د. أحمد عواض: مفاجآت سارة جدا بالمهرجان في انتظار الفائزين بجوائز هذه الدورة 

د. أحمد عواض: مفاجآت سارة جدا بالمهرجان في انتظار الفائزين بجوائز هذه الدورة 

العدد 562 صدر بتاريخ 4يونيو2018

 المهتم بالشأن المسرحي والمتابع لما أثير مؤخرا من قضايا على صفحات التواصل الاجتماعي يشعر بأن هناك العديد من المشاكل  التي من الممكن أن تهدد وتمنع إقامة ووجود مهرجان المسرح الختامي، فقد أثير وربما ما زال يثار أن الهيئة ستلغي المهرجان الختامي وبأن هناك توترا ما بين الهيئة وفناني المسرح، وبأن هناك، من قبل كل ذلك، تضييقا في الحريات بالسماح بوجود رقابة على المسرحيات تجدد كل عام، وبدخول الرقابة لحيز النوادي، وهي تلك التجربة التي لا تتنفس إلا عبر التمرد والحرية، وغير ذلك من القضايا المثارة، التي تنذر بوجود حالة من اليأس لدى فناني المسرح في كل أقاليم مصر.
لذا كان لزاما على فريق النشرة جمع كل هذه المشاكل المثارة ومواجهة رئيس الهيئة بها، وهذا ما حدث بالفعل من دون أي مواراة، وبنوع من الانحياز الكامل لجانب الفنانين؛ فالمسرح أحد الأعمدة الرئيسية المشكلة لوجدانهم، والمسرح الذي تقدمه الأقاليم المختلفة هو الأهم في حركة المسرح المصري ومن حق فنانيه التعرف علي ردود عن كل ما تم إثارته..
وفي حوارنا مع د. أحمد عواض رئيس الهيئة لم نتحدث في أية موضوعات غير المسرح، فهو ما يهمنا في اللحظة الحاضرة، وقد تولى د. عواض منصب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهذه الهيئة تحديدا هي الأكثر صخبا، والأكثر عملا، لذا فالفنانون المتعاملون معها يفوق عددهم أضعاف أي هيئة أخرى، وعلى الهيئة تبني الآمال والمطالب التي تتضمنها شكاواهم من أجل مساعدتهم على إيصال الثقافة لجميع الفئات المحرومة منها.
أسئلة كثيرة يجيب عنها د. عواض في السطور القادمة، ومشكلات أكبر يعلن عن مواجهتها بما يقترحه ويراه مناسبا من وجهة نظره، وأيضا أمنيات سيعلن عنها ويؤكد على سعيه لتحقيقها خلال فترة توليه لمهام منصبه، وغير ذلك من القضايا الأخرى.
وإلي نص الحوار:
• بداية.. يوجد إحساس لدى فناني المسرح بالاقاليم بالغصة بسبب شعورهم بالتهميش وضعف ميزانياتهم، بالإضافة إلى أنهم لا يحصلون على حقوقهم المادية التي تليق بجهدهم مقارنة بالأنشطة الفنية الأخرى كالموسيقى والفنون الشعبية وغيرها.. فما ردك على ذلك؟
ــ لقد توليت المهمة منذ وقت قصير، ومنذ قدومي إلى الهيئة وأنا أحاول جاهدا تحقيق العدالة بين الأنشطة المختلفة، والمشكلة قد تكمن في أن ميزانية الهيئة ككل هي ميزانية محدودة، وبالنسبة للمسرح حدثت زيادات طفيفة في الآونة الأخيرة، وما زلت أحاول لأفعل ما أستطيعه بهذا الصدد، ونحن في انتظار وزارة المالية ونتمنى زيادة الميزانية ونعمل على ذلك.
•  أعلنت في حوارات لك أنك تعلن مبدأ الشفافية في كشف كل الحقائق والميزانيات للجميع فهل يمكن لنا أن نكشف على وجه التحديد ما حجم ميزانية الهيئة ككل، وما هو المخصص منها للمسرح؟
ــ   يمكن أن أكشفها لكن للأسف ليس لدي الآن الملفات، ونحن في نهاية سنة مالية، هذا بالرغم من أنني لا أعتقد أنه يمكن الحديث عن ميزانية المسرح بمفرده داخل الهيئة بمعزل عن الميزانيات الأخرى؛ فالهيئة بكافة الأنشطة المنوط بها دعمها تعاني نفس المعاناة التي يلاقيها المسرحيون نظرا لأن ميزانيتها محدودة.
