المسرحية الشعرية فى الأدب العربى   صلاح عبدالصبور نموذجا

 المسرحية الشعرية فى الأدب العربى   صلاح عبدالصبور نموذجا

العدد 565 صدر بتاريخ 25يونيو2018

صلاح عبدالصبور من اهم شعراء مصر اهتماما بالمسرح والدراما.. رغم أنه من الشعراء الافذا فى الشعر الحديث، الا أن نزوعه للأفعال غلب على نزوعه للخواطر من هنا كان اتجاهه للمسرح.. فلم يكتب شعرا مسرحيا يخدم احداثا وشخصيات بل صاغ مسرحا شعريا يشكل فيه البناء الشعرى اصل الفعل الدرامى فى معالجة لعناصر الكتابة الدرامية فى روح الشاعر.. فالمكان واقعه والافعال شديدة العنف ولغة الحوار شديدة العمق والتعبير بطاقات القيم الجمالية والروحية والفهم العميق لخلفيات الموضوع من اصول المعارف فالصوفية ومفاهمها المتنوعة والمتباينة هى من اصول المعارف بكامل اصطلاحاتها من الولاية والارشاد والترميز والالغاز واستخدام مفردات الواقع كوعاء لظهور المعانى الكلية الشاملة .

تعريف المسرحية الشعرية
فن من فنون الادب الواسعة التأثير، وهي تحتوي على جميع العناصر الفنية التي يجب توافرها في الرواية النثرية من عرض، وعقدة؛ وحل، ولكن الحوار وهو الكلام الذي يقع من اشخاص الرواية على خشبة المسرح والذي يعتبر مادة الرواية التي عن طريقها تعرض حوادث القصة ويعالج الموضوع، يختلف في الاثنين فبينما يكون في الأولى شعراً يكون في الثانية نثراً. أن المسرحية لدى الإغريق تكونت وكان هاجسها الأساسي ذلك الشعور الديني والوجداني في عبادة الإله ديونيسوس إله الخمر ويقال أنهم تعلموا اسمه في فترة لاحقة للفترة التي عرفوا فيها أسماء الآلهة الأخرى، حيث يقال أنه جاء عن طريق القبائل نصف الإغريقية بآسيا الصغرى، ويشير الطابع الوجداني لطقوس ديونيسوس إلى هذا الأصل الآسيويين ومما يدل على هذا الطابع الريفي لديونيسوس ما حمله من عدة ألقاب، منها (المزهر) و(المثمر) و(المورق) و(اليانع)، وكونه في فصل الربيع يوقظ الأرض من سباتها الشتوي العميق، ويبعث فيها القوة والدفء والحركة، وكونه أيضا ًـ في المقام ـ الأوّل إله الكروم ومخترع النبيذ فقد قدسه البشر ووضعوه في مصاف أكبر القوى الخيرة؛ لأنه خلصهم من الألم والمتاعب، فخلعوا عليه لقب ( المخلص من كل الهموم( 1 )

