في ندوة عرض «عبور وانتصار»

في ندوة عرض «عبور وانتصار»

العدد 547 صدر بتاريخ 19فبراير2018

حسن عطية: العرض يبعث على البهجة ويثير الحس الوطني ببساطة وعمق
أقام المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية ندوة عن عرض «عبور وانتصار» من تأليف وإخراج محمد الخولي، وذلك ضمن الندوات التطبيقية التي ينظمها المركز. أدار الندوة الباحث علي داود وتحدث فيها د. أسامة أبو طالب ود. حسن عطية واللواء محمد نبيل.
د. أسامة أبو طالب كشف عن مفاجأته بالعرض، الذي نجح في مخاطبة الكبار، وكان جاذبا أيضا للأطفال، وهو ما بدا في إنصاتهم الشديد والتزامهم الكامل، مشيرا إلى أن العرض بسيط وممتع. وتطرق أبو طالب إلى تناول العروض من الناحية الوطنية – حسب تعبيره - التي تحتاج إلى تحقق كبير مما تحويه من معلومات عسكرية وسياسية، يجب أن تكون سليمة ونقية عن حرب أكتوبر 73، تلك الحرب التي جعلت المصريين ينهضون بعد النكسة ليصبحوا منتصرين في المسافة الزمنية البسيطة ما بين هزيمة 67 وانتصار 73، وبينهما حرب الاستنزاف المصرية، مؤكدا أن المخرج استطاع أن يقدم عرضا واقعيا يحوي معلومات وطنية هامة وجميعها وثائق مثبتة. أضاف: بصفتنا نقاد مسرح تكون أحكامنا عادة قاسية، ولكن المخرج محمد الخولي استطاع ببراعة شديدة أن يقدم لنا عرضا بسيطا وممتعا، حيث قام بتقسيم المسرح إلى نصفين، نصف يمثل الجانب الإسرئيلي ونصف يمثل الجانب المصري الذي تنبع منه الحارة المصرية، التي تعبر عن الأصل والمنبع والمنشأ. وختم أبو طالب بتحية المشاركين في العرض، مشيرا إلى أنهم يقفون على قدم المساواة، حيث استطاعوا تقديم حالة صادقة جعل الأطفال يعيشون الموقف العظيم، وقدم التحية لكل من مدير المسرح القومي للطفل حسن يوسف والمخرج محمد الخولي، معتبرا عدم مشاهدة الأطفال للعرض يعد خيانة لدور الفن باعتبار أن مواجهة الإرهاب تكون بالثقافة والفن، لافتا إلى وجود ادعاء بأن الفن يحتاج إلى تكاليف كبيرة، حتى يظهر بشكل جيد، مؤكدا أن الفن لا يحتاج سوى أن نكون صادقين في تقديمه.
الناقد د. حسن عطية تساءل: لماذا لم نشاهد سوى أعمال فنية قليلة في السينما أو المسرح عن حرب أكتوبر المجيدة؟ وقدم عطية التحية للمخرج محمد الخولي واصفا تجربته بالمتميزة، مشيرا إلى أنها تجعلنا نعيد النظر بأكثر من زاوية لحرب أكتوبر المجيدة بعد أكثر من ثلاثة عقود، ومحييا دور الفنان حسن يوسف مدير المسرح القومي للطفل في استضافة العرض، الذي وصفه «بالعرض العائلي» الذي نجح في جذب العائلات كبارا وصغارا، والراقي دون بذخ. تابع: يجب أن نقف عند ثلاث نقاط هامة في هذا العرض أولها (الحارة) بكل شخصياتها المحبة، ثم القوات المسلحة المصرية مقارنة بالقوات الإسرائيلية، مؤكدا أن العرض قدم بواقعية وعدم إسفاف في تقديره للعدو والقيادة الإسرائيلية، فلولا قوة هذه القيادة وإصرارنا على هزيمتها ما تحقق الانتصار، وتحول إلى معنى كبير لدى المصريين. تابع د. حسن عطية: المسرح ليس هروبا من الواقع ولا التاريخ ولا القضايا الساخنة، إنما عليه أن يواجه هذه القضايا، مشيرا إلى أن السلبية ليست مطلوبة في مواجهة الحقائق. أضاف: العرض يضم مجموعة من النجوم القادرين على أن يبعثوا البهجة، فضلا عن إثارة الحس الوطني ببساطة وعمق، وختم عطية بالقول إن لدينا مسرحا جادا ومبهجا ومؤمنا بالغد والمستقبل.
