رؤية نحو المسرح في المؤسسات التعليمية(1)

 رؤية نحو المسرح  في المؤسسات التعليمية(1)

العدد 560 صدر بتاريخ 21مايو2018

أصبح في حكم المسلمات اليوم الموافقة على ذلك الدور الذي يمكن أن يلعبه المسرح بفنونه داخل المؤسسات التعليمية المختلفة.
أولا: كشكل من أشكال التواصل الإنساني الذي يعتمد على نقل الخبرات والنماذج الإنسانية من خلال المؤدين إلى المتلقي. فيما يعرف بالعرض المسرحي.
ثانيا: كفن جامع لكل الفنون يساعد على تنمية الكثير من المهارات والقدرات لدى المشاهد/ التلاميذ، فمن خلال ممارسة النشاط المسرحي داخل جماعات أو فرق التمثيل بالمدارس، يمكن أن تساهم في تنمية اللغة والخطابة والقدرة على مواجهة الآخرين، والقدرة على العمل الجماعي، بجانب تعلم حرفيات هذا الفن وبعض من تقنياته. والتدريب على تنمية التذوق الفني لدى التلاميذ.
ثالثا: كوسيط ووسيلة تعليمية يمكن الركون إليها للمساعدة في تبسيط وتفسير بعض المقررات الدراسية أو المفاهيم التعليمية واستكمال ما لا يمكن للمعلم وحده القيام به داخل الفصل، فيما يعرف بمسرحة المناهج.
رابعا: كوسيط علاجي يمكن الاستفادة بتقنياته في تعديل السلوك وعلاج بعض الاضطرابات السلوكية والانفعالية لدى التلاميذ في كل المراحل العمرية، سواء من خلال ما يعرف بالسيكودراما أو العلاج بالدراما. أو من خلال الأنشطة الدرامية فيما يعرف بلعب الدور أو الدراما الاجتماعية.
 لذلك كان من الطبيعي أن تلقى الأنشطة المسرحية الاهتمام في كثير من الدول المتحضرة، وذلك إيمانا منها بأهمية هذا النشاط باعتباره وسيلة تربوية وتعليمية هامة تهدف إلى:
تربية النواحي الجمالية، الوجدانية، الثقافية، الفكرية، الشخصية، الاجتماعية.
المساهمة في العملية التعليمية، بأن يتولى الطالب بنفسه تجسيد الشخصيات والأفكار التي ترد في المنهج التعليمي.
الكشف عن المواهب والقدرات الخاصة.
اعتبار العملية المسرحية عملية شاملة لكل الفنون.
أن المسرح التربوي وسيط تربوي يساعد على تغير سلوك الطالب.
التعود على سلامة النطق.
النمو المعرفي.
معالجة بعض المشكلات النفسية كالخجل والانطواء... إلخ(2).
هذه الأهداف التي يمكن للمسرح تحقيقها داخل المؤسسات التعليمية، والتي وظف المسرح فعلا من أجل تحقيقها، لا يختلف عليها أحد.
القدرة التعليمية للمسرح
من أهم الخصائص التي يمكن أن تساهم في تحقيق تعليمية المسرح، اعتبار المسرح شكل من أشكال التواصل الإنساني، فالمسرح كشكل من أشكال الأداء الفني يعتمد على التواصل ما بين مؤدى يقوم بدور المرسل، ومشاهد يستقبل الخطاب الثقافي الذي يشكله العرض المسرحي أو موضوع الموقف الدرامي، والذي يحمل بين طيات الخبرة التي يقدمها كثير من الجوانب التعليمية، سواء أكانت ترتبط بجوانب الخبرة، أو ترتبط بعلاقات الأطراف الإنسانية المشاركة في هذه الخبرة، ودافعية كل منها للفعل ورد الفعل، أو بالتعرف على المشكلة أو القضية محور الخبرة وأساليب حلها.