نبذة تاريخية
ربما يكون المسرح الشعري ليس وليدَ حالة لغوية أو أيقاعية بحتة، بل هو أيضاً وأساساً وليد حالة شعورية ناتجة عن (النشوة) والتقلّب بين الفرح والحزن، والمرح والألم الذي تبعثه الخمر في نفوس منشدي (ديونيسوس)، وربما أيضاً من هنا نستطيع العودة إلى الأصل الحقيقي للمسرح الشعري، ومنه نستطيع أن ندخل إلى توضيح ملامح هذا المسرح الناتجة عن حالة فلسفية أساساً، تأخذ من (النشوة) علامة لها، ومكوّناً أساسياً في فهمها. وإن أردنا ذلك حقاً علينا أن نسأل حول أهمية إضافة (الشعري) إلى المسرح، وما الذي قد تعنيه هذه الإضافة، أو هل هي إضافة حقاً، أي هل الشعر في المسرح الشعري هو حالة مضافة للمسرح، أي زائدة عليه أم أنها في هذا النوع من 
2 المسرح حالة موازية وربما ملغية للكثير من أدوات المسرح المعتادة، ومضيفة أدواتها سواءً للمثل أو المخرج أو السينوغرافي أو المؤلف أو المعدّ، أي أننا هنا لسنا أمام المسرح بما هو عليه، وبما هو مسرح، بل أمام حالة خاصة من المسرح، فخلافاً للفهم السائد للمسرح الشعري، القائم أساساً على اللغة يصبح المسرح هنا قائماً لا على الشعر بحدّ ذاته بل على المفاهيم التي يقوم عليها الشعر ويشتغل بها، المسرحية الشعرية من مولدات العصر الحديث دخلت إليه بعد حملة نابليون على مصر وذلك لأن فن التمثيل لم يترعرع عند العرب الا في وقت متأخر، فلم يشاهد الشعر العربي مسرحاً يمثل عليه أدواره ولم تكن عند العرب دور للتمثيل لا في العصر الجاهلي ولا في عهد الخلفاء ولا عند الامويين ولا العباسيين حتى انقشاع عصر الفترة المظلمة، والشعر الذي يكون أداة للتمثيل على خشبة المسرح والذي يشكل الحوار فيه القسم المهم في رواية ذات حوادث متسلسلة منسجمة تأخذ فيها الحوادث الواحدة بعنق الأخرى حتى تبلغ شدة تأزمها او انفراجها في العقدة التي يعقبها الحل وبالحل تنتهي الرواية نقول ان هذا النوع من الشعر دخل إلى الأدب العربي بتأثير الاداب الغربية واتصال العرب بالاوربين بعد الاحتكاك الذي حدث في فجر النهضة الحديثة، وقد حمل الاطلاع على نواحي التفكير الغربي العرب على ان يتجهوا إلى معالجة المواضع التي يفتقر إليها ادبهم ومجتمعهم فسرعان ما قامت جماعة من أدباء العرب وخصوصاً السوريون منهم فنظموا في المسرحية وكانت المآسي هي الغالبة في هذه المسرحيات وأول ما ظهر من المسرحيات الشعرية في الادب العربي هي مآسي الاستاذ خليل اليازجي (1856-1889) (المعروفة بالمروءة والوفاء) وهي مأساة طويلة يتجاوز عدد أبياتها ألفي بيتاً، نظمها الشاعر بعد أن اقتبس حوادثها من الادب الجاهلي من قصة معروفة عند العرب القدماء. ولم يقتصر هذا النشاط على اليازجي وانما نشط كثير من السوريين في معالجة المسرحية الشعرية وان كان ذلك في فترات متفاوتة وقد كثر صدور هذه المسرحيات بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى كان من أهمها مسرحية أصدرها الاستاذ الشاعر سعيد عقل وأسماها (بنت يفتاح) ثم التراجيديا الشعرية التي أصدرها الاستاذ الدكتور علي ناصر في حلب وأسماها(سلوى) ثم أصدر الاستاذ الشاعر عمر ابو ريشة في حلب أيضاً مسرحية شعرية-ويطلق عليها المحكمة الساتيرية - وأسماها محاكمة الشعراء. ومن يقرأ هذه المسرحيات يلاحظ لأول وهلة أنها تمزج بين الكلاسيكية والرومانتيكية ولا تترسم مذهباً معيناً من المذاهب الادبية الحديثة فأكثرها ليس له طابع مستقل بين مذاهب الأدب.[2] 

