ذوو القدرات الخاصة على أجندة الدولة ماذا أعدت لهم المسارح في العام الجديد؟

 ذوو القدرات الخاصة على أجندة الدولة ماذا أعدت لهم المسارح في العام الجديد؟

العدد 573 صدر بتاريخ 20أغسطس2018

بدأنا في الجزء الأول مناقشة حالة التجهيزات الفنية والمعمارية للمسارح وهل تستطيع استقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي هذا الجزء نحاول التعرف عما أعدته الهيئات المسرحية المختلفة للاحتفال بعام ذوي الاحتياجات الخاصة، وإحياء اليوم العالمي لهم والموافق الثالث من ديسمبر وكذلك كيف يفكر المخرجون في الأمر.
الفنان محمد زغلول مدير إدارة التمكين الثقافي قال: منذ عام 2009 ونحن نهيئ الهيئة العامة لقصور الثقافة بمواقعها وفروعها المختلفة للتعامل الأمثل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تنظيم الكثير من دورات التأهيل والتثقيف للإخصائيين الثقافيين العاملين بالفروع الثقافية، لا سيما العاملين في أقسام التمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة في الفروع والإدارات الفرعية في الأقاليم الثقافية، أضاف: قمنا بعمل أكثر من دورة للتعريف باحتياجاتهم وقضاياهم.. بدأ إنشاء مكتب مستشار رئيس الهيئة للتمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة في عهد د أحمد مجاهد. في عام 2013 اعتمدت إدارة عامة للتمكين الثقافي من قبل الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة وأصبحت إدارة لها مخصص مالي ولها إدارات فرعية تندرج تحت الإدارة العامة وبدأنا في تنشيط الوعي الثقافي لدى المجتمع لقضايا وطموحات وتطلعات ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال ندوات ودورات تأهيلية وقوافل التوعية التي جبنا بها معظم محافظات مصر وكذلك المشاركة في المناسبات العالمية لذوي الاحتياجات الخاصة، تابع: بدأنا ننحو منحى خاصا وهو الإعلان عن قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال الفن فأنشأنا فرق للموسيقى العربية للمكفوفين، وفرقا للفنون الاستعراضية لذوي الاحتياجات الخاصة للإعاقات المتعددة. كما أنشأنا فرقا مسرحية تضم إعاقات مختلفة مثل فرقة إحنا واحد للفنون المسرحية التي قدمت عرضا مسرحيا بعنوان (كمان زغلول) تأليف أحمد زحام وإخراج محمد فؤاد، وتم تقديمه على مسرح الريحاني ثم الحديقة الدولية، وكان البيت الفني للمسرح قد سبقنا بعرضين كبار وهما ورد وياسمين إخراج شريف فتحي والعطر إخراج محمد علام، ولدينا في قصور الثقافة اعتمدنا فرقة الأقصر للفنون المسرحية ونفذت عروض مبسطة عبارة عن اسكتشات لكاتبة غير معروفة من الأقصر اسمها أميرة، ثم اعتمدنا فرقة في أسيوط قدمت عرض العميان إخراج خالد ضيف، كما توجد بعض التجارب المسرحية في بيت ثقافة صفط اللبن لفرقة لم تعتمد بعد اسمها فرقة الإرادة والتحدي وقدمت عرض زباين أون لاين، كما قدمت فرقة مشوار التحدي التي لم تعتمد بعد عرضا بعنوان الثانوية العامية، وتوالت الفرق، وأنشأنا فرقة فنون الإعاقة للفنون الشعبية بالإسكندرية وكذلك فرقة لفنون الماريونت لعرائس الأطفال في الإسكندرية أيضا اسمها فرقة الرواد، ويوجد فريق تحت التأسيس للفنون الاستعراضية لذوي الاحتياجات وهي فرقة بحري، بالنسبة للموسيقى العربية توجد فرقة طرب للمكفوفين وفرقة السلام للموسيقى العربية للمكفوفين، وكذلك فريق كورال للموسيقى بقصر ثقافة العمال بشبرا الخيمة.
