مصحوبة بأغنيات شجية عذبة قديمة وحديثة توثق لحالة العشق طوال الزمان وأبعادها الدرامية هجر وحب ووصال ودلال وما زادها جمالا تقديم العرض في قصر الأمير طاز والتجول في أنحائه الرحبة التي تعادل لهاث الحبيب في أثر المحبوبة التي دائما محجوبة خلف حجب العادات والتقاليد لكن هوى القلب لا يمكن حجبه.
ثم تجده يقدم عرضا غنائيا آخر ولكن بذائقة غربية حديثة حيث موسيقا الجاز والروك في مذاق شرقي وغناء يجمع بين الطرب والأداء الأوبرالي في مسرحية “ليلى” تأليف النص والموسيقى إبراهيم موريس وغناء مجموعة موهوبة من الأصوات الشابة التي شكل منها المخرج فريقين للتناوب طوال ليالي العرض وميز العرض أيضا المنظر المسرحي لحازم شبل تتردد في مسرحية “ليلى” نفس الفكرة الدرامية أي الحب الممنوع أو المحارب من قوى الشر، بتركيبة فنية غنية طموحة لتقديم أوبرا مصرية بالاعتماد على تأليف موسيقى وأداء وتمثيل مجموعة رائعة من الأصوات لشابات وشباب، وواضح أن طموحهم كبير من الاسم الذي حملته فرقتهم وهو (المسرح الغنائي المصري) التي نتمنى أن تستمر لتكون إحدى فرق المسرح المستقل التي تهتم وتعمل على إحياء المسرح الغنائي المصري.
ويذهب في مسرحية (زي الناس) لمسرح برتولد بريشت الساخر في نقده الاجتماعي ليقدم مع مجموعة من الممثلين منهم هشام إسماعيل وماهر محمود أداء ساخر يقترب من البرلسك ليحفز ذهنك لتأمل ما يجري حولك مع الاستغناء عن نبرة المباشرة التي نجدها في مسرحيات بريشت غالبا. فينطلق العرض إلى التعامل برؤية جديدة تناسب عصر الميديا وتتفهم مقتضيات البعد الزمني بين عصرين وفكرين مع الحفاظ على روح النص الأصلي.
ومؤخرا قدم المخرج هاني عفيفي تجربة هامة على مسرح الهناجر تحمل عنوان “تسجيل دخول” مع مجموعة من الفنانين الشباب من كتابة اثنين من الكتاب هما إسماعيل إبراهيم وفادي سمير.
ولأن كلمتي العنوان نكرة لفقدهما حرفي التعريف “ال” فأنت تحار في معني العنوان (تسجيل ودخول) وتتوالى الأسئلة في ذهنك “أي تسجيل؟ ودخول إلى أين؟” وتلك أسئلة عليك حملها في ذهنك ربما استطعت الإجابة عليها. ولأنك كمتفرج لن تصل إلى إجابة محددة قبل دخولك للعرض، فالأمر يتطلب منك بعض التأمل والتفكير في أحداث العرض المراوغ الذي كتبه كاتبان جديدان مع ببعض ارتجالات من فريق التمثيل المميز رغم أن بعضهم يقف على المسرح للمرة الأولى.
