شفيق نور الدين عاشق الفن

شفيق نور الدين عاشق الفن

العدد 553 صدر بتاريخ 2أبريل2018

الفنان القدير شفيق نور الدين قامة فنية سامية وقيمة إنسانية راقية، وهو ينتمي إلى مجموعة المبدعين الرواد بزمن الفن الجميل، هؤلاء العاشقين للفن بصدق والمضحين بوقتهم وجهودهم في سبيل صقل مواهبهم، فنجحوا في اكتساب كثير من خبرات وتقنيات فن التمثيل بصورة تلقائية من خلال تجاربهم المسرحية المتتالية، كما يضاف لرصيدهم أيضا ريادتهم للعمل بالسينما العربية. وربما ما سبق يفسر سبب عدم مشاهدتنا لعدد كبير منهم سينمائيا إلا في أدوار الآباء وكبار السن فقط، وفي مقدمة هؤلاء عمالقة التمثيل الأساتذة: عبد الوارث عسر، حسين رياض، حسن البارودي، سليمان نجيب، فؤاد شفيق، عباس فارس ومحمد عبد القدوس.
ومما لا شك فيه أن الفنان شفيق نور الدين أحد هؤلاء العمالقة المنتميين إلى زمن الفن الجميل، فهو ممثل قدير يمتلك جميع أدواته الفنية بكفاءة وجدارة، وذلك بالإضافة إلى أنه رمز للفن الجاد الهادف وللسلوكيات المثالية، وبالتالي فهو خير نموذج مثالي للإنسان مرهف الحس وللفنان الحقيقي الملتزم عاشق الفنون، ويكفي أن نذكر نجاحه في إثراء حياتنا الفنية بمشاركته في بطولة وأداء الأدوار الرئيسية في ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين عملا فنيا (ما يقرب من مائة وخمسين فيلما وستين مسرحية ومائة مسلسل تلفزيوني وستين مسلسلا إذاعيا).
والفنان شفيق نور الدين من مواليد قرية «بجيرم» مركز قويسنا بمحافظة «المنوفية» في 15 سبتمبر عام 1911، واسمه بالكامل: شفيق محمد نور الدين خميس. وقد بدأت هوايته لفن التمثيل من خلال انبهاره بعروض الفرق المتجولة التي كانت تزور قريته ثم محاولات تقليده لمجموعة الممثلين، ثم تأكد بعد ذلك عشقه للفنون من خلال مصاحبته لوالده تاجر القطن في رحلاته للقاهرة، حيث كانت طبيعة عمل والده تتطلب التنقل بين المحافظات المختلفة ثم بيع منتجه بالعاصمة، وكان كثيرا ما يحرص على إصطحاب ابنه معه ليكسبه خبراته وليرفه عنه أيضا. وقد افتتن «شفيق» بتلك الرحلات وخصوصا وأنها تتيح له فرصة مشاهدة العروض المسرحية. وكان من حسن الحظ أنه قد انجذب بشدة إلى عالم المسرح وتأثر كثيرا بعروض الفرق المسرحية بالقاهرة والإسكندرية، حتى أنه قد بادر بتأسيس فرقة من تلاميذ المدارس بالقرية وبإنشاء مسرحا في قريته الصغيرة وذلك بعدما قام بتحويل جرن القرية إلى مسرح، ليمارس هوايته مع أصدقائه من خلاله ويلعب فيه دور الممثل والمؤلف والمخرج أيضا، بتقديم فصول مسرحية في المناسبات والأفراح.
جاء «شفيق» في مطلع شبابه إلى القاهرة والتحق بمدرسة الفنون والصنايع وكان مولعا بالميكانيكا ولكنه اهتم بالتمثيل وأهمل الدراسة، ففشل فيها وتركها عام 1931، وقرر تنمية موهبته فالتحق بقاعة المحاضرات المسرحية بمعهد «عبد العزيز حمدي»، وهو أول معهد للتمثيل عرفته القاهرة.
