ترشيحات توني حقائق وأرقام مثيرة عن الجائزة

ترشيحات توني حقائق وأرقام مثيرة عن الجائزة

العدد 559 صدر بتاريخ 14مايو2018

تعليقات كثيرة توالت بعد الإعلان عن جوائز توني الأمريكية المسرحية التي تعد أشهر الجوائز المسرحية في الولايات المتحدة، والمنافسة لجوائز السير لورانس أوليفييه أشهر الجوائز المسرحية في بريطانيا على الجانب الآخر من الأطلنطي.
قال الناقد المسرحي للوس أنجلوس تايمز إن ترشيحات الجوائز هذا العام تظهر في حقيقة الأمر حالة من الأنيميا في الأفكار المبتكرة والتجديد يعانيها المسرح الأمريكي. ويقول إن الترشيحات عبارة عن نتيجة اختبارات معملية لحالة المريض (يقصد المسرح الأمريكي). وتشير نتائج اختبارات العام الحالي إلى تراجع حالة المريض. وهو يعتقد أن أنطوانيت بيري التي تحمل الجائزة اسمها تتعذب في قبرها بسبب تردي حالة المسرح الأمريكي.
وتعد أبرز المسرحيات المرشحة لجوائز توني المسرحية الموسيقية “زيارة الفرقة” التي تم ترشيحها لعدد 11 جائزة منها أفضل مسرحية موسيقية وأفضل ممثل التي رشح لها النجم الأمريكي صاحب الأصول اللبنانية توني شلهوب (65 سنة). ويرجو شلهوب أن يحالفه التوفيق هذه المرة في الفوز بتلك الجائزة التي تم ترشيحه لها أربع مرات دون أن يفوز بها رغم فوزه بجوائز كثيرة. ويرى ناقد لوس أنجلوس تايمز أن المسرحية لا باس بها وتم ترشيحها بسبب كثرة العروض المسرحية المعادة في برودواي هذا الموسم.
وهو يخشى من منافسة مسرحية موسيقية أخرى وهى «فتيات متواضعات» وهي عبارة عن معالجة مسرحية لفيلم معروض حاليا بنفس الاسم بطولة تينا فاي حقق إيرادات كبيرة.
هاري بوتر
أما أفضل مسرحية عادية، فقد كانت معظم الترشيحات من نصيب مسرحية «هاري بوتر والطفل الملعون» التي اعتبرها الناقد عرضا دون المستوى لم يكن يستحق الترشيح لولا ضعف العروض المنافسة. والعرض عبارة عن معالجة مسرحية لإحدى قصص هاري بوتر كتبه البريطاني جاك ثورن وأخرجه البريطاني جون تيفاني ليكون عرضا بريطانيا في واقع الأمر. وكان هناك عرض أمريكي أفضل منه هو مسرحية “قصص كتبها القلب”. لكن المشكله أن هذا العرض لم يستوفِ شروط الترشيح. وهناك عرض آخر مرشح لجائزة أفضل مسرحية هو “فارينيلي والملك” بطولة مارك ريلانس وتأليف زوجته كلير فان كامبن. لكنه لا يتوقع لهذا العرض الفوز بسبب حواره الذي يقترب من الخطب السياسية أكثر من الحوار المسرحي رغم إعجابة بموهبة ريلانس. ولا يعتقد الناقد أن عرضا آخر مرشحا وهو “التاريخ اللاتيني للمورمون” يمكن أن يفوز. ويكفي في رأيه الجائزة الخاصة التي ستمنح لبطلها جون لويزامو عن مجمل تاريخه في العمل المسرحي.
وبعد ذلك لا يرى بأسا في ترشيح مسرحية “المزعج” للكاتب المسرحي والمخرج الأمريكي صاحب الأصول الباكستانية عياد أخطار. وتتناول المسرحية قصة مهاجر من باكستان يخطب فتاة أمريكية فيجدها تعتنق قيما وأفكارا تختلف عما يؤمن به.
وهناك مسرحيات أخرى رشحت لجوائز مختلفة مثل “ملائكة في أمريكا” و”رجل الجليد يأتي” ليوجين أونيل و”ثلاث نساء طويلات” و”الصورة الزائفة”.
ترشيحات نسائية
ومن أبرز المرشحين الآخرين جليندا جاكسون كأحسن ممثلة عن “ثلاث نساء طويلات” وهو أمر يرحب به ناقد الصحيفة. لكنه لم يرحب في الوقت نفسه بترشيح إمي شومر عن مسرحية «سقوط الشهب» الكوميدية رغم اعترافه بموهبتها كممثلة كوميدية لكن اختيارها لم يكن موفقا لدور البطولة.
ويعود فيرى أن الصورة ليست قاتمة تماما. فمسرحية “ملائكة في أمريكا” رشحت عن جدارة لعدد كبير من الجوائز منها أحسن ممثل وأحسن ممثلة لناثان لين ودنيس جو، وأحسن إنتاج. وهناك مسرحية “رجل الجليد يأتي” التي رشح عنها دينزل واشنطن. وهناك مسرحية “يرما” للشاعر الإسباني لوركا وهي من عيون الأدب المسرحي العالمي التي تم ترشيحها لجائزة أفضل مسرحية معادة. وهي مسرحية جيدة لم تكن تجد حظها من الإعادة منذ القرن الماضي. ونأمل في أن نوافي قارئنا العزيز بعرض لبعض هذه المسرحيات في أسابيع قادمة.
ويرى الناقد أن أفضل الطرق للخروج من مأزق غياب التجديد والأصالة هي دعم الفرق المسرحية خاصة غير الربحية منها لتشجيعها على التجديد والابتكار حتى لا تؤول زعامة المسرح الأمريكي إلى المسرحيات البريطانية والممثلين والمخرجين القادمين من بريطانيا.
