العدد 582 صدر بتاريخ 22أكتوبر2018
اختتمت مؤخرا فعاليات مهرجان المسرح العالمي بالمعهد العالي للفنون المسرحية. حملت الدورة اسم الفنان الراحل جميل راتب، وأقيمت تحت رعاية د. أشرف زكي رئيس أكاديمية الفنون وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية، وإدارة د. عبير فوزي أستاذ التمثيل والإخراج، ورائد اللجنة الفنية، وكريم سامي، أمين اتحاد الطلاب، ويديره بسام عبد الله.
تنوعت فعاليات المهرجان بين العروض والندوات النقدية بمشاركة خمسة عروض من إنتاج المعهد العالي للفنون المسرحية، جميعها من بطولة وإخراج طلاب المعهد، وتتخذ من النصوص الأجنبية مادة لها وفقا لطبيعة المهرجان. وكانت كالتالي: مسرحية (وقت الأبرياء) تأليف زيجفريد لينتس إخراج حسام قشوة، و(العذراء والموت) تأليف أريل دورفمان إخراج سماء إبراهيم، و(المنحدر) عن نص “منحنى خطر” تأليف: جي. بي. بريستلي، إخراج: إبراهيم أشرف، و(رغبة تحت شجرة الدردار) تأليف: يوجين أونيل، وإخراج: كريم أدريانو، و(الطاعون) تأليف: ألبير كامي وإخراج: محمود حجاج. وتكونت لجنة تحكيم المسابقة من السينارست مدحت العدل، والمخرج ماندو العدل، والمخرج أحمد شفيق، والمنتج تامر مرتضى، ومن أساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية، د. أيمن الشيوي أستاذ التمثيل والإخراج، د. صبحي السيد، أستاذ الديكور، د. رشا خيري، أستاذ الدراما والنقد.
شهد حفل الختام حضور د. أشرف زكي رئيس أكاديمية الفنون وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية ولجنة التحكيم وأساتذة المعهد العالي للفنون المسرحية وطلابه، وحاز على جائزة أفضل عرض (العذراء والموت) إخراج سماء إبراهيم، وأفضل عرض ثانٍ (وقت الأبرياء) إخراج حسام قشوة، وحاز إيهاب محفوظ على جائزة أفضل ممثل، وحازت جانا صلاح على جائزة أفضل ممثلة، ومحمد يوسف على جائزة أفضل ممثل ثانٍ، ونغم صالح أفضل ممثلة مركز ثانٍ.
عروض منضبطة وقوية
وعقب حفل الختام أعرب بسام عبد الله، مدير المهرجان، عن سعادته بنجاح هذه الدورة، مؤكدا أن جديد هذه الدورة هو تخصيص عدد ليلتي عرض لكل مخرج، مما ساهم في خروج عروض قوية ومنضبطة، بالإضافة لتوفير الوقت الكافي للبروفات، ويضيف أن أهمية هذا المهرجان في كونه تطبيقا عمليا على ما يدرسه الطالب، بما يتيح له الفرصة لتقديم نفسه بعيدا عن الدراسة، من خلال لجنة التحكيم التي تحوي مخرجين ومنتجين ومؤلفين من الخارج ممن يعملون في السوق الفني (التلفزيون والسينما)، بالإضافة لزيادة ميزانية إنتاج العروض عن السنوات القادمة.
فرصة للدخول للعمل الاحترافي
ويقول كريم سامي، أمين اتحاد طلاب المعهد، إن المهرجان سار بشكل منتظم، وأن أهم ما ميزه هذا العام هو التنظيم الجيد والمشرف، ولجنة التحكيم المتنوعة بين المخرجين والمنتجين وأساتذة المعهد، وهو ما يتيح للطلاب فرصة للدخول للعمل الاحترافي، وتمنى مزيدا من توجيه الضوء الإعلامي على هذه الفاعلية الهامة.