• بشكل محدد.. هل هناك مساعٍ لتغيير ميزانية الهيئة بالزيادة؟ 
ــ نجحنا بالفعل هذا العام من مواجهة زيادة الأسعار ولو بنسبة صغيرة وذلك بعمل زيادات طفيفة جدا لا تضاهي ولا تغطي بالطبع زيادات الأسعار، وهناك خطوة تتم حاليا مع وزارة المالية لزيادة الميزانية بشكل طفيف، وهذا من الممكن أن يكون حلا وسطا بالحصول على تلك الزيادة المحدودة، وسيتم إعادة طرق الصرف للاستفادة بالمبلغ المضاف. 
• تنتج الثقافة الجماهيرية حوالي 350 عرضا مسرحيا ــ كل أنواع الإنتاج بالهيئة ــ وهو الأكبر في كل الجهات التي تنتج المسرح في مصر، كما أن لهذا الإنتاج امتدادا جغرافيا يصل لجميع المحافظات، ما هي أحلامك للمسرح الإقليمي لتحقيق أعلى عائد ثقافي ممكن؟
ــ «إعادة صياغة مشروع المسرح في الهيئة» هذا هو حلمي للمسرح الإقليمي، وسيتم ذلك من خلال تشكيل وصياغة مشروع مسرحي كامل يتم صياغته من قبل الفنانين أنفسهم في كل محافظات مصر، وتبدأ خطواته بعرض تفاصيل هذا المشروع على الفنانين والمسرحيين بالأقاليم المختلفة لمناقشته، ومن ثم معرفة مشكلاتهم ورؤيتهم واقتراحاتهم، ثم سيتم عقد لقاء نقاشي لهم لعدة أيام لصياغة شكل المشروع النهائي الذي سيخرج لنا بآلية منضبطة للعمل المسرحي، آلية لها بنود محددة وواضحة وتوقيتات زمنية ملزمة.
    والخطوة الخاصة بعقد ورشة عمل لعدة أيام تضم المسرحيين بالأقاليم والإدارة إضافة إلى عناصر من الخارج ذات خبرة مسرحية عالية، وسيتم دراسة كافة الاقتراحات، والكشف عن ميزانية الهيئة، ومعرفة كافة الظروف، وفي ضوء هذه الميزانية سيتم وضع الحلول للمشكلات، والآليات للدفع بالنشاط المسرحي، وهذه الخطوات ستأتي قبل عرض المشروع على مجلس إدارة الهيئة. 
• ما هي ملامح هذا المشروع كما تخطط له؟ 
ــ تتمثل ملامح هذا المشروع الأساسية في انتظام النشاط؛ فلا يجوز أن يبدأ النشاط فجأة، أو يتم تأخير تنفيذ العروض مما يجعل هناك أزمة أخرى تتمثل في تأخير الإنتاج، فيجب أن تكون العروض التي تقدمها الهيئة معلنة في جداول منتظمة ومحددة للانتهاء من إنتاج العروض كلها في موعد أقصاه 31 مارس؛ ليكون هناك فرصة لعقد المهرجان قبل بداية الامتحانات، وأيضا لتوفير الوقت الكافي للشئون المالية للانتهاء من كافة التزاماتها قبل بداية السنة المالية.
وهذا الجدول الزمني هو الذي سيحكم عملية الإنتاج، ويجعل هناك التزاما من الجانبين - الهيئة والفنانون - وهو أهم ما يجب مراعاته لنجاح هذا المشروع.
• وكيف ستواجه أزمة تأخر المستحقات المالية لإنتاج العروض؟ 
ــ المشروع الذي سيتم الاتفاق عليه سيمنع التأخير؛ فاكتمال المنظومة وإقرار الترتيب الزمني للانتهاء من المشروعات المسرحية كلها سيجعل هذه الأزمة تختفي، وستصبح الأمور أكثر سلاسة.
• هناك سيطرة من بعض المسرحيين القدامى ومن مديري المواقع، والذي يرفض بعضهم العمل المسرحي لأنه يسبب إزعاجا لهم على المواقع بالهيئة.. كيف ستواجه هذه السيطرة وهذه المعوقات؟ 
ــ هذه أيضا من ضمن الأزمات التي ستنتهي باكتمال ملامح المشروع وبداية تنفيذه، فسيكون على المسرحيين المشاركين في صياغة هذا المشروع طرح هذه المشكلة كواحدة من المشكلات التي يواجهونها وإيجاد حل جذري لها.