 هذه هي الجوانب التعليمية التي يوظفها المؤلف المسرحي لطرح وجهة نظره وآرائه إلى المشاهدين، سعيا إلى تعديل اتجاهاتهم ورؤيا هم تجاه المشكلة التي يتعرض لها في خطابه الدرامي، والذي يجسده المخرج والممثل في خطاب مسرحي مكتمل العناصر الفنية، ليصبح في النهاية بمثابة الدرس التعليمي الذي يستهدف فكر ووجدان المشاهد.
 إذا فالهدف الأسمى للمسرح يتشكل من قدرته على التواصل من خلال الخبرة والنموذج مع المشاهد، من أجل إحداث التغير في أفكاره واتجاهاته تجاه موضوع ما. وهذا أبسط أهداف العملية التعليمية والتي تنظر إلى عملية التعليم باعتبارها عملية ذات اتجاهين، ما بين المعلم (الممثل هنا) والمتعلم (المشاهد).
 أما التعليم من خلال النموذج، فالمسرح يقدم في خبراته الدرامية عدد من النماذج الإنسانية التي يمكن للمشاهد أن يلاحظها ويتعاطف معها، وأخيرا يمكن أن يتوحد بها باعتبارها قدوة يتمثل سلوكها.
ويشكل كلا من التعليم بالخبرة، والتعليم بالنموذج، محورا منهج التعليم بالأنشطة الذي يوظف الآن في كل المراحل التعليمية.
   وظف الإنسان القدرة التعليمية للمسرح والدراما في رحلة بحثه عن وسيلة لنقل خبراته وتواصله مع الأخر منذ أن وجد على سطح الأرض. فقبل أن تنتقل مع فن الأداء إلى المسرح. وقبل أن يعرف الإنسان أصول فن التمثيل، كان يستعين بالسرد والتعبير الحركي للتواصل مع الآخرين لنقل خبراته الحياتية إليهم بقصد تعليمهم، كما كان يفعل الصياد عند عودته لأسرته أو قبيلته» ليقص عليهم ما تم في رحلته أو كيفية دفاعه عن نفسه أمام عدو ترصده، أو حيوان مفترس صادفه في رحلته، وكان ساحر القبيلة يعلم أفرادها كيف يتغلبوا على أعدائهم، وكيف ينتصروا على مشكلاتهم من خلال التواصل بالأداء الطقسي والدعاء.
  وعندما عرف الإنسان المسرح وارتبط باحتفالياته الدينية وعقائده الأسطورية اتخذه وسيلة لطرح وجهة نظره تجاه هذه العقائد والآلهة، كما جاء في المسرح اليوناني، ومن أهم مظاهر التوظيف الديني لتعليمية المسرح، ما قامت به الكنيسة الغربية في العصور الوسطى، عندما استعانت بالحواريات المسرحية والتشخيص أمام المذبح لتجسيد بعض المواقف القصصية التي جاءت بالأناجيل، لتعلم المصلين تعاليم دينهم الجديد بأسلوب مشوق، وكان هذا التوظيف إذنا بعودة فن المسرح إلى الحياة، بعد أن دعت الكنيسة لقرون ثلاثة إلى ضرورة نبذ هذا الفن الوثني.
 وفى العصر الحديث، مع تطور الفكر السياسي وتنوع المذاهب السياسية خاصة الاشتراكية والشيوعية، وظف المسرح كمنبر سياسي لطرح الأفكار والأحداث والتعاليم المرتبطة بمفاهيم التغير الاجتماعي والسياسي والتعبير عن المواقف السياسية آنذاك، وكان من أشهر من وظف المسرح سياسيا بسكاتور في مسرحه السياسي التعليمي، والذي أثر في الشاعر الألماني برتولت بريخت صاحب نظرية المسرح الملحمي، وقد تبنى كل منهما في مسرحه الرسالة السياسية مستعينا بالأساليب الفنية، وكانت هذه الرسالة المباشرة الواضحة التي تسعى إلى التأثير في الجماهير من أجل توعيتها وجذبها لأفكار وتعاليم النظريات السياسية الجديدة، ومقاومة النظام الرأسمالي الطبقي.
