مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي في ميزان صناع الحركة المسرحية

مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي في ميزان صناع الحركة المسرحية

العدد 552 صدر بتاريخ 26مارس2018

على قدم وساق تجرى حاليا الاستعدادات النهائية لافتتاح مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فى دورته الثالثة والتي تقام فعالياتها بمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء فى الفترة من 1 وحتى التاسع من إبريل، وتحمل الدورة اسم الفنان الكبير محمد صبحي والذي تكرمه إدارة المهرجان هذا العام مع كوكبة من النجوم والفنانين الذين أثروا الحركة المسرحية في مصر والوطن العربي.
المهرجان يقام تحت رعاية وزارتي الثقافة والشباب والرياضة ومحافظة جنوب سيناء وهيئة تنشيط السياحة، و يرأسه المخرج مازن الغرباوى ويترأس المهرجان شرفيا الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، وتديره الفنانة وفاء الحكيم و تنفيذيا الدكتورة انجي البستاوى.
مسرحنا استطلعت آراء عدد من صناع الحركة المسرحية حول أهمية المهرجان ومدى إفادته لشباب المسرحيين وفكرة إقامته بعيدا عن مسرح العلبة الإيطالي المعتاد ، وكيفية تأثيره على حركة السياحة بمدينة شرم الشيخ ، فماذا قالوا ..
                     
