العدد 621 صدر بتاريخ 22يوليو2019
أكد الدكتور سامح مهران أن هناك نموذجين للمعرفة: الأول هو الرأسي الذي ينتهي بانتهاء الحداثة، والنموذج الأفقي القائم على تجاور الأشياء، وأحيانا يكون تضادا، ففكرة التماسك والوحدة الواحدة انتهى مع ما بعد الحداثة، وما بعد الدراما، وأصبحت الشخصيات المرسومة بعناية غير موجودة سوى في كتابات الشباب الذين يخوضون تجاربهم الأولى.
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت بالمركز الدولي التابع للهيئة العامة للكتاب لمناقشة كتابه الجديد «إلى الخلف در وذو اللحية» والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة د. أحمد عواض، ضمن سلسلة نصوص مسرحية التي يرأس تحريرها الناقد خالد رسلان.
الندوة أدارتها د. ياسمين فراج، التي أشارت في بداية اللقاء إلى أننا بصدد مناقشة أحدث إصدارات الدكتور سامح مهران، ثم قدمت نبذة مختصرة حول عدد من المناصب التي تقلدها ومنها مدير مسرح الغد، ورئيس أكاديمية الفنون، ومدير المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إضافة إلى رئاسته لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وتحدث خلالها د. سيد الإمام أستاذ النقد والدراما بالمعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون، الذي استهل حديثه بتوجيه التحية للدكتور سامح مهران على استمراريته في الكتابة في ظل الأجواء المحيطة التي بات من الجرأة فيها مجرد الإقدام على كتابة مقال – على حد تعبيره – وأكد أنه يستحق التحية على ذلك الأمر، ثم تناول الكتاب قائلا: الدكتور سامح مهران يصنع فنا متفردا في عالمنا الإبداعي، ويكاد يكون الوحيد ممن قرأت لهم الذي يمتلك حس ما بعد الحداثة، في كتاباته، التي لا أستطيع أن أضع أحدا من المسرحيين في ذلك الإطار باستثناء د. سامح، قد يكون هناك آخرون لا أعرفهم لكنني أتحدث من خلال قراءاتي.
وأضاف الإمام: بين يدينا عملان ينطلقان في إطار واحد، حيث تدور الأحداث فيما بعد ثورة 25 يناير، وقد أثرت بالكامل على العملين، فمن خلال النص الأول «إلى الخلف در» يبدأ الكاتب بالشخصية الرئيسية «حسن» في أحد المستشفيات بألمانيا، وهو يكاد يموت يرافقه طبيب، نتفاجأ بوظيفته الغريبة جدا حين نكتشف أنه مكلف من زوجة حسن وابنه بأن يلقنه الشهادتين حين يحين أجله، وبدلا من أن يموت نرى أن حلمه هو أن يعود إلى مصر، فيسأله الطبيب كيف تعود لمصر وأنت مطلوب القبض عليك، فيخبره أنه دفع عدة ملايين للتصالح مع الحكومة وإسقاط القضايا المرفوعة ضده، وعندما يكون حسن بالمستشفى يرى خلال الشاشة التلفزيونية التي تقيس النبض صور جنين يحمل سكينا في يده فينزعج كثيرا من ذلك، وهنا تبرز الطريقة التي يعتمد عليها د. سامح في كتابته عن طريق الخلط ما بين الجد الشديد وما بين الهزل الشديد حيث يتولد من خلالها التطور الدرامي، وليس التطور التقليدي كما نعرفه، وإنما من خلال الصورة، ثم يعود إلى مصر لنكتشف أن هناك ثورة قد قامت وأسقطت النظام.
