مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى من 1988 إلى 2010

مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى من 1988 إلى 2010

العدد 576 صدر بتاريخ 10سبتمبر2018

- أصبحت المهرجانات الفنية سمة مميزة للعديد من البلدان، الأمر الذى تتحول معه الدولة فى فترة إقامة المهرجان الى مشهد فنى مؤثر فى كافة نواحى الحياة داخل مدينة المهرجان، وهو مانراه فى عدد من المهرجانات العالمية أمثال”مهرجان كان السينمائى” الذى يعتبر أحد أهم التأثيرات السينمائية وطرق العبور للأفلام إلى العالم والذى تتحول معه مدينة كان وشاطئ الريفيرا إلى أهم أماكن العالم أثناء فترة المهرجان، الأمر ذاته فى المسرح فمع إقامة حدث مسرحى مثل مهرجان”أفنيون المسرحى” تتحول تلك المدينة الهادئة إلى ملتقى أنظار العالم المسرحى حيث يأتى الكثير من عشاق المسرح ليروا أهم وأخر التطورات فى عالم المسرح والعروض المسرحية العالمية والتعرف على ثقافات عوالم أخرى لم تكن متاحة لولا وجود المهرجان.
- وبالمثل كان وجود “مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى “فى الفترة من 1988 وحتى عام 2010 م يجعل مدينة القاهرة محط أنظار العالم المسرحى، ويلتقى المسرحيين فى هذا المهرجان للمناقشة والتحليل والتوصل إلى نتائج مسرحية جديدة، وكذلك كان عشاق المسرح من هواة ومتخصصين وجمهورعام على موعد مع عدد كبير من العروض المسرحية المتميزة طوال أيام المهرجان من كافة أنحاء العالم، كما كان يصاحب المهرجان عدد لا بأس به من المطبوعات الصحفية سواء نشرة المهرجان أو الصفحات المخصصة للمهرجان فى الجرائد والمجلات لمتابعة هذا الحدث المسرحى الفريد من نوعه فى الشرق الأوسط، هذا بالإضافة إلى مطبوعات المهرجان من كتب مترجمة فى كافة نواحى المسرح.
- واذا كان المهرجان مثله مثل كل الأشياء الجميلة فى مصر التى طالتها أيادى الفساد الإدارى والبشرى مما أضر بصورة المهرجان إلا أن ذلك لايعنى أن نقوم بدفنه ونتخلص منه بدلاً من تطويره ودفعه الى العودة بقوة لسابق عهده .
- وفى الصفحات القليلة القادمة سنستعرض مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى من ناحية أسباب نشأته وأليات العمل به وعلاقته بالمؤسسة الرسمية والتركيز على مفهوم المهرجان عن الهوية العربية وعلاقته بالحراك المسرحى فى بلد الاستضافة مصر.
وسوف أقدم مجموعة من الإحصائيات الخاصة والناتجة من دورات إقامة المهرجان منذ بدايته وحتى الدورة الأخيرة منه وأرجو أن يكون بحثى الصغير المتواضع هذا خطوة على طريق إعادة المهرجان مرة أخرى لأنه واحداً من الأشياء الثقافية الهامة المميزة للثقافة المصرية فى سنواتها الأخيرة.
أولا أسباب نشاة المهرجان :
- ترجع نشاة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى إلى شخص السيد / فاروق حسنى وزير الثقافة الأطول عهداً فى تاريخ مصر ( 1985 – 2010 ) فهو صاحب الفضل فى ظهور المهرجان للنور وجعله مهرجاناً دولياً، وها هو يخبرنا فى كلمته التى ألقاها أثناء إفتتاح الدورة الأولى للمهرجان عام 1988 ?}? جاء طرح فكرة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى من إيمانى بأن التعبير الإبداعى بكل أشكاله يجد حيوية مدهشة لحظة العبور من مجتمع إلى أخر، وتلك حقيقة نعرفها وندركها لكنها كانت غائبة عن ساحة فن المسرح الذى تعتبر مصر ذات تاريخ وتجربة رائدة فيه ، ولم يكن الأمر فى تصورى ينحصر فى إقامة بعض العروض المسرحية التجريبية الوافدة فحسب، لكن كان ذلك بداية فى ظل ممكنات الواقع وقتذاك.
