أفضل مخرج بـ«مهرجان زكى طليمات»محمد الرخ: «دراما الشحاذين» يناقش العلاقة بين الفنان والسلطة

أفضل مخرج بـ«مهرجان زكى طليمات»محمد الرخ: «دراما الشحاذين» يناقش العلاقة بين الفنان والسلطة

العدد 550 صدر بتاريخ 12مارس2018

محمد الرخ: «دراما الشحاذين» يناقش العلاقة بين الفنان والسلطة
بدأ محمد الرخ مشواره الفني من خلال مسرح كلية التجارة جامعة القاهرة، شارك خلال فترة الجامعة باعتباره ممثلا فيما يزيد عن 35 عرضا مسرحيا متنوعا بين المسرح الجامعي ومسرح الدولة والقطاع الخاص، أخرج عددا من العروض بالجامعة ثم التحق بالدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية ليتخذ من الإخراج والتمثيل الذين يعشقهما طريقا احترافيا له. قدم مؤخرا مسرحية “دراما الشحاذين” تأليف بدر محارب في مهرجان المسرح العربي (زكي طليمات) بالمعهد العالي للفنون المسرحية ونال عنها مجموعة كبيرة من الجوائز كأفضل عرض وأفضل مخرج وغيرها من جوائز التمثيل. التقينا معه للتعرف على طبيعة هذه التجربة، وقضايا مسرحية أخرى.
 

