الحكاية روح العلاج بالفن

الحكاية روح العلاج بالفن

العدد 584 صدر بتاريخ 5نوفمبر2018

مع التقدم العلمي والاكتشافات الطبيه أصبح الأطباء لا يستخدمون العلاج الدوائي فقط فمثلا نجد طبيب الأمراض النفسيه يقوم بعمل جلسات استماع من المريض وهناك أيضا جلسات تخاطب مع ضعاف السمع وثقل اللسان في النطق، وثبت علميا أن مريض التوحد لا يوجد له علاج يلائم كافة مصابي هذا المرض وينقسم العلاج إلى دوائي وتعليمي وتربوي وعلاج سلوكي وعلاج مشكلات اللغه والنطق وايضا مريض متلازمة داوزن (Dns or Ds) المعروفه باسم البلاهة المنغولية او التثالث الصبغي 21 بالتعليم والرعاية لتحسن الحياة.
وفي ثاني عرض مسرحي بعد العرض المسرحي انتيكا تقدم فرقه الشمس لدمج ذوي الاحتياجات الخاصه العرض المسرحي الحكاية روح الذي يدمج ما يقرب من 70% من الأطفال ذوي القدرات الخاصة الذين يعاني بعضهم من متلازمة داوزن وبعضهم يعاني من التوحد و30% من الأطفال الأصحاء.
ومن اسم العرض الحكاية روح نستطيع القول بالتفسير الشعبي المتداول بعيدا عن التفسير الديني لكلمة روح نقول إن هذا الشخص روحه عالية أي أن هذا الشخص لديه عزيمة وإرادة ومصمم على اجتياز الاختبار أو الأزمة أو المحنة .
وعند مشاهدة العرض المسرحي نجده يبدأ بطفلة تنام على سريرها بجوارها منبه يرن جرسه لكي تصحو من نومها وتتناول الفطار للذهاب إلى المدرسة ولكنها تغلق المنبه وتصر على عدم الذهاب إلى المدرسة وتدخل فراشها مرة أخرى وهذه الطفلة تدعى شمس (رحمة ممدوح) ويأتي لها الملاك نور (إيناس نور) لإيقاذها للذهاب إلى المدرسة ولكنها ترفض فتبلغها أنها ستأخذها إلى رحلة لتكتشف العالم من حولها وتستعد الطفلة وتلبس ملابس الخروج، ومن خلال الرحلة تكتشف أنها تتعرف على شخصيات ذوي قدرات خا صة من فاقدي البصر وتغلبوا على الإعاقة وانتصروا عليها وأصبحوا من الأعلام مثل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين (يوسف أبو زيد) والمطرب والملحن الشيخ سيد مكاوي (ماهر محمود) والموسيقار عمار الشريعي (وائل أبو السعود) ومدى تأثيرهم في المجتمع العربي، ونستطيع القول في العالم بتفوقهم في محاولاتهم.
واستخدم المخرج اسلوب بسيط للتعرف علي الحكايه والبعد عن السرد بعرض مقتطفات عن حياتهم باستخدام السلوت ليكمل به القصه مثل بدايات الشيخ سيد مكاوي وهو يؤذن بمسجد بالسيد زينب وتشجيع والدته له والتحاقه بفرقه الانشاد الديني وكذلك ذهاب طه حسين الي الكتاب في القريه وكذلك علاقته بسوزان التي أصبحت زوجته وأضاف الارجوز(نوران علاء) وهي محببه للاطفال للتعرف علي الشخصيات وتدخله دون استدعاء وقوله معلومات خاطئه تصحح من أبطال العرض يخرج الابتسامات من الأطفال وايضا اضاف حوار بين كلا من سيد مكاوي وعمار الشريعي يتضح منه جزء من رحله الشيخ سيد مكاوي وكيف تحدي عمار الاعاقه بعزفه علي آلات بها الكثير من المفاتيح متل الاورج ونسج احلي المقدمات الموسيقيه للمسلسلات مثل رافت الهجان التي يعزفها ماهر محمود (سيد مكاوي) علي العود وينتهي العرض باستعراض واغنيه يوجها ذوي القدرات الخاصه الأصحاء تقول احنا كده وبلاش تبصوا لنا كده نحن مثلكم ولاينقصنا شيئ ونستطيع أن نعمل