أضاف: يربط سامح مهران بين ما بين الحداثة وما بعد الحداثة، ففي أوائل الخمسينات دخل النظام الرأسمالي في صراع شديد مع كتاب المسرح والقصة، ووصلوا لفكرة أن العمل يدور في دائرة واحدة ليعود لنفس النقطة التي بدأ منها، وفي هذا النص يصل بنا د. سامح إلى نفس الفكرة ولكنه يرفعها إلى مستوى ميتافيزيقي غريب جدا، حيث يبدأها من خلال استشهاد حسن بآية قرآنية خلال حديثه مع الطبيب وهي «كما بدأنا أول خلق نعيده، وعد علينا، إنا كنا فاعلين»، فهو أراد أن يرفع الحدث إلى مستوى ميتافيزيقي، ويؤكد أن الماضي لا يعود، فهو يقول من خلال ذلك إننا ثرنا في يناير من خلال الأطفال الذين ولدوا وبأيديهم سكاكين، ويمسك الدكتور سامح بهذا الأمر جيدا، وهو ما يؤكده من خلال النص الثاني داخل الكتاب «ذو اللحية» الذي يربط خلاله بوضوح ما بين الشيطان والنظام الرأسمالي، فالبطل في الأحداث هو الشيطان حيث يبدأ من خلال مشهد إغواء الشيطان لآدم وحواء وإخراجهما من الجنة، وهو لا يموت ويعود من جديد في نهاية الأحداث.
تابع الإمام: هناك مقولة أطلقها الماركسيون منذ زمن تقول إن النظام الرأسمالي متعدد الوجوه، وقادر على ولادة نفسه وإعادة تصدير صور أخرى، لا تتغير، ويلعب د. سامح مهران على فكرة التحالف بين الشيطان والنظام الرأسمالي التي تظهر بوضوح من خلال مشاهد متعددة خلال النص، ونحن لسنا بصدد الرأسمالية الغربية وإنما الرأسمالية المشوهة من حيث ولادتها وتاريخها.
ولخص د. سيد الإمام ملاحظاته حول النصين فقال: النصان يعرضان لحالة فقدان الأمل وفقدان أي رؤية مستقبلية، ما بين الهزل والجد، من خلال خلط الأمور مع بعضها ووجود تضاد كامل، وفي النهاية تبقى الحقيقة نسبية، فالنصان يتعرضان لسلطة ما بعد يناير وإخفاق الشباب ونجاح النظام الرأسمالي في شراء الوجوه البريئة والجميلة، ليعود كل شيء «إلى الخلف در» ونعود إلى نقطة الصفر.
ووجه د. سيد استفسارات للدكتور سامح حول مجموعة النساء اللائي يظهرن في الفصل الثاني داخل الحارة، وهل كانوا تعبيرا عن القوة السياسية الموجودة بعد الثورة وصراعهم الدائم معا طوال الوقت، فمنهم مجموعة مؤيدة للنظام الجديد ومجموعة ضده، وفي النهاية تصل المعركة بينهن إلى أقصى مدى من خلال التراشق بأفظع الألفاظ ثم التشابك بالأيدي، أم أنك عنيت أمرا آخر؟ ولكنني يمكنني القول في النهاية إن البناء عند الدكتور سامح مهران بناء غير تقليدي، وهو ما بعد الحداثة، الذي بدأ مع صدمة عام 68 في فرنسا ومع آخر حلم لتغيير المجتمع الأوروبي وحدث ما سمي «ربيع باريس»، وانتقامه كان الصعود الكبير للرأسمالية وفقدان أي أمل في التغيير حيث ولدت فكرة ما بعد الحداثة. ود. سامح لديه هنا مفتاح آخر وهو فقدان الشعب الذي «انطحن» ولم يعد لديه أي أمل في القضاء على الفساد، فالناس بحكم الضغوط المالية والاقتصادية ينفتح أمامها الباب للتورط في الفساد، وتكوين أي ثروة، وفقدان الأمل في التغيير، وتدور الناس في فلك واحد، والكاتب هنا ليس عنده موقف ابتداء كما كنا نتعلم ولكن لديه صورة شعرية، وهي صورة قابلة لتوليد صور أخرى، فلا أحد يسأل عن التطور التقليدي، وهو يقرأ النصين، وبالتالي عندما يريد تطوير المشهد وهو يطلب من الطبيب أن يساعده في السفر إلى مصر، لم يطلب السفر بالطائرة أو الباخرة، وإنما طلب منه أن يدفع التروللي الذي يرقد عليه ليصنع بانوراما خلال الرحلة يرى خلالها من خلال شاشة سينما ما طرأ من تغيير. وفي مشهد آخر يرى الجنين في بطن أمه ممسكا بالسكين في إشارة لثوار يناير، وهكذا، فهو لا يقدم تطور الأحداث بالشكل التقليدي بقدر ما يقدم تطورا للصورة الشعرية.
