إسماعيل مختار: «الفني للمسرح» بيت للمحترفين.. وهويتنا المسرحية الثقافية متنوعة

إسماعيل مختار: «الفني للمسرح» بيت للمحترفين.. وهويتنا المسرحية الثقافية متنوعة

العدد 568 صدر بتاريخ 16يوليو2018

كشف المخرج إسماعيل مختار، رئيس البيت الفني للمسرح، عن الكثير من الجوانب والقضايا التي تمر بها الحركة المسرحية في مصر، مؤكدا على أن البيت الفني للمسرح هو بيت للمحترفين والمسرحيين والمبدعين الشباب، وأن ما تحقق خلال الموسم المسرحي العام الحالي شيء جيد، حيث تم تقديم نحو 60 عرضا مسرحيا حققت إيرادات عالية وصلت إلى نحو 6 ملايين جنيه، وعدد جماهير تخطى الربع مليون، مشيرا إلى أنه تم تقديم عروض في المحافظات تخطت 2000 ليلة عرض.
وطالب مختار في حواره لـ«مسرحنا» بتحرير المنتج المسرحي من القيود الإدارية والقانونية، مشيرا إلى أن لديه طموحا كبيرا للحركة المسرحية، وأقسم مختار بالله أنه لا توجد تجربة مسرحية منعت ولم يأتِه أي تليفون لمنع أو وقف أي عمل مسرحي، ولا يوجد عمل تم اعتماده من اللجنة الفنية وتم تجاهله، مؤكدا أن البيت الفني للمسرح لا يعمل سوى من خلال المبدعين.
 - في البداية حدثني عن رؤيتك باعتبارك مخرجا مسرحيا للهوية الثقافية لمسرح الدولة؟
البيت الفني للمسرح هو بيت المسرحيين، بالإضافة بالطبع إلى المسرح المستقل والثقافة الجماهيرية والمسرح الجامعي وكل الأطياف التي تثري الحركة المسرحية، وبالتالي فالتوجه الأكبر يكون للتوعوية والتنوير عبر التنوع المسرحي، فلدينا بالبيت الفني مجموعة مسارح منها «المسرح القومي» وهو معني بتقديم العروض الكبيرة لكبار كتابنا المسرحيين، و«مسرح السلام» وفرقة المسرح الحديث التي من المفترض أن تكون عروضه مواكبة للعروض المعاصرة، ولدينا «مسرح الطليعة» الذي يقوم عمله على التجريب في العمل المسرحي، بالإضافة إلى وجود مسارح «مسرح العرائس» و«المسرح القومي للأطفال»، و”مسرح الشباب” المعني بقضايا الشباب وأفكارهم، ثم «مسرح الغد» وفرقته المعنية بتقديم المؤلف المصري، ولدينا الوافد الجديد على البيت الفني للمسرح وهو فرقة الشمس المعنية بتقديم الأعمال الخاصة بذوي القدرات الخاصة ودمجهم مع الفنانين في العروض المسرحية ونقدم لهم ورش الفن التشكيلي، وبالتالي فلدينا تنوع فني في حركة المسرح.
 - وما هو التوجه الجديد الذي يعمل البيت الفني للمسرح لتحقيقه؟
لدينا منحى جديد بتوجيه الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة بخروج عروض مسرحية خارج القاهرة، وهو ما تم بالفعل مثل عرض “عاشقين ترابك” و«أمر تكليف» وبعض العروض الأخرى في مسرح المواجهة التي نقدمها في أماكن التجمعات الجماهيرية المحرومة من العروض الكبيرة، وقد قدمنا نحو 70 ليلة عرض خارج القاهرة، بالإضافة إلى عرض «ولاد البلد» الذي قدم نحو 108 ليلة عرض بالمحافظات، بالإضافة إلى عروض الإسكندرية وفرقتها التي تشهد نهضة مسرحية كبيرة وسوف تقدم مجموعة من الأعمال المهمة خلال الفترة القادمة.
 - كيف ترى مستقبل مسرح الدولة في ظلال التنافس على الساحة المسرحية؟
دائما ما تتردد مقولة «أزمة المسرح المصري وتراجعه» ودائما يتردد التساؤل عن أزمة مسرح الدولة، وهو ليس صحيحا فالمنتج موجود والأرقام موجودة ولدينا عروض تنتج على مدار السنة سواء بوزارة الثقافة أو خارجها، وهناك كم كبير من العروض فيما يقرب من 3 آلاف عرض مسرحي تقدم، وعروضنا بالبيت الفني للمسرح في تصاعد، تحققق إيرادات عالية وعدد جماهير تخطى الربع مليون، وليس محسوبا فيه العروض المجانية أو عروض خارج القاهرة، وبالتالي ففكرة الأزمة يمكن النظر إليها بأن هناك طموحا أعلى لدى المسرحيين والجمهور، ولكن ليس هناك أزمة، ومطلوب أن ننطلق أكثر من ذلك، وبالتالي نحتاج إلى دور عرض أكبر وميزانيات أكبر وتسهيلات في خروج العروض للمحافظات ونحتاج إلى تسهيلات في تعيين الشباب الجديد، المسرح ليس في أزمة كما يردد البعض. هناك لغط في رصد الواقع وما يحدث الآن جيد ويدل على أن القادم أفضل.