العصر الذهبى للمسرح الشعرى
بدأ العصر الذهبي للمسرح الشعري في فرنسا من1890 إلى1910، ويمكن وصف إدموند روستان بأنه كان عملاق ذلك العصر خاصة في مأساته الشعرية”سيرانودي برجراك(1897) والنسر الصغير(1900)، وفي إنجلترا بعث ت. س. إليوت المسرح الشعري بعثاً جديداً بكتابته لمسرحية الصخرة 1934 وقد كتب هذه المسرحية لغرض خيري وهو جمع التبرعات لبناء بعض الكنائس مستوحيا أساليب المأساة اليونانية القديمة، وقد حاول في مسرحياته الأخرى أن يجمع بين الشعر المرسل وروح المأساة اليونانية. وكانت المحاولة الأولى للمسرحية الشعرية في الأدب العربي على يد خليل اليازجي في مسرحية( المروءة والوفاء) التي ظهرت عام 1876 ومثلت على مسرح بيروت 1888، وكانت أحاثا تدور في زمن النعمان ملك الحيرة وهي ذات لون عربي واضح صورت بعض المثل التي ميزت العرب عن سواهم ( 3 )
3  وفي النهضة الحديثة أدخل أحمد شوقي الشعر المسرحي بعد إنهاء بعثته إلى فرنسا، وبعد عودته من منفاه بأسبانيا بعد الحرب، إذ خلص إلى شعره وفنه وترك الحياة الرسمية في القصر، وأخذ يغني عواطفه القومية، وألف في الشعر المسرحي ست مسرحيات كلها مآس، ثلاث منها تصور العواطف الوطنية، وهي: “مصرع كليوباترة” و “قمبيز” و “علي بك الكبير” وثلاث صورت العواطف العربية الإسلامية؛ وهي: “مجنون ليلى”و “عنترة” و” أميرة الأندلس”.وجاء بعد شوقي الشاعر عزيز أباظة الذي اتخذ شوقي إماماً له، فألف من النمط الوطني : “شجرة الدر” ومن النمط العربي” قيس ولبنى” و” العباسة” و” الناصر”و” غروب الأندلس” واستمد بعض مسرحياته من الأساطير، فألف مسرحية “شهريار” واستمد مسرحية أوراق الخريف من واقع عصره، ومن التطور الذي طرأ على الشعر المسرحي، اللجوء إلى الشعر المرسل في كتابة المسرحية، ورائد هذه المحاولة: محمد فريد أبو حديد، فقد كتب مسرحية” ميسون الغجرية” في قالب الشعر المرسل، أما التجربة الثانية في هذا المجال فكانت مسرحية”أخناتون” ونفرتيتي للشاعر علي أحمد باكثير، واستمرت هذه المحاولات بعد ذلك، فألف الشاعر صلاح عبد الصبور مسرحية “ الحلاّج” وليلى والمجنون .

المكان والزمان في الشعر والمسرح
يقوم المسرح على فنون زمان وفنون مكان وهما عنصران يستعصيان على التوحيد، فكيف نستطيع أن نبدع منهما عملا فنياً متكاملا؟ فالزمن المسرحي محدد بالحدث المسرحي، والمكان محدد بالمحدث المسرحي أو الفاعل أو الشخوص، وكل هذا يتجه باتجاه خلق حالة درامية واقعية أو نفسية أو ذهنية ولكنها لا تخرج عن الحالة(الدرامية/السردية) في مقابل حالة أخرى يتمثل فيها الشعر، وهي الحالة( التفسيرية / الشعرية) فالدراما حدث، بينما الشعر تفسير أو انطباع شعوري حول هذا الحدث، ولذلك فإن المسرح الشعري يتعامل مع المكان بتعامل الشعر معه لا بتعامل المسرح، فيفقد المكان والزمان القيمة الفعلية والمادية لهما، وينطبعان بانطباع الشعر الذي يضفي على الزمان والمكان قيمة عاطفية، أو قيمة تأويلية تفسيرية. سئل أوجين يونسكو الكاتب المسرح الفرنسي عن دور المسرح فأجاب(إن الوظيفة الوحيدة للمسرح أن يكون مسرحاً) وأضاف: ( في هذا المعنى يعد المسرح لعبة عظيمة، هو عمل حرّ، يجب على المرء أن يجد فيه لغة حية، ليست لغة الواقعية، بل لغة تعتمد على( العالم الخرافي الرائع) الذي يتسم تعتمد على( العالم الخرافي الرائع) ويصف المسرح بأنه(تقمص الأحلام والخيالات) وما ذلك الحلم سوى فقدان القيمة المادية للزمان والمكان، وتضخم تلك القيمة التأويلية لهما.
وباختفاء القيم المادية للزمان والمكان، تختفي كذلك القيم المادية للحدث والمحدث، أي السرد الدرامي والشخصيات، فتصبح الشخوص والأحداث في المسرحية الشعرية الحديثة، غير ملزمة بما هي ملزمة به في المسرح؛ لأنها ليست نتاج الحالة الدرامية السردية بل الحالة( التفسيرية/ الشعرية) أي الحلم كما قال يونسكو، وكما يفعل هو في مسرحه العبثي.(4)