   
يقول د. حسن عطية رئيس المهرجان القومي للمسرح: لاشك أن توجه المهرجان للشباب، وحضور عروض شابة من مصر أو الدول العربية أو العالم، لهو خطوة هامة تحسب لهذا المهرجان، والذي تكمن أهميته في أنه يفتح طاقة نور جديدة بعيدا عن العاصمة، وهو أمر هام جدا، ناهينا عن الجانب السياحي الذي يمكن أن يلعبه المهرجان في منطقة شرم الشيخ، لكن ما يهمنا هو نشر الثقافة المسرحية خارج العاصمة، وفى أماكن لم نعتدها، خاصة وأن الفهم الدارج للمسرح فى مدينة شرم الشيخ هو أنه مسرح ساخر أو عروض راقصة واستعراضية، وعندما ننقل لها فنا مسرحيا جادا، وواعيا، فإننا ننقل وعيا وإدراكا جديدا للمسرح فى تلك المنطقة، وغيرها من المناطق أيضا.
وأضاف د.حسن عطية: اختيار الفنان الكبير محمد صبحى لتحمل الدورة الحالية اسمه هو اختيار موفق تماما من جانب إدارة المهرجان، فمند بداياته الأولى وهو مهتم بالشباب، وفرقته المسرحية قامت على الشباب، وتجددت بالشباب، وهو واحد من أهم الفنانين الذين يدركون قيمة المسرح ورسالته، دون أن يتعالى على الجمهور، ونحن بالفعل نحتاج إلى مسرح يتوجه للناس دون تعالى ولا يكتب من أجل النخبة والنقاد فقط، وانما مسرحا يعى أن دوره ووظيفته هى الارتقاء بذوق الجمهور.
المخرج الكبير عصام السيد قال: مهرجان شرم الشيخ متوجه بالأساس للشباب وأنا أتمنى أن يقدم أيضا تجارب الكبار الموجهة للشباب من أجيال أكبر لأنه يجب أن يكون هناك الجناحين وألا يقتصر على الشباب فقط، وهذه وجهة نظري وليست نقدا للمهرجان، الأمر الثاني الهام يجب أن يكون توجه المهرجان في كل عروضه الاعتماد على الفضاءات الخاصة نظرا لطبيعة شرم الشيخ التي لا تحوى مسارح تقليدية وأتمنى أن يكون ذلك ميزة أساسية للمهرجان وطابع خاص به، أضف إلى ذلك ما يقدمه المهرجان من ورش فنية ومسابقات هامة، وأيضا أحيى فكرة خروج المهرجان خارج إطار المحلية لأن ذلك يحسن من صورة مصر أمام الناس.
وأضاف المخرج الكبير: سعيد بتكريمى وأشكر إدارة المهرجان الذى يكرم أجيال مختلفة من المسرحيين، لكننى أتمنى رغم أننى مكرم أن يقتصر التكريم على الشباب فقط ، وأحب أن أعرب عن سعادتى الكبيرة بتكريم محسن رزق فهو مخرج متميز جدا ويمتلك أدواته جيدا.
وتقول الفنانة مروة عبد المنعم: سعيدة جدا بالمهرجان وبأنني أكرم من خلاله، وقد سبق لي تقديم أعمال سينمائية وتلفزيونية كنت أنتظر التكريم عنها، لكننى فخورة بأن يجئ تكريمي من خلال المسرح ومن خلال عرض للأطفال لم أقدمه من أجل أي شيئ سوى حبي للأطفال وتقديم رسالة لهم، لذلك سعيدة جدا بالتكريم لأنه تقدير لجهدى وتعبى وأحسست أنها رسالة من ربنا بأن أكمل فى طريقى.
وقد أعجبنى جدا فكرة تقديم عروض المهرجان على الشاطئ فهى فكرة جديدة وغير تقليدية وأنا مع كل جديد وضد كل ماهو تقليدى، حتى فى تربيتى لأولادي، وأنا سعيدة أننى سأتواجد خلال فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان وستتاح لى فرصة مشاهدة عروض من كافة الدول لأننى لم أتشرف بحضور الدورتين السابقتين ، وبالتأكيد سيكون للمهرجان مردوده الإيجابى على الحركة السياحية بمدينة شرم الشيخ.
الكاتب والمخرج المسرحى محسن رزق والذى يتم تكريمه فى ختام المهرجان يقول: مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى مهرجان مهم جدا لأنه يعتمد على فكر الشباب الذى صنع طفرة فى عالم المسرح مؤخرا وتكوينه الثقافى الذى أخذه عن الرواد مع حرصه على تطوير أدواته إعتمادا على التكنلوجيا التى أصبحت تسيطر على العالم ، وفكرة وجود مهرجان للشباب هى فكرة رائعة لأن المسرح توقف عندنا فجأة عند فترة معينة ومع احترامنا وتقديرنا للأجيال  السابقة فإنه لم يعد هناك تطور فى الفكر المسرحى ، لذلك فهذا المهرجان يعتبر متنفس للشباب ليروا أنفسهم من خلال العروض التى يشاهدونها ومن خلال العروض المشاركة فهذا شيئ جيد جدا، كذلك أحيى فكرة إقامة المهرجان بمدينة شرم الشيخ لما له من تأثير على الحركة السياحية فى تلك المنطقة ، بالإضافة إلى الهدف الأكبر وهو نشر المسرح فى جميع محافظات مصر، أضف إلى ذلك التجديد فى تقديم العروض خارج إطار المسرح التقليدى، فأنا أنتمى إلى كل ماهو جديد ومعه قلبا وقالبا ، طالما يقدم لى قيمة ورؤية جديدة، كذلك يحسب للمهرجان إعطاءه الفرصة لجيل جديد من الكتاب من خلال مسابقة التأليف المسرحى لأن لدينا مواهب رائعة فى الكتابة لا يجدون من يهتم بهم أو يرعى موهبتهم إلا من رحم ربى، فالنهضة المسرحية التى حدثت فى الستينات وتقديم جيل أصبح من رواد المسرح المصرى مثل ألفريد فرج وسعد الدين وهبة ومحمود دياب كانوا شباب وقتها، ولم يولدوا رواد، فأعطوا الفرصة للشباب خاصة وأن شباب اليوم أصبح الأمر أكثر سهولة فقد كانوا يرسلوننا فى بعثات للخارج لنرى تطور المسرح، الآن وبضغطة زر واحدة تستطيع أن تشاهد عروضا من كافة أنحاء العالم لكل الفرق.
وأحييى المهرجان على اختيار الفنان الكبير محمد صبحى لتحمل الدورة اسمه فهو فنان كبير يمكن أن أختلف معه فكريا لكننى أقدر أنه فنان مسرحى من طراز فريد ساهم فى إثراء المسرح بعروضه الرائعة إضافة إلى أنه مخرج مسرحي متميز تعلمنا منه الكثير.
