مسرح الصورة التعبيرية ما بين «الغواية» و«جنة الحشاشين» 2-2

مسرح الصورة التعبيرية ما بين «الغواية» و«جنة الحشاشين» 2-2

العدد 564 صدر بتاريخ 18يونيو2018

ثانياً : مسرحية “ جنة الحشاشين “ :
    إن المتأمل لمسيرة المؤلف المسرحي الشاب / إبراهيم الحسيني عبر هاتين المسرحيتين “ الغواية “ و “ جنة الحشاشين “، سيجد أنهما واقعتين بين قوسين كبيرين لمسيرته بأكملها، فـ “ الغواية “ كتبها عام 1998، ونـُشرت في كتاب عام 2002، و “ جنة الحشاشين “ كتبها عام 2005، ونـُشرت في كتاب عام 2008، أي أننا بإزاء عشرة سنوات كاملة من عـُمر تجربة الكاتب المسرحية، تخللتها مسرحيات أخرى مطبوعة في كـُتب، وأخرى معروضة على خشبات المسارح ؛ منها : “ وشم العصافير “ عن المجلس الأعلى للثقافة 2002، “ متحف الأعضاء البشرية، وخارج سرب الجنة “ ــ مسرحيتان ــ عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2003، ومن مسرحياته المعروضة على خشبات المسارح، مسرحيتية “ أخبار أهرام جمهورية “،”سابع أرض “ لمسرح الغد، و “ الغواية،إخناتون،خارج سرب الجنة (عشرة بلدى )، وش الديب،حديقة الغرباء،الكونكان، ....” لمسارح قصور الثقافة بمختلف محافظان مصر ...
ومسرحيته الطويلة “ جنة الحشاشين “ بنسختيها الفصحى والعامية ــ والتي أصدرهما في مطبوعة واحدة في سابقة تـُعد الأولى من نوعها ــ لم يتخل إبراهيم الحسينى عن طريقته في الكتابة للمسرح، بداية من عدم تقيده بالبناء الدرامي الشكلي المتعارف عليه، فهو يكتب حسبما يـُريد هو لا حسب ما تمليه عليه دراسته للمسرح من مواصفات قياسية وبنائية راسخةـ أو تبدو كذلك لدى البعض ـ للكتابة الدرامية المسرحية ...
فالحسينى في “ جنة الحشاشين “ في نسخة الفصحى يضع حروفاً عربية من الألف إلى الياء، مع جملة عربية فصيحة لكل حرف لمشاهدة الـ 26 ؛ مثل : أ . حفرية لملامح وجه قديم ...
ب . قتل نهاري ...
ت . الظل الذي ليس كمثله شيء ...
....، وهكذا ...، أما في ترجمته العامية ــ إن جاز التعبير ــ أو في نسخته العامية، فلم يجد المؤلف مفراً من الأرقام ( 1، 2، 3، ...، ... ) وترجمة جـُمل الفصحى إلى العامية المصرية ؛ مثل :
قتل في عز الضـُهر ...
عقل مليان خناجر وأوامر ...
الجـُرسة ... و ... وهكذا ...
... وعند الدخول إلى عالم “ جنة الحشاشين “ الدرامي، والذي يتناول فيه المؤلف، فترة هامة من تاريخنا العربي الإسلامي، وبالتحديد في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، أجدني أعود إلى نهاية مسرحيته الأولى “ الغواية “، والتي يقول في نهايتها : جنة تايهه مننا للبيع، وكأنه وجدها هنا في كتابته لـ “ جنة الحشاشين “، وأجدني أستطيع القول بأن المؤلف هو نفسه، بقلمه وفكره اللذان لم يتغيرا رغم مرور عشرة سنوات، وأنه استطاع بحدسه المبصر والحاد الوقوع على فترة تاريخية قديمة من تاريخنا العربي الإسلامي، كانت مليئة بالصراعات السياسية والانقسامات بين الطوائف الإسلامية وبعضها البعض ...
