بعد ختام المهرجان القومي كيف ينظر شباب المسرحيين إلى مستقبل المهرجان؟ وماذا يطلبون منه؟

بعد ختام المهرجان القومي كيف ينظر شباب المسرحيين إلى مستقبل المهرجان؟ وماذا يطلبون منه؟

العدد 572 صدر بتاريخ 13أغسطس2018

لا ينكر أحد أن الشباب هم المستقبل، وأن شباب المبدعين اليوم سيكونون غدا هم حملة لواء الحركة المسرحية وسيصبحون هم المسئولون عن تنظيم وقيادة المهرجان القومي وكل المهرجانات. فماذا يحملون من أفكار؟ بماذا يحلمون؟ وكيف يرون مستقبل المهرجان في السنوات القادمة؟ لذا التقينا مع نخبة من المبدعين الشباب الذين استطاعوا في السنوات القليلة الماضية أن يحفروا أسماءهم بقوة في صفوف فناني المسرح المصري، لإلقاء نظرة مستقبلية للمهرجان الأهم والأكبر مسرحيا في مصر.
في البداية، يحدثنا المخرج تامر كرم قائلا: بالفعل هو مهرجان قومي حقيقي وبطبيعة الحال يعبر عن الحركة المسرحية بكل تأكيد. أتمنى أن تكون عدد العروض المشاركة لا تقل عن 30 أو 40 عرضا، فهذا مهرجان يمثل المسرح المصري بأكمله ولا بد من توسيع قاعدة المشاركة. وأتمنى زيادة المبالغ المادية للجوائز فهي لا تتناسب مع قيمة المسرح، وأتمنى أن نساويها على الأقل بجوائز مهرجانات السينما لأن قيمة الجوائز زهيدة جدا ولا بد من زيادتها كل عام لتتناسب وقيمة فناني المسرح الذين هم فوق المادة بكل تأكيد، ولكن لنقل إن هذا هو أقل تقدير لهم من جانب صناع القرار. أضاف: أرى أن وقود المهرجان هي العروض المسرحية الجيدة والشباب المبدعين الجدد، ولذلك متفائل دائما أنهم يستطيعون تطوير المهرجان وتحديثه حسب كل عصر وكل وقت.
تابع: لكن المهرجان طالما أطلق عليه لقب القومي لا بد أن يعبر عن هويته، أنا لست ضد أن يكون هناك ضيوف يشاهدون ما وصلنا إليه من تطور ويؤكد على أن المسرح المصري راسخ وقوي، ولكن لا بد من البحث عن مخرج؛ حيث إن المهرجان القومي تسمية خاصة بالعروض المسرحية المصرية. أما بخصوص لجنة التحكيم فلا بد أن يكون بها عنصران على الأقل من الشباب الذي أثبت جدارته، ولكن لا أعتقد ذلك مع الإدارة الحالية، وهو نفس الحال في التنظيم والاختيار فالجميع لا ينتمون لشباب المسرحيين، ولكن المستقبل سيكون للشباب بدون شك.
ويرى المخرج إسلام سعيد ضرورة الاهتمام بفنون الشارع وورش العمل المحلية وعدم وجود مركزية لمكان المهرجان، وتمنى أن يرى المهرجان يقدم في دهب أو مرسى مطروح.
ويتساءل المخرج عمر الشحات عن التغيير الذي يتجدد كل عام بالنسبة للوائح، قائلا: لمصلحة من؟ ولماذا التغير المستمر والتجريب وتبديد مجهود المبدعين بسبب اللوائح. أضاف: ونحن كشباب كنا مستمتعين جدا وسعداء بدورات سابقة كان المهرجان فيها مميزا في كل شيء؛ تنظيم وإدارة وأعمال أيضا. الأفضل أن توجد لجنة لمشاهدة العروض حية ومباشرة لأن درجة جودة التصوير يمكن أن تظلم بعض العروض وأنا منهم لأن أولوية صرف الأموال على العرض نفسه أهم من صرفها على التصوير والمونتاج.
