نجمة إبراهيم   الشريرة ملكة الرعب

نجمة إبراهيم   الشريرة ملكة الرعب

العدد 563 صدر بتاريخ 11يونيو2018

تنتمي الفنانة القديرة الراحلة/ نجمة إبراهيم إلى الجيل الأول للفنانات المصريات اللاتي إحترفن التمثيل، فهي من أوائل الفتيات المصريات اللاتي عملن بالتمثيل خلال النصف الأول من القرن العشرين (والمقصود بالتحديد هو التمثيل بالمسرح بوصفه القناة الفنية الوحيدة المتاحة قبل ظهور السينما والإذاعة والدراما التلفزيونية)، حيث كانت البطولات النسائية في البدايات محصورة على مجموعة صغيرة من الفنانات الشوام (من بينهن: ملكة سرور، هيلانة بيطار، مريم سماط، ميليا ديان، وردة ميلان، ماري صوفان، أبريز أستاتي، ألمظ أستاتي، فاطمة اليوسف، بديعة مصابني، ماري منيب، ثريا فخري)،
 ثم بدأت الفرق المسرحية في الإستعانة بمجموعة من المصريات اليهوديات (ومن بينهن: أديل ليفي، صالحة قاصين، استر شطاح، نظلة مزراحي، سرينا إبراهيم، هنريت كوهين، فيكتوريا كوهين، فيكتوريا موسى)، وذلك بخلاف مشاركة عدد قليل جدا من الفنانات المصريات الرائدات في هذا المجال وفي مقدمتهن: لطيفة عبد الله، منيرة المهدية، زكية إبراهيم، دولت أبيض، زينب صدقي, نعيمة ولعة، رتيبة وأنصاف وفاطمة رشدي، أمينة رزق.
ولدت الفنانة القديرة/ نجمة إبراهيم أو “بوليني أوديون” وهذا هو اسمها الحقيقي لأسرة يهودية مصرية بالقاهرة في 25 فبراير عام 1914، وقد عاصرت الحركة الفنية منذ آواخر عشرينيات وحتى أواسط ستينيات القرن العشرين، وقد بدأت نشاطها فى التمثيل بأوائل ثلاثينيات القرن العشرين فى المسرح بعدما جذبتها الأضواء الفنية وشجعتها أختها الكبيرة الممثلة/ سرينا ابراهيم على العمل فى الفن، مما دفعها إلى  ترك دراستها الابتدائية فى مدرسة الليسيه فى القاهرة. 
 كان أول ظهورها بفرقة “الريحاني”، التي إنضمت إليها في رحلتها إلى الإسكندرية حيث كانت تشارك بالغناء والرقص وإلقاء المنولوجات في مسرحيات “الفرانكو آراب”، ثم عملت ببعض الفرق الأخرى ومن بينها فرقتي: “منيرة المهدية”، “رمسيس” ليوسف وهبي، كما عملت بعد ذلك لفترة كاتبة على الآلة الكاتبة (تايبست) بأحدى الصحف الفنية (مجلة “اللطائف” التي كان يصدرها “إسكندر ماكريوس”) على أمل الإلتحاق بعالم الصحافة، ولكنها عادت وإنضمت كمغنية إلى فرقة “فاطمة رشدي” في عام 1929، وسافرت معها في رحلتها إلى “العراق” حيث شاركت في أوبريتي “العشرة الطيبة”، “شهرزاد”، وقد استفادت كثيرا خلال هذه الفترة في تعلم أصول التمثيل على يد الرائد القدير/ عزيز عيد، وكان أول دور تؤديه هو دور “إحسان” في مسرحية “ابن السفاح”.
عملت لفترة خلال عام 1932بصالة “بديعة مصابني”، ومثلت مع الفنان/ بشارة واكيم في عدد من الفصول الإستعراضية الغنائية. ثم قامت بتكوين فرقة مسرحية قدمت عروضها على مسرح “برنتانيا” عدة أسابيع ولكنها لم تستمر طويلا. شاركت عام 1934 في عروض فرقة “إتحاد الممثلين” التي استمرت فقط لمدة ستة شهور، وإنضمت عام 1935إلى فرقة “حسن البارودي”، واشتركت في رحلتها إلى “السودان” ومثلت خلالها مسرحية “غادة الكاميليا”. وبعد ذلك انضمت إلى “الفرقة القومية” عند تأسيسها عام 1935. وخلال فترة عملها بالفرقة القومية” إشتركت مرة أخرى في عام 1944 بعروض فرقة “حسن البارودي” والتي ضمت الفنان/ فاخر فاخر والمنولوجست/ سيد سليمان. 