- فنحن أمام وزير أراد أن يترك بصمة فى عالم الثقافة بوجه عام والمسرح المصرى بوجه خاص تحسباً لرحيله فى أى وقت فتكون هذه البصمة باقية له فى عالم الثقافة المصرية شديد النسيان وهدم كل ماسبق، ولكن يحسب لفاروق حسنى إهتمامه الشخصى والخاص بهذا المهرجان وهو ما أعطى للمهرجان دفعة كبيرة وقوية فى البدايات فشاهد المسرحيون المصريون كبار مسرحى العالم فى القاهرة فى فرص لم ولن تتكرر بعد ذلك فها هى الدورة الثانية مع بدأ الجوائز والتكريمات يتم تكريم كلاً من (مارتن إيـسلن – يوجين يونسكو – بيتر بروك – جروتوفسكى)
ويتوالى حضور الكبار الى القاهرة سنوياً فنجد ( الفونسو ساسترى – فرناندو أرابال – فولكر براون ) فى الدورات العشر الأولى للمهرجان الأمر الذى جذب الأضواء بشدة الى هذا المهرجان الذى جاء بناءاً على رغبة وزير الثقافة الذى أراد صنع مهرجاناً خاصاً بمصر فى مجال المسرح وإعطائه صفة العالمية.
- ولم تكن كلمة التجريبى وليدة على المهرجانات الدولية فى ذلك الوقت فقد سبقها مهرجان    “ المرأة الدولى للمسرح التجريبى “  الذى أقيم للمرة الأولى فى أغسطس عام 1986 فى المملكة المتحدة، وكذلك مهرجان “ IL SEGRETO DI ALICE “ ايل سيجريتو دى اليس التجريبى الدولى فى إيطاليا عام 1984.
- كما نجد فى لائحة المهرجان أيضاً نظرة على سبب إقامة المهرجان وتفنيد مفاهيم المسرح التجريبى ومعايير التجريب ولماذا هو مهرجان دولى وهى كالتالى :
1 – تقيم وزارة الثقافة بجمهورية مصر العربية مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، ليساهم مع المهرجانات المسرحية العربية فى إثراء الحركة المسرحية فى مصر والأقطار العربية، من خلال الحوار المتجدد بين المبدع المسرحى والجماهير.
2 – التجريب كان وسيظل سمة لصيقة بالمسرح بوجه خاص، وبالفن بوجه عام، ونزعة التجديد قد صاحبت الفنان المبدع منذ البدايات، ومن خلال التجريب والتجديد تتناغم العلاقة بين الفن والحياة فى خدمة القضايا المتجددة التى تفرض نفسها من خلال الحركة الإجتماعية الدائبة.
3 – إختصاص هذا المهرجان بسمة التجريب، رغبة فى اضافة جديدة إلى مهرجانات المسرح العربى القائمة.
4 – لم تشأ ادارة المهرجان أن تتوقف عند تعريف محدد للتجريب، أخذاً بالحدود الواسعة للطليعة وتسليماً بأن المسرح الطليعى فى النهاية، هو المسرح الذى تفرضه المبررات الإجتماعية فى لحظة ما.
5 – تؤمن ادارة المهرجان بأن الهوية القومية للفن لا تتعارض مع منطق الحوار الدائم مع التيارات التجريبية فى الفنون العالمية، وذلك بعد أن ضاقت المسافات الزمنية والمكانية بفضل الثورة التكنولوجية فى وسائل الإتصال، وبفضل المتغيرات الإيدولوجية المتلاحقة فى العالم.
6 – تسعى مصر إلى عقد هذا المهرجان سنوياً على أرضها لتطلعها إلى تهيئة مناخ مسرحى عالمى متجدد يتفاعل مع المسرح فى مصر أخذا وعطاء، وذلك فى سبيل مسر أكثر صدقا وتعبيرا عن الواقع الإجتماعى المتجدد، وعن يقين بأن الصعوبات التى يجتازها المسرح ليست قاصرة على بلد دون أخر لأنها صعوبات ناشئة من أوضاع ومتغيرات عالمية.