دفعت تعليمية المسرح هذه، التربويين والمسرحيين إلى محاولة توظيفه كوسيلة ووسيط تعليمي داخل المؤسسات التعليمية كما سنعرف بعد.
نحو تحديد المصطلح
أولا: هل «هو المسرح التربوي»؟
 في محاولة للتعرف على مدى العلاقة بين المسرح والعملية التربوية ككل أو بمعنى أخر مدى تربوية المسرح، للإجابة على تساؤل مؤداه هل يمكن أن نوظف المسرح داخل المؤسسات التعليمية بوصفه مسرحا تربويا؟
 لابد في البداية أن نتعرض بإيجاز لمفهوم التربية، وأهدافها كمنطلق للتعرف على مدى حدود وصحة هذا المصطلح.
فالتربية كما يعرفها البعض هي «عملية متكاملة تسعى للوصول بالمربى إلى درجة الكمال، فهي تشتمل جميع جوانب النفس الإنسانية، وتستعين بوسائل منها التعلم”(2) لتحقيق هذا الكمال.
 إذا فالعملية التربوية هي عملية نمو مرغوب فيه «وهذا النمو المتكامل يشمل الفرد من جميع جوانبه: الجسمية والعقلية والاجتماعية والوجدانية(3) والمسرح وحده لا يستطيع أن يلبى كل الاحتياجات التربوية في كل هذه المجالات. فعلى المستوى الجسمي لا يساعد المسرح على النمو الجسمي إلا بالنذر اليسير ولمن يمارسونه فقط من المحترفين، من خلال تدريبات لياقة وما أشبه. وعلى المستوى العقلي فإن المسرح يعمل على تنمية الجانب المعرفي من النمو العقلي، من خلال ما يعرضه من خبرات ومعارف.. إلخ، وعلى الجانب الوجداني قد يؤدى المسرح إلى إثارة عدد من الانفعالات أو التأثيرات الوجدانية لدى كل من المتلقي أو المؤدى، من خلال ما يعرف بميكانيزم التوحد مع الشخصيات المسرحية أو الخبرات والمواقف المقدمة، لكنها بالضرورة ليست مؤثرة طوال الوقت لمعظم الأفراد. وفى نفس الجانب هل يمكن للمسرح أن ينمى الذكاء لدى الأطفال في مدارس التربية الفكرية (المتخلفين ذهنيا) القابلين للتعليم مثلا؟
 إن دور المسرح في التربية لا بد وأن يتكامل مع الكثير من المناهج والأساليب التربوية الأخرى التي تعمل في توافق، من أجل التنمية الشاملة للفرد، وهو هدف التربية بوجه عام وما يعرف بالتربية الرسمية Formal education بوجه خاص
 من جانب أخر يشير البعض إلى أن من خصائص التربية السعي إلى تحقيق تكيف الفرد مع المجتمع، بمعنى أن يكون الفرد عضوا في سلك الجماعة، ووظيفة التربية هي مساعدة الفرد على أن يتكيف مع مجتمعه وفق القيم والعادات والتقاليد السائدة في حياة الجماعة التي يعيش في كنفها، لذلك فمن واجب التربية أن تعد البرامج والأنشطة المتنوعة التي تهدف إلى إكساب الفرد تلك القيم والتقاليد والعادات واللغة، والتي تجعل منه
فردا منتظما في سلك الجماعة، يكن لها الاحترام، ويظهر لها الانتماء والإخلاص والمسرح قد يمكنه أن يساعد في هذا المنحى من خلال تقديم النماذج الإيجابية من وجهة نظر المجتمع، والخبرات والمواقف التي تدعم القيم والأعراف والعادات والتقاليد من منظور ثقافة الجماعة، ويتفاعل الفرد مع كل هذا ومن خلال التعلم بالنموذج أو ميكانيزم التوحد، يمكن للفرد أن يتمثل بعض من خصائص النماذج التي تقدم له، وهذا قد يفسر القصدية التي تقع وراء اختيار النصوص المسرحية التي تقدم في المؤسسات التعليمية، حرصا على تمثيلها لكل القيم الإيجابية التي يتمسك بها المجتمع، إلا أن المسرح في هذا المنحى لا يستطيع أن يعمل لوحده، خاصة ونحن نعيش الآن في عالم ثورة المعلومات والاتصالات، وفى وجود الكثير من المصادر المتنوعة والأكثر جذبا من المسرح، والتي تقدم نماذج وخبرات قد تتعارض مع كل تلك القيم التي يقدمها المسرح. وبالتالي لا يمكن أن نركن على المسرح وحدة لتحقيق الهدف التربوي الشامل في بناء شخصية الفرد. لأن هذا يُحمل المسرح ما لا يستطيعه أو يقدر عليه وإن كان في الإمكان أن يساهم بجزء في هذا الكل، لكنه يظل بعيدا عن كونه تربويا على طول الخط.