تميزت الفنانة/ نجمة إبراهيم بصوتها الجميل العذب الذي كان جواز مرورها لعالم الفن، ولكثرة الإشادات بصوتها في مرحلة بداياتها الفنية تصورت بأنها يمكنها منافسة كل من الفنانة/ منيرة المهدية في المسرح وكوكب الشرق/ أم كلثوم في الغناء. ويذكر أنه قد تم ترشيحها خلال فترة أربعينيات القرن الماضي للسفر في بعثة إلى “إيطاليا” لدراسة الغناء المسرحي، ولكن اهتمامها بالتمثيل الدرامي كان قد طغى على اهتمامها بالغناء. 
“قطيعة ما حدش بياكلها بالساهل” ... “الولية عضت إيدي وأنا بخنقها تقولش عدوتها!!” ... “حتى أنت يا أعرج بتحب !!”  ... “فينك يا مرسي تشوف بنتك العفيفة الشريفة !!” ... “وانت إيه إللي لابساه ده بيجامة راجل !!” ... بعض الجمل والعبارات التي أصبحت عبارات كلاسيكية شهيرة بالسينما المصرية بعدما أدتها ببراعة ملكة الشر، نجمة إبراهيم التي تفوقت في تجسيد شخصيات: المرأة الشريرة التي تحالف الشيطان، القاتلة محترفة الإجرام، رئيسة العصابة، المرأة قاسية القلب التي لا تعرف الرحمة لقلبها سبيلا، السيدة المرابية، الزوجة المستبدة، زوجة الأب القاسية. ولعل أشهر أدورها في هذا الصدد دور “ريا” في فيلم” ريا وسكينة” عام 1952، الذي يروي قصة سفاحتي الإسكندرية” ريا” و”سكينة” في العشرية الثانية من القرن العشرين، وقد نال الفيلم شهرة عريضة لدرجة أن الناس أصبحوا ينادون نجمة إبراهيم باسم “ريا”، وإن كان هذا لا ينفي تميزها في عدة أدوار سينمائية أخرى من بينها: أدوارها في أفلام: “اليتيمتين”، “أنا الماضي”، “ليلة غرام”، الليالي الدافئة، “رقصة الوداع”.
أشهرت “نجمة إبراهيم” إسلامها في 4 يوليو عام 1932 - عن إقتناع - وأختارت لها اسم/ نجمة إبراهيم داود، لتتزوج من زميل لها بمجلة “اللطائف المصورة، ولكنهما انفصلا خلال فترة الخطوبة ولم يتم الزواج، واستمرت في إسلامها وتزوجت مرتين، الأولى من السيد/ عبد الحميد حمدي الملقن بفرقة “بديعة مصابني”، ولكنها انفصلت عنه بعد تسع سنوات، والثانية من الكاتب والمخرج والممثل والموسيقي/ عباس يونس عام 1944، والذي شاركها في إعادة تكوين فرقتها المسرحية عام 1955، وهي الفرقة التي قدمت من خلالها مسرحية “سر السفاحة ريا” على مسرح الهوسابير وقامت بدور “ريا” وهو الدور اللى سبق لها تجسيده مرتين فى السينما. وعلى الرغم من نجاح المسرحية إلا أن فرقتها المسرحية لم تستمر كثير، وبالتالي فقد استمرت في مشوارها الفني بالتمثيل سواء بالمسرح أو السينما أو الإذاعة. وتتضمن مسيرتها الفنية مشاركاتها ببطولة عدة مسلسلات إذاعية متميزة، كما شاركت مع بداية الإنتاج التلفزيوني في بطولة بعض المسلسلات التلفزيونية المهمة. وقد أثبتت من خلال تلك المشاركات المتعددة براعتها فى أدوار الشر بصفة عامة، وذلك بالرغم من طيبتها الشديدة ورقة مشاعرها وكرهها  للعنف بكل صوره.
جدير بالذكر أن الديانة السابقة للفنانة/ نجمة إبراهيم لم تؤثر إطلاقا على نجاحها، بالعكس فقد كانت مصرية أصيلة تشارك الوطن همومه وأفراحه، ورفضت الهجرة إلى إسرائيل - كما فعلت شقيقتها “سرينا” - وأصرت أن تعيش وتموت وتدفن في “مصر”. وبعد إسلامها أطلق عليها البعض لقب المتصوفة نظرا لحرصها على تنظيم ندوة صوفية أسبوعية للتحدث في أمور الدين الإسلامي وأحكامه، وذلك بالإضافة إلى تخصيصها لأوقات أخرى لتحفيظ القرآن، ويذكر أنها قد حفظت أجزاء كاملة من القرآن الكريم.