بدأ الفنان شفيق نور الدين أولى خطواته الفنية في عالم احتراف الفن عام 1925 وذلك عن طريق الكمبوشة (العمل كملقن)، وهي المكان الذي جلس فيه لفترة طويلة (تقارب خمسة عشر عاما). كانت البداية حينما عمل كملقن للعروض المسرحية ببعض الفرق مقابل راتب ثلاثة جنيهات فقط، وقد أتيح له من خلال إتقانه لتلك المهنة فرصة الاقتراب من عالم بعض عباقرة الفن المسرحي وفي مقدمتهم الأساتذة سلامة حجازي، جورج أبيض، زكي طليمات وغيرهم، كما أتيح له أيضا فرصة العمل ببعض الأدوار الصغيرة. انضم إلى فرقة «جورج أبيض» عام 1933، كما التحق بالفرقة القومية» بلا أجر، حتى عين بعد فترة ضمن مجموعة من الهواة بمكافأة شهرية قدرها ثلاثة جنيهات. وقد استمر في عمله كملقن مع تمثيل بعض الأدوار الهامشية والثانوية الصغيرة حتى بداية أربعينات القرن الماضي. وقد ابتسم له الحظ بتعيينه ملقنا بالفرقة القومية، فقد تحقق حلمه حينما أتاح له المخرج فتوح نشاطي فرصة الظهور علي المسرح في دور صغير بمسرحية «مصر الخالدة»، ولتميزه في أداء الدور قدمه المخرج لمدير الفرقة في ذلك الوقت «خليل مطران شاعر القطرين» الذي وافق علي نقله من «الكمبوشة» إلى خشبة المسرح. وقد رأى المخرج فتوح نشاطي أن يسند له دور «الكاهن» في مسرحية «توت عنخ آمون» )من إنتاج فرقة «المسرح القومي» عام 1942)، وبالفعل أدى الفنان شفيق نور الدين الدور ببراعة فائقة، ومنذ ذلك الحين بدأت مرحلة جديدة في مسيرته الفنية، وكانت إيذانا بأن يصبح ممثلا قديرا وإحدي العلامات البارزة في المسرح القومي، خاصة بعدما انتقل إلى مساحة فنية جديدة بتوالى مشاركاته ببعض الأدوار المسرحية الرئيسة، ونجاحه في تحقيق شهرة كبيرة بعدما حظى على تقدير وإعجاب الجماهير العربية. ويذكر أنه قد انضم رسميا إلى أسرة المسرح القومي منذ بداية أربعينات القرن الماضي، ولكن تألقه المسرحي الكبير قد تحقق فقط خلال فترة الخمسينات والستينات، تلك الفترة التي قدم خلالها مجموعة من أشهر مسرحياته ومن بينها»: «شقة للإيجار»، «عيلة الدوغرى»، «ملك القطن»، «أم رتيبة»، «جمعية قتل الزوجات»، «القضية»، «قهوة الملوك»، «المهزلة الأرضية»، «حلاوة زمان»، «دائرة الطباشير القوقازية»، متلوف 71، حدث في أكتوبر، وذلك بالإضافة إلى مجموعة مسرحيات الكاتب سعد الدين وهبة وهي: «المحروسة»، «السبنسة»، “سكة السلامة»، » بير السلم»، «المسامير»، «سهرة مع الحكومة»، وهي مجموعة المسرحيات التي تناول في أغلبها معاناة الفلاح المصري في عهد الإقطاع قبل الثورة يوليو 1952، وقام الفنان شفيق من خلالها بتجسيد شخصية الفلاح المطحون.