كما أوضح الفنان القدير د. عادل عبده رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية قائلا: بالطبع لدينا اهتمام كبير بذوي القدرات الخاصة، لا سيما مع توجيهات وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم بضرورة الاهتمام وتقديم كل الدعم لمسرح ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث سيتم تقديم عمل مسرحي كبير بعنوان (نحن هنا) يضم فنانين من ذوي الاحتياجات من جميع أنواع الإعاقة وليس من حالة واحدة فقط، وسوف يبرز العمل الإمكانيات الغير عادية لكل فنان مشارك به، التأليف مجدي الشربيني وإخراج أشرف عزب، الأشعار سامح سليم، الألحان أحمد الحجار، توزيع الموسيقى صلاح مصطفي، الديكور وحيد السعدني، الإضاءة أبو بكر الشريف، الملابس نجلاء الفقي، الاستعراضات سمير الجوكر، البطولة المقترحة يحيي الفخراني ومجدي كامل ومها أحمد وأحمد منير، مروة حسن، وهايدي سليم، ومحمود سفروت، ومجدي عبد العزيز، وأبناء فرق البيت إلى جانب 18 موهبة من ذوي القدرات الخاصة. العرض يقدم إن شاء الله تلبية لدعوة الرئيس السويسي باعتبار عام 2018 عام المعاقين ويواكب احتفال اليوم العالمي للمعاقين.
أما المخرج شريف فتحي فيتحدث عن تجاربه قائلا: بحمد الله كنت أول مخرج في مصر يقدم مسرحا للمعاقين ذهنيا وذلك عقب ثورة يناير، ثم أعقبه عرض لذوي الإعاقة السمعية، الصم وضعاف السمع، فأقمت خمسة عروض ثم تلاهم أوبريت، جمعت فيه بين ذوي الإعاقات بكل أنواعها في عرض واحد، فكان عرض «ورد وياسمين”، وكان أول مرة ألتقي بالممثلين قبل البروفات بأسبوع لأنني استهلكت وقتا كبيرا في تجميع فريق العمل ومعي أيمن النمر المؤلف وإيهاب حمدي الملحن، فثلاثتنا قمنا بتكوين فريق عن حب للعمل وآمنا بهم، فكانت تجربة صعبة في وقت قياسي، وسط ظروف سياسية صعبة بعد الثورة، فكان تحدي كبير بالعمل عشر ساعات يوميا في مسرح الشباب، وقد واجهنا الروتين وقدم العرض إنتاجيا على الجهود الذاتية والتبرع من قبل د أحمد عبد العزيز مهندس الديكور وتبرع أهالي الفنانين بالملابس، فكانت تجربة صعبة في كيفية التعامل مع إعاقات مختلفة وكيفية تعاملهم مع بعضهم البعض، فمثلا كيف يتعامل الكفيف مع الأصم على خشبة المسرح والعكس كذلك، وكانت تجربة ناجحة.أضاف:
وأنا ضد وجود مسرح مستقل بذوي الاحتياجات فقط حتى لا نعزلهم عن المجتمع، فيجب الدمج بينهم وبين الأصحاء مع إعطائهم فرص بطولة الأعمال بجوار الأسوياء كي أصنع منهم فنانين، فتكون لهم البطولة وليسوا مجرد كمالة عدد.تابع: للأسف لا أرى أي نشاط أو استعدادات لعام ذوي الاحتياجات سوى إقامة فرقة الشمس بالحديقة الدولية وعرض واحد وفي انتظار الباقي، يجب أن تنار جميع المسارح في هذا العام لذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك في كل فرع ثقافة بجميع المحافظات الست وعشرين، يوجد فنانون مبدعون في كل مكان يجب البحث عنهم. وأنا قدمت للثقافة الجماهيرية خمسة عروض، الأول أوبريت المراية تأليف وأشعار أيمن النمر وألحان إيهاب حمدي، استعراضات أحمد الدلة وتم عرض في قصر ثقافة الجيزة، وبالإسكندرية وبقصر ثقافة جاردن سيتي، وكان العرض كاملا من الصم وضعاف السمع، أما العرض الثاني فكان بعنوان (شارك بصوتك) وعرض توعوي لحث ذوي القدرات للنزول للاستفتاء والمشاركة برأيهم، والعرض الثالث اسمه (كان ممكن) للإعاقة الذهنية وشاركت به في مهرجان آفاق وحصلت على جائزة أحسن مخرج، وكذلك حصدت به عدة جوائز في مهرجان بأسيوط، وشاركت بالمهرجان القومي بورد وياسمين وتعد تلك أول مرة يشارك ذوي الاحتياجات فيه,..أضاف: لا توجد صعوبة في العمل مع ذوي الاحتياجات بل أجد متعة كبيرة في التعامل معهم، من أبنائي محمود عباس المعوق ذهنيا بطل فرقة الشمس الآن. استيعابهم للعمل الفني كبير جدا والمهم كيفية التواصل والتعامل معهم نفسيا.
