ندوة الصناعات الثقافية في الصين المشاركون: ضرورة الاستفادة من التجربة الصينية في الصناعة الثقافية

ندوة الصناعات الثقافية في الصين المشاركون: ضرورة الاستفادة من التجربة الصينية في الصناعة الثقافية

العدد 567 صدر بتاريخ 9يوليو2018

تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة وبتنظم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة سعيد المصري بمقر المجلس بساحة الأوبرا، أقيم لقاء ثقاقي حول الصناعات الثقافية وسبل تطويرها بمشاركة عدد كبير من المهتمين والمتخصصين في مجال الصناعات الثقافية من مصر والصين، وذلك بحضور مجموعة كبيرة من المثقفين والفنانين، والوفد الصيني الذي كان على رأسه جاو هو تفتسشوان نائب المدير العام لمدرية الثقافة، ومنهم الدكتور إبراهيم غزالة والدكتور حسين البنهاوي والدكتور خالد أبو الليل، ورئيس الوزراء الأسبق عصام شرف المخرج محمد الخولي والمخرجة رشا عبد المنعم والدكتور خالد العامري والمخرج أحمد السيد والمخرج محمد فوزي والشاعر والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف وغيرهم من كبار المثقفين. أدار المحاضرة الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق.
واستهلت المحاضرة بترحيب الشاعر والكاتب ورئيس اللجان والشعب محمد عبد الحافظ ناصف بالحضور، وعلى رأسهم الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق الذي وصفه بأنه أكثر الشخصيات احتراما واهتماما، وأوضح ناصف مدى أهمية محور هذه الندوة في تطور الصناعات الثقافية.
تلا كلمة الكاتب والشاعر محمد عبد الحافظ ناصف كلمة الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق الذي قام بالترحيب أيضا بالحضور والضيوف، وتحدث الدكتور شاكر عبد الحميد عن تطور الصناعات الثقافية الإبداعية التي أشار إلى أنها تأتي على هامش الأسبوع الثقافي الصيني الذي يقام تحت رعاية وزراتي الثقافة والسياحة وبالتعاون مع المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، وأكد شاكر على عمق العلاقات والروابط بين الشعبين المصري والصينى، التي كانت بدايتها باعتراف مصر باستقلال الصين عام 1947، وذلك باعتبار مصر أول دولة عربية تقوم بذلك، فضلا عن مشاركة الزعيم جمال عبد الناصر في مؤتمر “باندوج” لدول عدم الانحياز سنة 1955 بمشاركة الزعيم الصيني وقتها. 
وتابع حديثه عن الصين بأنها تعد سادس أكبر مستثمر في مصر، مشيرا إلى أنها تقوم الآن ببناء أضخم برج في العاصمة الإدراية الجديدة، ذاكرا خطاب الرئيس الصيني الذي قال فيه إن بلاده يجب أن تدعم قوتها الناعمة الثقافية والفنية والروحية. 
واختتم الدكتور شاكر عبد الحميد كلمته بضرورة وأهمية التركيز على النموذج الصيني ودراسته دراسة دقيقة ومتأنية، واصفا هذا النموذج بأنه «الأقرب إلى الثقافة المصرية»، وموضحا أن الشعب الصيني حقق المعجزة بفضل إصراره ومثابرته على التطور، مستلهمين هذا الإصرار والمثابرة من ثقافتهم وحضارتهم التي امتدت منذ خمسة آلاف عام.
ثم جاءت محاضرة جاو هو تفتسشوان، نائب المدير العام لمدرية الثقافة بمقاطعة سيتشوان، التي تحمل “عنوان الصناعات الثقافية في الصين”، والتي استهلها بتقديم الشكر لكل القادة والخبراء الذين قدموا إسهامات في مقاطعة سيتشوان، وأيضا المستشار الثقافي في سيتشوان، ثم تابع حديثه عن كل من مصر والصين، وأنهما من الحضارات القديمة، وكلتاهما تتمتعان بحاضرة ساطعة وفنون منذ فجر التاريخ، كما أكد على العلاقات الوثيقة التي تربط بين الشعبين المصري والصيني، منذ أكثر 60 عاما. 
وأضاف عن مقاطعة سيتشوان أنها مهد الحضارة وجزء مهم لا يتجزأ في الثقافة الصينية، موضحا تنوع الثقافات الصينية ومنها ثقافة الممالك الثلاث والثقافات الدينية والشعبية والحضارة العلمية والعروض الفنية وعروض العرائس وثقافة الباندا التي يحبها الجميع في مصر.
وأوضح أن اليوم تلقينا دعوة من وزارة الثقافة والسياحة لعمل أسبوع المنتجات الثقافية وذلك برعاية المركز الثقافي الصيني، وقد قدم المعرض عدة فعاليات مختلفة وبدأ المعرض باستعراض الحياة الثقافية والإبداعية لمقاطعة سيتشوان مثل فنون الرسم وفنون الطباعة والمنتجات الصينية، وذلك رغبة منا في دفع عملية التبادل بين البلدين. 