ويذكر أنهم بفرقة «المسرح القومي» - الذي كان أحد نجومه في عصره الذهبي - قد أطلقوا عليه عدة ألقاب من بينها: «الفنان الفلاح» و«زعيم الفلاحين» وذلك نظرا لاعتزازه الكبير بأصله الريفي، وبالتقاليد والعادات الريفية التي لم يتخل عنها أبدا، ومن النوادر في هذا المجال أنهم شارك في تكوين رابطة باسم «الفنانين الفلاحين»، وقد اختاروه لرئاستها، كما إختاروا الفنان حمدي أحمد لأمانة صندوقها وكانت الرابطة تضم في عضويتها كل من الفنانين: حمدي وعبد الله غيث، إبراهيم الشامي، أحمد الجزيري وآخرين.
ويمكن للناقد المتخصص أن يرصد للفنان شفيق نور الدين نجاحه في تجسيد عدة أنماط مميزة، وكذلك إجادته في تشخيص بعض الأدوار المركبة، خاصة وأن بعده المادي )شكله وملامح وجهه) كانت تجعله يبدو أكبر من سنه، ولعل من أهم الأنماط والشخصيلا التي برع في تجسيدها هي شخصية: الموظف التقليدي المغلوب على أمره، الأب المطحون، الأب المصدوم في سلوك أبنائه، الفلاح الساذج، الفلاح الماكر، البخيل المقتر، أو المرابي البشع. وتضم قائمة أفلامه السينمائية بعض الأفلام المهمة والتي نجح في وضع بصمة مميزة فيها ومن بينها: إسماعيل يس في السجن، عدو امرأة، القاهرة 30، معبودة الجماهير، جفت الأمطار، المتمردون، يوميات نائب في الأرياف، مراتي مدير عام، احترسي من الحب، المومياء.
وجميعها علامات خاصة، وعلى سبيل المثال تفوق في كل من فيلمي: «دهب» و«معبودة الجماهير» في تجسيد دور «البقال»، وفي فيلم «مراتي مدير عام» بتجسيده شخصية مدير الإدارة، وفي فيلم عدو امرأة في شخصية مدير المنزل والخادم المخلص، كما تألق بشدة في دور «أيوب التاجر» مع شادى عبد السلام في رائعته «المومياء»، وكذلك مع المخرج توفيق صالح في فيلم «المتمردون»، هذا ويجي التنويه إلى أنه ورغم صغر مساحة دوره في فيلم «القاهرة 30» إلا أن تجسيده لشخصية الأب الذي صدم في أخلاقيات ابنه محجوب عبد الدايم يعد مشهدا من أهم المشاهد التي تبقى بالذاكرة وتدرس في تاريخ السينما المصرية.
تزوج الفنان شفيق نور الدين مرة واحدة وذلك من إحدى قريباته في بداية دخوله المجال الفني وأنجب ستة أبناء )أربع بنات وولدين(، ولكن في تلك الفترة وبالتحديد في أوائل الثلاثينات كان المسرح يعاني من أزمات اقتصادية، فاضطر للعودة مرة أخرى إلى القرية للعمل مع والده في تجارة القطن، كما افتتح محلا صغيرا لبيع الألبان والعيش لتوفير دخل مناسب لأسرته، وظل على هذا الحال لمدة عام ونصف تقريبا. وجدير بالذكر أن له ابن وحيد نجح في إقتحام مجال الفن بإصراره وهو الفنان نبيل نور الدين )وترتيبه الرابع بين أشقائه والابن الأول بعد ثلاث بنات)، وهو الوحيد من بين أشقائه الذي نجح في إقناع والده بضرورة الالتحاق بقسم التمثيل والإخرج بالمعهد «العالي للفنون المسرحية» وبالفعل تخرج فيه وعين عضوا بفرقة «المسرح القومي»، وإن كان لم يشارك والده مسرحيا إلا من خلال قيامه بتجسيد دور صغير في مسرحية «الإسكافية العجيبة»، وذلك خلال فترة دراسته بالمعهد.