 وعلى ذلك فإنا لو عرفنا النشاط المسرحي الذي يقدم داخل المؤسسات التعليمية بأنه نشاط تربوى نكون قد وقعنا في نفس الخطأ الذي يقع فيه البعض حين يعتقدون بأن التربية «هى اعتبار المادة الدراسية مركز الاهتمام وهى الغاية، فمن أجلها تفتح المدارس، ويعد المعلمون، ويتعلم التلاميذ(5) أن المادة الدراسية هي جزء من كل أيضا، والمعلم لا يستطيع وحدة القيام بكل العمل التربوى، لذلك وحتى نحقق مفهوم التربية عمليا داخل المؤسسات التعليمية، لا بد وأن نحول الأنظار من «الاهتمام بالمادة الدراسية إلى الاهتمام بالتلميذ نفسه، فيكون نمو هذا التلميذ من جميع النواحي هو الغاية، ويكون كل ما يجرى في المدرسة في خدمة نمو هذا التلميذ، نموا متكاملا.
 وما يصدق على المادة الدراسية، يصدق على أي نشاط يمكن النظر إليه باعتباره نشاطا تربويا في المطلق.
 لذلك نجد أن النشرات الصادرة عن إدارة التربية المسرحية بوزارة التربية والتعليم تحصر أهداف التربية المسرحية في أهداف مسرحية وهى تلك الأهداف التي ترتبط بفن المسرح والعروض المسرحية التقليدية، وأهداف تعليمية ترتبط بخدمة المناهج الدراسية.
 أما الأهداف التربوية فهي تجئ ضمنا من خلال تحقيق الهدفين السابقين، من هنا يكون المسرح التربوي مصطلحا فضفاضا لو اتخذناه لتعريف الأنشطة المسرحية والدرامية داخل المؤسسات التعليمية.
ثانيا: هل هو «المسرح المدرسي»:
 لنأخذ المسرح في مصر على سبيل المثال، حيث إن المسرح في المؤسسات التعليمية في مصر هو همنا وشاغلنا، وهنا نجد أن المسرح قد ارتبط بالمدرسة من خلال نشاط «التربية المسرحية». والتي كانت تعتني بتعريف وتدريب التلاميذ على فنون المسرح «ولعل الحركة التمثيلية في المدارس عامة – في مصر – والتي واكبت ثورة 1919، ثم نشطت في أواخر العشرينات، واتخذت مظهرا جديا، حيث تكون في كل مدرسة ثانوية بالقاهرة وغيرها، فرقة تمثيلية يشرف عليها أحد الهواة من المدرسين”(6) وأدى هذا إلى إقرار وزارة المعارف العمومية «تفتيش شؤون التمثيل» في
26 / 9 / 1943 لتحدد أغراض المسرح المدرسي في:
إنهاض اللغة العربية وإذاعة محاسنها.