• يواجه الفنانون بعض التعنت من قبل القيادات الصغيرة بالهيئة، فمنهم من يرى أن إنتاج عمل مسرحي يزيد العبء عليهم، كما أن البعض منهم لديه أفكار متطرفة.. هل وصلك مثل هذه المشكلات.. وكيف تعاملت معها؟ 
ــ بالفعل هناك نماذج لموظفين متواجدين كما تحدثتي عنهم، ولكنني أواجه هذه النماذج بكل حسم، وكل من لا يصلح للبقاء في منصبه سيتم إقالته فورا، وهناك وقائع تم نشرها بالجرائد لإقالات قمت بها لمديري إدارات لم أجدهم في أماكن عملهم أثناء زيارات مفاجئة أقوم بها بنفسي. 
ولن أسمح بتجاوز النظام أو إعاقة فنان مسرحي عن عمله، ومع وقوفي الكامل بجانب الفنانين إلا أننى اكتشفت إحدى الحالات التى كان الفنان هو المخطئ فيها وليس مدير الموقع، لذا سيكون هناك أيضا محاسبة في هذا الجانب لو اكتشف التقصير من الجانب الآخر، فالكل سيحاسب سواء كان مدير موقع ثقافي أو أحد الفنانين.
وجميع هذه المشكلات تتواجد - كما قلت - بسبب غياب منظومة العمل، وإقرار آلية الثواب والعقاب، ومع الإعلان عن هذه الآلية بعد أن يضعها المسرحيون بأنفسهم ويتم الالتزام بها ستكون طرق المحاسبة واضحة.
• كانت هناك مطالبات من بعض المسرحيين بالأقاليم بنقل المهرجانات الخاصة بالهيئة لمحافظاتهم.. فهل سيتم وضع هذا المطلب ضمن المشروع الذي تخطط لتنفيذه؟
ــ المشروع سيأخذ في الاعتبار كافة المقترحات والمطالبات التي سيطرحها المسرحيون بالهيئة، وعلى الجانب الآخر أجد أن هناك مطالبات بعدم نقل المهرجان من القاهرة لرغبة المسرحيين بالأقاليم لعرض مسرحياتهم بالعاصمة باعتبارها الأكثر شهرة وأهمية، لكن ما سيتم الاتفاق عليه سأنفذه.  
• وهل هناك أحلام أخرى تحاول تحقيقها في فترة توليك رئاسة الهيئة؟ 
ــ أتمنى أن يكون لدى الهيئة برنامج شامل ومستمر طوال العام، وأن تظل مسارح الهيئة مفتوحة للجمهور، وأيضا سأحاول أن يكون هناك فرصة للعروض المميزة بأن تجوب المحافظات، ليتم تقديمها أمام شريحة أكبر من الجمهور، وستكون هذه الخطوة من الخطوات التى سأعمل عليها حتى لو استطعت تحقيقها بنسبة صغيرة. 
• خلال الأسابيع الماضية حدث لغط على بعض مواقع التواصل الاجتماعى حول إلغاء المهرجان هذا العام.. فما ردك على هذه الأقاويل؟ 
ــ ردي على هذه الشائعات هو أن المهرجان تم تنظيمه بالفعل، هذا بالرغم من أنني توليت رئاسة الهيئة وكان المهرجان متوقفا ــ لم يتم تنظيم المهرجان العام الماضي ــ فكيف يمكن أن يقال إنني السبب في ذلك، وهو حديث غير مطروح بالمرة وما حدث فقط هو تأخر فعاليات المهرجان هذه الدورة وهو ما لن أسمح به مرة أخرى.
• وما هو ردك على أن أحد أسباب تأخر المهرجان كان بسبب توتر بين الهيئة وإدارة المسرح؟
ــ هذا الحديث عار تماما عن الصحة؛ فإدارة المسرح إحدى الإدارات التابعة للهيئة فلا يجوز الحديث عن «خلافات» يمكن أن تقع بينهم، وإقامة المهرجان دليل على عدم صحة هذه الأقاويل.
هذا بالرغم من أن لدي ملاحظات تتمثل في عدم وجود جدول زمني ينهي المشاكل الفنية والمادية للمسرح، ولكنها ملاحظات تجعلنا نضع أيدينا على المشكلة الحقيقية وهي غياب المنظومة بالكامل، وأنا لا أتهم أحدا بأنه السبب في هذا الغياب، وإنما العمل على تشكيل منظومة شاملة سيكون واجبا على الجميع خلال الفترة القادمة.  