مسرحية مأساة الحلاج صلاح عبد الصبور
كتب صلاح عبد اللصبور هذه المسرحية ونشرها قبل نكسة 1967م حينما افتقد الصفوة أو النخبة الرائدة، يقول في حوار له : “في رأيي أن كل مجتمع لابد له من”نخبة” تقوده، وتزرع فيه القيم الجديدة، وتعوده بسلوكها عادات متقدمة من السلوك والتصرف. وقد خضع مجتمعنا العربي لفترة طويلة لنخبة المفكرين الذين علموه احترام العدالة والحرية والتفكير العلمي. ففي الفترة التي  4 عرفناها في صبانا كان الدكتور طه حسين والعقاد وسلامه موسى وهيكل وغيرهم هم نخبة المجتمع وقد نختلف مواقعهم السياسية داخل الأحزاب المختلفة 0 ولكنهم جميعا يكونون أفقا سياسيا واجتماعيا يتحدث عن الديمقراطية والتفكير المنظم، وشرع طريقهما للمجتمع0 وقد سقطت قيادة المثقفين في عصرنا الحديث، وكان المظنون أن تقوم مقامها قيادة التكنوقراطيين. ولكن هذه القيادة الجديدة لا تقوم إلا في مجتمع صناعي متقدم. وهنا سقط مجتمعنا في فراغ، حاولت العشائرية السياسية استغلاله وملأه ولكن ثمن ذلك كله كان ثمنا باهظا . ولست في مجال الزهو بالنفس، ولكن أريد أن أقول إني رأيت ذلك كله قبل 5 يونيو 1967م، ووضعت يدي على قلبي خوفا منه فلما وقعت الواقعة انفطر قلبي، ولعل هذا هو سر حزني وكآبتي

نبذة عن الشخصية المحورية الحلاج
تبدأ مسرحية مأساة الحلاج بذروتها، فها هو الحلاج مصلوباَ على جذع شجرة لا على صليب تقليدى حيث يتعانق الموت مع الحياة . وعنوان هذا القسم من المسرحية هو (( الكلمة )) ويمر بعض المتسكعين، تاجر، وفلاح، وواعظ، وفى بلادة متناهية يديرون حواراَ فيما بينهم عن هذا الشيخ المصلوب، فالتاجر يريد أن يعرف قصته حتى يحكيها لزوجته فى المساء حين يعود، والفلاح فضولى بطبعه، أما الواعظ فيريد تعميق التقوى فى قلوب الخلق فنراه يبحث عن موعظة وعبرة يلقيها فى خطبة الجمعة، حتى وإن أتت بطريق المصادفة . إن هذا المشهد يصدم مشاعرنا وهو أول ما نراه، لا لآن الحلاج يموت مصلوباً وإنما لأنه يموت غريباَ، حتى عن من يفترض أنه قتل من أجلهم، فهذا الموت يفقد معناه الإستشهادى، ويصير موتاً لاعزاء فيه، حتى وإن سانده إيمان بالأتحاد اوالحلول . وتدخل مجموعة من الناس، فتسأل المجموعة الأولى عن الشيخ المصلوب فيقولون انه أحد الفقراء .... ونحن القتلة، رغم أنهم فقرء وهم ما بين قراد وحداد وحجام وخادم فى حمام وبيطار. وليس بينهم جلاد ، لقد نشأ الحلاج نشأة فقيرة، وعانى من الفقر صغيرا وشابا، يكشف عن ذلك قوله في أثناء محاكمته :
الحلاج : أَنَا رَجُلُُ مِنْ غِمَارِ المَوَالَى، فَقِيرُ الأرُومةِ والمَنْبَتِ
 فَلا حَسَبِي يَنْتمَي للسَّمَاءِ، ولاَ رَفَعتْنِي لَهَا ثَرْوَتِي
 وُلِدْتُ كآلاَفِ مَنْ يُولدونَ بآلاَفِ أيامِ هَذَا الوُجودْ
 لأنَّ فَقَيَّرا بِذَاتِ مسَاءٍ سَعَى نَحْوَ حِضْنِ فَقَيِرهْ
 وأَطْفأ فِيه مَرَارة أيّامِهِ القَاسِيَهْ ( 5 )
ولهذا فإن الحلاج يرى الشر كل الشر في الفقر، وكأنَّ العالم إذا خلا من الفقر سيخلو من الشر، وهذا ما نلمحه في حوار دار بينه وبين الشبلي:
الشبلي : مَاذَا تَعْنىِ بالشَّرِّ ؟
الحلاج : فَقْرُ الفُقُرَاءْ
 جُوعُ الجَوْعَى