الفنانة وفاء الحكيم مدير فرقة الشمس فقالت: بدأنا في مسرح الحديقة الدولية في عمل رامبات بكامل المسرح وهو يسع 450 كرسي، وتلك الرامبات تبدأ منذ الدخول من الباب الرئيس وحتى خشبة المسرح وكذلك في غرف الفنانين وكل مكان يمكن أن يدخله عضو المسرح ذو الإعاقة الحركية، مضيفة: أنا حاصلة على دبلومة في لغة الإشارة بالإضافة لوجود زميل آخر يحضر مرتين في الأسبوع، يتعاون معنا وبالتالي فنحن لدينا ترجمة فورية للغة الإشارة، العروض يتم فيها الترجمة بلغة الإشارة مباشرة وحتى المناقشات الخاصة والاجتماعات والورش. أضافت: فرقة الشمس لذوي الاحتياجات الخاصة قائمة على إقامة الورش لتأهيل ذوي الاحتياجات لأن يكونوا مواطنين عاديين يمارسون الكثير من الأعمال الفنية خاصة المسرح من ديكور وتصميم وتنفيذ ملابس وكل ما على خشبة المسرح كإدارة مسرحية وممثلين وراقصين ومخرجين، حتى الدعاية والإعلام والكتابة على الكومبيوتر، كل شيء، فنحن نؤهلهم للوقوف على عتبات الاحتراف وحينها نتعاقد معهم كمحترفين. تابعت: استعدادنا للمكفوفين من خلال بداية ورشة لتعلم كيفية استغلال التطبيقات الرقمية على «موبايلاتهم». بالنسبة لضعاف السمع لدينا سماعات تبرعت ببعض منها، وبالنسبة للعروض النوعية المتخصصة مثلا فنحن نذيع لهم أفلام عن بيتهوفن مثلا وللأطفال تقام حفلات يتعلمون منها التراث المصري عن طريق الرقص والفنون الشعبية وغيرها. ولدينا ورش للرسم والعلاج بالرسم والتخاطب والتأثير اللوني وسيكولوجية اللون.تابعت:
تم تأهيل المتعاملين من خلال الاستعانة بأطباء وتدريب الشباب من خلالهم سواء متطوعين أو فنانين أو مخرجين أو إدارة مسرحية لتعليمهم كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وكيفية التحدث معهم وكيف نعطيهم الأمل والتعاطف مع احتياجاتهم. تابعت: نحن نعمل على دمج ذوي الاحتياجات ولدينا في الفرقة الفنانة إيناس نور والفنان أمير صلاح الدين ووائل أبو السعود ماهر محمود ويوسف أبو زيد غيرهم، ونقدم قريبا عمل محمد العسيري نتاج ورشة للصم والبكم والمطرب هشام والمطرب جمال المطعني والمطربة غادة عصام ومطربة أخرى من مدرسة سليم سحاب، اضافت: الخطة القادمة هي عرض حكاية روح لمحمد متولي ويبقى الأمر معلقا لمحمد العتيري وشجيع السيما لعمرو حمزة، وهو نتاج ورشة تأليف وإخراج محمد العتيري من تونس، ويوجد أيضا عمل جدي من تمثيل وإخراج حمزة العيلي، وأحلم أن يكون هذا المسرح بيت كبير ومنارة تسع الملايين بمصر والوطن العربي.
ويتابع الفنان وائل أبو السعود وهو أحد أعضاء فرقة الشمس: قدمنا من قبل عرض بعنوان أنتيكا، والان بصدد تقديم عرض جدي من إخراج محمد متولي، وفكرة إنشاء فرقة خاصة بذوي الاحتياجات لا نستطيع الحكم عليها الآن، فكل ما أنتج حتى الآن هو شيء جيد، ومع مرور الوقت ستظهر السلبيات والإيجابيات، فثلاثة شهور منذ إنشاء الفرقة لا تكفي للحكم على المنتج. فالاندماج بين ذوي القدرات الخاصة والأصحاء هو شيء رائع جدا، والإنتاج لا يقتصر على المسرح فقط بل يوجد ورش للموسيقى وللرقص وللرسم وغيرها ,.. ولتقييم التجربة بشكل صادق وحقيقي يجب استبيان آراء أهالي الأطفال ذوي الاحتياجات وخصوصا أصحاب القدرات الذهنية، هل هم سعداء أم يتحملون التجربة على مضض، وحتى لا يظهر الجميع سعداء ولا توجد مشكلات ومنهم ومن يمثل أو يرقص أو يغني، وهم بالفعل أمهر من الأصحاء بعد بذل مجهود كبير معهم، والأهم هو التعامل معهم وكأنك تتعامل مع الملائكة.