بداية كيف بدأت رحلتك مع الثقافة والفن والمسرح بشكل خاص؟
والدي كان موظفا بأحد البنوك لكنه كان يكتب الشعر فاستهواني قراءة الشعر، وكنت مولعا بتقليد الأقارب والجيران ثم شاركت في المسرح المدرسي أثناء دراستي بالمرحلة الثانوية، ثم كانت البداية الحقيقية مع المسرح الجامعي بمجرد التحاقي بكلية التجارة بجامعة القاهرة عام 2005، لا سيما وأن مسرح كلية التجارة بجامعة القاهرة له تاريخ طويل وكان يعتمد على مخرجين كبار مثل المخرج الفنان ناصر عبد المنعم، بالإضافة إلى مشاركاتي في بعض الورش المسرحية التي تنظمها الجامعة مع الزملاء الذين أصبح معظمهم الآن نجوما على الساحة الفنية مثل محمد فهيم ومحمد ممدوح ومحمد فراج ومحمد سلام وغيرهم، ومن أبرز العروض التي شاركت فيها في هذه الفترة مسرحية العين الحمرا تأليف بهيج إسماعيل.
 - متى كانت أول تجربة إخراج لك؟
أول تجربة إخراج كانت عام 2008/ 2009 من خلال مهرجان كلية التجارة الداخلي الحر وأخرجت مسرحية “كلنا عايزين صورة” تأليف لينين الرملي، وشارك معي في العرض علي ربيع، والسينارست أحمد محيي واس اس وهيثم عصام وغيرهم من نجوم كلية التجارة. وحصل العرض على بعض الجوائز في التمثيل والسينوغرافيا وتميز الإخراج وأفضل عرض ثانٍ، ولأول مرة استشعرت طعم النجاح في الإخراج، لكن الإخراج بالنسبة لي سيظل النشاط الثاني بعد التمثيل. وشاركت بعد ذلك فيما يزيد على 35 عرضا مسرحيا متنوعة بين مسرح الجامعة ومسرح الدولة والقطاع الخاص وغيرها، مثل باب الفتوح، واغنية الوداع والحامي والحرامي وبراكسا، وأبرزها هي العروض التي شاركت فيها مع أستاذي الراحل المخرج حسين محمود مثل هامت وسور الصين.
 - كم تجربة قدمتها حتى الآن على خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية منذ التحاقك بالدراسة بالمعهد وأبرز الجوائز التي حصلت عليها؟
حتى الآن قدمت ثلاث تجارب على خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية أولها «وحش الوراق» وكانت في المهرجان الكوميدي الذي أقيم العام الماضي وكان في إطار نشاط طلابي دون لجنة تقييم وكان بمثابة بداية تمكنني من تعريف نفسي بشكل فني أمام زملائي بالمعهد وكسب ثقتهم، ثم بعد ذلك قدمت في العام الماضي في مهرجان المسرح العالمي مسرحية “مركب بلا صياد” تأليف ألكساندرو كاسونا وحصدت عنها عددا من الجوائز في الإخراج (مخرج ثانٍ) والتمثيل (إنجي كمال – ممثلة أولى)، ثم قدمت مؤخرا في مهرجان المسرح العربي مسرحية “دراما الشحاذين” تأليف: بدر محارب، وهي تعتبر بالنسبة لي التجربة الأكثر نضجا والمحببة إلى قلبي وحصلت بها على جوائز أفضل عرض وأفضل مخرج وأربع جوائز تمثيل لمحمد ناصر، وعبدو القليوبي، ومصطفى غريب، رنا خطاب، وجائزة ثاني أفضل ديكور، وشهادة تميز لموسيقى العرض.
 - كيف بدأت تجربة دراما الشحاذين؟
كنت أبحث عن نص مناسب للمهرجان العربي، وفاضلت بينه وبين مجموعة كبيرة من النصوص، فتواصلت مع المؤلف الكويتي بدر محارب، فرحب كثيرا، وحافظت على لغته الفصحى، وروحه الكوميدية الخفيفة وبدأت العمل مع الممثلين وباقي فريق العمل، وهو نص يناقش العلاقة بين الفنان والسلطة من خلال استعراض حياة مجموعة من الفنانين والمهمشين، لم يحالفهم الحظ فتحولوا إلى مجموعة من المتشردين.
 - هل واجهتك بعض المشكلات أثناء تجهيزك للعرض؟
بعض المشكلات البسيطة مثل تنسيق المواعيد بين فريق العمل نظرا لانشغال بعض الممثلين بالتصوير في مسلسلات رمضان، بالإضافة إلى تأجيل المهرجان من ديسمبر 2017 الماضي وحتى فبراير 2018 نظرا لامتحانات الفصل الدراسي الأول مما سبب بعض القلق والتوتر لمجموعة العمل، إلا أن المجموعة تغلبت على هذا، بالإضافة لروح الفريق التي كانت تسود كواليس العمل، فلم يكن أي من المجموعة يطمح لجائزة فردية بينما كان الطموح العام لجائزة أفضل عرض، حتى في تعاملي كمخرج لم يكن هدفي إبراز وجود مخرج بقدر ما هو إبراز مواهب الممثلين، ليبدو العرض واقعيا وسلسا معتمدا على البساطة في التمثيل والأداء وخطوط الحركة وغيرها من المفردات.