5 وكان من المفترض أن يثور بالفقراء ومن خلالهم، لكن الشاعر اختار طريقا آخر لهذا البطل المتمرد، المتضخم الذات، فقد جعل بطله يختار ناسا من الصفوة ليخاطبهم، وليكون التغيير من خلالهم، لكن الحلاج كبطل متمرد ظل يتحرك في دوائر منعزلة عن الشعب ولم يستغل حب أفراد الشعب الفقراء له، ليحدث ثورة بهم بل كان يريد التغييرمن خلال الصفوة، ولهذا فإن الفقراء هم الذين يشاركون في مؤامرة محاكمته رَغَبَاً أو رَهَباً، ويحكمون عليه بالقتل من خلال محاكمة صورية يُطْلبُ فيها من الفقراء أن يقولوا ما قالوه، إن مأساة الحلاج الحقيقية ليست في خلع الخرقة، أو في المناداة المثالَّية بالإصلاح الاجتماعي، بل في كونه ثائرا لم ينظر إلى المجتمع نظرة واقعية، ولم ير في الفقر والشرور التي تحيط بالفقراء من كل جانب دافعا لتثويرهم، بل لغضبه هو، وخلع الخرقة من أجلهم وهذا وحده لا يكفي. لقد كان استدعاء صلاح عبد الصبور شخصية الحلاج “ناجحا، وموفقا للغاية فهو لم يستدعه” لكي يمتدح بسالته في صراعه مع الظلم والتعصب وضيق الأفق وقمع الحريات، بل لكي يذم المواقف القمعية والاستبدادية التي مارستها السلطة، ليس فقط في عصر الحلاج ولكن عبر كل العصور العربية امتداداً إلى عصرنا، والحقيقة أن الهدف هو “كشف القناع” عن مظالم عصرنا هذا، واستبداد السلطان فيه بالإنسان، ومصادرة حريته وحقه في أن يختار موقفه من الحياة والأشياء

الخاتمة
يتبين لكل متتبع لواقع المسرح الشعري العربي أنه لم ينل حظاً وافراً من الدراسة والبحث في وطننا العربي،وظل مغيباً عن النقاش والتحليل لسنوات طويلة، وذلك لغياب أو تغييب المسرح الشعري إلى فضاءات العولمة،وغلالات الأمية الثقافية،وغيابات الوعي العربي لأكثر من ربع قرن أو يزيد، يمكننا أن نقول إذن ونحن نتابع حالة المد والجزر الهائلة في المنطقة،إن الحراك الدرامي الشعري انتهى إلى الإخفاق،وإن حركات التأصيل الدرامي التي بدأها خليل اليازجي بمسرحية(الوفاء والأمل)في بيروت ثم في القاهرة في منتصف القرن التاسع عشر تشهد حالة الجزر الحاد الذي تعرفه دراما المسرح الشعري العربي اليوم،وهو ما يحتاج منا العودة من جديد-إلى البدايات،الحراك الأول من التأصيل إلى التغيير»(6 )

المراجع
1 - فن الشعر -ارسطو-ص12
2 - مهدي سلمان (2007-01-13). “المسرح الشعري.. مسرح التقلّبات”. مدونة الشاعر مهدي سلمان.
3 - حرب (2006-04-12). “ظهور المسرحية الشعرية في الادب العربي”. شبكة ومنتديات 4- الدراما والمذاهب الادبية - فايز ترحيني-ص62 .
5 - مسرحية مأساة الحلاج صلاح عبدالصبور
 6- محمد سيف الاسلام، المسرح الشعرى العربى – الأزمة والمستقبل – ص 82
 


يوسف رمضان عبيد