ثم تابع حديثه عن مقاطعة سيتشوان وتاريخها حيث تقع سيشوان غرب ووسط الصين، ويبلغ إجمالي الناتج لها من المنتجات الثقافية تمثل 4.2 من إجمالي الناتج العام، وبالنسبة للإجمالي الكلي من المنتجات الثقافية تعدى 5? من الناتج العام للصين. ثم قام جاو باستعراض مراحل تطور الصناعات الثقافية في سيتشوان من خلال عدة نماذج ومحاور مهمة مثل الخصائص الجغرافية والمكانية هناك والإنشاءات الثقافية في سيتشوان، بالإضافة إلى بعض الطرق والأفكار الإبداعية في المجال الثقافي والإبداعي وكذلك الأفكار والأسئلة في المجال الثقافي.
وأضاف جاو عن ارتباط العلاقات الثقافية بين كل من مصر والصين، وذلك عن طريق ثقافة «باشو» من خلال طريق “الحرير الجنوبي”، التي كانت مدينة الإسكندرية النقطة النهائية لهذا الطريق الذي يعد أحد أهم الممرات الهامة بين البلدين. وتابع حديثه عن الإنجازات الثقافية في ستشوان التي تضم مواقع من التراث الثقافي ومحميات ثقافية، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من عروض الأوبرا وخيال الظل، موضحا أنه في عام 2007 قامت وزارة الثقافة الصينية بتنظيم مهرجان خاص بالمنتجات الثقافية والإبداعية في سيتشوان حيث أقيمت 6 دورات وجد بها عدد من الممثلين عن مصر، وموضحا أنها جميعها نتائج تثبت حجم التبادل الثقافي بين مصر وستشوان وانتقل «جاو» في حديثه عن الاستثمار في مجال الثقافة ودور الحكومة الصينية ودعمها المادي للثقافة لازدهارها وتنميتها، فقد تعددت المشروعات الثقافية حيث يصل عدد المتاحف والمكتبات إلى 223 متحفا ومكتبة.
وهو ما يثبت دعم الحكومة الصينية لهذه الأمكان وجميع هذه الأمكان مجانية وتقدم الخدمات الثقافية للشعب دون مقابل، وذلك لضمان الحقوق الثقافية للجماهير ومحدودي الدخل وهذه الخدمات الثقافية قدمت بمعايير محددة لضمان تمتع الجماهير بالخدمات الثقافية. 
وعن الإنجازات المؤسسية في المقاطعة، قال إن لديهم أكثر من 1000 مؤسسة تدر دخلا يفوق 3 مليارات و700 مليون إيوان ياباني، حقق هذا الإنجاز تنشيط سوق العمل حتى بلغ عدد العاملين في مجال الصناعات الثقافية 780 ألفا كما يعمل عدد كبير من النساء في هذا المجال، ولكن من منازلهم دون الحاجة للنزول لساحة العمل. ثم استعرض السيد «جاو» رسما بيانيا ومجموعة من الإحصائيات التي أعلنتها الحكومة الصينية منذ عام 2012 إلى 2016 وهي إحصائية تمثل اختلافا في جانب الاستثمار في المجال الثقافي، وقد أوضحت هذه الإحصائيات والرسوم البيانية زيادة متوسط نصيب الفرد في الصناعات الثقافية، كما أوضح أن المنتجات الثقافية الإبداعية أصبحت جزءا من حياتنا اليومية، وأوضح ثلاثة خصائص هامة في الصناعات الثقافية في سيتشوان، وهي: المعلوماتية؛ أي استخدام الحاسب وتقنيات الإنترنت، والمؤسسات الثقافية الصغيرة والمتوسطة، واستخدام التقنيات الحديثة لابتكار منتجات ثقافية جديدة، كما استعراض جاو مجموعة من الأشياء التي يجب فعلها لتطور الصناعات الثقافية، منها صياغة سياسات وقوانين بشكل دائم ومتطور وبشكل عملي ومنطقي في هذا الشأن، والاهتمام بالتنمية المستدامة الشاملة التي تتناغم مع تطور الإنسان، كذلك التوزيع العادل للدعم لكل الأنشطة وكل المجالات، كذلك دعم المؤسسات ومساعدتها في اكتشاف الموهوبين وتنمية وتنشئة الكفاءات في كل مجال استغلال المصادر والموارد الثقافية وتحويلها لمنتجات عصرية التنمية الممتزجة بأنشطة أخرى مثل السياحة. واختتم حديثه موجها الشكر للحضور بينما تلا كلمة السيد جاو مجموعة من المداخلات المهمة التي عقبت على هذه المحاضرة. 
د. إبراهيم غزالة: 
ضرورة إقامة معهد لإدارة العمل الثقافي 
وجه الدكتور إبراهيم الغزالة الشكر للحضور ذاكرا زياته السابقة للصين وانبهاره بما يسمى الصناعات الثقافية، مشيرا إلى مدى أهمية إقامة فعاليات ثقافية ما بين مصر والصين وطرح الدكتور إبراهيم غزالة فكرة ضرورة إقامة معهد لإدارة العمل الثقافي.