وأردف الإمام أن هذا الشكل يجد صعوبة في التنفيذ على خشبة المسرح من خلال العودة لفهم المقصود من المشاهد، فهذا ممكن أثناء قراءة النص، لكنه مفقود لدى المتفرج، وأنا أتفق مع الكاتب في مبادئه التي يعمل بها وهو تطوير الصورة الشعرية وليس تطوير مواقف درامية، ولكن من حقي أن أعرف كيف سيتم ترجمة ذلك على خشبة المسرح، فأسماء الشخصيات غير واضحة وكذلك ما تفعله خلال الأحداث. ولدي استفساران على مستوى الشكل الفني في نص «ذو اللحية»، فأنت وضعت شروطا في الشكل الفني هي أن هناك كورسا من الرجال والنساء يؤدي ويعلق على الأحداث، ثم فجأة لم يعد موجودا، فلماذا؟ وهذه الملحوظة تظهر أكثر بعد تنفيذ العرض. الاستفسار الآخر: إذا كان بعض الرأسماليين قد أصبحوا منتجين - أيا كانت تحفظاتنا عليهم وعلى ثرواتهم التي كونوها من خلال استغلال المستعمرات وما إلى ذلك - حين يفقد الأمل في التغيير فهم سيفقدون التكيف مع النظام، فحتى الحركة النسوية في النص تكيفت مع النظام الرأسمالي وحالة الفساد و«تسليع»، الأنثى وما إلى ذلك. وأتساءل هنا: إذا ضاع الأمل وأصبحت الضغوط أقوى من الاحتمال، فما هو الحل؟ أنا رأيت أن رسالة النص للمتلقي هي أن دوره في الحياة قد انتهى ويجب أن يموت، أو أن يكون جزءا من هذا العالم الفاسد ويتكيف معه.
أضاف: فالنص سخر من كل شيء حتى القوى السياسية التي أصبحت منهارة ولم يعد لها دور يذكر، حتى نساء الحارة كلهن فاسدات ولديهن الاستعداد لبيع أنفسهن. ما أقصده أن النص وضع تحفظات على كل القوى الموجودة، حتى الطبيب الذي نكتشف أنه كفيف، فإذا كان الوضع بهذا الشكل فعلى من أستند حتى ينهض المجتمع.
وعقبت د. ياسمين فراج بأننا تعلمنا أن الفن يطرح المشكلات ولا يقدم الحلول، وأكدت أنه ليس من الضروري أن يملي العمل الفني على الناس ما يفعلونه وإلا ما كان ذلك إبداعا، وإنما يصبح عملا موجها للأطفال. فأوضع الدكتور سيد الإمام أنه لم يقصد ذلك وإنما قصد تحديد قوة يكون عليها تحمل عبء التغيير، فالمجتمع الذي تعرض له النص أصبح عليه الكثير من علامات الاستفهام، وأكد أنه كان ينتظر وجود قوة تحمل الأمل في التغيير.
وانتقل الحديث إلى الدكتور سامح مهران الذي حرص على توجيه الشكر للدكتور سيد الإمام على قراءته الواعية للنصين، وأكد على أنه في جدل دائم معه، وأكد على أنه جدل مثمر.