وبعد مسيرة حافة بالإبداعات التي ساهمت في إثراء مسيرة الفن المصري والعربي رحل الفنان شفيق نور الدين عن عالمنا في 13  فبراير عام 1981  عن عمر يناهز 70  عامًا.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة الأعمال الفنية للفنان القدير شفيق نور الدين طبقا لإختلاف القنوات الفنية )السينما التلفزيون الإذاعة المسرح)، وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
أولا: أعماله السينمائية
شارك الفنان القدير شفيق نور الدين بأداء بعض الأدوار الرئيسة المؤثرة وبعض أدوار البطولة الثانية في عدد من الأفلام السينمائية التي قد يقارب عددها مائة وخمسين فيلما، والحقيقة أن أغلبها أفلاما قيمة نجح من خلالها في تجسيد شخصيات درامية متميزة. وتضم قائمة أعماله طبقا للتتابع الزمني الأفلام التالية: أحب الغلط (1942)، من الجاني، طاقية الإخفاء (1944)، القرش الأبيض، البني آدم، ليلى بنت الفقراء، الأنسة بوسة (1945)، راوية، الخمسة جنيه، ضحايا المدينة، ملاك الرحمة (1946)، شادية الوادي، ضربة القدر (1947)، ليلى العامرية، رجل لا ينام (1948)، فاطمة وماريكا وراشيل، الليل لنا، المرأة شيطان، شارع البهلوان، هدى، نادية، مبروك عليكي (1949)، شاطئ الغرام، المليونير، ياسمين، أيام شبابي، أخلاق للبيع (1950)، مشغول بغيري، وداعا يا غرامي، السبع أفندي (1951)، سلوا قلبي، ريا وسكينة، الأم القتلة، مسمار جحا، الأستاذة فاطمة (1952)، السيد البدوي، بلال مؤذن الرسول، بيت الطاعة، بائعة الخبز، ماليش حد، كلمة الحق، بنت الهوى، دهب، حب في الظلام، أنا وحبيبي، عائشة (1953)، قلوب الناس، اعترافات زوجة، أربع بنات وضابط، بنت الجيران، حدث ذات ليلة، قرية العشاق، الشك القاتل (1954)، نهارك سعيد، ثورة المدينة، بحر الغرام، درب المهابيل، ليالي الحب، عاشق الروح، قصة حبي (1955)، المفتش العام، القلب له أحكام، سمارة، هارب من الحب (1956)، بورسعيد، فتى أحلامي، ليلة رهيبة، طاهرة، غرام المليونير، لن أبكي أبدا، عشاق الليل، أنا وقلبي، لواحظ، الجريمة والعقاب (1957)، توبة، شباب اليوم، جميلة، سيدة القصر، امرأة في الطريق، هذا هو الحب، حبيبي الأسمر (1958)، إحنا التلامذة، حب ودلع، أم رتيبة، إسماعيل يس في الطيران، احترسي من الحب، لن أعود (1959)، جسر الخالدين، صائدة الرجال، حايجننوني، سامحني، بين السماء والأرض، لوعة الحب، العملاق، الناس إللي تحت (1960)، لماذا أعيش، إسماعيل يس في السجن، صراع في الجبل، غرام الأسياد، شاطئ الحب، الضوء الخافت (1961)، الحاقد، دنيا البنات، عبيد الجسد (1962)، المراهقان، أمير الدهاء (1964)، حب للجميع (1965)، مراتي مدير عام، الحياة حلوة، عدو امرأة، القاهرة 30، شياطين الليل (1966)، الليالي الطويلة، السيد البلطي، العيب، معبودة الجماهير، جفت الأمطار (1967)، المتمردون، نفوس حائرة (1968)، يوميات نائب في الأرياف، نادية، أبواب الليل، الناس إللي جوه، المومياء (1969)، هاربات من الحب (1970)، حسناء المطار (1971)، لعبة كل يوم (1972)، شلة المراهقين (1973)، التاكسي - فيلم قصير (1978).