فوق خشبة المسرح مفردات من الديكور توحي بأن المكان شقة أو منزل، في المستوى الأعلى شباك مغلق ومغطى بستارة وعلى الحائط ساعة تدور بلا توقف في سرعة مضاعفة عن السرعة المعتادة لحركة الدقائق والثواني في الساعة. في المستوى الأوسط “خشبة المسرح” مقاعد وفوتيه ثم مرآة إلى اليمين، وقاعدة تواليت وثلاجة منزلية بيضاء إلى اليسار يقابلها في أقصى اليمين وبالقرب من حافة الخشبة، باب خشبي موارب فلا هو مغلق ولا هو مفتوح، كما أنه قريب من درجات السلم التي تربط الخشبة بمقاعد المتفرجين التي جعلها المخرج المستوى الأول للتمثيل حيث بدأ العرض بدخول شخصية فريدة من بين مقاعد المتفرجين. شخصية رجل لا تحمل اسما مثل بقية الشخصيات وترتدي ملابس غير بقية الشخصيات، يرتدي الرجل بدلة سهرة سوداء مع قميص فضي وبابيون أسود ثم كاب أسود بحلية حمراء وقبعة كبيرة بنفس الألوان، تجمع ملابسه بين الفضي والأسود والأحمر، كما تجمع في تصميمها بين ملابس رجل راقي وملابس ساحر أو مهرج ولكن بدون عصا لكننا لو نأملنا سنجد استخدامه لزراعه وأصبع يده اليمنى في الإشارة والكلام تقترب من مهمة العصا عند الساحر. يجمع أداء الشخصية الذي قام به الممثل “أحمد السلكاوي” ببراعة في واحد من أهم أدواره كوجه معروف في المسرح المستقل، يجمع أداؤه بين أداء الساحر الذي يعرف كل شيء عن اللعبة فوق المسرح ويشارك بها حين يصعد خشبة المسرح وبين دور الراوي الذي يقوم بالحديث مع المتفرجين منذ لحطة العرض الأولى وهو يخترق صفوفهم ثم يصعد إلى المسرح ثم يعاود النزول بينهم في المستوى الأول أكثر من مرة. في البداية هو واحد مننا أي متفرج/ مواطن، ثم في لحظة ما يصعد بين شباب العرض على المسرح ليكون لاعبا/ مؤديا، لكنه لا يتحدث معهم بل يتجول حرا بينهم ويستمع لأحاديثهم وخلافاتهم بينما يقوم بعمل ما لا نتفهم كنهه إلا في نهاية العرض.
فثمة دمية في يمين المسرح معلقة على شماعة، غير محددة الملامح وهذا ما يقوم به الساحر/ الراوي إعطاءه ملامحه البشرية عبر ما يختار من أشياء تخص الشباب مثل شعر مستعار لفتاة، صدرية لشاب، كوفية شاب آخر، نظارة فتاة وهكذا يشكل الساحر/ الراوي النموذج الذي يريد من ما يميز النموذج البشري وهم مجموعة الشباب من حوله. على الجانب الآخر فإن مجموعة الشباب والشابات لا يدرون أو لا يدركون ما يفعل بل إنهم غير مدركين لوجوده بينهم أصلا.
هنا لا بد وأن يثار سؤال حول أسباب غفلة هؤلاء الشباب عن وجوده بينهم، هل غفلة وعي أم غفلة انشغال بحكايات الفيسبوك حتى غدت أهم مما يحدث حولهم؟
هنا يمكننا أن نصل إلى بعض معنى لعنوان المسرحية “تسجيل دخول” كمصطلح حديث ارتبط معناه بوسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك و«تويتر» والبريد الإلكتروني وغيرها، فمن يتعامل معها عليه تسجيل دخول لحساب خاص به ثم يتواصل مع أصدقائه عبر صفحته الشخصية أو جروب أي مجموعة تتواصل معا بالحوار والحديث، وهذا ما أكده المخرج من خلال عكس صفحات من الفيس على واجه الثلاجة الموجودة يسار مقدمة المسرح. وقد رأت بعض الأقلام التي تناولت العرض أن اختيار المخرج للثلاجة يدلل على برود التواصل بين الشباب وإن كان بهذا الرأي شطط لكنه يقبل إلى حد ما.
تحكم علاقة الشباب فكرة أنهم يتواصلون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ثم تأتي رغبتهم في اللقاء والخروج معا، ولكن هذا اللقاء الحي لا يتم مطلقا لأن أحدهم لا يريد مقابلة الآخر في الواقع، لأسباب ذاتية حيث يرى بعضهم عيوب ومثالب في الآخر مثل أن فلان هذا كذا أو كذا ففي وجود هم معا على الفيس طوال الوقت ما يؤكد عجزهم على اللقاء الحي وجها لوجه.