 - بماذا تفسر إرجاع من يردد وجود أزمة إلى قلة الإقبال الجماهيري على عروضكم المسرحية؟
قد يكون الإعلام غير متابع جيد لنشاط الحركة المسرحية، وخصوصا أن لدينا عروضا تميزت بشكل كبير مثل عرض «قواعد العشق الأربعون» الذي قدم فوق الـ180 ليلة عرض وحقق إيرادات في 3 مواسم، وكذلك عرض «سنوا وايت» الذي شاهده أكثر من 35 ألف متفرج، هذه أرقام الجهاز المركزي للمحاسبات، ولدينا عرض «يوم أن قتل الغناء» نحو 220 ليلة عرض، كذلك عرض «السيرة الهلامية» وكذلك تحقق عروض القاعات إيرادات وعدد متفرجين ورواجا كبيرا، وخصوصا أن متفرجنا الرئيسي حاليا هم الشباب وهذا شيء جيد، حيث يقوم الشباب بعمل الدعاية اللازمة للعروض على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان لدينا ذكاء في عمل الدعاية اللازمة لعروض البيت الفني للمسرح على مواقع التواصل الاجتماعي كإعلان مدفوع الأجر، والشباب يستطيع أن يستخدم هذه الوسيلة بسهولة، كما بدأنا في عمل إعلانات بمحطات مترو الأنفاق، وبالتالي بدأنا نحقق مردودا طيبا.
 - هل هناك تدخل من جهات أخرى يمنع عروضا من التقديم على خشبة مسارح الدولة؟
أقسم بالله أنه لا توجد تجربة مسرحية منعت، وأقسم بالله أنني لم أستقبل أي تليفون بمنع أو وقف عمل مسرحي يقدم على خشبة المسرح، ولا يوجد عمل تم اعتماده من اللجنة الفنية وتم تجاهله، والكل حسب تقدير ورؤية مخرج العرض وتكلفته، وليس لدينا مشكلة ولكن المشكلة مشكلة مبدعين، والبيت الفني للمسرح لا يعمل سوى بالمبدعين.
 - كيف تقيم الموسم المسرحي الحالي، ومدى رضاك عنه؟
كل العروض التي قدمت جيدة، وتم الإنفاق عليها جيدا والوقوف بجوارها رغم وجود معوقات تتعلق بالجهاز الإداري والمالي بالدولة وتأخر رواتب العاملين وإجراءات إنهاء التصاريح، والميزانية لا تكفي للإنفاق بشكل مرضي للجميع، ولكنني راضٍ عما قُدم وفق المتاح ونحتاج ونطمح إلى المزيد.
وماذا عن إيرادات الموسم المسرحي؟
وصلنا بالإيرادات هذا العام إلى نحو 6 ملايين جنيه، بزيادة تصل إلى 20% عن العام السابق، ولن يحدث رواج وإيرادات أكبر إلا بالتوجهات التي أنادي بها منذ أن توليت رئاسة البيت الفني للمسرح، التي تهتم بتحرير المنتج المسرحي من القيود الإدارية والقانونية، فلا بد من جلب رعاة ومعلنين، ويتم طرح إعلانات داخل المسارح وحولها بحيث يمكن جلب مبالغ يمكن ضخها في الإنتاج المسرحي، بالإضافة إلى تصوير العروض وبيعها للقنوات التلفزيونية وعمل إعلانات في الصحف.
 - هل أنت راض عن الإقبال الجماهيري؟
لدينا جمهور ولكن ليس بالعدد الذي نأمله بسبب أن مسارحنا متمركزة في وسط البلد، مما يبعد المسافة عن أماكن التكدس السكاني، وهو ما يتطلب إنشاء مسارح للبيت الفني للمسرح كل عام في مناطق متعددة، ونحن ننشيء الآن مسرح مصر بشارع عماد الدين، كما أننا نحتاج إلى تقديم عروضنا بالتلفزيون.