اضاف المخرج محمد فؤاد: قمنا بإنشاء الفرقة الوحيدة المعتمدة الدائمة بالثقافة الجماهيرية لذوي القدرات الخاصة وهي فرقة (إحنا واحد) للفنون المسرحية، وقدمنا عرض مسرحي واحد حتى الآن العام ماضي وهو عرض مسرحية (كمان زغلول) وتم عرضه في الحديقة الدولية، لكننا قمنا بعمل أشياء أخرى بسيطة، فنحن بدأنا منذ 2016/ 2017، وهذه تعد من الفرق القليلة لذوي الاحتياجات الخاصة لكن اسمها لا يدل على ذلك وهو متعمد أن لا نشير إلى ذلك على أساس أننا فرقة مسرحية ولا نرغب أن يشفق أحد علينا من قبل مشاهدة العرض، وحققنا فيها الدمج بين مختلف أنواع الإعاقات وبين الأصحاء، أما العرض فكان يتناول مشكلة من أهم مشكلاتهم هو كيفية تعاملهم مع الأسرة والمجتمع، والعرض تأليف أحمد زحام، وكان من أهم مميزات العرض أن المكفوفين كانوا هم الذين يركبون الديكور ويفكونه أمام الجمهور، قدم العرض تابلوهات راقصة شارك فيها الجميع، مضيفا:
نحن لدينا رسالة كفرقة قوامها من الفئات المهمشة، وبما أن المسرح حياة ومحاكاة للواقع فلماذا نستثني فئة من هذه الحياة، فكانت أول فئة نناقش قضاياها هي تلك الفئة المهمشة، ومن المشكلات الكبرى التي تقابل المخرج هو كيفية تعامل الجميع معا بمختلف إعاقاتهم وتقبل بعضهم البعض، لينجح تعاملهم مع بعضهم فنيا على خشبة المسرح، والأصحاء لهم دور ومسؤولية في دفعهم وتشجيعهم ومساعدتهم على خشبة المسرح.تابع: الفرقة في قصر ثقافة الريحاني وتتبع الهيئة العامة لقصور الثقافة إدارة التمكين الثقافي، وتم اعتمادها مؤخرا وما زلنا في انتظار الميزانيات والاعتمادات المالية لإدارة عجلة النشاط الفني.تابع ايضا:
قدمت مشروعا هذا العام اسمه (مسرحنا حياتنا)، عن كيف نمسرح الحياة وندمج أبنائنا ذوي القدرات في المسارح العادية وكيف يكون لهم أدوار فعلية في الفرق المسرحية، دون أن يعلن عنهم كأصحاب إعاقة. ونجهز الآن لعمل جديد سيندمج معنا فيه أبناء مستشفى 57357، لسرطان الأطفال باعتبارهم أيضا من المهمشين فنيا.