ويمكن للناقد المتخصص أن يرصد تعاونه من خلال قائمة الأفلام السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: أحمد بدرخان، يوسف وهبي، نيازي مصطفى، حسين فوزي، صلاح أبو سيف، هنري بركات، عز الدين ذو الفقار، محمود ذو الفقار، أنور وجدي، حسن حلمي، إبراهيم عمارة، حلمي حليم، السيد بدير، توفيق صالح، فطين عبد الوهاب، عاطف سالم، كمال الشيخ، حسام الدين مصطفى، حسن الصيفي، حلمي رفلة، كامل التلمساني، حسن رضا، أحمد ضياء الدين، سعد عرفة، جمال مكور، سيف الدين شوكت، كمال عطية، سيد عيسى، خليل شوقي، جلال الشرقاوي، أحمد مظهر، شادي عبد السلام.
ثانيا: أعماله التلفزيونية
شارك الفنان القدير شفيق نور الدين بأداء بعض الأدوار الرئيسة في عدد من المسلسلات التلفزيونية على مدى ما يقرب من عشرين عاما، وذلك منذ بدايات الإنتاج التلفزيوني عام 1961، ومن بينها المسلسلات التالية: حمادة وعم شفيق، الزوبعة، الضحية، الرحيل، الساقية، الفلاح، العودة إلى المنفى، بنك القلق، القاهرة والناس، إصلاحية جبل الليمون، أصيلة، عيلة الدوغري، عيلة سي جمعة، نوادر جحا، رحلة عم مسعود، وذلك بخلاف عدد من السهرات والتمثيليات التلفزيونية ومثال لها: المعذبون في الأرض (قصة خديجة)، ولدي، منى.
ثالثا: أعماله الإذاعية
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب بل ويستحيل - في غياب القوائم والفهارس الاسترجاعية - حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير الذي ساهم في إثراء الإذاعة المصرية ببعض برامج المنوعات والأعمال الدرامية على مدار مايزيد عن ثلاثين عاما، شارك خلالها ببطولة عدد كبير من المسلسلات الاجتماعية والدينية، خاصة وأنه قد تميز بإجادته لفن الإلقاء بصوته الهادئ الرصين ومخارج ألفاظه السليمة مع التزامه الدقيق بجميع قواعد النحو، وذلك بالإضافة إلى إجادته التمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس كفاءة تمثيله باللهجة العامية. هذا وتضم قائمة المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التي شارك في بطولتها الأعمال التالية: الطاقية الشبيكة، الولد الشقي، مذكرات المعلم شعبان، المماليك، ليلة الفرح، أبو الحسن العبيط، اللهم إني صائم، ميكروب الحب، في سبيل الحرية، راجل مغرور، حكاية الدكتور مسعود، أرض الجزيرة، بيتي بيتك، خضرة الشريفة، وذلك بخلاف مشاركته ببعض البرامج الدرامية المهمة ومن بينها: حديث الذكريات، وشخصيات تبحث عن مؤلف (ومن بينها حلقة “الملقن”)، وأيضا البرنامج الكوميدي الشهير «ساعة لقلبك» الذي جسد من خلاله شخصية «الفلاح».
رابعا: أعماله المسرحية
ظل المسرح لسنوات طويلة هو المجال المحبب للفنان شفيق نور الدين ومجال إبداعه الأساسي، فهو المجال الذي قضى بالعمل فيه كممثل محترف ما يقرب من أربعين عاما، شارك خلالها بعضوية بعض الفرق المسرحية المهمة ومن أهمها بالطبع فرقة «المسرح القومي»، والتي وفق من خلالها في تجسيد عدد من الشخصيات الرئيسة والمحورية بعدد كبير من المسرحيات المتميزة ومن بينها على سبيل المثال شخصيات: أبو شوال بأوبريت «عزيزة ويونس»، البواب بمسرحية «شقة للإيجار»، عبد الموجود بمسرحية «الصفقة»، قمحاوي بمسرحية «ملك القطن»، الأستاذ منجد بمسرحية «القضية»، علي الطواف بمسرحية «عيلة الدوغري»، الشاويش صابر بمسرحية «السبنسة»، السائق بمسرحية «سكة السلامة»، القاضي ازدك بمسرحية «دائرة الطباشير القوقازية»، الإسكافي بمسرحية «الإسكافية العجيبة».