تعليم الطلبة حسن الإلقاء نظما ونثرا.
زيادة المحصول الأدبي والعلمي والتاريخي لدى الطلبة.
أن يكون آداه للتهذيب وإحياء المثل العليا في نفوس الطلبة.
أن يكون أداة تسلية بريئة مهذبة.
تنمية روح الاجتماع والتعاون بين الطلبة وتمكينهم من ممارس بعض الفنون المتصلة بالمسرح.
تنمية الذوق واستشارة باعث الجمال(7).
إذا ارتبطت البداية بإحياء وتنمية استخدام اللغة العربية، وفنون الإلقاء، وتذوق فن المسرح للتلاميذ، داخل المدرسة، من خلال نشاط فرق التمثيل التي سعت لتقديم النصوص المسرحية العالمية والمصرية المترجمة أو المؤلفة باللغة العربية.
 لكن مع التطور واتساع مجالات توظيف المسرح داخل المدرسة واتساع المفهوم عن دورة. أصبح أحد العوامل الرئيسية في تحقيق الكثير من الأهداف التربوية، وخصوصا العامة والنفسية منها للتلاميذ، كما أن الكثير من المفاهيم الأساسية والقيم الأخلاقية، والدينية والوطنية، يمكن أن تتحقق وتنمى عند التلاميذ من خلال المسرح المدرسي سواء من خلال النص المسرحي ذاته أو العرض المسرحي بكل حلقاته ومثيراته ومكوناته”(8).
 الأمر الذي دفع بالمسؤولين إلى إعادة النظر في أهداف التربية المسرحية، «تفتيش شؤون التمثيل» والتي كانت تقتصر على تعليم فن الإلقاء والخطابة، وتنمية الحس الفني بفنون المسرح، إلى أهداف متعددة كما حددتها الخطة العامة للتربية المسرحية للعام الدراسي 93 / 1994 فى:
أولا: أهداف فنية:
تنمية الوعي المسرحي بالالتزام بتقاليد وأخلاقيات المسرح على أن يكون عنصرا أساسيا من عناصر تقييم العرض المسرحي.
تنمية التذوق الفني في مجال المسرح.
الكشف عن المواهب المسرحية الطلابية ورعايتها فنيا والعمل على تنميها ويتأتى ذلك عن طريق زيادة رقعة النشاط المسرحي داخل المدرسة أثناء العام الدراسي بالتوسع في إقامة مراكز تنمية القدرات في إقامة مراكز تنمية القدرات طوال العام.
ثانيا: أهداف تعليمية:
إشاعة تطور الفكر ولهيب الثقافة.
خدمة المناهج الدراسية عن طريق مسرحة بعض الموضوعات الدراسية واعتبار أن هذا جزء أساسي من نشاط المسرح المدرسي على مستوى المديريات والإدارات التعليمية.
التعود على النطق الصحيح والالتزام بقواعد اللغة العربية الفصحى وذلك من خلال تنفيذ مسابقات القدرات الفردية (إلقاء – مونودراما) على المستوى المحلى والمركزي.
صقل وتثقيف الطلاب في الفنون المسرحية من خلال برامج المسرح المدرسى.
الاستفادة من مسرح العرائس وتشغيله لخدمة المادة التعليمية حيث إنه من الرسائل المحببة لدى التلاميذ وخصوصا في المراحل الأولى من التعليم.
ثالثا: أهداف تربوية:
تربية الاعتماد على النفس.
ترقية المهارات والسمو بالميول وتنمية المفاهيم الأساسية والقيم الأخلاقية والدينية والوطنية.
تعلم المعارف والاتجاهات والمهارات وتحسن الأداء وتعديل السلوكيات.
التدريب على التعاون والعمل الجماعي المشترك وإتاحة الفرص لنمو القدرات الفردية والجماعية.