تابع: أما الجوائز فهي عادلة وتوزيعها بالصورة الحالية جيد، لكن جائزة أفضل مخرج صاعد لا بد أن تكون لمخرج تحت سن الـ30. ونتمنى أن عدد العروض المشاركة يزيد لكل الجهات. أما مشاركة دولة خارجية في المهرجان، فهذه بدعة لا داع لها لأن هذا مهرجان قومي خاص بنا أما الدول الخارجية فلها المهرجان التجريبي يمكنها المشاركة فيه.
وتحدث المخرج مناضل عنتر عن أهمية استغلال التكنولوجيا قائلا: نحن نحتاج أن نفهم مدى أهمية الإنترنت في الدعاية، وأتمنى أن يزيد جمهور المهرجان بشكل أكبر، وأن يكون المهرجان بسعر رمزي وإلغاء المجانية، لأن المتفرج إذا دفع مقابلا فإنه سيعمل على أن يشاهد بقيمة النقود التي دفعها، فمثلا لا يستعمل الموبايل أثناء العرض.. أما التنظيم فهو مناسب جدا لأن القائمين عليه أغلبهم شباب وأصدقاء، فكان التعامل معهم أسهل ومعظمهم شباب صغير السن ومتطوع عن حب. أما على مستوى المهنة فأرجو أن يكون شكل الفلاير مختلفا، فيجب أن يوجد موقع إلكتروني يحمل معلومات بشكل أكثر تنظيما، لأن هذه هي لغة العصر التي يتعامل الناس من خلالها، وقد أعجبتني فكرة أخذ آراء الجمهور والنسب ويفضل تطويرها بشكل أكبر، ولا بد أن تتاح مساحة أكبر للجامعات والمستقلين، الذين يعانون صعوبات الإنتاج وأن نيسر لهم كل الأمور، فأنا أرى أن المسرح الجامعي من أهم المسارح الموجودة وأفراده مخلصون فعلا ويعملون بحب لأنهم ليس لديهم إنجاز تقريبا.
أضاف: أعتقد أن في المستقبل الشباب سيفرض نفسه بشكل أكبر ويجب أن نعطي مساحة أكبر للشباب في لجان التحكيم لأنها قليلة جدا، أحيانا بعض اللجان لا ندري هل بها نسبة معقولة من الشباب أم لا، فنحن لا نعرف سوى لجنة المشاهدة. ولانتشار المهرجان بشكل أوسع في مصر كلها، يجب اللجوء إلى الإنترنت فالسوشيال ميديا هي لغة العصر، ويجب الاهتمام بفكرة الإنترنت بشكل أكبر يمكن أن نعمل إعلانات مدفوعة الأجر على الإنترنت وهناك شركات متخصصة في هذا الأمر.
وتحدثنا المخرجة منار زين فتقول: أولا أنا أهتم جدا بالوجود في المهرجان القومي، فأنا أعتز جدا بهذا المهرجان. ثانيا نحن لا نعرف الآن من هي لجنة المشاهدة فهي مختفية تماما لا نعلم لماذا؟ فلا بد أن يوجد قدر من الشفافية في الإعلان عن لجنة المشاهدة ويجب ألا تكون لجان مشاهدة عادية بل يجب أن يكون لها ثقل في الوسط المسرحي سواء أكانوا شبابا أم كبارا. أتمنى ألا يقتصر المهرجان على القاهرة فقط، وأن تتاح فرص السفر للعروض الفائزة، والعرض بالمحافظات وأن يكون هناك اتصال مع كل المحافظات ويكون هناك تكريم حقيقي للمسرحيين في الأقاليم، فنحن نحتاج للتعرف عليهم بشكل أكبر ونتواصل فنيا معهم. وأتمنى أن يشجع المهرجان الأفكار الجديدة المبتكرة والرؤى المختلفة وتخصص جائزة لتلك الأفكار الجديدة المغايرة، لتشجيعنا كشباب على التفكير بشكل جديد ومختلف. أتمنى أن يكون بلجنة التحكيم محكمون يشكلون كل الفئات سواء مسرح الدولة أو المستقل الشباب أو الكبار، ففي العام الماضي كان كل اللجنة كبارا فأصبحت كل المقاييس التي أخضع لها في التحكيم مقاييس كلاسيكية، رغم ترشيحي لأفضل مخرجة صاعدة. نحن نحتاج لوجود شباب في لجان التحكيم وفي اتخاذ القرار كي يتعلموا الإدارة والتحكيم بوجودهم في داخل غرف العمليات هذا ما سيجعل المهرجانات القادمة تسير نحو النجاح لأنهم سيتعلمون على يد أساتذة كبار.
