سهير المرشدي إيزيس المسرح المصري

سهير المرشدي إيزيس المسرح المصري

العدد 546 صدر بتاريخ 12فبراير2018


الفنانة القديرة المتألقة سهير المرشدي هي ابنة جيل الوسط وابنة ستينات القرن العشرين التي ملأت خشبة المسرح حيوية ونشاطا، والتي حصلت على كثير من الألقاب والصفات التي أطلقها عليها النقاد والجمهور، فهي «إيزيس المسرح المصري» وهي القديرة والمتألقة والمبدعة والسنيورة، ولكنني شخصيا أفضل دائما لقب: «المرأة ذات الألف وجه»، وذلك لنجاحها في إقناعنا - ومنذ بداياتها الفنية - بجميع الشخصيات الدرامية التي جسدتها بكل اقتدار مهما كانت مختلفة ومتباينة بل ومتناقضة مع بعضها البعض،
 فقد برعت في تجسيد شخصية الفتاة المعاصرة (سواء طالبة الجامعة أو في مختلف المهن) وأيضا الزوجة المصرية بمختلف طبقاتها الاجتماعية، كما تفوقت في أداء شخصيات المرأة المطحونة والفلاحة المصرية والصعيدية وبنفس كفاءة تجسيدها للمرأة الساحلية أو حتى لأدوار الغانيات أو أدوار الطبقة الأرستقراطية. جسدت كثيرا من الأدوار باللهجة العامية، كما تألقت أيضا في عدد كبير من الأدوار باللغة العربية الفصحي وخصوصا في تجسيدها لتلك الشخصيات الدينية أو التاريخية.
ويكفي للدلالة على تألقها وتميزها أن نذكر حقيقة أن الجمهور قد حفظ عن ظهر قلب أسماء تلك الشخصيات التي جسدتها، سواء كان ذلك في المسرح فهي على سبيل المثال: حميدة (زقاق المدق)، ست البنات (معروف الإسكافي)، سنيورة (ليالي الحصاد)، كوكب (النسر الأحمر)، زينب (جواز على ورقة طلاق)، زبيدة (روض الفرج)، إيزيس (إيزيس)، سالومي (رقصة سالومي الأخيرة)، فدوى (يوم من هذا الزمان). أو كان من خلال مشاركاتها السينمائية ومن بينها على سبيل المثال أيضا: الغازية (البوسطجي)، سعاد (زوجة رشدي أباظة في جريمة في الحي الهادي)، عزيزة (مجرم تحت الاختبار)، نجفة (الناس اللي جوه)، مرمر (حكاية بنت اسمها مرمر)، راوية لطفي (وعادت الحياة)، نعيمة المحامية (حكمتك يا رب)، حسنية (يا رب توبة)، فاطمة (عودة الابن الضال)، فادية (التلاقي)، نرجس أمين (بنت غير كل البنات)، بهية (مطاوع وبهية)، سميحة الغندور (رغبة متوحشة)، هند (لحظة خطر)، عساكر (العشق والدم)، وأيضا من خلال الدراما التلفزيونية ارتبط الجمهور بشخصيات: نهلة رشيد (جواري بلا قيود) عدولة (أرابيسك)، أمينة (بيت العيلة)، هند بنت عتبة (الوعد الحق)، حفيظة (قصة مدينتين)، سماسم (ليالي الحلمية)، ساكنة بيه (بوابة الحلواني)، فردوس (لا أحد ينام في الإسكندرية)، حمدية (موعد مع الوحوش)، روح (النار والطين)، يامنة (أريد رجلا).
والفنانة المتميزة سهير المرشدي من مواليد 21 سبتمبر عام 1946، وقضت جزءا من حياتها في مدينة «طنطا» بمحافظة الغربية، وذلك قبل انتقال عائلتها إلى القاهرة لتستقر بحي «الحلمية الجديدة»، وقد ظهرت موهبتها الفنية لأول مرة من خلال المسرح المدرسي وبالتحديد عندما التحقت بمدرسة «الحلمية الثانوية للبنات»، وشاركت في عروض المسرح المدرسي، ولتفوقها حصلت من مديرة مدرستها «ماما رشيدة» على شهادة تقدير عن دورها في مسرحية «الأميرة العمياء» من إخراج أستاذها أبو ضيف علام، مما شجعها بعد ذلك على دراسة التمثيل في «المعهد العالي للفنون المسرحية»، وبالطبع لم يكن الطريق ممهدا أمامها، حيث رفضت الأسرة وخصوصا الوالد التحاقها بالمعهد وأصر على التحاقها بكلية الطب، ولكن مع إصرارها ومساندة عمها لها استطاعت إقناع الأسرة، خاصة بعدما استمع والدها لصوتها بإحدى السهرات الإذاعية واقتنع بموهبتها.
تخرجت من المعهد بالحصول على شهادة بكالوريوس التمثيل والإخراج عام 1966 بتقدير عام امتياز (وترتيب الأولى)، وذلك ضمن دفعة ضمت نخبة من المتميزين الذين حققوا نجوميتهم بعد ذلك ومن بينهم الأساتذة: حسن السبكي، د. هاني مطاوع، د. هناء عبد الفتاح، رباب حسين، أبو اليسر أبو اليسر، محمد عبد السلام، ويلاحظ أن أغلبية خريجي الدفعة قد اتجهوا للإخراج سواء المسرحي أو التلفزيوني.