ويواصل الحديث المخرج محمد دياب والذي له عدة تجارب مع ذوي القدرات في مكتبة الياسمينا من خلال هيئة قصور الثقافة قائلا: من خلال تجربتي في مسرح ذوي الاحتياجات الخاصة وجدت أن ممثليهم ينقسمون إلى نوعين الأول هم ذوو الإعاقة الذهنية ولكنهم أصحاء بدنيا والثاني ذوو إعاقة بدنية ولكنهم أصحاء ذهنيا من هنا تأتي أهمية أن يكون لهم مسرح خاص بهم له مضمون وشكل خاص، أولا من حيث المضمون لا بد أن تتناول الموضوعات الخاصة بهم كثيرا من الأحداث والتي يمكن التعبير عن جزء كبير منها بالدراما الحركية وفن البانتوميم حتي يتسنى استغلال ذوي الإعاقة الذهنية حيث إن قدرتهم علي حفظ الحوار ضعيفة بينما نجدهم في قمة التوهج في الدراما الحركية والبانتوميم ولأن ذوي الاحتياجات الخاصة مزيج من ذوي الإعاقة الذهنية والبدنية فمنهم أيضا من يتمتع بالقدرة علي تجسيد الشخصيات والإلقاء ولكن مع التقليل من الميزانسين حتي لا تعوقهم الحركة المسرحية، إذا لا بد من المزج بين التمثيل المعتمد علي الحوار وبين التمثيل القائم علي الدراما الحركية والبانتوميم حتي يمكننا الاستفادة من نوعي مبدعي ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفا: أما من حيث نوع الموضوع فهم دائمي الرفض للموضوعات التي تشير إلى إعاقتهم وذلك نابع من دوافعهم العقلية والنفسية معا ولذلك لا بد من اختيار نوعيه من الموضوعات التي تلائم حساسيتهم الشديدة تجاه إعاقتهم، ومن هنا يأتي دور المؤلف والمخرج الذي يستطيع أن يتعامل مع تلك الإشكالية بوعي وفهم لسيكولوجيتهم النفسية كممثلين، في تلك الحالة يمكن حل المعادلة الصعبة لدمجهم دون انعزال عن الحركة المسرحية
أما بالنسبة للمقومات التي يجب أن تتوافر لهم فلا بد من توافر ميزانيات أكبر من ميزانيات عروض الأصحاء ذلك انهم يحتاجون في تنقلهم أثناء البروفات والعروض إلى تكلفة أكبر لذلك انتبهت الثقافة الجماهيرية لذلك فجعلت لهم ميزانيات خاصة للإنتاج. تابع: ولقد قامت هيئه المسرح أخيرا بتكوين فرقه لذوي الاحتياجات الخاصة وعليها الاستفادة من تجربه الثقافة الجماهيرية مع ذوي الاحتياجات الخاصة بالبحث عن عناصر فنيه هامه منهم، خاصة في التمثيل ودمجهم للاستفادة من خبراتهم.كما أن هناك دور هام لمخرجي تجارب ذوي الاحتياجات من حيث دمجهم بسهولة مع الأصحاء وفي تلك الحالة لن يكون هناك تجنيب نوعي أو فئوي ولكن منظومة تستحق التقدير.
وأخيرا توجهنا للفنان إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح الذي تحدث قائلا: كان لدينا توجه مسبق، ود. إيناس عبد الدايم كان لها الفضل في إعلان أول فرقة في البيت الفني للمسرح للاهتمام بذوي القدرات الخاصة ووجود ورش لدمج الموهوبين منهم مع المحترفين، وهذا حدث في أول عرض تم افتتاح الفرقة به وهو عرض أنتيكا، وكان بطولة إيناس نور وأمير صلاح الدين، مع مجموعة من ذوي القدرات الخاصة، ووجهت معالي الوزيرة بضرورة تجهيز المسارح لتناسب ذوي القدرات الخاصة وهي مسألة بالطبع تحتاج كثيرا من الوقت لكننا بدأنا فيها بالفعل، فتم تجهيز مسرح الحديقة الدولية بالكامل بحيث يحتوي على منحدرات، لكن المأمول أن يتم وضع شاشات بحيث تترجم جميع العروض للغة الإشارة، ووجود مجموعة من الكراسي للمكفوفين بها سماعات يذاع لهم من خلالها سردا ووصفا للأحداث على خشبة المسرح، وسوف تبدأ جميع التجهيزات الخاصة بمسرح الحديقة الدولية والمسرح القومي خلال النصف الثاني من العام بعد توفير الاعتمادات المالية، ويتم التنفيذ من خلال ورش البيت الفني للمسرح، أما مسارح الطليعة والعرائس والعائم ففي فترة تجهيزات الحماية المدنية، سيتم فيها أيضا أثناء التجديدات، ثم يليها باقي المسارح، فلن يمر هذا العام بإذن الله دون أن تكون جميع مسارح البيت الفني للمسرح مجهزة لذوي القدرات الخاصة، لكن بصراحة كانت فكرة إنشاء الفرقة والنشاط الموجود والعروض السابقة في هذا المجال هو استكمال لما يحدث بالأوبرا وتعاون كبير بين قطاعات الوزارة كلها بوجود فرقة من المحترفين لذوي القدرات الخاصة، ورغم أن الفرقة أنشئت منذ عهد قريب إلا أنها حققت نجاحا رائعا وبالتدريج نصل إلى الأفضل بإذن الله

 


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