تأكد هذا العجز عن الفعل المفيد في مشاهد ثلاثة - تضمنت أحداث وقعت بالفعل أثناء سنوات الثورات المصرية منذ 2011 وما بعدها - عرضت صفحات من الفيسبوك على واجه الثلاجة بسرعة كبيرة ثم تابعنا تعليقات الشباب عليها بالدهشة أو التعجب أو كلمات الاستنكار فقط وهم يدورن في دائرة مغلقة تشكلت من حركتهم على المسرح وقد نكون نحن كمتفرجين فعلنا مثلهم في واقعنا أحيانا أو دائما وهنا يتماس العرض مع جمهوره.
وفي تأكيد لفكرة الفعل السلبي من الشباب جاءت مشاهد طلب الطعام من مطعم للمأكولات الجاهزة، لكن الطعام لا يأتي إلى نهاية المسرحية، توالى طلب الشباب للطعام عبر الهاتف النقال، كل مرة يقوم شاب أو شابة من الممثلين بالحديث مع عامل الدليفري التائه ويعدهم بسرعة الوصول لكنه لا يصل أبدا. ربما من هنا كتب بعض من كتبوا حول المسرحية واصفين إياها بكونها مسرحية عبثية أي تنتمي لمسرح العبث رابطين بين فكرة انتظار عامل الدليفري والمسرحية الشهيرة “في انتظار جودو”.
والحقيقة أن الانتظار كثيمة درامية لا يكفي وجودها في أي نص درامي لوصفة “بدراما العبث”، التي تنطلق فكريا من فكرة لا جدوى لأي فعل في الحياة لأن لا شيء يتحقق ولا يوجد يقين لأي شيء، إن الشك وعدم الثقة هو يقين الشخصيات في الحياة.
لكن ما يحدث في “تسجيل دخول”” نقد لأفعال ولأفكار شباب خذلوا اللحظة التاريخية التي توفرت لهم وهي تغيير نظام كامل أثناء الثورتين بعدم القيام بما كان يجب عليهم القيام به، طلبوا الطعام كأحد شعارات الثورتين (عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية) ولم يذهبوا لإحضاره بل اكتفوا باسم المطعم (بكرة يا أحلى من النهاردة بكرة يا يومنا الجديد) فلم تسعفهم ثقافتهم الهشة المتسارعة مثل صفحات الفيسبوك ولم تقدم لهم تراثهم المصري الأصيل مثلا في قول الشاعر (وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا).
ثم الخطأ الثاني كان الخلافات الشخصية بينهم وفشل لقائهم والكمون خلف مشكلاتهم الفردية
الشاعر يبحث عن ذاته والفتاة تبحث عن عريس والأخرى تعاني قصور النظرة للمرأة في مجتمع ذكوري وأخرى تجد في الاحتجاب عن الناس ملاذا لها، كل هذا يحدث منهم وهم في غفلة عن ما خطط لهم في نهاية المسرحية وهو احتفال الشخصية المتعددة الأوجه الساحر/ الراوي بما أطلق عليه “اليوم العالمي للصمت” وذلك بعد أن طردهم من المنزل/ السكن الذي احتموا به ودفعهم إلى باب الخروج فيما جلس هو مع الدمية التي شكلها على هواه لتجمع بين أجمل أشيائهم، ويحملها ليجلس بها على المقعد الكبير متصدرا المشهد غير عابئ بدهشتهم لطرده لهم ويسود الصمت وتنهي المسرحية.
سجيل دخول فكرة وإخراج هاني عفيفي كتابة إسماعيل إبراهيم - فادي سمير مع ارتجالات الممثلين أحمد السلكاوي – أوسكار نجدي - شادي الدالي – ميشيل - محمد الشافعي – منة حمدي - ندى نادر - هبة الكومي ديكور وإكسسوار مي كمال.. أزياء د. مروة عودة.. مونتاج فيديو أحمد روبي.. موسيقى محمد صلاح.. إضاءة هاني عفيفي - محمد عبد المحسن.


سامية حبيب