والمسرحية ــ وكما يقول هو نفسه ــ “ ليست تأريخاً بقدر ما هي محاولة لاستلهام روح فترة مهمة في التاريخ العربي “، ... كما أنه وعبر هذه المسرحية الأخيرة في كتابته،، يؤكد على اهتمامه بمسرح الصورة التعبيرية، فهو يؤكد فى البداية :
“ يـُراعى الاهتمام بفنون الصورة : جمالياتها المختلفة وعلاقة ذلك بالفترة التاريخية “ ( صـ 204 ) ...
وعن مـُبرره الدرامي، لكتابة نصه “ جنة الحشاشين “ بالفصحى مـرّة وبالعامية المصرية مـرّةً أخرى يقول :
“ كـُتبت هذه المسرحية مرتين : إحداهما بالعامية والثانية بالفصحى في محاولة لتجريب تحولات اللغة والبنية الدرامية “ ( صـ 204 )
إن إبراهيم الحـُسيني يكتب باللهجتين الفصحى والعامية المصرية، بنفس درجة الإجادة، فالفصحى العربية لها جرسها وإيقاعها الجميل وتحولاتها المدهشة، كما للعامية المصرية من نفس الجرس والإيقاع والتحولات، وإن كـُنت أميل للعامية المصرية، وهذا لا يـُنقص من حق النسخة الفـُصحى في شيء، فالعامية المصرية هي فـُصحى العرب المـُحدثين، لأننا كعرب من المحيط إلى الخليج نفهم بعضنا البعض عن طريق العامية المصرية، ... وسأحاول عبر هذه الدراسة جاهداً، أن أعقد بعض المقارنات بين الأسلوبين اللغويين الذين اتبعهما المؤلف في مسرحيته “ جنة الحشاشين “ ...
يأتي لنا المؤلف بشخصيات تاريخية حقيقية، ويجعل منهم شخصيات درامية، مثل : الشاعر “ عمر الخيـّام “ والسياسى “ نظام المـُلك “ / الوزير الأول فى بلاط السلطان “ مـُلك شاه “ و “ حسن الصبـّاح “ / الداهية / زعيم الحشاشين، و “ الإمام أبو حامد الغزالي “ / الصوفي الكبير، والذى جعله المؤلف شخصية ثانوية فى معالجتة ، ... وآخرين ...
أما الحدث الرئيسي فيدور في قصر السلطان “ مـُلك شاه “ في بلاد أصفهان بإيران، وفي قلعة الموت “ مربض ومكان فرقة الحشاشين “، والتي تقع في الشمال على حدود بلاد فارس، وتطل من جهة على البحر، ومن الأخرى على منحدر جبلي مخيف ...
في هذه الفترة الهامة من عـُمر تاريخنا العربي الإسلامي، كانت هناك طائفة و فرقة من المسلمين، سكنوا وعاشوا في بطون الجبال وكهوفها، وكانت لهم فلسفة خاصة بهم وحدهم، تعتمد هذه الفلسفة على المنهج الباطني وهو : أن الأشياء في الباطن ليست كما هى في الظاهر، كما تعتمد على إقناع الشباب الصغير بالجنة الموعودة، وذلك عن طريق تغييب وعيهم بنبات الحشيش المخدر، وكانوا يـُشكلون خطراً كبيراً على أمن الدولة في كل مكان من الدولة الإسلامية الكـُبرى الممتدة من إيران / فارس إلى المنطقة العربية / بغداد / دمشق / القاهرة / الحجاز ... إلخ، وذلك عن طريق التخفي بين الناس والحـُكام ... ولعبة التخفي هى ما جعلت مؤلفنا الشاب يكتب مسرحيته تلك، في إشارة دلالية منه، بأن التاريخ البعيد فى القدم ليس إلا ظلالاً حسية ممتدة لتاريخنا الحديث ...