وأريد التأكيد على دور الموسيقيين في هذا العرض فهم مجموعة من الشباب في معهد الموسيقى العربية والكونسير تتراوح أعمارهم ما بين 16 إلى 21 سنة، يقودهم أحمد حسني (سابواي) المؤلف الموسيقي في العرض وعمره 21 عاما، ومعه آية سليمان (خريجة كونسير)، وبلال (تشيللو) ومازن (كمنجة)، نادر (الأورج)، وهي مجموعة في غاية الالتزام والانضباط، أهدوا الموسيقى للعرض دون أجر.
ما رأيك في الحركة المسرحية المصرية في الآونة الأخيرة؟
أرى أن الحركة المسرحية المصرية عادت بقوة في العامين الماضين بعد حالة ركود طويلة منذ حريق المسرح القومي، فبدأنا نلمس ظهور بعض المخرجين المتميزين مثل المخرج تامر كرم، والمخرج محمد علام وغيرهما كثيرون، ولا ننكر أن مسارح الدولة والبيت الفني والجامعات لها دور كبير في هذه الفترة.
 - ابتعد بعض نجوم المسرح بحجة أنه لا يحقق دخلا ماديا مرضيا في مقابل الجهد المبذول. كيف ترى ذلك؟
أرى أن العرض الجيد يفرض نفسه ويحقق رواجا كبيرا لشباك التذاكر، على سبيل المثال محمد رمضان اتجه للمسرح وقدم عرضين هما “رئيس جمهورية نفسه” و”أهلا رمضان” وحقق من خلالهما نجاحا ملحوظا على المستويين المالي والمادي.
وأرى أن تجارب فرق الهواة تجارب جيدة ويمكن أن تحقق ربحا ماديا، إذا تم إدارة الأمر بشكل صحيح من خلال تقديم عمل فني جيد.
 - ما رأيك في مستوى هذه الدورة للمهرجان من الناحية الفنية والتنظيمية؟
المهرجان كان جيدا إلى حد كبير، فشاهدت عروضا على مستوى فني جيد مثل عرض “كاني وماني” إخراج أحمد سعد والي، وعرض “أفراح القبة” إخراج بهاء الخطيب، وباقي العروض كانت جيدة وإن شابها بعض الإطالة، وان كنت أتحفظ على بعض الزملاء الذين شاركوا كمخرجين وممثلين في عروضهم، فعندما يقوم المخرج بالتمثيل في عرضه فإنه يفقد جزءا كبيرا من تركيزه يؤثر سلبا على العرض بلا شك.
أما من الناحية التنظيمية فقد تطور المهرجان كثيرا في هذه الدورة عن الدورات السابقة، وبدا جهد لجنة التنظيم واتحاد الطلاب واضحا، من خلال عمل دعوات وعمل دعاية للمهرجان على نطاق واسع.
 - لاحظنا ازدحاما كبيرا على أبواب المسرح، هل لديك مقترحا للتغلب على ذلك؟
أرى أن يحظى كل عرض بليلتي عرض بدلا من ليلة واحدة كما يحدث في المهرجان القومي للمسرح، على أن تكون الليلة الأولى كبروفة جنرال للمخرج ويسمح فيها بحضور الجمهور، والليلة الثانية للجنة التحكيم والجمهور أيضا.
 - هل ترى أن مهرجانات المعهد لها طبيعة خاصة؟
بالطبع، لا سيما وأن أغلب الجمهور من المتخصصين والأكاديميين؛ مما يتطلب بالضرورة اختيار نصوص لها ثقلها؛ ولذا نشاهد عروضا قوية فمجموعات العمل تضع الجمهور في حسبانها؛ لذا تهتم بكل التفاصيل والدقة في التنفيذ. وأتوقع أن يتم تقديم عروض أقوى في المهرجانات القادمة.
 - كيف يمكن دعم الفائزين ومنحهم الفرصة بعد الجائزة؟
دعوة منتجين وكتّاب ومخرجين ممن لهم دورهم في سوق العمل في الميديا والتلفزيون والسينما، واختيار لجان تحكيم قوية، يعطي فرصة كبيرة لكل المشاركين، وهو ما حققه د. أشرف زكي في المهرجان الأخير من خلال لجنة تحكيم المهرجان، كالمنتج محمد مشيش والكاتبة مريم ناعوم والمخرج والسينارست نادر صلاح الدين وغيرهم. وبالفعل رشحوا بعض زملائنا المشاركين في بعض الأعمال الفنية.
 - ما هي مشروعاتك القادمة؟
فكرت في المشاركة في مهرجان المسرح العالمي في المعهد، وإن كنت مترددا بعض الشيء، أرى أني بحاجه لإعادة تهيئة عرض “دراما الشحاذين” والمشاركة به في مهرجانات مسرحية أخرى داخل مصر وخارجها. وأتفرغ لمساعدة زملائي من المشاركين في مهرجان المسرح العالمي القادم، وأتفرغ لممارسة التمثيل الذي أحبه وأعشقه. على أن أجهز عملا جديدا في الدورة القادمة من المهرجان العربي.
 - أمنياتك وطموحاتك لنفسك وللمسرح المصري؟
أتمنى أن أقدم عرض جراند يصل لـ25 ممثلا، (تربل كاست) أي 75 ممثلا، وأن يعرض كل «كاست» منهم ليلة عرض. وأتمنى للمسرح المصري مزيدا من النهوض والتقدم.

 


عماد علواني