واستطرد مهران قائلا: أحب أن أقول إن العالم – للأسف الشديد – مر بحالة تحول من الاقتصاد الفوردي إلى ما بعد الفوردي، فما بعد الفرودية تخلت المجتمعات عن الزراعة الصناعة والتعدين، إلى مجتمعات الخدمات مثل العمل في البورصة والسمسرة، أشكال من العمل التأثيري مثل أن تجلس الناس في البيت، وبالتالي أثر هذا العمل التأثيري على فكرة الحرف الفردية ومن ضمن العمل التأثيري أن يتجه الشباب لقيادة «التوكتوك» والميكروباص وتترك المهن والحرف. من هنا ظهر اقتصاد ما بعد الفوردية، فقد تحولنا إلى مجتمع استهلاكي، وقائم على ظهور منتجات جديدة كل يوم والكل يجري خلفها، وكلما زاد هذا الأمر كلما انتفت المرجعيات السابقة، فلم تعد هناك مرجعية واحدة، حتى على مستوى العلوم، حتى الأكواد الفنية تم القضاء عليها، التي كانت تعتبر وسائط تكيف حتى يتكيف المشاهد مع مصدر واحد للحقيقة، لذلك كانت قواعد الاتصال في الدراما التقليدية قائمة على تلقين المتفرج ما يسمى بـ«حقيقة الحقيقة» وهي الحقيقة التي يتم تجهيزها خلف خشبة المسرح من خلال مخرجين ونصوص وجيش من الممثلين بغرض شيء واحد فقط يسمى «علم إدارة الانطباعات»، إذن فعندما تأتي الرأسمالية في مراحلها المتأخرة وتنتج جديدا يلغى ما قبله، لدرجة نفي كل مرجعية بما فيها المرجعيات الآيديولوجية، والمرجعيات الدينية نفسها ويصبح الإنسان منقطع الصلة عن أية جذور، هذه ما بعد الحداثة، لأن هناك مجموعة مصطلحات نستطيع الربط فيما بينما (ما بعد الحداثة – ما بعد الدراما – ما بعد التمثيل REPRESENTATHION)، فالتمثيل في المسرح مثل السياسة تماما، فالشعب يختار من يمثله على المسرح كي يعرض قضاياه وأحلامه وهمومه، هذا في البنية التقليدية القديمة، اليوم سقطت فكرة التمثيل على مستوى السياسة، وعلى مستوى الفن، ففي السياسة أصبح النائب البرلماني يعمل لمصالحه الشخصية، وعلى مستوى الفن أصبح النجم يمثل «أوليجاركية» فنية تتحكم في مفاصل العمل بما فيهم المؤلف والمخرج، وهذا يعتبر فشلا للعملية التمثيلية، وعدنا إلى ما يسمى ما بعد التمثيل على مستوى السياسة وعلى مستوى المسرح.
وأضاف د. سامح مهران: تتشكل عبر مواقع التواصل الاجتماعي حركات تتميز بسهولة التواصل، بمرونة الحركة، بالاجتماع عند الحاجة ثم الانفضاض، فنجد بالنسبة للسياسة «احتلوا وول ستريت»، وعلى مستوى المسرح نجد ما يسمى بـ»الحشد الحرج»، حيث نقدم مسرحية تعارض بناء مناطق سكانية مثل التي يبنيها ساويرس في الشيخ زايد حاليا، هناك مقاطعة السلع يقابلها ما يسمى راكبو الدراجات التي هي شكل مسرحي يقولون من خلاله إن شراء سيارة واحدة يحول دولتنا إلى دولة استعمارية تذهب لاحتلال دولة أخرى من أجل الاستيلاء على البترول لكي يستطيع المواطن شراء سيارة. إذن هنا تنتفي الحالة الجماعية وتنتصر الفردية، ويحدث انقسام بين ثنائيات ما كان لها أن تنقسم، مثل العلم والسعادة، فالعلم لم يعد مصدرا للسعادة، وإنما أصبح مصدرا للتدمير وبيع الأسلحة، وبيع الأعضاء البشرية، هنا ينتفي المؤلف بمعناه الحقيقي ويسمى فيما بعد الحداثة بـ»الذات المتأثرة»، في ظل انتفاء ذلك حتى الهياكل التقليدية في المجتمع القائمة على تحديدات كالجنس والنوع، فمثلا قديما كان كل شخص يعرف موقعه كمدير أو عامل فيستطيع أن يساند من ينتمي إليهم، أما ما بعد الحداثة، وفي قطاع الخدمات حدث اندماج فلم يعد هذا التضامن والتعاضد موجودا، وبعد أن كان التقسيم رجلا وامرأة أصبح هناك التحول الجنسي والانحراف الجنسي، فنحن في عالم بالغ التغير وبسرعة وفي نفس اللحظة التي ينفي فيها المرجعيات، يشجع على العودة إلى الأصوليات بضراوة، لأن الناس تحتاج إلى ركائز في حياتها وهذه الركائز لا يجدونها إلا في شتى أنواع التطرف الديني القديم، إذن هو يخلق كل التناقضات الموجودة في المجتمع، دون أمل في التغيير سوى العودة إلى الماضي عند بعض الناس.