ومن المواقف الوطنية التي تٌذكر لها حرصها على تخصيص إيراد حفل افتتاح مسرحيتها “سر السفاحة ريا” لتسليح الجيش المصري بعد إعلان الزعيم/ جمال عبدالناصر قراره بكسر احتكار السلاح، واستيراد السلاح من دول الكتلة الشرقية (بعد رفض الغرب تسليح مصر)، وقد حضر السيد/ أنور السادات - بوصفه عضو مجلس قيادة الثورة - عرض الإفتتاح، وبعد انتهاء المسرحية صعد للمسرح لتحية جميع ممثلي الفرقة وفي مقدمتهم الفنانة القديرة/ نجمة إبراهيم التي رفع يدها كتحية شكر وعرفان.
بالرغم من ضعف بصرها في منتصف ستينيات القرن الماضي إلا أنها كانت تتحامل على نفسها للمشاركة ببعض العروض المسرحية، وكان زوجها المخرج والمؤلف/ عباس يونس يساعدها في البروفات وفي حفظ أدوارها بالمنزل، ولكن بعد فترة ازدادت حالتها سوء، فأمر الزعيم الراحل/ جمال عبدالناصر بعلاجها على نفقة الدولة، وبالفعل تقرر سفرها إلى أسبانيا عام 1965 ليعالجها كبار جراحي العيون في العالم، وقد عادت من تلك الرحلة العلاجية في منتهى السعادة بعد نجاح الجراحة، ولكن للأسف لم تكتمل سعادتها حيث أصيبت بعد ذلك ببعض الأمراض، وكان أصعبها إصابتها بالشلل، مما أجبرها على اعتزال المسرح والتمثيل بشكل عام، وظلت بعيدة تماما عن الوسط الفني لمدة ثلاث عشر عاما تعاني من أمراضها حتى توفيت في 4 يونيو عام 1976.
كان من المنطقي أن تحظى في حياتها ببعض مظاهر التكريم، فقامت الدولة عام 1964 بمنحها وسام الفنون والآداب من الطبقة الأولى، كما منحها الرئيس/ أنور السادات وسام الإستحقاق، بالإضافة إلى معاش استثنائي تقديرا لعطائها الفني ووطنيتها.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعمالها الفنية طبقا لاختلاف القنوات المختلفة (سينما/ مسرح) مع مراعاة التتابع التاريخي كما يلي: 
أولا - الأعمال المسرحية:
ظل المسرح هو المجال المحبب للفنانة/ نجمة إبراهيم، فقد تفجرت هوايتها لفن التمثيل به، كما أثبتت وأكدت موهبتها من خلاله بعدما تعلمت أصول التمثيل بفضل أساتذته (عزيز عيد، يوسف وهبي، زكي طليمات، فتوح نشاطي)، وتعد فترة انضمامها إلى الفرقة “القومية” (1935 - 1961) من أثرى الفترات لمشاركاتها المسرحية، حيث جسدت عدة شخصيات درامية مهمة من بينها على سبيل المثال: شخصية دعجاء بمسرحية “حواء الخالدة”، وصيفة الست هدى بمسرحية “الست هدي”، زبيدة زوجة الرشيد بمسرحية “العباسة”، أمينة هانم بمسرحية “دم الأخوين”، أم النيل بمسرحية “الشيخ متلوف”، “صفية” بمسرحية “الشيطان”، حورية بمسرحية “شهرزاد”، الزوجة التقليدية المحافظة بمسرحية “القضية”، خيرية بمسرحية “الصهيوني”، زوجة مصطفى التي تتبرأ من زوجها المنحرف بمسرحية “العائد من فلسطين”، وذلك بخلاف براعتها أيضا في تجسيد بعض الشخصيات الدرامية باللغة العربية الفصحى بنصوص عالمية أو محلية ومن بينها شخصيات: الدوقة بمسرحية “مروحة الليدي وندرمير”، القيصرة بمسرحية “راسبوتين”، مترويونا بمسرحية “سلطان الظلام”، مارسيلين بمسرحية “زوج الحلاق”. هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعمالها المسرحية - مع مراعاة التسلسل الزمني - طبقا لإختلاف الجهات الإنتاجية (الفرق) كما يلي:
- “رمسيس”: العذاب (1928). 
- “فاطمة رشدي”: رقصة الموت (1929)، العشرة الطيبة، شهرزاد، ابن السفاح، بسلامته بيصطاد، ذات الشعور، مدام سان جين (1930)، 
- “بشارة واكيم/ مصر”: الموت المدني، خاتم سليمان، كليوباترة (1930).