فها هو “ حسن الصبـّاح “ زعيم تلك الفرقة، والذي لا يـُخبرنا المؤلف بأنه زعيمها إلا قـُرب نهاية الأحداث بقليل ... فالمؤلف يزرعه منذ بداية الأحداث الدرامية على أنه صديق طفولة كلٍ من : “ نظام المـُلك “ / الوزير الأول، و “ عـُمر الخيـّام “ / الشاعر والعالم الفلكى، ويـُعطيه قـُدرة فائقة على التخفي، سواء على مستوى قدرته الفذة في الإقناع، أو على مستوى هيئته الشكلية التى تنطق بالغنى : ملابس غالية مجوهرات ثمينة، وقدرة شرائيه عالية تتمثل في شراءه لقصر المسرة المهجور في بلاد أصفهان، وقدرته على إغداق السلطان “ مـُلك شاه “ وأتباعه بالهدايا والجواهر الثمينة، وذلك لتثبيت نفوذه بين المحيطين به ..
ولقد رسم المؤلف شخصية “ حسن الصبـّاح “ بعناية فائقة، وذلك على معظم مستويات بناء وتطور الشخصية الدرامية / المسرحية، وهو ما يدعوني أن أجعل تلك الشخصية هي المـُحركة الرئيسية لكل أحداث المسرحية، وهو الأمر نفسه الذي يجعلني أن أعتبره البطل التراجيدي لهذه المسرحية، وذلك للسبب نفسه وهو القدرة على التخفي والالتواء وعدم الوضوح بغية الوصول إلى تحقيق طموحه الكبير، وهو أن يكون خليفة وسلطاناً للمسلمين، فهو ــ أي الصبـّاح ــ يـُريد أن يضم صديقيّ طفولته : “ نظام المـُلك “ بما يمتلك من قـوّة، و “ عـُمر الخيـّام “ بما يمتلك من حكمه وعلم إليه وإلى طريقته دون الإفصاح لهما عن هدفه الحقيقي، مـُستنداً على وعد قديم كان الثلاثة قد أبرموه فيما بينهم عندما كانوا أطفالا مازالوا يتعلمون حروف الهجاء فى أحد كتاتيب نيسابور وكان الوعد يقضى بأن مـَن يصير ذا شأن منهم فعليه أن يـُساعد الآخرين ...
و” الصبـّاح “ / المراوغ / زعيم الحشاشين، كان يـُريد لدولته المزعومة، باتحاده مع صديقيه القديمين “ “ نظام المـُلك والخيـّام “، القـوّة المتمثلة في الأول والعلم والحكمة المتمثلين في الثاني، وبذا يتم له تنفيذ الهيمنة الكاملة على الدولة الإسلامية الكـُبرى آنذاك ...، وعندما يكون الدافع النفسي لتحقيق الرغبة قوياً، يكون بالتبعية رد الفعل في عدم تحقق تلك الرغبة أقوى ...، وتكون ولادة البطل التراجيدي في مسرحية “ جنة الحشاشين “، قد تحققت في شخص “ الصبـّاح “، وهو الأمر نفسه الذي أنهى به المؤلف مسرحيته، وذلك باشتعال “ قلعة الموت “ عبر تفجير “ سارة “ المـُغنية الجميلة لنفسها، والتي عشقت “ الخيـّام “، قبل أن تراه، في بـُرج حمام القلعة، وهزيمة فرقة الحشاشين وزعيمها “ حسن الصبـّاح “، وإصرار المؤلف ــ وعبر ولعه الفني ــ بتقنية “ التخفي “، يظهر في عدم إخبارنا بمصير “ حسن الصـبّاح “، وتابعه شيخ الجبل / “ بوزريق “، في إشارة دلالية منه على استمرارية فعل “ التخفي “ منذ ذلك العصر / عصر الأحداث، وحتى العصور الحديثة الحالية ...