د. حسين البنهاوي:
 ينقصنا الإدارة
أوضح الدكتور حسين البنهاوي في تعليقه على المحاضرة، أننا نمتلك صناعات ثقافية هامة ولكن ينقصنا الإدارة وحدوث نوع من التزاوج للصناعات الثقافية وإنتاج صناعات إبداعية تبهر العالم.

د. خالد أبو الليل:
 تجربة جديرة بالدراسة
قال الدكتور خالد أبو الليل الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية إن التجربة الصينية التي حققت قيمة كبيرة للصناعات الثقافية، وهي تجربة جديرة بالدراسة، وقد تغلبت هذه التجربة على فكرة البطالة والأعداد الكبيرة من المواطنين، متمنيا تدريس هذه التجربة في مصر حيث لدينا كم كبير من الصناعات الثقافية.

الكاتبة رشا عبد المنعم: 
نحتاج لبرنامج بناء قدرات
قالت الكاتبة رشا عبد المنعم إن هناك ضرورة بالغة للاستفادة من هذه التجربة وضرورة تهيئة بيئة العمل وتحضير سوق العمل والنقطة الأكثر أهمية هي ضرورة توفير دعم من المؤسسات، بالإضافة إلى أننا نحتاج إلى برنامج لبناء القدرات يتم فيه التعاون مع الصين للاستفادة من خبراتهم.

المخرج محمد الخولي: 
إقامة الكثير من الورش
أوضح المخرج محمد الخولي ضرورة إقامة الكثير من الورش والتدريبات للاستفادة من التجربة الصينية وذلك برعاية أكاديمية.
 


رنا رأفت