- “نجمة إبراهيم”: غادة الكاميليا، مأساة الحلمية (1932)، زواج الحلاق، سر السفاحة ريا (1955).
- “إتحاد الممثلين”: مجنون ليلى (1934).
- “الكوميدي المصري/ أحمد جمال الدين”: إكسبريس طنطا (1934)، جوز أمي، دموع البائسة (1935).
- “القومية”: الملك لير (1935)، الجريمة والعقاب، سافو، نشيد الهوى (1936)، المعجزة، اليتيمة (1937)، الخطاب، الفتاة المسترجلة، طيف الشباب، إسماعيل الفاتح، مصر الخالدة، مجنون ليلى (1938)، المال والبنون، تلميذ الشيطان، أنتيجونا، عطيل (1939)، القضاء والقدر، الست هدى (1940)، الأستاذ كلينوف (1941)، شهرزاد، مروحة الليدي وندرمير (1942)، كلنا كده، غادة الكاميليا، زوج كامل، قيس ولبنى (1943)، الأب ليبونارد (1944)، راسبوتين، العباسة (1945)، حواء الخالدة، الموت يأخذ أجازة (1946)، الجزاء الحق، طالب ثانوي، مدرسة الإشاعات، الجزاء الحق (1947)، العائد من فلسطين، اللعب بالنار، المليونير، سر الحاكم بأمر الله، الصهيوني (1948)، فاجعة على المسرح (1949)، الصحراء (1950)، الخيانة العظمي، دم الأخوين (1951)، البؤساء، أيام الحرب، سبعين سنة (1952)، رنين الذهب (1954)، زواج الحلاق (1957)، الشيخ متلوف، سيأتي الوقت، نائبة النساء، سلطان الظلام (1958)، تلميذ الشيطان (1959)، القضية (1961). 
- “أنصار التمثيل والسينما”: أربعة وعشرين ساعة (1955).
- “الجيب”: يا طالع الشجرة (1963)، ياسين وبهية، يرما (1964).
- “التليفزيون/ مسرح الأطفال”: الحذاء الأحمر (1964)
- “الحديث”: سهرة مع الجريمة - الحرب/ أغنية الموت (1965).
ويذكر أنها ومن خلال مجموعة المسرحيات التي شاركت في بطولتها قد تعاونت مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: عزيز عيد، يوسف وهبي، زكي طليمات، فتوح نشاطي، عمر وصفي، عمر جميعي، سراج منير، فلاندر، عباس يونس، عبد الرحيم الزرقاني، نور الدمرداش، سعد أردش، كرم مطاوع، حسن عبد السلام، محمود مختار، حسين فياض.
ثانيا - أعمالها السينمائية:
شاركت الفنانة/ نجمة إبراهيم في إثراء مسيرة الفن المصري ببطولة أربعة وأربعين فيلما على مدى اثنين وثلاثين عاما، وذلك منذ أولى مشاركتها بفيلم “الزواج” عام 1933. وهو يعد عدد قليل لا يتناسب مع إمكانياتها الكبيرة كممثلة، خاصة وأن نجاحها المبكر في أداء أدوار الشر جعل المنتجين والمخرجين يحبسونها في تلك الأدوار، فلم يكن أمامها سوى الرضوخ للأمر الواقع وتقديم عدة تنويعات مختلفة لتلك الشخصيات الدرامية، هذا وتضم قائمة مشاركاتها السينمائية مجموعة الأفلام التالية: الزواج (1933)، تيتا وونج (1937)، الورشة (1940)، عايدة، ليلة الفرح (1942)، من الجاني (1944)، عنتر وعبلة، رابحة (1945)، عودة القافلة، ملاك الرحمة، الخطيئة (1946)، أسير الظلام (1947)، رجل لا ينام، مغامرات عنتر وعبلة، اليتيمتين (1948)، سر الأميرة، كرسي الإعتراف، السجينة رقم 17، ولدي (1949)، خدعني أبي، ليلة غرام، أنا الماضي، ضحيت غرامي (1951)، ريا وسكينة (1952)، حب في الظلام، لحن حبي، الحرمان (1953)، أربعة بنات وضابط، رقصة الوداع، الشك القاتل، جعلوني مجرما (1954)، رنة الخلخال، إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة (1955)، الجريمة والعقاب، لن أبكي أبدا (1957)، المرأة المجهولة (1959)، أقوى من الحياة (1960)، الليالي الدافئة، التلميذة (1961)، الفرسان الثلاثة، صراع الأبطال، هذا الرجل أحبه (1962)، ثلاث لصوص - سرق عمته (1965).