- وهكذا نجد أن مبررات إنشاء المهرجان ليست نزوة خاصة بالوزير وإهدار المال العام كما يردد المطالبين بإلغاء المهرجان وإستبداله بمهرجان أو مهرجانات أخرى فهل من الحكمة والعقل أن يتم شطب تاريخ إثنان وعشرون عاماً من تاريخ مصر المسرحى من أجل مصالح شخصية لا مسرحية.
ثانياً أليات العمل :   
- تتحدد أليات عمل المهرجان من خلال عدة محاور يشهدها المهرجان فى كل دورة من دوراته
فهناك العروض التى تتم مشاهدتها فى البداية عند فتح باب الاشتراك سنوياً فى المهرجان من خلال إرسال برقيات لكل الفرق العالمية الحكومية والخاصة فترسل هذه الفرق إسطوانات مدمجة ( CD ) للعرض وتنعقد لجنة لمشاهدتها وإقرار الصالح منها للعرض فى المهرجان سواء فى المسابقة الرسمية أو على هامش المهرجان.
ثم تقوم لجنة أخرى بمشاهدة العروض المصرية الراغبة فى الإشتراك فى المهرجان سواء الحكومية أوالمستقلة وإقرار الأصلح من هذه العروض للمشاركة فى المسابقة الرسمية للمهرجان ومن سيتم إشراكه على هامش المهرجان.
وفى أثناء إنعقاد المهرجان تتواجد عدة لجان تابعة للمهرجان بداية من اللجنة العليا للمهرجان المكونة من ( وزير الثقافة – رئيس المهرجان – مقرر لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة – أمين عام المجلس الأعلى للثقافة – رئيس البيت الفنى للمسرح – رئيس الهيئة العامة للكتاب – عميد المعهد العالى للفنون المسرحية – مدير صندوق التنمية الثقافية – أمين عام المهرجان – رئيس العلاقات الثقافية الخارجية – رئيس المركز القومى للمسرح – رئيس المركز الثقافى القومى دار الاوبرا- نقيب المهن التمثيلية )
ثم تأتى لجان المهرجان على النحو التالى  :
1 – اللجنة التنفيذية للمهرجان  التى تضم كل اللجان التالية
2 – لجنة الندوات والمحاضرات
3 – لجنة البرامج والعروض والتجهيزات
4 – لجنة المطبوعات
5 – لجنة الترجمة
6 – لجنة متابعة العروض
7 – لجنة العلاقات العامة
8 – لجنة الاعلام والنشر
9 – لجنة الشئون المالية والادارية
- كما تتواجد أثناء المهرجان عدة محاور تتبع ألية العمل بالمهرجان مثل الندوات المقامة للمهرجان، فهناك دائماً ندوة عامة لكل دورة من الدورات تحمل عنواناً يتفرع منه عدة فروع لمحاور تقام من خلال ندوات تنتج فى النهاية مجموعة من الإجابات على أسئلة مسرحية تدور أثناء المهرجان، مثل تعريف كلمة التجريب كمثال هام لندوات فى دورات متعددة بالمهرجان.
كما أنشئت لائحة المهرجان مجموعة من الجوائز للعروض المشاركة فى المسابقة الرسمية للمهرجان وهى خمس جوائز كالتالى :
1 -  جائزة أفضل عرض مسرحى تأليفاً واخراجاً
2 – جائزة أفضل اخراج مسرحى
3 – جائزة أفضل ممثل
4 – جائزة أفضل ممثلة
5 – جائزة أفضل تقنية
وبهذه الطريقة يكون المهرجان له ألية عمل خاصة به تعمل ككل متوازى بما يحقق الهدف منها وهو نجاح المهرجان وإستمراره .