وتعالوا بنا نتتبع ما فعله بنا إبراهيم الحـُسيني كمؤلف في نسختيه الفصحى العربية والعامية المصرية، وذلك عبر المقارنة بين بعض الحوارات الدرامية، فها هو “ الخيـّام “ وفي آخر المشهد المـُعنـوّن بحرف “ ك “ والمـُسمى بـ “ ظل الله على الأرض “ في النسخة الفـُصحى، يوضح للملك “ مـُلك شاه “ مبدأ وطريقة الحشاشين في الحياة وفي الوصول إلى الحكم وكيفيته :
“الخيـّام : هناك تفاصيل كثيرة، لو رأيناها مجتمعة لعرفنا منها مراحل التعلم وقدرة المعلمين على الجدل والتحليل والتلاعب بمعاني الكلمات، أضف إلى ذلك ضعف المستوى العقلي لمعظم من يختارونهم من الشباب ... هذا إلى جانب وسائلهم اHYPERLINK “خرى%20المعتمدة%20على%20الحيل%20والخدع”خرى المعتمدة على الحيل والخدع والمؤامرات، واستخدام البنج ومخدر نبات الحشيش لتغييب الوعي، ثم ينقلونهم إلى جنتهم المصنوعة ليقضوا فيها أياماً، ثم يغيبون وعيهم مرة أخرى ليـُعيدوهم إلى حلقة الدرس كما كانوا فيبدو الأمر وكأنهم أوحوا لهم بالجنة ... إنهم يدرسون كل شيء بشكل علمي ونفسي قبل أن يـُطبقوه ... ( صـ 184 ) “
وها هو حوار “ الخيـّام “ الذي دار بينه وبين الملك “ مـُلك شاه “ في نسخة العامية المصرية، في آخر المشهد المـُقابل للمشهد السابق، وهذا المشهد يأخذ رقم “ 21 “ والمـُسمى العامي له : “ سكة إللي يروح “ ...
“ الخيـّام : تفاصيل كتيرة لو ركبناها على بعض، منها مراحل التعلم وقدرة المعلمين على الجدل والتحليل والتلاعب بمعاني الكلمات، وضعف المستوى العقلي لمعظم إللي بيختاروهم، كل ده مايخليناش نستغرب، خاصةً وإن فيه وسائل تانية بتعتمد على الحيل والخدع والمؤامرات، واستخدام البنج أو مخدر نبات الحشيش لتغييب الوعي ... يعني كل شيء مدروس وبيتم بشكل نفسي وعلمي دقيق ... ( صـ 355، صــ 356 ) ... “
وفي نفس المشهد السابق بنسختيه الفـُصحى والعامية، يندفع الحارس “ منصور “ إلى اجتماع الملك “ مـُلك شاه “ والذى كان جريحا من معركة دارت بينه وبين الحشاشين، ومعه الوزير الأول “ نظام المـُلك “ و “ عـُمر الخيـّام “، فيأذن الملك الجريح للحارس “ منصور بالكلام فيسرد علينا مراحل تغييب الوعى التى يمارسها الحشاشون على أتباعهم ...
“ منصور : ... ثم يأتي إليهم شيخ جديد ليُقسم معـهـم بأنـه سيـصل بهـم إلى ما يسمـونـه بالحقيقة المطلقة والسر الأعلى الذي ليس كمثله شيء، ويُـقنعهم هذا الشـيـخ بـأن للـدين ظاهراً وباطناً، وطـريق الحقيقة المطلقة يبدأ بمعرفة الباطن وكـشـف أسـراره الخـفـيـة، فـمعـرفة الظاهر بمفرده لا تعني شيئاً ... وباطن الدين ليس مكشوفاً لأي أحد إلا لإمامٍ معصوم من من الخطأ ... هذا الإمام المعصوم هو ظل الله على الأرض وهـو وحـده القـادر على معـرفة أسرار الكون وكل الأمور فيه، ومن غيره تسود الفوضى وتضيع الحقيقة ويتخـبط العالم في الجهل والظلام ... هذا الإمام هو شيخ الحشاشين الأعلى، والذي يُـنـادونه دائماً بـ” سيدنا، أو مـولانا المعظم “ ... في المراحل الأخيرة يأتي هذا الإمـام ليُـدرّس لهم بنفسه معاني الجهاد والشهادة والطاعة والجنة ... ولا يكتفي معهم بوصف الجنة، إنه يسير خطوة لأبعد من هذا، إنه يُـقدّم لهم رأساً مقطوعة لأحد زملائهم لتـُحـدثهـم عن مباهـج الجنة التي رأتها وعايشتها بعد أن استشهدت وهي تـُنفذ أوامر الإمام، وأنهـا ما كـانت لتـدخل الجنة إلا لأنها نفـذّت الأوامـر ... ( صـ 181 ) ..”
