«كوميديا الأيام السبعة» يناقش فكرة الغزو الثقافي

«كوميديا الأيام السبعة» يناقش فكرة الغزو الثقافي

العدد 672 صدر بتاريخ 13يوليو2020

أقيمت ندوة عرض “كوميديا الأيام السبعة” ضمن عروض الدورة الرابعة لمهرجان نقابة المهن التمثيلية، الذي أقيم في الفترة من 22 ديسمبر حتى منتصف يناير الماضي، على مسرح النهار بشارع قصر العيني؛ تحدث في الندوة الفنان إيمان الصيرفي والمخرج محمد نجيب، وأدارها الناقد جلال الهجرسي الذي استهل الندوة بتحية الجمهور وأبطال العرض، كما أشار إلى أن العرض عبارة عن لوحة فنية رائعة توضح مدى مصادرة الرأي في الدول العربية، وتظهر وحشية الاحتلال الفكري والثقافي والعلمي لكثير من الدول العربية؛ كما وصف العرض بأنه ينتمي لمسرح الإسقاط السياسي الذي يسخر من الاحتكار السياسي بكل أنواعه.
تابع الهجرسي: «كوميديا الأيام السبعة» مسرحية واقعية مليئة بالكثير من الرموز والإسقاطات السياسية، ويدور العرض حول سيدة عجوز وحفيدتها تعيشان في منزل فقير، تأتي إليهما سيدة تدعي أنها من جمعية حقوق الإنسان وقد حضرت لتعيش معهما فترة من الوقت لتوفر لهما الحياة الكريمة بتكليف من الجمعية؛ ثم تدعي السيدة أن كلبها قد مات ولا بد أن تفرض على أهل المنزل حدادًا على روحه، وتخير السيدة العجوز وحفيدتها بين السجن أو الامتناع عن الطعام لمدة سبعة أيام، فتختار العجوز الامتناع عن الطعام، وتبدأ السيدة الغريبة بتعذيب العجوز وحفيدتها بطرق وحشية، وبعد السبعة أيام تدعي السيدة أن زوجة كلبها توفيت حزنا عليه، فتعود وتفرض العقوبة على العجوز وحفيدتها مرة أخرى. يضيف: وتساءل: لماذا مزج العرض بين اللغة العربية والعامية؟ لماذا لم تكن العامية فقط؟ وأجاب: اكتشفت أن هذا المزج قدم لمسه فكاهية داخل العرض؛ وأشار إلى أن مهندس الديكور استخدم شقوق الجدران في رسم خريطة العالم العربي ليشير إلى الاحتلال الذي وقع عليها.
المونوتون الحركي
فيما قال الفنان إيمان الصرفي: يبدو أن خريجي قسم دراما ونقد استحوذوا على كل الأدوار داخل العرض المسرحي (تمثيل وإخراج وديكور) وهو ما يمكن أن يؤدي إلى نقص مشاركات الشعُب الأخرى، والانزواء في منازلهم والابتعاد عن المشاركة المسرحية. أضاف الصرفي: أنا لا أطالب بمنعهم من العمل وحرية الإبداع، ولكن لا بد أن يلتزم كل الخريجين بمهام شعبهم الخاصة وتطويرها. تابع: أما بالنسبة لمسرحية «كوميديا الأيام السبعة» قال: لا أستطيع أن أتجاوز أخطاء اللغة العربية، واختلاطها بالعامية، وإذا كنَا نرغب في تقديم مسرحية باللغة العربية، فلا بد من الاستعانه بمصحح لغة، لكي يساعدنا على صياغة العرض صياغة صحيحة؛ أضاف: تكررت حركات الممثلين على خشبة المسرحي، وهذا يؤدي لنوع من “المونوتون الحركي”، وهو ما يؤدي إلى أن يستطيع الجمهور توقع الحركة القادمة للممثل، لذلك لا بد للمخرج مراعاة التنويع في حركات الممثلين على الخشبة.
الإبداع والقواعد
فيما قالت منى رشدي، طالبة بقسم دراما ونقد: أشكر أبطال العرض على مجهودهم خاصة وأنهم ليسوا من خريجي قسم التمثيل والإخراج، إنما من خريجي قسم دراما ونقد، ومع ذلك استطاعوا تقديم عرض مسرحي باحترافية، ما يؤكد أن الإبداع ليس مرتبطًا بالأقسام والقواعد.
وقال محمود فتحي: أشكر المخرج على هذا العرض المشوق الرائع، الذي يعبر عن قضايانا الواقعية، خاصة قضية الاحتلال الفكري المفروض على شعوب الوطن العربي بدون أسلحه أو حروب.
كسر الحواجز
وقال بدر الدين الحاتمي، من اليمن، خريج معهد الفنون الجميلة قسم إخراج وتمثيل: أعتقد أن المخرج قام بالدمج بين اللغة العربية والعامية لكي يساعد على كسر الحواجز النفسية بين الممثلين على خشبة المسرح وبين الجمهور.
بينما قال إيهاب محفوظ «طالب بقسم تمثيل وإخراج»: كل الشكر لهذا العرض الرائع الذي أمتع جمهوره. وتساءل عن دلالة تغيير المخرج الشخصيات التي كانت في النص الأصلي ثلاثة ذكور، إلى ثلاث إناث.
حضر الندوة محمد نجيب (مخرج العرض) وأبطاله، وكثير من المهتمين بالمسرح؛ والمشاركون في المهرجان.


شيماء سعيد