ثالثاً علاقة المهرجان بالمؤسسة الرسمية :
- المهرجان هو إبن شرعى للمؤسسة الرسمية فى مصر، فهو فكرة وتنفيذ وزارة الثقافة وهى الجهة الرسمية للتعامل مع مثل هذه المهرجانات التى تختص بالفنون بوجه عام والمسرح بوجه خاص، فمن خلال لائحة المهرجان نجد ان الدولة تتكفل بإقامة وتنقلات عدد 15 شخص عن كل فرقة من الفرق المشاركة فى المهرجان إقامة كاملة شاملة.
- كذلك تعتبر لجان المهرجان القائمة على تنفيذ كل ما بالمهرجان هى لجان حكومية فى الأساس، فكما عرضنا من خلال تشكيل اللجنة العليا للمهرجان واللجان التنفيذية فكل القائمين على هذه اللجان هى جهات رسمية تمثل الدولة ولا يوجد هناك مشاركة للافراد والجهات الخاصة فى تنفيذ المهرجان، ولكن يسمح لمن يريد المشاركة بدعم المهرجان من خلال الاعلانات وما شابه ذلك من امور بعيداً عن الإدارة الفعلية للمهرجان، الذى يعتبر بأكمله تمثيل رسمى للدولة فى المهرجان.
- من جهة اخرى لابد من التذكير بأن لجان التحكيم لها مطلق الحرية فى إختيارتها للجوائز، فلا يوجد إثبات رسمى حتى الأن ومن المعارضين للمهرجان أنفسهم بوجود تدخل حكومى رسمى فى إختيار الجوائز، أوقبول ورفض عروض لدول معينة، فيما عدا المشاركة الإسرائيلية التى تأتى من رفض شعبى عام لاتستطيع الجهات الرسمية أن تتغاضى عنه خاصة فى مهرجان يحدث حراكاً جماهيرياً مثل هذ المهرجان.
رابعاً مفهوم المهرجان عن الهوية العربية والعالمية :
( أثر المهرجان على المسرح العربى )
- إذا كان اعتبار المهرجان دولياً ومشاركة عدد كبير من دول العالم فى دورات المهرجان منذ البداية حتى التوقف المؤقت، وفوز عدد كبير من هذه الفرق بجوائز المهرجان من دول عديدة، وحضر المهرجان مجموعة كبيرة من المسرحيين العالميين مما أكسب المهرجان بعروضه وندواته ومناقشاته صفة العالمية بشكل سريع وتتضح الهوية العالمية فى عروض المهرجان المختلفة التى تقدم مفاهيم جديدة عن الانسان فى صراعاته التى تتشابه فى كافة بلدان العالم.  - ولكن ما يهمنى هنا هو مفهوم الهوية العربية فى المهرجان فالهوية العربية موجودة وبقوة فى كافة دورات المهرجان فهناك سبعة عشرة دولة عربية متواجدة فى دورات المهرجان بمشاركات متباينة كان أقلها فى الدورة السادسة عام 1994 بعدد 7 مشاركات عربية فقط وكان أكثرها مشاركة فى الدورة السادسة عشرة عام 2004 و الدورة التاسعة عشرة عام 2008 بعدد 16 مشاركة وكانت أقل المشاركات فى دورات المهرجان هى دولة الإمارات العربية بعدد 9 مشاركات فقط بينما جاءت أكثر الدول مشاركة فى دورات المهرجان هى تونس بعدد 21 مشاركة والجداول التالية توضح عدد المشاركات الخاصة بكل دولة عربية خلال سنوات المهرجان الـ 22 .
- كما يأتى اهتمام المهرجان بالهوية العربية من خلال المكرمون العرب فى دورات المهرجان، وكذلك أعضاء لجان تحكيم المهرجان فى دوراته المتتالية، وتتميز الهوية العربية فى عدد المكرمين العرب كما يتضح من الجدول .
- المشاركة العربية فى لجان تحكيم المهرجان فكانت متواجدة سنوياً مع كل دورة من دورات المهرجان كما يتضح من الجدول التالى.