حقائق وأرقام
وجوائز توني التي يطلق عليها البعض أوسكار المسرح، والتي ستعلن جوائز نسختها الثانية والسبعين في العاشر من يونيو القادم لها تاريخ شيق يحوي بعض المعلومات الطريفة تستحق أن تروى.
فالجائزة تحمل اسم أنطوانيت بيري الممثلة والمخرجة الأمريكية الراحلة التي عشقت المسرح منذ نعومة أظفارها. وتوني هو الاسم الذي كانت معروفة بها بين أصدقائها. واسم الجائزة بالكامل هو «جائزة أنطوانيت بيري للتميز في برودواي».
بدا منح الجائزة في عام 1947 وهو العام التالي لوفاة بيري المفاجئة بأزمة قلبية مفاجئة في اليوم التالي لاحتفالها بعيد ميلادها الثامن والخمسين. وتمنح معظم الجوائز التي تقدم في حفل يقام في نيويورك للعروض التي يتم تقديمها في برودواي عاصمة المسرح الأمريكي مع تخصيص جائزة واحدة فقط للمسرح الإقليمي. وترتفع الأصوات تطالب بتعديل نظام الجائزة بعد ازدهار المسرح في الكثير من الولايات والمدن الأمريكية الكبرى.
وكانت الجائزة تقدم في 11 مسابقة في البداية ثم زاد العدد ليصل إلى 26 مسابقة في 2014، وكانت بعض الجوائز تلغى أحيانا، وأحيانا كانت بعض الجوائز تلغى ثم تعود، ولم يزد العدد أو ينقص منذ ذلك التاريخ.
وكانت الجوائز في البداية عبارة عن قداحات (ولاعات سجائر) فاخرة للرجال وجواهر للسيدات ثم تم تصميم الميدالية الحالية المصنوعة من النحاس والنيكل والزجاج عام 1949. ويشاهد الاحتفال بإعلان الجوائز نحو 40 مليون أمريكي.
ويتم منح الجوائز عن طريق لجان متخصصة تضم عددا من العاملين في الحقل المسرحي والفني والصحافيين. ويقترب أعضاء هذه اللجان من 900 عضو. وتضم اللجنة الواحدة 24 عضوا.
وهناك عدة شروط ينبغي على العرض المرشح منها أن يكون قد عرض لأول مرة في برودواي، وأن يعرض على مسرح لا يقل عدد مقاعده الثابتة عن 500 مقعد، وينطبق ذلك على 41 مسرحا في برودواي. وعلى ذلك تمتنع العروض التجريبية.
وتتعرض الجائزة لعدد من الانتقادات منها أنها تعد دعاية للمسرحيات المعروضة ولا بد من منحها إلى مسرحيات توقف عرضها. كما أن مشاركة البعض من غير المتخصصين تضعف من قيمتها.
أرقام
وفي النهاية نلتقي مع بعض الإحصائيات الطريفة عن الجائزة:
 - أكثر الأعمال ترشيحا للجوائز المسرحية الموسيقية هاملتون عام 2016 (16 جائزة في 13 مسابقة).
 - أكثر الأعمال فوزا بالجوائز المسرحية الموسيقية “المنتجون” عام 2001 (12 جائزة منها أحسن مسرحية موسيقية).
 - أكثر المسرحيات غير الموسيقية فوزا بالجوائز «ساحل يوتوبيا» 2007 (7 جوائز منها أحسن مسرحية).
 - تم ترشيح مسرحية سكوت بورو في عام 2011 لعدد 12 جائزة.. ولم تفز بأي منها.
 - فاز عرض واحد فقط (جنوب الباسفيكي – عام 1950) بجوائز التمثيل الأربع وهي أحسن ممثل وأحسن ممثلة وأحسن ممثل مساعد وأحسن ممثلة مساعدة.
 - فازت مسرحية وفاة بائع متجول لآرثر ميلر بجوائز مختلفة على مدى 4 سنوات.
 - أكثر شخص فاز بجوائز توني هو هارولد برنس المنتج والمخرج المسرحي (90 سنة) حيث فاز بعدد 21 جائزة مختلفة في الإخراج والديكور والموسيقى والمؤثرات.
 - أكثر الممثلين ترشيحا جولي هاريس (1925 - 2013 - 10 مرات – لم تفز) وشيتا ريفيرا (85 سنة - 10 مرات أيضا – فازت مرتين).
 - فاز أربعة ممثلين وممثلات بجائزة أحسن ممثل عن إدوار يجسدون فيها الجنس الآخر منهم ماري مارتن (1913 - 1990) عن دور بيتر بان (1955) ومارك ريلانس عن دور أوليفيا في مسرحية “الليلة الثانية عشرة”.
 - كانت فرانسيس جود ريتش (1890 – 1984) أول سيدة تفوز بجائزة كتابة أحسن مسرحية (مذكرات آن فرانك - 1956).
 - كانت دايان كارول (83 سنة) أول أفريقية سمراء تفوز بجائزة أحسن ممثلة في مسرحية موسيقية (الأوتار - 1962).
 - كان جيمس إيرل (87 سنة) أول أفريقي أسمر يفوز بجائزة أحسن ممثل في مسرحية عادية (آمال بيضاء كبيرة – 1959).
 - في عام واحد (1998) فازت اثنتان من الجنس اللطيف بجائزة أفضل إخراج لمسرحية موسيقية ولمسرحية عادية (جولي تيمور عن الأسد الملك وجاري هاينز عن ملكة جمال لينمان).


ترجمة هشام عبد الرءوف