أضافت: أنا ضد وجود فرق أو ضيوف عرب أو لجان تحكيم عرب، فهذا اسمه المهرجان القومي المصري، فلهم مهرجانات أخرى غيره، وهذا لنا نحن فقط. دائما نجد حفلات الافتتاح والختام غير لائقة وغير جيدة، ويجب إعادة النظر في أسلوب تنسيق تلك الحفلات، نحن بحاجة إلى شيء يعبر عنا، حيث أشعر أنه فقير، لكن هذا حدث يجب أن يكون ذا مستوى لائق يتحدث عنه الجميع، يجب أن يقوم على المهرجان أناس أصحاب أفكار ورؤى جديدة ومختلفة وأن يكونوا في النهاية مبدعين.
ويواصل المخرج محمد يوسف أحلام الشباب: أحلم أن أرى المهرجان القومي يعبر بالفعل عن كونه أكبر مهرجان مسرحي ليس بمصر فقط وإنما على مستوى الشرق الأوسط.. أتمنى أن أراه مهرجانا جوالا تكون فعالياته كل عام في محافظة مصرية يتجه الجميع لها في فترة فعالياته.. وأرى أن تنقسم مسابقته في العروض لقسمين: أفضل عرض للإنتاج الضخم يضم العروض التي تخطى إنتاجها مبلغا معينا، وأفضل عرض للإنتاج المحدود للعروض ذات الإنتاج الضعيف حتى لا يتم ظلم العروض التي تنتج بألفين أو حتى عشرة آلاف بمقارنتها بعروض تتخطى مئات الآلاف، لأن ذلك بالطبع يؤثر على مستوى جودة الديكور والموسيقى وخلافه.. وبالنسبة لجوائز التمثيل، أتمنى أن تكون جائزة أفضل ممثل دور أول وأفضل ممثل دور ثانٍ للمحترفين، وكذلك أفضل ممثل صاعد دور أول وأفضل ممثل صاعد دور ثانٍ.. وذلك كي تنقسم أيضا مسابقة التمثيل قسم للمحترفين وقسم للهواة.. وأتمنى أن أرى في جوائز الصاعدين أيضا للديكور وللموسيقى والكتابة وليس في التمثيل والإخراج فحسب.. أرجو للمهرجان أن يحقق بروتوكولا سنويا بين العروض الحاصلة على أفضل عرض أو ثاني أفضل عرض أن يمثل مصر في المهرجانات الدولية، وذلك يضمن شيئين: الثقة في العروض التي تمثل مصر بالخارج، وكذلك يعد تقديرا حقيقيا للعروض الفائزة وحافزا للقادمين في الفوز بالمهرجان وأن تكون تلك المهرجانات الدولية معروفة ومعلنة ويكون بروتوكولا سنويا معروفا بشفافية وقته ودولته.. وكذلك أن تجوب العروض الفائزة كل محافظات مصر لكي يستمتع بها أكبر كم من الجمهور إسهاما في التنوير الثقافي.. أيضا أن تلتزم وزارة الثقافة والبيت الفني للمسرح بدعم العروض الفائزة إن كانت لا تنتمي للبيت الفني بإعادة عرضها بإنتاج أقوى وأكبر وتفتح مسارحها للعروض المسرحية التي تستحق هذا الدعم، وأن يكون هناك بروتوكول ثابت مثلا مع العرضين الحاصلين على المركز الأول والثاني إن كانا ليسا من إنتاج البيت الفني.. كذلك أحلم كما في المهرجانات الكبرى أن تدعم حاصدي الجوائز بها.. كذلك أتمنى أن يكون ضمن لجان التحكيم منتجون ومخرجون لهم أسماؤهم بالسوق حتى لا يظل المسرح والقائمون عليه هكذا منفصلا عن حركة السوق الفني. أتساءل كثيرا لماذا لا يتم تغطية المهرجان ومشاهدة كل عروضه من إحدى القنوات الفضائية كما يحدث في مهرجان إبداع مثلا.. وذلك لدعم المهرجان وتصوير كل العروض بجودة.