هيكل تنظيمي وسيستم واضح
وقال أحمد صلاح، أمين اللجنة الفنية، إن اتحاد الطلاب، بالتعاون من أساتذة وطلاب المعهد، استطاع تقديم دورة موفقة، رغم أنه من الصعب إرضاء جميع الأطراف، فإن ما يهم هو تقديم المنتج الجيد، وقد ساهم في ذلك عمل يوم بروفة جينرال لكل مخرج قبل ليلة العرض أمام اللجنة، مما ساهم في خروج عروض جيدة ومنضبطة دون مشكلات تنفيذ، وأشاد كثيرا بدور عمال وفنيي وتقنيي المعهد العالي للفنون المسرحية في خروج هذا المهرجان بهذا الشكل، فهم يعملون بلا إجازات ويسهرون لأوقات متأخرة من الليل بالمعهد، ويضيف: أنا راضٍ عن التجربة، لا سيما وأن المهرجان في هذه الدورة أضاف إلى لجنة التحكيم أسماء جديدة من خارج المعهد، بما يتيح الفرصة لهم في اكتشاف أسماء جديدة من طلاب المعهد للعمل في الميديا والسينما، مؤكدا أن تنظيم هذه الدورة كان بمثابة وضع هيكل تنظيمي وسيستم واضح لخريطة المهرجانات داخل المعهد في السنوات القادمة، وأن أبرز نتائج ذلك هو تحديد موعد ثابت للمهرجان العالمي من كل عام في شهر أكتوبر، على أن يكون المهرجان العربي في فبراير من كل عام، وهي مواعيد تم اختيارها بحيث لا تتعارض مع مواعيد امتحانات الطلاب، أو المحاضرات التي تشغل قاعات المعهد، التي تقام عليها بروفات الفرق المشاركة، وأنه تم اختيار العرض الحاصل على المركز الأول في مهرجان المسرح العالمي في هذه الدورة ليمثل المعهد في المهرجان القومي للمسرح في دورته القادمة، وسوف يتم اختيار العرض الأول في الدورة القادمة من المهرجان العربي أيضا، فالمعهد العالي للفنون المسرحية له مقعدان في المهرجان القومي للمسرح المصري، ثم يشير بأنه يتم في الآونة الأخيرة دراسة مشروع تنظيم مهرجان أكاديمي دولي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وهو ما نفتقده، وقد لفت نظره وجود ذلك من خلال سفره في مهرجانات دولية أكاديمية خارج مصر.
الشكل الحضاري للمهرجان
وقال مروان عنتر، مسئول لجنة التنظيم: تعمدّنا أن يكون جميع أعضاء لجنة التنظيم من طلاب المعهد، وأن يكون الدخول للمسرح بأولوية الحضور قبل العرض بساعة، مؤكدا أن الهدف هو ظهور المهرجان بشكل حضاري ولائق بديلا عن التزاحم الشديد والتدافع، وتوفير الراحة للحضور وكبار السن والضيوف بعمل استراحة أمام المسرح حتى بداية العرض، مضيفا: أن العمل داخل هذه اللجنة تطوعي وأن لجنة التنظيم تسعى جاهدة لعمل نظام وقواعد ليتم تطبيقها والعمل بها في جميع الفعاليات والمهرجانات القادمة في المعهد. ثم عبر عن سعادته بنجاح الدورة وتمنى مزيدا من التطوير في التنظيم في الدورات القادمة.
عودة الندوات إضافة للمهرجان
وقال محمد عبد الوارث، مسئول لجنة الندوات بالمهرجان، إن الهدف من هذه الندوات النقدية أن تكون حلقة وصل بين المبدع والمتلقي، من خلال التفسيرات المختلفة التي تطرحها المنصة أو يطرحها الحضور في وجود فريق عمل العرض والجمهور، مضيفا أن هذا الندوات كانت قد توقفت منذ فترة طويلة في مثل هذه المهرجانات الداخلية بالمعهد، وقد عادت منذ 3 سنوات على يد الطالبين - وقتها - أسامة القاضي، وباسم عادل، ثم قمت بتفعيلها في العام الماضي مع زميلي فادي نشأت، وفي هذا العام أوكلت لي إدارة المهرجان أمر تفعيل هذه الندوات، وأنها بمثابة حلقة تواصل بين الأساتذة والخريجين والطلاب مؤكدا أن الندوات النقدية في هذه الدورة تشهد إقبالا كبيرا من الطلاب والخريجين وشكر إدارة المهرجان متمثلة في د. عبير فوزي والطالب بسام عبد الله.