مثلكم وتقول الملاك نور احنا مش هنقدرنبني بلدنا الا لما نتحد ونضع يدنا في يد بعض من غير مانبص للي ناقصنا احنا كلنا فينا روح والروح دي هي المحرك الأساسي الجسد يزول او اى شيء منه ينقص انما الروح لو نقصت ينقص الانسان فالحكايه روح لما روحنا تكمل ببعض نقدر فعلا نبنى بلدنا ونقول تحيا مصر وتحيا تانى والف تحيا فى كل تحيه وينزل الأطفال إلى صاله العرض حاملين علم مصر يمرون بها من امام الجمهور فى تلاحم معنا.
واذا تحدثنا عن سينوغرافيا العرض نجد أن الملابس(نهاد السيد) عصريه عدا ملابس الملاك التى كانت عباره عن تي شيرت أبيض له جناحان من الخلف متوسطى الحجم وجيب به عدة الوان من ألوان الطيف التى تبهج الأطفال .وبالنسبه للاضاه(عز حلمي) فكانت فى بؤر قليله فى المنولوجات الخاصه بالممثلين الذين قاموا بادوار طه حسين وسيد مكاوى وعمار الشريعى وطوال العرض كانت الاضاءه تظهر وجوه الأطفال لطبيعه العرض وأنهم ذوو احتياجات خاصه وملامح الوجه هى الوحيده التى تعبر عنهم كذالك قله الإمكانيات لعدم تجهيز المسرح بشكل كامل ونعلم جيدا ان عروض الأطفال تحتاج إلى الأبهار فكان التعامل فى حدود المتاح واذا تأملنا الشاشه التى يعرض عليها السلوت تجدها شاشه كبيره و الفيديو بروجيكتور له حدود وكذالك عمق المسرح محدود فظهر بطريقه غير مناسبه ولكن المخرج أصرعلي استخدامه للخروج من حالة السرد وتنوع الرؤيه البصريه وعدم الشعور بالملل .
اما الديكور (محمد هاشم) فكان عباره عن بانوهات وضعت علي جانبي المسرح بينهم مدخل الكواليس وعلي الجانب الأيمن يوجد بانوه به شباك عليه ستاره يخرج منه الارجوز وتلك البانوهات مرسوم عليها رسومات غير محدده الدلالات و ذات ألوان مبهجه تبهج الاطفال وفي عمق المسرح توجد غرفه نوم اطفال عباره عن سرير وكمود ومنبه ذات ألوان زاهيه تسحب وتنزل ستاره بيضاء لتستخدم لعرض السلويت وذلك بعد خروج الطفله في رحله مع الملاك
وبالنسبه للموسيقي والألحان(أحمد الناصر) فالعرض المسرحي يقدم اعلام الموسيقى سيد مكاوي وعمار التشريعي فكانت بطعم ألحانهم مثل المقدمة الموسيقية لمسلسل رافت الهجان وكذلك قدم جزءا من أوبريت الليلة الكبيرة بتوزيع جديد وكانت عبارة عن فواصل موسيقية للتعبير عن حالة شمس داخل الرحلة.
اما الاستعراضات( اشرف فؤاد) فكانت مكمله لأحداث العرض المسرحي.
ونلاحظ أن المخرج استخدم ماكينة دخان في بعض المشاهد لإضفاء صورة بصرية ولكنه كان من الممكن الاستغناء عنها فلم توظف بطريقة سليمة وأيضا كان بها عطل فكانت تعمل دون أن يشغلها أحد.
في النهايه نستطيع القول إننا لا نستطيع التعامل مع العرض المسرحي حكاية روح بشكل احترافي وذلك لطبيعته الخاصة وكذلك المسرح لم يتم تجهيزه بالشكل المناسب كذلك لابد وأن تأخذ التجارب وقتها الكافي في التدريبات، وأعتقد أن الفنانة القديرة وفاء الحكيم أصرت على افتتاح العروض المسرحية بجانب الورش الفنية لكي تضيء المسرح وتكون له الدعاية الإعلامية حتى يتم التعرف عليه وتنضج التجارب معا ويكون للفرقه صدى للتنافس مع الفرق العالمية.
نشكر المخرج محمد متولي على تصديه لإخراج هذا العرض وكل من ساهم في ظهور هذا العمل للنور.

 


جمال الفيشاوي