وتقول الفنانة معتزة صلاح عبد الصبور: يحسب للمهرجان أنه يكافح ليثبت وجوده بين المهرجانات، لأن مسألة إقامة مهرجان مسرحي هي أمر بالغ الصعوبة فى ظل العديد من البيروقراطية والتعقيدات الإدارية، ولذلك فأنا متأكد أن القائمين على المهرجان خاضوا تجربة صعبة لإقامته، ومسألة حرصهم الشديد على تطويره وإضافة العديد من المسابقات والورش المصاحبة هى أمر يحسب لهم ، فهم يملكون الرغبة في الاستمرارية وتطوير وتعميق المهرجان من عام إلى آخر أتوقع للمهرجان أن يستمر طويلا لو ظلوا يعملون بنفس الجدية.
وحول اختيار اسم والدها الكاتب الراحل صلاح عبد الصبور لتحمل جائزة التأليف التي يمنحها المهرجان اسمه قالت: سعدت جدا بذلك وأرى أنه شرف للجائزة وشرف للمهرجان وشرف كبير للشاب الذي سيحصل على الجائزة، بعيدا عن كونه والدي فهو شاعر عالمي وعربي كبير، وسواء حملت الجائزة اسم والدي أو أحد الأسماء الهامة في المسرح المصري فستبقى ذكرى جميلة لمن يحصل عليها فالجوائز في النهاية هي اعتراف للمبدع بقيمة ما يقدمه من فن وإبداع وهى بمثابة دفعة للتطوير.
ويقول الكاتب وليد يوسف: فخور بوجودي داخل المهرجان كعضو لجنة تحكيم فى مسابقة النصوص المسرحية ن وكان لدينا 36 نص مسرحى ، أعتقد أن هناك مالا يقل عن سبع مؤلفين سيكون لهم مستقبل كبير فى عالم المسرح، وأنا سعيد جدا باهتمام المهرجان بالشباب وعمل مسابقات تنافسية بينهم وأنا ككاتب مسرحي عانيت كثيرا حتى أثبت نفسي وكانت النافذة الوحيدة للإعلان عن موهبتى هي أن أشارك فى مسابقات مسرحية وأفوز بها ، والحمد لله نلت جوائز عديدة، وهذا أعطاني ثقة كبيرة فيما أكتب، فميزة الجائزة أنها تشعرك أنك تسير على الطريق الصحيح، أن هناك أمل فى استمراريتك في هذا المجال.
وتقول الناقدة داليا همام: فكرة المهرجان بالنسبة لى فكرة مهمة جدا، فكون المهرجان شبابى يجعلك تطلع على تجارب الشباب من مختلف دول العالم، والدورة السابقة من المهرجان كان بها عروض جيدة جدا، واستمرار المهرجان وتوسعه، وتوقيع بروتوكولات تعاون بينه وبين دول كثيرة جدا واتساع أنشطته وفعالياته، ووجود مسابقات أكثر مثل مسابقة المونودراما ومسابقات أخرى فهذا بالنسبة لى قمة النجاح للمهرجان، وهذا المهرجان كونه موجه للشباب فإن هذا يشعرك بالحياة وأنت تشارك فى فعاليات المهرجان، وأنا أرى أن هناك حركة نقدية شابة ، والاستعانة بعدد من الشباب لمشاهدة العروض والاستعانة برأيهم هو بالتأكيد إثراء لحركة النقد .
وأضافت داليا: وجودى كعضو لجنة تحكيم بمسابقة الكتابة جعلنى ألمس حجم الجهد المبذول من جانب القائمين على المهرجان ، فرغم وجودي داخل لجنة واحدة إلا أنني شعرت بالإرهاق الشديد والأمر أخذ منى وقتا وجهدا كبيرين، وأنا عموما أعتبر هذا المهرجان مهرجاننا الخاص.
وتقول الفنانة وفاء الحكيم مدير المهرجان: لقد استطعنا خلال الدورتين السابقتين ان نعيد سياحة الشباب إلى شرم الشيخ ، وأن نضع بذرة مسارح في تلك المدينة السياحية العريقة، التي لم يكن بها سوى مسارح في الفنادق تقدم الترفيه فقط، وبحمد الله استطعنا عمل طفرة بشرم الشيخ فى مجال العروض المسرحية الجادة واشكر كل من وقف بجانب مهرجان شرم الشيخ ، فهو مهرجانهم، ونحن مجرد إداريين ندير الأمر لهم.
وتضيف وفاء الحكيم: لا شك أن هناك مؤشرات أولية تؤكد على نجاح تلك الدورة من المهرجان أهمها تقدم أكثر من 500 عرض للمشاركة في المهرجان، وهناك الكثير من المشاركين حضروا على نفقتهم الخاصة وقاموا بحجز الفنادق قبلنا ، ولم نستطع أن نجد الغرف واضطررنا لعمل حجوزات في ثلاث فنادق وليس فندق واحد، وسعيدة بالإقبال الكبير على المشاركة في الورش وفى المهرجان وبطلب الكثيرين بأن يكونوا معنا في المهرجان، وكنت أتمنى تحقيق ذلك وأن يكون لدى أماكن لاستضافة الجميع، لكن المهرجان غير تابع للدولة وتشارك أكثر من جهة في رعايته كما أن المجتمع المدني لم يصل بعد إلى فكرة دعم أو رعاية مهرجان مسرحي.
وأخيرا وليس آخرا يقول المخرج مازن الغرباوى رئيس المهرجان: هذه الدورة والتى تحمل اسم الفنان الكبير محمد صبحى أعتقد أنها ستكون دورة فارقة ونشرف بوجود سيدة المسرح العربى سميحة أيوب كرئيس شرفى للمهرجان، وفاعليات كثيرة جدا تضمها هذه الدورة وأعتقد بعد توفيق الله بأنه سيكون هناك طفرة كبيرة جدا فى الدورة الثالثة من المهرجان.
وأضاف الغرباوى: بالتأكيد أن المسابقات التى يقدمها المهرجان ستساهم فى خلق جيل جديد من المبدعين، وقد أعلن الفنان محمد صبحى عن تخصيصه لجائزة مالية للنص الفائز، وإنتاجه وبهذا تكون الدائرة قد اكتملت فلو أننا أخذنا الشباب المتميزين في الورش مع النص الفائز بالجائزة وينتجه الأستاذ صبحي ليعرض في الدورة الرابعة من المهرجان، فأنت بذلك أصبح لك كيان على أرض الواقع ، فالفكرة تتطور وتتبلور من خلال دعم الأساتذة الكبار الذين أشكر دعمهم ومساندتهم وأشكر دعم مؤسسات الدولة، الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، ومهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة ود. أمل جمال وكيل الوزارة، ود. رانيا المشاط وزيرة السياحة، واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء ، كل المؤسسين والداعمين لهم منى كل التقدير والشكر والاحترام وكل الشباب الذين يعملون معنا فى إدارة المهرجان وإن شاء الله ربنا يكافئنا على مجهودنا وتعبنا جميعا.


كمال سلطان