وقال إيهاب محفوظ، الحاصل على جائزة أفضل ممثل معبرا عن سعادته، إن الجائزة بمثابة تتويج لكل ما حصل عليه من جوائز من قبل، كأفضل ممثل صاعد في المهرجان القومي للمسرح في دورته قبل السابقة، وأفضل ممثل في المهرجان الأكاديمي بالكويت، وغيرها من الجوائز في المهرجانات الجامعية، معتبرا المعهد العالي للفنون المسرحية بيته الذي دائما ما يفخر بالانتماء له، مع مشاركاته الكثيرة في هذا المهرجان من قبل، وكونه في هذه الدورة يشارك كممثل في عرضين متنافسين، مضيفا أن الجوائز بشكل عام تضيف ثقة للفنان شرط أن تكون دافعا له للتطور بهدف الوصول للصدق الفني المبتغى، ويرى أن هذه الدورة شهدت عروضا فنية جيدة ومتميزة.
وقالت جانا صلاح، جائزة أفضل ممثلة: حصلت على جوائز قبل ذلك في جامعة عين شمس عندما كنت طالبة بكلية التجارة، وهذه هي المشاركة الثالثة في عروض بالمعهد منذ التحاقي في العام الماضي، فقد شاركت في عرض (دوار بحر) تأليف محمد علي، إخراج بسام عبد الله، وشاركت في المهرجان العربي في دوته السابقة في عرض (إنهم يعزفون) تأليف: محمود جمال وإخراج عبد الله صابر، وأخيرا في المهرجان العالمي وحصلت على جائزة أفضل ممثلة عن عرض (المنحدر) إخراج إبراهيم أشرف، وعبرت عن سعادتها بالجائزة التي تعد بمثابة تحقيق لنفسها كممثلة داخل المعهد العالي للفنون المسرحية، والتي تعتبرها بمثابة لحظة الانطلاق الحقيقية لها كممثلة، وأشادت بمستوى المهرجان والعروض المتنافسة، وتمنت في ختام حديثها أن يظل المعهد العالي للفنون المسرحية والعروض التي يقدمها في تطور مستمر أكثر وأكثر.
محمد يوسف، أفضل ممثل دور ثانٍ، عبر عن سعادته الكبرى بالجائزة، قائلا: كل تكريم يشعرني بالمسئولية أكثر، لا سيما وهو من بيتي الذي أنتمي إليه، المعهد العالي للفنون المسرحية، رغم أنني حصلت على هذه الجائزة 3 مرات، بالإضافة لأكثر من 35 جائزة قبل ذلك، مضيفا أن يوم البروفة الجينرال لكل عرض ساهم في خروج عروض جيدة ومنضبطة، ورؤية المخرج أكثر وضوحا، بالإضافة للراحة النفسية للممثل وإتاحة الفرصة له لعمل بروفة بالإضاءة والموسيقى، مضيفا أن هذه الجائزة تكسبه الثقة أكثر، بين زملائه وأساتذته واللجنة من الخارج، لا سيما وأن جوائز المعهد لها طابع خاص بصفته مكانا متخصصا.
ويقول حسام قشوة، الحاصل على جائزة أفضل مخرج ثانٍ، معبرا عن سعادته بالجائزة، أن أهمية الجائزة بالنسبة له تتمثل في كونها الأولى له في المعهد الذي يعتز بانتمائه له، رغم حصوله على جوائز إخراج قبل ذلك في مهرجانات جامعية، بالإضافة إلى أن عروض المهرجان في هذه الدورة كانت على مستوى عالٍ من الجودة الفنية والانضباط، ويرجع ذلك للجنة المشاهدة المكونة من د. علاء عبد العزيز أستاذ الدراما والنقد، والأستاذ كمال عطية، قسم التمثيل والإخراج، والمهندس عمرو الأشرف قسم الديكور، وهي التي انتقت العروض الجيدة التي تستحق الإنتاج والعرض، دون أن تتقيد بعدد معين من العروض، وأشاد بالتنظيم، مؤكدا أنه كان جيدا إلى حد كبير، وأن أي سقطات بسيطة يمكن تلافيها في السنوات القادمة.