وفي نسخة العامية المصرية من “ جنة الحشاشين “، يحكي الحارس “ منصور “ للملك “ مـُلك شاه “ عن معتقدات الحشاشين، وما تعرض له ابن عمه الشاب “ زياد “ بعد عدم اقتناعه بأفكارهم، وفي نفس المشهد السابق يقول “ منصور “ في مونولوجه الطويل الذي قارب على الأربع صفحات :
“ منصور : قـبـل ما ألتحـق بالخـدمـة في القـصر كـنت فلاح في قرية صغيرة من القرى اللي حـواليـن قـلعـة الموت ... ( الجميع يتمتمون باسم “ قلعة الموت “ وينتبهـون أكـثـر لكلام “ منصور “ ... ) وفـ يوم جالنا راجل تحس أول ما تشـوفـه إنـه أميـر أو على الأقـل تـاجـر كبير وصاحب مزارع وأطيان، طلب كل شباب البلد الصغـيـرين عشان يشتغلوا عنده وساب لأهاليهم دنانير كـتيـر ... م اللي أخدهم معاه ابن عمي “ زياد “ ... كان شاب صغير قوي، ذكي، طمـوح، ... غـاب عـننا حوالي سبع شهور رجع لنا بعدها بين الحيا والمـوت ... ( صـ 351 )...”
ويمضي الحارس “ منصور “ في وصفه للجنة الموعودة من قـِبل الشيخ الأعلى للحشاشين :
“ منصور : ... الإمام ده هو شيخ الحـشاشين الأعلى واللي بينادوا له دايمـاً بسيـدنا واللي معـظـم وقـته بيظهـر وهـوّه لابس على وشه قـناع ومش مسمـوح غـير للصفوة والمقربين برؤية وشه الحقيقي، بيديهم بنفسه دروس عـن الجـهـاد والشهـادة والطـاعـة والجـنـة ... ومابيكتفيش بوصف الجنة ... لأ ... دا بيمـشي خـطـوة لأبعـد من كـده وبيـوريهم راس واحد من أصحابهم مقطـوعـة لكـنها بتقـدر تتكـلم وتحكي وتوصف عن مباهج الجنة اللي شافتها وعـاشت فيها وإن صاحـبهـا ماوصلـش للجنة إلا بسبب طاعته للإمام وتنفيذ أوامـره ... آخـر مرحـلـة بيـوريهم فـيها الجنة نفسها ... إلخ ( صـ 353 )...”
وفي النهاية، ألم تلحظ معي ــ عزيزي القاريء ــ وعبر هذين الحوارين السابقين، أن العامية المصرية قد تكون ـ وذلك من وجهة نظرى ـ أسهل وأبسط في تحولاتها اللغوية، وفي جرسها ووقعها الموسيقي، إضافةً إلى أنها ــ كما نوهنا قبلا ــ هي فـُصحى العرب المعاصرين ...
فى النهاية يبقى مؤلفنا / إبراهيم الحـُسيني، ومنذ بدايته في أول مسرحياته “ الغواية “ وحتى نصه المسرحي الأخير “ جنة الحشاشين “، وهو مهتم ومولع ولعاً شديداً بالكتابة لمسرح الصورة التعبيرية، إلى درجة يصعب معها التصدي لإخراج تلك النصوص، ولن يتأتى ذلكـ أكرر مرة أخرى ـ إلا في حالة واحدة، وهي أن يكون المخرج الذي سيتصدى لإخراج مسرحية  من تلك المسرحيات ــ مخرجاً موهوباً وذا خيال فني عالٍ ومفتوح مثله في ذلك مثل مؤلفه ...


محسن العزب