• الرقابة على نصوص النوادي.. لماذا تم استحداث وجود رقابة عليها في الهيئة رغم أن طبيعة النوادي هي التمرد والحرية الكاملة؟
ــ الوزارة هي التي قامت بتفعيل وجود الرقابة على العروض المقدمة بالهيئة، وإنما هي سياسة دولة؛ فالقانون رقم 430 لسنة 55 موجود ضمن القوانين المصرية فيجب أن يحترم ويطبق على كافة العروض.
• كان المتعارف عليه أن الرقابة تجيز تقديم النص المسرحي بالهيئة لمدة عشر سنوات.. فهل يجب أن توافق الرقابة على النص في كل مرة يتم تقديمه بعد تفعيل القانون؟ 
ــ الرقابة لا تقوم بإيجاز النص في كل مرة وإنما يجب أن تقوم بإيجاز العرض، ويتم إخطار الرقابة بمواعيد العروض لمشاهدتها، فالهيئة لم تقم بإنشاء جهاز رقابي بها وإنما تنفذ القانون.
• لكن الرقابة لا تذهب لمشاهدة عروض مسارح الأقاليم؟
ــ هذا ليس عملنا، نحن نخطرها بمواعيد العروض وليس لنا علاقة سواء ذهبت أم لا..
• من الأمور التى تشغل الفنانين والمبدعين المنتمين للهيئة أن يكون لهم مظلة نقابية تحميهم وتحافظ على حقوقهم.. فكيف ترى هذا الأمر؟
ــ بالتأكيد هو حق مشروع لهم، ولكن لا يمكن إنشاء نقابتين في مصر؛ فالقانون يمنع إنشاء نقابتين مهنيتين، فيجب تغيير القانون ليتم تنفيذ هذا المطلب المشروع وفي هذه الحال أنا أدعم ذلك بقوة.
• هل هناك وسائل حماية أخرى توفرها الهيئة للفنانين بعيدا عن فكرة إنشاء نقابة؟
ــ تدخلت بالفعل في كثير من المشكلات الرقابية، وأيضا أثناء العمل بشكل عام، فكل الشكاوى التي ترسل إلى مكتبي من الفنانين كنت أقوم بالتحقيق فيها ومحاسبة المخطئين، وقد حققت بالفعل في 14 شكوى وتدخلت بحلهم جميعا، وكان أهم أسباب هذه المشكلات عدم وجود نظام يحكم هذه المنظومة، فلا يجوز أن يتواجد موظف في موقع يقوم بتعطيل فنان عن عمله، كما أنه لا يجوز أن يتأخر مخرج عن تنفيذ مسرحيته لشهور عديدة، فالمخطئ سيعاقب.
• مشكلة المسارح المغلقة في كل المحافظات ما هي طبيعة هذه المشاكل؟ وما هي الخطوات التي تتبعها لفتح هذه المسارح مرة أخرى؟
ــ بدأت بالفعل خطوات فتح العديد من قصور الثقافة ومنها البدرشين الذي كان مغلقا منذ خمس سنوات، وقصر ثقافة الجيزة ويعرض عليه يوميا عروض مسرحية في رمضان، كما عادت فرقة «السامر» للإنتاج مرة أخرى بعد توقف ثلاث سنوات، وقصر ثقافة 6 أكتوبر تم إعادة فتحه بعد 7 سنوات من التوقف، وأيضا منشية ناصر.
وقامت إجلال عامر، رئيس إقليم القاهرة الكبرى، بإطلاق مبادرة بعنوان «بإيدين ولادها» لإعادة فتح بيت ثقافة أجهور بالقليوبية، وشعرت بالسعادة عندما نشرت صورا لفؤاد مرسي مدير فرع القليوبية، وهو يقوم بتنظيف بالوعة المجاري بأحد بيوت الثقافة بنفسه، فخلال أربعة أشهر قطعنا شوطا جيدا فى إعادة النشاط المسرحي.
• ماذا عن «مسرح النيل» المغلق حتى الآن؟ 
ــ تم بالفعل تشكيل لجنة لدراسة وضع المسرح، وسيكون هناك حل قريبا جدا. 
• وماذا عن مسرح «السامر» كيف سيكون التفكير في إعادته، فهو من المسارح ذات الطبيعة الخاصة وبدلا من وجود تكلفة لإستئجار الخيام ونصبها كمسارح.. فهل سيكون هناك خطة لبناء مسرح خاص بهذه الفرقة؟ 
ــ نحاول حاليا إيجاد حلول مبتكرة وغير تقليدية فيما يخص تقديم العروض على «السامر»، ولكن ليس من ضمنها بناء مسرح خاص؛ نظرا لأن وزارة التخطيط قررت حظر بناء أي منشآت جديدة خاصة بالهيئة حتى يتم الانتهاء من تنفيذ 43 مشروعا يتم العمل عليها الآن بالمحافظات المختلفة، وكل المبالغ التي ستدخل الهيئة ستوضع في ميزانية هذه المشروعات حتى يتم الانتهاء منها.