ويرى المخرج أحمد ثابت الشريف أن المهرجان القومي من أهم مهرجانات المسرح المصرية وأن المهرجان قد تطور في شروطه هذا العام بما يحقق توسيع قاعدة المشاركة للعروض المقدمة. أضاف: وكنت أتمنى أن يقام المهرجان سنويا في محافظة من المحافظات، وألا تحتكر العاصمة هذا المهرجان وأن تشمل المنافسة نوعيات مختلفة من العروض كعروض المونودراما والديودراما وعروض مسرح الشارع وغيرها من أنواع العروض. وأرى أن يفتح المهرجان أبوابه بدعوات رسمية للجامعات ومراكز الشباب وقصور الثقافة بترشيح عروض متميزة للتباري. أضاف: النقاد الشباب من الممكن الاستعانة بهم في اللجان والندوات وأن يكونوا مقررين للجان فيما، عدا هذا فما زال المهرجان بحاجة لمن هم أكثر خبرة والذين لا يتسبب وجودهم في لجان التحكيم في إثارة بلبلة نتيجة لأنهم قد يتهمون بضعف الخبرة أو بعدم الكفاءة، وبالتالي فوجود النقاد الشباب في الندوات فرصة كبيرة واستقراؤهم العروض المقدمة شيء يكسبهم الخبرة والمران.
ويعتقد المخرج عمرو حسان أن من أكثر الأمور المثيرة للجدل في المهرجانات عامة هي النتائج، ومن المشكلات المعتادة في المهرجان القومي خاصة هو اختيار لجنة تحكيم يكون معظمها بعيدا ولو لفترة عن العروض الحديثة التي تتوافق مع تطور الحركة المسرحية، وبالتالي يكون انتماء هؤلاء الأعضاء إلى عروض بعينها تتناسب مع الفترة المسرحية التي عاصروها، فنجد أن العروض الكلاسيكية هي التي تحظى بتقديرهم، ولذلك أرى أنه يجب الاعتماد على التنوع في اختيار أعضاء لجان التحكيم وضرورة مراعاة أن يكونوا جميعهم على علاقة قريبة بتطور الحركة المسرحية في العصر الحديث. كذلك أرى أنه يجب زيادة عدد عروض البيت الفني للمسرح المشاركة في المهرجان لأن العروض التي يتم استبعادها لا تستطيع المشاركة في دورات مقبلة لسقوط شرط سنة الإنتاج، وبالتالي فإنه يقع ظلم على العرض الذي يخرج من الحسابات، خصوصا أن اختيار عروض البيت الفني للمسرح غير قائم على تسابق يقام بين هذه العروض مثلما هو الحال في عروض الثقافة الجماهيرية أو عروض الجامعات وغيرها.. وأرى أن يتم إعادة تقديم العروض الفائزة في الدورة السابقة بشكل جماهيري في الدورة التي تليها حتى يتثنى للجمهور رؤية العرض أو العروض الفائزة في الدورة السابقة كما يجب وجود مكافأة أخرى تحفيزية للعرض الفائز بالمركز الأول في المهرجان بسفره للعرض بالخارج كنوع من المكافأة على الجائزة. بالطبع وجود جائزة للمقال النقدي ضرورية جدا لأن فئة النقاد دائما ما تتعرض لظلم في المسرح وهم أكثر الناس الذين يتعرضون للنقد لأن لا أحد يعجبه شيء فيجب مكافأتهم بشكل آخر من خلال منح جائزة لأفضل مقال نقدي كما حدث في دورة العام الماضي، ولكن أرى أيضا ضرورة مكافأة الفائز بها في الدورة التالية بمشاركته بشكل هيكلي في نشرة المهرجان القومي مثلا. بالطبع لا يصلح أن تشارك عروض من الخارج في مهرجان يسمى بالمهرجان القومي للمسرح المصري.


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