اللواء محمد نبيل أعرب عن سعادته البالغة بكم المعلومات العسكرية والوطنية الدقيقة التي ذكرها العرض، موجها الشكر للفنان حسن يوسف والمخرج محمد الخولي، موضحا أن «عبور وانتصار» كان حلما له وللمخرج محمد الخولي. أضاف: الدول الغربية تعتمد في مناهجها على تقديم معلومات مغلوطة عن حرب أكتوبر المجيدة وتحاول أن تزرعها في عقول الطلاب، كما تشتهر إسرائيل بخداعها الاستراتيجي بعد عام 1974 وتقدم وسائل الإعلام الغربية معلومات خاطئة تنفي انتصارنا ويزعم العدو الإسرئيلي منذ 2011 أنه من انتصر في أكتوبر ويقيم في شوارع إسرائيل الاستعراضات احتفالا بالنصر المزعوم. والحقيقة، إننا يجب أن نعاتب أنفسنا على أننا لم نقدم أعمالا توضح التفاصيل الخاصة بحرب أكتوبر المجيدة، وانتصارنا على العدو. تابع: نحن في حالة حرب فعليه ولكن تغير شكلها لتصبح حربا على الهوية المصرية ومحاولات طمس ثقافتنا. لذلك فإن دور الفن والقوى الناعمة مطلوب في المواجهة، لأنها حرب عقول، لا بد أن يخوضها المثقف والفنان.
وأشار حسن يوسف مدير المسرح القومي للطفل إلى الدور التربوي للمسرح القومي للطفل، مؤكدا أن القومي للطفل من أهم المسارح التي تخاطب فئات عمرية صغيرة، وتحاول مع الأسرة والمجتمع أن تشكل القيم والمفاهيم الصحيحة وأن تسترجع القيم التي اندثرت بتقديم معلومات أخلاقية وتربوية، مضيفا: عندما قدم المخرج محمد الخولي المشروع انجذبت له كثيرا لحبي للمغامرة، رغم تخوفي، ولكنني تحمست لتقديم هذا الموضوع ولإنتاجه، فهو ضمن رسالتي في المسرح، أن أقدم عملا وطنيا، وعندما ظهر العمل شعرت بالطمأنينة.
تابع: دور الفنان والمثقف مثل دور المقاتل على الجبهة، ورسالته في غاية الأهمية، مشيرا إلى أن العدو يحاربنا فكريا، لذلك يتمنى أن يتجول هذا العرض في المحافظات.
المخرج محمد الخولي تحدث عن بداية العمل على العرض والتحضير له، موضحا أنه عاصر فترة حرب أكتوبر وما سبقها من نكسة 67 التي شهدت هجرة الكثير من العائلات من بورسعيد والإسماعيلية، قال: «تكونت في ذهني صور الشخصيات في تلك الفترة خلال جلسات المقهى الذي كان يضم الكثير من الشخصيات التي ظهرت في العرض، كما عايشت أحلام أسرتي بالحرب التي ستمكننا من العودة مرة أخرى إلى محافظتنا بورسعيد، وجميعها أشياء جعلتني ارتبط بالقوات المسلحة، وقد التحقت بالجيش وكنت سعيدا بهذه الفترة». تابع: حلمت كثيرا بتقديم عمل يحوى رؤية سياسية عن حرب أكتوبر المجيدة، ولم أر الكثير من النصوص التي تتحدث عن الحرب، فقررت أن أكتب أنا فجمعت المراجع وما يتعلق بحرب أكتوبر سواء من الجانب المصري أو الجانب الإسرئيلي، ومذكرات الرئيس الراحل أنور السادات وبعض القادة السياسيين، وكتبت في البداية مسلسلا تلفزيونيا، وعرضته على المنتجين ولكن لم يحالفه الحظ كمسلسل، فقررت أن أقدمه كمسرحية وقمت بتكثيفه، أشار إلى أن الأعمال الوطنية تحتاج إلى دراسة وثقافة كبيرة وإلى الدقة في وضع كل معلومة تاريخية ووطنية. أضاف: قدمت المسرحية وأنا أعلم أن هناك الكثير من المعوقات التي ستواجهني، فليس بالشيء الهين تقديم عمل وطني. مشيرا إلى أنه عندما قدم العمل إلى البيت الفني للمسرح رفضته لجنة القراءة، فعرضه – بناء على رغبتي - رئيس البيت الفني مرة أخرى على لجنة قراءة أخرى، من خارج البيت الفني، من ضمنها د. أسامة أبو طالب، فوافقت عليه وأشادت اللجنة في تقريرها بالعرض وهو ما أسعدني كثيرا وقدم العرض.
 

 


رنا رأفت