 - ما أفكارك الجديدة لتسويق إنتاج البيت الفني للمسرح كي تصل إلى عدد أكبر من الجمهور؟
فكرتي من البداية أن يكون هناك شركة متخصصة لتسويق المنتج المسرحي الذي يتطلب أن يتم وفق منظومة متكاملة وقانونية، موضوع التسويق وبيع العروض المسرحية يحتاج إلى خطة متكاملة للأعمال المسرحية، بالإضافة إلى فكرة البيع الإلكتروني،، وهناك حل قانوني يدرس الآن في الوزارة للعمل وفق منظومة متكاملة لتسويق وبيع منتجنا المسرحي، وجلب رعاة وإعلانات.
 - وماذا عن خطتك المسرحية المستقبلية للموسم المسرحي الجديد؟
هناك توجه هذا العام يحمل أكثر من شق، منه الخروج من القاهرة والإسكندرية إلى المحافظات، ونستكمل ما قدمناه من عروض هناك، وقد وصلنا إلى 140 ليلة عرض، بالإضافة إلى أننا في تعاون مستمر مع هيئة قصور الثقافة برئاسة الدكتور أحمد عواض، وتعاونا أكثر بتوجيهات وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، في المقابل بدأنا في بلورة فكرة الورش المسرحية في المسارح لتدريب الشباب، في القومي للأطفال ومسرح الطليعة، ومسرح القاهرة للعرائس وسوف نشهد نقلة كبيرة الفترة القادمة حيث سيكون لدينا خبراء أجانب العام القادم في التحريك وفي تصنيع العرائس وفي الإخراج، وسوف يعملون على تيمات مسرحية من ألف ليلة وليلة، ونحاول أن يكون هناك منحى جديد للمسرح الموسيقي، فنحن نحتاج إلى إعادة منتجنا الموسيقي بشكل أفضل.
 - حدثنا عن المهرجان القومي للمسرح وما تحمله دورته هذا العام ولائحته؟
نستعد للمهرجان القومي للمسرح وقد تم اختيار العروض التي سوف تشارك في مسابقة المهرجان، وكذا اختيار المكرمين من القامات الفنية والمسرحية ما بين ممثلين وإخراج وديكور، وقد عدنا للعمل بالمهرجان وفق لائحته القديمة لإعطاء مرونة أكبر من خلال مشاركة 37 عرضا مسرحيا بالمهرجان، وهو أعلى رقم خلال الفترة السابقة، تمثل البيت الفني للمسرح والثقافة الجماهيرية وصندوق التنمية الثقافية والمسرح الجامعي والمستقل وفق ما حددت اللجنة العليا للمهرجان وكذلك الشباب والرياضة، المهرجان القومي يجمع ما بين أطياف العمل المسرحي، وأنا كرئيس البيت الفني للمسرح أكون سعيدا جدا عندما أرى أعمال المستقلين وشباب الجامعة ونشجعهم ونقدمهم لأنهم مبدعون ومتميزون، كما عادت جوائز المركز الثاني والصاعد لتشجيع الشباب والمبدعين، وتم زيادة الميزانية عن العام السابق.
 - على أي أساس تم اختيار العروض التي سوف تقدم خلال المهرجان من إنتاج البيت الفني؟
تم تشكيل لجنة من قبل أساتذة كبار من نقاد وصحفيين واختاروا مجموعة من العروض رأوا أنها الأقدر والأجدر على المشاركة والمنافسة، علما بأن كل عروض البيت الفني للمسرح قيمة ومبدعة.
 - كيف ترى قرار وزيرة الثقافة بإنشاء شركة قابضة للصناعات الثقافية والسينما، وانعكاسه على المنتج المسرحي؟
أرى أن هذه الشركة نقلة كبيرة للحركة الثقافية عموما وخصوصا بالنسبة للمنتج الفني سواء مسرحي أو سينمائي أوغنائي له قيمة ثقافية، وهناك قيمة اقتصادية مضافة دائما ما نهملها، مع نهضة في المنتج الفني الذي يقدم دون التقصير في الرسالة الثقافية أو زيادة سعر التذكرة، وسوف تنقل الشركة الحركة الثقافية والمسرحية نقلة كبيرة جدا وتقدم منتجا له مردود في السوق وسوف يتم تعظيم المنتج الثقافي من خلال التعاون والمشاركة مع كل قطاعات وزارة الثقافة.
 - هل شغلك العمل الإداري عن الإخراج؟
أخذت عهدا على نفسي ألا أعمل بالمسرح إلا كمنتج فقط، وأجد متعة في ذلك، وشرف لي أن أرى أعمال المبدعين الشباب وأنتج لمجموعة كبيرة من خلال رئاستي للبيت الفني للمسرح، وسوف يأتي يوم أعود فيه للكتابة وللإخراج إن شاء الله.
 


محمد خضير