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية طبقا لاختلاف الفرق المسرحية وطبيعة الإنتاج وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
 - فرق مسارح الدولة:
 - «المسرح القومي»: توت عنخ آمون، خروف، بيت الطاعة (1941)، كلنا كده (1943)، عزيزة ويونس (1944)، راسبوتين (1945)، العشرة الطيبة (1946)، ثلاثة رجال وامرأة، حب موديل 48 (1947)، اللعب بالنار (1948)، أصدقاؤنا الألداء (1949)، شقة للإيجار (1950)، دم الأخوين (1951)، أم رتيبة، غروب الأندلس (1952)، مضحك الخليفة، المزيفون، صفقة مع الشيطان، الأيدي الناعمة (1954)، مقالب سكابان (1955)، ملك القطن، ابن عز (1956)، جمعية قتل الزوجات (1957)، رجل الأقدار، قهوة الملوك (1958)، صنف الحريم (1959)، في بيتنا رجل (1960)، مأساة جميلة، القضية (1961)، المحروسة، السبنسة، عيلة الدوغري (1962)، تاجر البندقية، حلاق بغداد، كوبري الناموس (1963)، الفتى مهران، سكة السلامة (1965)، بير السلم، المهزلة الأرضية (1966)، حلاوة زمان (1967)، بلاد بره، دائرة الطباشير القوقازية (1968)، متلوف 71 (1971)، الإسكافية العجيبة، غبي في الفضاء (1972)، حدث في أكتوبر، صلاح الدين الأيوبي (1973)، سهرة مع الحكومة (1979).
 - «المسرح الكوميدي»: عزيزة (1964).
 - «المسرح الحديث»: الناس والبحر (1966).
 - «مسرح الحكيم»: يا سلام سلم الحيطة بتتكلم (1971).
 - «الغنائية الاستعراضية»: العشرة الطيبة (1977).
وجدير بالذكر أنه قد تعاون من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: زكي طليمات، يوسف وهبي، فتوح نشاطي، عبد الرحيم الزرقاني، حمدي غيث، نبيل الألفي، نور الدمرداش، كمال يس، كمال حسين، سعد أردش، كرم مطاوع، فاروق الدمرداش، حسين كمال، عبد الرحمن أبو زهرة، عبد الغفار عودة، وذلك بالإضافة إلى المخرج الألماني كورت فيت بمسرحية “دائرة الطباشير القوقازية”.
وقد كان من المنطقي أن يتم تتويج تلك المسيرة العطرة والمشوار الفني الثري لهذا الفنان القدير بحصوله على بعض مظاهر التكريم وعلي الكثير من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير ولعل من أهمها حصوله على التكريم من الزعيم جمال عبد الناصر في عيد العلم عام 1958 والذي منحه شهادة الجدارة ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وكذلك من الرئيس أنور السادات في عيد الفن بمنحه شهادة تقدير على مجمل أعماله، وذلك بخلاف حصوله على درع «المسرح القومي» في ذكرى الاحتفال باليوبيل الذهبي للمسرح عام 1986، وأيضا تم إطلاق اسمه على الشارع المؤدي لمسقط رأسه في المنوفية، وغيرها من مظاهر التكريم وفي هذا الصدد يجب التنويه كذلك إلى حصوله على عدد من الجوائز المهمة في السينما ومن بينها جوائز عن أدواره بأفلام: «جفت الأمطار»، «أمير الدهاء»، «شياطين الليل»، «المتمردون»، و«المومياء».


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