وجدير بالذكر أنها قد تعاونت من خلال مجموعة الأفلام السابقة من نخبة متميزة من كبار مخرجي ورواد السينما العربية وفي مقدمتهم الأساتذة: محمد كريم، أحمد بدرخان، يوسف وهبي، نيازي مصطفى، صلاح أبو سيف، عمر جميعي، إبراهيم عمارة، أنور وجدي، إستيفان روستي، أمينة محمد، فاطمة رشدي، عز الدين ذو الفقار، عاطف سالم، محمود ذو الفقار، حمادة عبد الوهاب، حسن الإمام، فطين عبد الوهاب، توفيق صالح، حسين حلمي المهندس، عبد الله بركات، حسن رمزي، محمد كامل حسن المحامي.
ثالثا - أعمالها الإذاعية:
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذه الفنانة القديرة، والتي ساهمت في إثراء الإذاعة المصرية ببعض الأعمال الدرامية على مدار مايقرب من خمسة وثلاثين عاما ومن بينها المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التالية: نساء من شمع، فدان طماطم، حبايب، الكلمة الأخيرة، أيوب المصري، وذلك بخلاف مشاركتها الثرية في البرنامج الدرامي “زبيدة” الذي كان يعده ويقدمه زوجها/ عباس يونس.
رابعا - أعمالها التلفزيونية:
عاصرت الفنانة القديرة/ نجمة إبراهيم بدايات البث التلفزيوني وبداية الإنتاج الفني مع بدايات ستينيات القرن الماضي. وكانت الصعوبة التي تواجه جميع العاملين خلال فترة البدايات هي ضرورة تصوير الحلقة كاملة دون توقف - لعدم وجود إمكانية لعمل “المونتاج” - وبالتالي فقد كانت واحدة من جيل الممثلين المسرحيين الذين أثروا العمل التلفزيوني بقدرتهم على الحفظ وأيضا بتفهمهم لطبيعة التصوير ومراعاة زوايا الكاميرا المختلفة. وتضم قائمة مشاركاتها التلفزيونية المسلسلات الثلاث التالية: الضحية (1964)، الساقية (1965) .. الرحيل (1967)، والمسلسلات الثلاث من تأليف الأديب/ عبد المنعم الصاوي وإخراج/ نور الدمرداش.
رحم الله الفنانة القديرة/ نجمة إبراهيم التي عشقت الفن ومهنة التمثيل بكل الصدق فأخلصت في جميع أعمالها وبذلت قصارى جهدها في تجسيد مختلف الشخصيات الدرامية، فاستطاعت تحقيق النجاح ووضع بصمة متميزة لها بجميع أدوارها بجميع القنوات الفنية، خاصة بعدما أدركت مبكرا ضرورة تنمية مهاراتها الفنية وتطوير طريقة وأسلوب أدائها بما يتناسب مع كل قناة من تلك القنوات (المسرح/ السينما/ الإذاعة/ التليفزيون)، فنجحت في تحقيق ذلك بمحاولاتها الجادة الصادقة، كما يحسب في رصيدها الفني مغامرتها بإقتحام مجال الإنتاج وتكوين فرقة مسرحية أكثر من مرة.

“بوليني أوديون”، هو الاسم الحقيقي للفنانة الشهيرة “نجمة إبراهيم” التي تنتمي لأسرة يهودية مصرية، وولدت في مثل هذا اليوم 25 فبراير عام 1914، والتحقت بمدرسة الليسيه؛ إلا أن حبها للفن دفعها لعدم إكمال تعليمها، حتى أصبحت واحدة من أفضل فنانات الشر في تاريخ السينما المصرية. “حتى أنت يا أعرج بتحب”، “ماحدش بياكلها بالساهل”، جمل عانت في أواخر حياتها من ضعف شديد في البصر، وقرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر علاجها على نفقة الدولة في 22 مارس 1965 بإسبانيا، وتم شفائها، وقالت بعد عودتها من إسبانيا: “كنت أخشى أن يذهب النور من عيني في الوقت الذي يشع فيه النور أمام مستقبل مسرح بلادي، فأنا أحس أن الدور أمامي طويل في هذه النهضة المسرحية، وأشعر الآن بمدى العرفان لرئيسنا العظيم الذي شمل الفنان برعايته”. لم يكن ضعف بصرها هو مرضها الأول، بعد شفائها عانت نجمة إبراهيم من الشلل، واعتزلت الفن نهائيا واختفت عن الأضواء لمدة 13 عاما، حتى توفيت في 4 يونيو عام 1976 برصيد فني وصل إلى أكثر من 60 فيلما.
 


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