وأردف مهران: هذا رد على استفسارات د. سيد الإمام، وأحب أن أقول إن من ينفذ هذا العمل على المسرح سيحول السيدات إلى أرقام، فهن لسن شخصيات تحمل ملامح وإنما هن تحولن إلى مسوخ تحت ضغط الحاجة، أنا بدأت بقصة من القرآن حول الفرعون عندما حلم بطفل سيزيحه، لكنني استخدمت هنا الصورة لرجل رأسمالي هرب بأمواله من مصر بعد ثورة 25 يناير، وكنت أقصد شخصية حسين سالم، فالمفتتح عندي في المسرحية عندما يقول إنني وفقت أوضاعي مع الدولة ودفعت خمسة مليارات، فهنا أتصور أن هذا الرجل حاقد على ثورة يناير وعلى هؤلاء الشباب لأنهم أخرجوه من امتيازاته التي كان يتمتع بها فهو يحاول الرجوع للانتقام، وحينما يعود إلى مصر ويرى الشوارع المليئة بالقمامة والمدن الخربة بفعل الرأسماليين، يقرر أن يحول الشارع إلى دكاكين حتى يختفي الشارع بكل آلامه ويلتفت الناس للتنافس على السلع، ويعرض على كل نساء الحارة عمل مشاريع تجارية، حتى إن إحدى السيدات تطالبه بعمل قصر ثقافة جنسية.
واختتم الدكتور سامح مهران حديثه قائلا: اليوم الفن أصبح يعتمد على الشفرة النوعية لدى المبدع وكيف أدخل في جدل مع كل ذلك لأستخلص شفرتي الخاصة، فالمنحازون إلى تقاليد موروثة في الفن لا يستطيعون التحليل لأنهم ينتمون إلى سلطة ما وإلى تحيز ما، لأن النقد الحقيقي معرفة وليست الحقيقة ذات المصدر الواحد، وارتباط النقد بعلم الجمال لأن النقد في الحقيقة يعني الكشف والتفسير، والنقد دوره إماطة اللثام، وكشف الواقع والوصول إلى جوهر الأشياء، أنا لا أقدم حلولا في كتاباتي، لأنني عندما أدرك ما أكتبه أستغرق وقتا طويلا.
أضاف: إن التحالف بين الرأسمالية المصرية ورجال الدين أدى إلى اكتساح في نهاية العمل، وهذا في حد ذاته رؤية أحذر من خلالها إلى خطر التحالف ما بين الرأسمالية المصرية، والإسلام السياسي، وأن هذا التحالف قد يأتي على مصر بالكامل. واختتم الرواية من خلال عدد من البوستات السريعة على فيسبوك مثل «على المتضرر اللجوء للمكار – إن خرب بيت أبوك خدلك قالب – جت الحزينة تفرح ملقتلهاش مطرح» وغيرها، ويدخل الرجل الأعمى مع مجموعة من العميان نزولا إلى الجمهور، وما أريد أن أقوله إن الرأسمالية المصرية لم تقم بواجبها تجاه جموع الشعب المصري، ويجب أن يحددوا سقف هامش الربح الذي لا يزيد في كل العالم عن 30% في حين أن لدينا من يربحون 500% في بعض السلع، وهذا لا يجوز، إلى جانب اللجوء للاحتكار.
شهد حفل الوقيع عدد من المهتمين بالشأن المسرحي ومنهم المخرج جلال عثمان، ود. لميس الشرنوبي مدير إدارة ثقافة الطفل بهيئة فصور الثقافة، وأسامة قاسم مسئول النشاط بالهيئة، ومن النقاد والصحفيين د. محمد زعيمة، وأحمد زيدان، وإيهاب شام، إضافة إلى عدد من المسرحيين السودانيين.