• ما هو العائد الثقافي المنوط إيصاله للناس من خلال أنشطة الهيئة؟ وهل تتمثل فقط في المتعة الفنية أم هناك عوائد أخرى يجب أن يتم الاهتمام بها في الفترة الراهنة؟ 
ــ العملية الفنية لا تخلو من المتعة ولكن ذلك ليس هدفها الوحيد، كما أن إنتاج الدولة في الهيئة لا يهتم فقط باكتشاف المواهب، وإنما أيضا الهدف الآخر هو تبني خطاب الفنانين المقدمين للعروض أيا كان هذا الخطاب، والهيئة كجهة دعم وإنتاج لا تفرض أي خطاب فني أو فكري على الفنانين.
هذا وإن كان في رأيي أن المشكلة الأكبر التي تواجه مصر الآن هي «التطرف»، وأعتقد أن الفنان بضميره في هذه اللحظة التي ينتمي فيها لوطنه يجب أن يعمل على هذه الظاهرة، فمواجهة التطرف هو واجب على الفنانين في هذه المرحلة.  
• «مسرحة الأماكن المفتوحة» كانت من المشروعات القائمة بالهيئة وتوقفت منذ سنوات.. وهناك ضرورات ملحة لإعادة هذا المشروع مرة أخرى؟ 
ــ قمت بالفعل بالتوجيه للعمل بشكل مختلف من خلال الخروج من القصور لنشر جميع أشكال الفنون التي تقوم الهيئة بإنتاجها، والوصول للأماكن التي لا تصل إليها الثقافة، وأنا على يقين أن الثقافة هي «استحقاق دستوري» تتبناه الدولة، وهو ما يدفعني للخروج إلى هذه الأماكن لتحقيق «العدالة الثقافية».
ولأول مرة تواجدنا بمناطق لا تصلها الثقافة نهائيا ومنها قرية «الجارة» غرب مصر، وعدد سكانها 450 فردا، ووصل للقرية قافلة ثقافية لمدة 8 أيام كاملة، كما كان هناك قوافل أخرى بحلايب وشلاتين والأسمرات منذ شهر يناير الماضي ولم تتوقف حتى الآن.
وهناك قوافل أخرى تجولت بالأودية في جنوب سيناء، واستمرت 15 يوما وكان نتاجها أنه تم تشكيل فرقة مسرحية من الأطفال وكورال للأطفال من «وادر مندر»، كما استطعنا اكتشاف منشد عمره 14 عاما، وتم دمجه بإحدى الفرق بالقاهرة وسيقوم بالإنشاد بحفلات رمضان.
وهذه القوافل تحاول التواجد الدائم وتشكيل فرق في هذه المناطق النائية في حدود الميزانية التي نعمل من خلالها. 
• ما الذي يتمناه رئيس الهيئة من الفنانين والعاملين بالهيئة في هذه المرحلة؟  
ــ أتمنى أنه مع طرح المشروع المسرحي الجديد على الفنانين والعاملين بالهيئة أن يجد تفاعلا وأن يحظى بتقديم الآراء البناءة، وعندما يتم الاتفاق على إطار هذا المشروع وجوانبه بالكامل سيكون ملزما وسينفذ بمسئولية وشفافية كاملة.
وسيكون العمل على هذا المشروع بعد الانتهاء من مهرجان مسرح الأقاليم مباشرة هذا بعد الانتهاء منه والموافقة عليه والعمل به مع بداية السنة المالية الجديدة.
• عودة للحديث عن الميزانية هل سيكون هناك زيادة لأجور الفنانين العاملين بالمسرح؟
ــ لا أستطيع التصريح بذلك قبل وصول الميزانية الجديدة والعمل على أوجه الصرف بالكامل، فهي الفيصل للإعلان عن زيادة الأجور أو ثباتها كما كانت. 
• في نهاية الحوار هل يريد عواض قول شيء آخر؟
ــ الشيء الذي سأقوله أن هناك مفاجأة سارة للفائزين بجوائز المهرجان هذه الدورة، ولن أعلن عن هذه المفاجأة الآن ولكنني أعتقد أنها ستكون مفاجأة سارة لهم جميعا وخاصة للفائزين بجوائز هذه الدورة.


سلوى عثمان