- أما بالنسبة لجوائز المهرجان فحدث ولاحرج فهناك مجموعة كبيرة من الجوائز حصل عليها فنانون ومخرجون وفرق عربية، تكاد تكون فى كل دورة من دورات المهرجان الإثنان وعشرون وهو ما يؤكد الاهتمام بالهوية العربية للمهرجان والجدول التالى يوضح الجوائز التى حصل عليها الفنانين العرب خلال دورات المهرجان.
خامساً علاقة المهرجان بالحراك المسرحى فى بلد الإستضافة :
( أثر المهرجان على المسرح المصرى )
- إن لم تكن العروض التى تعرض ضمن المهرجان قد أثرت بقوة فى المسرحيين المصريين حكوميين وهواة ومستقلين، فتأكد أن من يخبرك بذلك يكذب عليك، فما أقيمت دورة للمهرجان خاصة فى الألفية الجديدة إلا ويستفيد منها المسرحيين المصريين، بل وصل الأمر فى بعض الأحيان إلى نقل العرض بالكامل مع عملية تمصير للاحداث والشخصيات.
- أما الأثر الأكبر من وجهة نظر الباحث فكان فى إصدرات المهرجان من كتب فى شتى تخصصات العملية المسرحية، فمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى هو أحد المهرجانات القليلة التى يصاحبها إصدارات مكتوبة تختص بالمسرح، فمن خلال دورات المهرجان طوال 22 دورة قد أصدر إجمالى 327 كتاب فى كافة فروع المسرح وقد قام الباحث بعمل إحصاء خاص لهذه الإصدارات ، وتم تصنيف هذه الكتب وفقاً لفرعها الخاص فى عالم المسرح، مع توضيح أن الدورة الولى للمهرجان فى عام 1988 لم تشهد صدور اية اصدارات وكذلك لم تكن بها جوائز لأنها كانت دورة تجريبية على العموم فوفقاً لتصنيفى الخاص للإصدارات كانت النتيجة كالتالى.
- كما ساعدت جوائز المهرجان التى حصلت عليها مصر فى إكتشاف مجموعة متميزة من فنانى المسرح المصرى لم يكونوا معروفين من قبل بشكل كبير، بل وساعدت الجوائز على إكتشاف نوعيات جديدة من المسرح فى مصر مثل عروض فرقة الرقص المسرحى الحديث
 والتى كانت صاحبة أول جائزة لمصر فى المهرجان فى الدورة السابعة عام 1995 وهى جائزة أفضل تقنية عن عرض “الأفيال تختبئ لتموت” للمخرج “وليد عونى”.
 - كما أتاح المهرجان الفرصة لتقديم مسرح الرواية مثل عرض “الطوق والأسورة “ الفائز بجائزة افضل اخراج للمخرج “ناصر عبد المنعم” فى الدورة الثامنة عام 1996.
- وبفضل المهرجان أيضاً كان تعرف الجمهور بشكل أكثر فاعلية وتفاعله مع مسرح الطقوس كما فى عرض “مخدة الكحل” الفائز بجائزة أفضل عرض فى الدورة العاشرة 1998 و كذلك عرض “طبول فاوست” الفائز بجائزة أفضل ممثل للفنان “سامى العدل” فى الدورة الحادية عشرة 1999.
- وللمهرجان الفضل الأكبر فى  تعرف الجمهور على مجموعة من الوجوة الجديدة فى التمثيل مثل “كريمة نايت” الحاصلة على جائزة أفضل ممثلة فى الدورة السادسة عشرة للمهرجان عام 2004 ، وكذلك “محمد فهيم” الفائز بجائزة افضل ممثل فى الدورة الحادية والعشرون للمهرجان عام 2009.
والجدول التالى عن الجوائز المصرية فى المهرجان، ومدى إستفادة المسرح المصرى من وجود مهرجان المسرح التجريبى فى كافة قطاعات المسرح.
