ليالي المقامات الروحية أضاءت وسط البلد في رمضان

ليالي المقامات الروحية أضاءت وسط البلد في رمضان

العدد 562 صدر بتاريخ 4يونيو2018

على مدار 7 أمسيات (من 4 وحتى 10 رمضان) أضاءت «ليالي المقامات الروحية» ممر بهلر بمنطقة وسط البلد، حيث قدمت مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية برؤية إخراجية للفنان الكبير المخرج انتصار عبد الفتاح مؤسس مشروع إحياء فنون القاهرة التاريخية . 
ليالي المقامات الروحية أقيمت تحت شعار «فلنسمع حتى نرى.. ونرى حتى نسمع» وبرعاية محافظة القاهرة التي تقوم الآن بترميم منطقة وسط البلد كجزء من القاهرة الخديوية وبالتعاون مع مؤسسة مصر الخير، ومن المنتظر انتقال المهرجان إلى منطقة الكربة بمصر الجديدة.
افتتحت ليالي المقامات الروحية بعرض كبير لفرقة سماع للفنون التراثية والتي قدمت مجموعة من الأغاني والموسيقى الروحانية والخاصة بشهر رمضان، وتضمن ثاني ليالي المقامات حفل موسيقى للفنان الدكتور حسن شرارة وعودة في رحاب الزمن الجميل بمجموعة من المقطوعات الموسيقية،  فيما قدمت عدة فرق فقراتها وهي فرقة الطبول النوبية المكونة  من الفنانين  أشرف سيد وأسامة جمال وسمير عبد الشكور ووحيد عبدون وجمعة صالح ومحمد جمعة وصلاح مصطفى فقرتها، و فرقة الآلات الشعبية للفنون التراثية و الفنانين عبد الرازق عبد الله على المزمار وسامى بدر على آلة الكولة ومحمد أبو العطى على الربابة وسالم عطالله إيقاع وبمصاحبة المطرب الشعبي أسامة علام، واختتمت الليلة بعرض لرقصة التنورة التي قدمها الفنان هاني عبد العال بمصاحبة نجله الطفل مصطفى هاني.
واستضافت ليالي المقامات الروحية لأول مرة أحدى الفرق السورية بقيادة الفنان عدنان الساسة، كما قدمت فرقة فلسطين رقصة الدبكة الفلسطينية التراثية بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من فرق الإنشاد الديني والتراثي. ولم يغب المسرح عن ممر بهلر حيث قدم عرض حسب الله السابع عشر وهو ضمن مشروع مسرح الحقيبة، العرض من بطولة فرقة حسب الله والفنان عبد الناصر ربيع وهناء سعيد، و كتابة مسرحية أحمد شحاته،  فكرة وإخراج الفنان الكبير انتصار عبد الفتاح.
تدور أحداث العرض في إطار كوميدي، في أجواء فيلم شارع الحب، و تجسيد شخصية عبد السلام النابلسي والفنانة زينات صدقي، وعودة الحفيد حسب الله السابع عشر لإحياء أمجاد فرقة أبيه، للبحث عن الفن الراقي. قدم العرض في حضور جماهيري كبير وكان ضمن الحضور الفنانة القدير سميرة عبد العزيز التي شاركت ضمن مداخلات الجمهور، والتي أشادت بالعرض وقالت : هذا العرض يرجع بنا إلى فن الزمن الجميل الراقي الذي لا يخجل من مشاهدته المتفرج،مشيدة بعودة فرقة حسب الله السابع عشر الأصلية والفنانين المشاركين بالعرض على أدائهم المتميز. في أحد مشاهد العرض يظهر الفنان عبد الناصر ربيع الذي يقوم بدور حفيد حسب الله بإظهار صور الفنان القدير الكوميديان عبد السلام النابلسي ليعود بالحضور إلى زمن فيلم شارع الحب وقصة الحب التي خلدها مع الفنانة زينات صدقي والتي تظهر بصورتها في أحد أجزاء العرض عن طريق حفيدتها التي تقوم بتجسيد شخصيتها الفنانة هناء السيد، و كانت  زينات تقوم بأداء ترتر التي عشقت حسب الله واستمرت في حبها له وتصميمها حتى تزوجته، و لقى العرض نجاحاً جماهيرياً كبيراً . 