التأكيد على المبادئ التي يجب أن يربى عليها النشء ومبادئ الإيمان الصحيح ومبادئ الوطنية الصادقة ومبادئ الحرية والسلام.
خلق جيل جديد مؤمن برسالة المسرح الذي تضم كل الفنون.
البعد عما استهلك من أعمال مسرحية لا تتمشى مع متغيرات العصر بالبحث عن مسرحيات هادفة اجتماعية وسلوكية تهتم بقضايا بلادنا.
تفريغ شحنات الشباب ومدهم بالقيم الفكرية السليمة وتهذيب سلوكياتهم وشغل أوقات الفراغ والبعد بهم عن الانحرافات(9).
إضافة إلى ما يمكن أن تحققه ممارسة النشاط المسرحي من «إشباع الدوافع الفردية، وإحلال السلوك الاجتماعي السوي محل السلوك غير الاجتماعي، والمساعدة على تصريف طاقة الفرد الزائدة، وتوجيهها، وتحقيق التوازن النفسي للتلاميذ”(10).
بالنظر إلى هذه الأهداف نجد أنها فعلا أهداف نبيلة، لكنها لا تؤثر في كل التلاميذ بنفس القدر، بل تؤثر بقدر أكبر فيمن يمارسون فنون المسرح وهم قله، ومن يشاهدونها وهم ليس الكل، ونظرا لأن فن المسرح كوسيلة من وسائل التواصل وشكل من أشكال التعبير تحتاج لعدد من القدرات التي قد يفتقد إليها البعض، سواء من حيث قدرات الأداء أو التلقى، لذلك يجب أن يكون لهؤلاء البدائل من الوسائل التي قد تحقق ما يمكن للمسرح أن يحققه لعاشقيه، أو من يرون فيه الوسيلة الأنسب لإشباع احتياجاتهم ومساعدتهم على النمو، أو التي تجد فيه وسيلة تربوية ناجحة، وسائل خلاف ما يعرف بالتربية المسرحية.
  إذا فالمسرح الذي يقدم خلال نشاط التربية المسرحية لا يمكن أن نعتمده نشاطا تربويا عاما، لأنه لا يؤثر في الكل. هذه واحدة. والثانية أن هناك مؤسسات تعليمية يمارس المسرح داخلها في أكثر من شكل وهى مؤسسات غير مدرسية بالمفهوم المتعارف عليها كرياض الأطفال والسنوات الأولى من التعليم الابتدائى من جهة، والجامعة من جهة أخرى، فهل نصف المسرح في كل منها حسب الطبيعية الوظيفية ودورها في المراحل التعليمية فنقول مسرح رياض الأطفال والمسرح الجامعي.
 إن مصطلح المسرح المدرسي، لا يمكن أن يظل كل أنشطة التربية المسرحية التي تقدم في كل المؤسسات التعليمية غير المدرسية، أولا لاختلاف نوعية المستفيدين من الطلبة اختلافا بينا في خصائصهم الإنمائية، فلكل مرحلة عمرية واحتياجاتها المعرفية والعقلية والنفسية والاجتماعية والوجدانية، التي تسعى لإشباعها. وإشباعها ولو تم من خلال المسرح فسوف يتطلب شكلا مستقلا في خصائصه وتقنياته ومحتواه وأسلوب عرضه لكل مرحلة عمرية. لذلك فإن مصطلح المسرح المدرسي لا يكفى لكى يعمم على كل ما يقدم في المؤسسات التعليمية بل يحتاج بجواره إلى مسرح رياض الأطفال ومسرح صغار الأطفال (المرحلة الأولى من التعليم الأساسي) ثم المسرح الجامعي فيما بعد... يتطلب الأمر إذا السعي لإيجاد مصطلح يمكن أن يظل بدلالته كل الأنشطة المسرحية والدرامية التي تمارس في كل المؤسسات التعليمية سواء أكانت ترتبط بمفهوم التربية المسرحية أو مفهوم مسرحة المناهج.


كمال الدين حسين