- وهكذا نجد فى تلك الإطلالة على مدى أهمية مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى بمسماه القديم، ومدى تأثر الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربى بذلك المهرجان، والذى أتاح فرصاً عديدة لمجموعة كبيرة من فنانى المسرح فى مصر والوطن العربى والعالم لتقديم رؤاهم وأفكارهم المسرحية بكل ما تحمله من تجديد وطليعية فى فن المسرح، والتى لم يكن متاحاً تقديم تلك الأعمال قبل هذا المهرجان الذى أعطى تركيزاً نقدياً وجماهيرياً على تلك العروض التى كان من الصعب قبولها قبل وجود المهرجان.
- فلم يكن المهرجان عبارة عن مجموعة من ليالى العروض فقط ولكنه حتى فى أسوأ حالاته كان تظاهرة ثقافية مسرحية أفادت جميع المتعاملين مع فن المسرح وذلك بما أتاحه من وجود العروض والندوات ونجوم المسرح فى مصر والوطن العربى والعالم، والأكثر أهمية هو الإصدارات التى أتاحها المهرجان لكافة الأطياف، حيث كانت الكتب الصادرة عن كل دورة من دورات المهرجان حتى عام 2010 م بمثابة التجديد المعرفى والثقافى للحياة المسرحية، فالإصدارات كانت فى كل عناصر العمل المسرحى مما أفاد المسرحيين فى تطوير أدواتهم المسرحية، وتقديم عروض تتماشى مع الفكر المسرحى العالمى.
- والمهرجان الذى نتمنى ألا يتعرض مرة أخرى للتوقف خاصة من دعاة الخوف والتشكك والتربص لكل ما يتيح للإنسان أن يعمل عقله ويتقدم ويرتقى فى عالم الإنسانية، بعيداً عن كل تلك الدماء التى تسفك يومياً حول العالم، والتى تؤكد على أهمية وجود فن حقيقى يواجه ذلك الدمار الفكرى لمجموعة من المدعين المضلين والتى مازالت أصواتهم تتعالى بإيقاف وسجن كل ماهو فى صالح الإنسان.
- جزيل الشكر لإدارة المهرجان فى دورته الخامسة والعشرون

المراجع
1 – كتاب مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى – الدورة الأولى من 1 إلى 10 سبتمبر 1988
2 – مجلة المسرح – العدد 7 ، 8 يوليو/ ديسمبر 1988 م – عدد خاص مهرجان القاهرة الدولى الأول للمسرح التجريبى – الهيئة المصرية العامة  للكتاب – القاهرة
3– حصاد مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى خلال دوراته العشر 1988 إلى 1998 – إصدارات المهرجان 1998 م
4– نهاد صليحة – عن التجريب سألونى ، جولة فى الملاعب المسرحية التجريبية – مهرجان القراءة للجميع – مكتبة الأسرة – سلسلة الاعمال الفكرية – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة – 1998 م
5 – فؤاد دوارة – المسرح المصرى 89 – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة – 1989 م
6 – سيد خاطر – تقييمى لقضايا التجريب المسرحى المصرى – أكاديمية الفنون سلسلة دفاتر الاكاديمية – مسرح – عدد رقم 4 – القاهرة – 2005 م
7 – ريتشارد شيكنر – ماهو المسرح التجريبى ؟ - كلمة افتتاح مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى – الدورة 21 – 26 اكتوبر 2009 م
8 – كتاب مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى الدورة 21 – 2009 م اصدارات المهرجان
9 – قائمة الاصدارات المترجمة خلال إثنين وعشرين عاماً – إصدرات مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى 2010 م
 10 – المسرح التجريبى والواقع فى مصر – ندوة أحوال مصرية – مجلة أحوالمصرية  1 / 10 / 1999م - مؤسسة الأهرام الصحفية – الاهرام الرقمى  Ahramonline.org.eg
11 – فرحان بلبل – المسرح التجريبى الحديث عالمياً وعربياً – اصدارات مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى – الدورة العاشرة 1998 م – www.startimes.com  - 12 أبريل 2009 م
12 –  هبة شعيب - فاروق حسنى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى محرك للابداع – جريدة النهار – 9 اكتوبر 2010 مwww.alnaharegypt.com 


عـمـر تـوفـيـق