قال الفنان أحمد شحاته «كاتب العرض» لمسرحنا أن العرض يقدم ضمن مشروع الحقيبة المسرحية الذي أسسه انتصار عبد الفتاح عام 2002  وقدم عروضا في ميدان باب الشعرية ومسرح الحديقة، وبعد توقفه لعدة أعوام عاد مرة أخرى عام 2005 بعرض حكاية مصرية . 
وتابع شحاته أن عرض حسب الله السابع عشر  يقدم ولأول مرة فرقة حسب الله الأصلية، حيث يذكر بالأصالة المصرية التي كانت حاضرة بأهم شارع فني شهده العصر الحديث وهو شارع محمد على، وإظهار البيئة الشعبية الحقيقية التي أخرجت العديد من النوابغ في مختلف المجالات كالغناء والعزف بالإضافة إلى إظهار الشهامة المصرية والمتمثلة في أولاد البلد الحقيقيين الذين تميزوا بالنبل والشرف والتضحية والفداء وبالبساطة والجمال، وكل المعاني التي نفتقدها في عصرنا الحالي،وقد استعدناها من خلال حفيد حسب الله، الذي يأخذنا في رحلة لهذا الزمن الجميل. واختتم شحاته: حفيد حسب الله السابع عشر جاء لإنشاء فرقة مسرحية تستعيد أمجاد جدوده وتذكر الناس بالأيام الجميلة وبالشخصية المصرية الحقيقية التي تحمل كل شيء جميل في طبيعتها، وهي تجربة من تجارب عديدة يقدمها الفنان انتصار عبد الفتاح لإعادة تقييم السلوك بين المواطنين واستعادة الأخلاق والقيم النبيلة التي نفتقدها. 
ومن جانبه أكد  الفنان انتصار عبد الفتاح، رئيس مهرجان ليالي المقامات الروحية في دورتها الرابعة، التي تقام تحت شعار: «فلنسمع حتى نرى.. ونرى حتى نسمع»، أن الليالي الروحية تأتي برعاية الجمهور المصري والذي نتفاجأ بحضوره بأعداد كبيرة في كل الليالي،  مضيفا أن  الجمهور المصري يحرص دائمًا على متابعة كافة فعاليات المهرجان بأعداد كبيرة، فهو يعي ويُقدّر ويُثمن قيمة الفنون، خاصة التي تقدم في الأماكن التراثية كأحياء القاهرة الخديوية ولولاه لما نجحت ليالي المقامات الروحية هذا النجاح الكبير.
واختتم مؤسس مشروع إحياء فنون القاهرة التاريخية بتقديم الشكر لمحافظة القاهرة ومؤسسة مصر الخير على دعمهما ورعايتهما لهذا المهرجان الذي أحيا ليالي منطقة وسط البلد خلال شهر رمضان . 
فيما اختتم العرض المسرحي «طقوس السمو» ليالي المقامات الروحية والذي قدم مجموعة من الأشعار الصوفية، والتي تجمع التراث الإسلامي والقبطي والإنساني معا، وذلك  بمشاركة فرقة سماع للإنشاد الصوفي، وفرقة التراتيل والألحان القبطية، وفرقة الترانيم الكنائسية «اكابيلا»، و فرقة سماع للرقص الصوفي المولوي وفرقة إندونيسيا للإنشاد الديني، وبمشاركة متميزة للفنان هانى عبد الحى راقص التنورة برؤية وإخراج الفنان انتصار عبد الفتاح، وبرعاية وزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافية.
 وحققت ليالي المقامات الروحية لفنون وإبداع الشارع المصري نجاحًا جماهيريًا كبيرًا ويتضمن برنامج الاحتفالية حفلات غنائية تجمع العديد من الفرق من مصر وسوريا وفلسطين وإندونيسيا برؤية فنية للفنان انتصار عبد الفتاح مؤسس المشروع.
 


سمية أحمد