أثناء مرحلة دراستها بالمعهد شاركت في عدة أعمال احترافية من بينها مسرحيات: مهر العروسة، يا طالع الشجرة، سهرة مع تشيكوف، بستان الكرز، رحلة خارج السور، وراء الأفق، الأرملة الشابة، «زقاق المدق»، «ليالي الحصاد»، ومسلسل «طومان باي»، وأيضا فيلم «صبيان وبنات».
ويذكر أنها بدأت مشوارها الفني منذ منتصف الستينات تقريبا - أثناء فترة دراستها بالمعهد - بأداء بعض الأدوار الرئيسية بالمسرح وأيضا بعض الأدوار الثانوية بالسينما مثل دور «الغازية» في فيلم «البوسطجي»، ثم استطاعت بموهبتها وتميزها وخبراتها أن تقوم بأدوار البطولة بمختلف القنوات الفنية (بالمسرح والسينما والإذاعة وأيضا الدراما التلفزيونية). وقد تزوجت من الممثل والمخرج المسرحي كرم مطاوع في أواخر السبعينات وأنجبا ابنتهما الوحيدة «حنان مطاوع» التي احترفت التمثيل أيضا وحققت النجومية حاليا.
 - المسيرة الفنية:
استطاعت الفنانة المبدعة سهير المرشدي خلال مسيرتها الفنية أن تحفر لنفسها مكانة خاصة في قلوب الجمهور بأدائها المتميز الذي يتسم بالبساطة والطبيعية، والذي لم يكن إلا تجسيدا واقعيا لشخصية الفتاة أو المرأة المصرية الأصيلة، خاصة وأنها تتميز بوجه مصري بشوش يتسم بالجمال والملامح المريحة، وتلك المكانة المتميزة لم يكن بالطبع من الممكن تحقيقها لولا دخولها المجال الفني مسلحة بموهبتها المؤكدة وثقافتها الحقيقية وأخلاقها السامية، فاستطاعت خلال مسيرتها الفنية أن تصبح نموذجا مشرفا للفنانة المصرية الموهوبة والمثقفة أو للمرأة المصرية والعربية بصفة عامة، ورمزا للالتزام الفني والأخلاقي. هذا ويمكن تصنيف مساهماتها الفنية طبقا للقنوات الفنية المختلفة وطبقا للتتابع الزمني كما يلي:
أولا: الأفلام السينمائية
أثرت الفنانة القديرة سهير المرشدي حياتنا الفنية بالمشاركة في بطولة أربعين فيلما فقط، وبالطبع يعود ذلك إلى اضطرارها للسفر خارج مصر لعدة سنوات منذ نهاية سبعينات القرن العشرين وبالتحديد خلال الفترة من عام 1979 إلى عام 1985، وتضمن قائمة أعمالها السينمائية الأفلام التالية: المشاغب، صبيان وبنات (1965)، القاهرة 30 (1966)، جفت الأمطار، الخروج من الجنة، شنطة حمزة، جريمة في الحي الهادي، الزوجة الثانية، السيد البلطي (1967)، البوسطجي، جزيرة العشاق، مجرم تحت الاختبار (1968)، من أجل حفنة أولاد، الناس إللي جوه، الحرامي (1969)، سارق المحفظة، هروب (1970)، بنات في الجامعة، بلا رحمة، السكين (1971)، طريق الانتقام، حكاية بنت اسمها مرمر (1972)، يارب توبة، عودة الابن الضال (1975)، وعادت الحياة، حكمتك يا رب (1976)، التلاقي (1977)، بنت غير كل البنات، امرأة بلا قلب (1978)، المغنواتي (1979)، كدابين الزفة (1986)، احتيال (1990)، رغبة متوحشة، لحظة خطر (1991)، حكاية مدينة (1999)، العشق والدم (2002)، وذلك بخلاف الفيلم السوري واحد + واحد (1971)، والفيلم العراقي مطاوع وبهية (1982).
ويمكننا من خلال القائمة السابقة أن نرصد تميزها في عدة أفلام مهمة في مقدمتها: جفت الأمطار، السيد البلطي، حكاية بنت اسمها مرمر، يا رب توبة، عودة الابن الضال، حكمتك يا رب، المغنواتي، والفيلم العراقي مطاوع وبهية.
ثانيا: الأعمال التلفزيونية
بدأت الفنانة سهير المرشدي احتراف الفن بعد بدايات تأسيس مسارح التلفزيون بسنوات قليلة، ولذلك فهي تعد من الرواد في مجال الدراما التلفزيونية، وقد شاركت في إثراء الشاشة الصغيرة بما يزيد عن مائة مسلسل وسهرة تلفزيونية ومن بينها المسلسلات التالية: الحب في زمن الإيدز، لص الثلاثاء، الظلال، أسير الماضي، خذوني معكم، خولة بنت الأزور، الوعد الحق، ليالي الحصاد، وحش البراري، الجريمة، الذئب الأزرق، جواري بلا قيود، ليالي الحلمية (ج1، 2، 5)، بوابة الحلواني (ج1)، بيت العائلة، أرابيسك، قصة مدينة، حكاية بلا بداية ولا نهاية، عطشان يا صبايا، محاكمة الليالي، المرسي والأرض، لا أحد ينام في الإسكندرية، طريق الخوف، موعد مع الوحوش، النار والطين، أريد رجلا (ج1، 2)، طايع (تحت الإعداد)، وذلك بخلاف بعض التمثيليات والسهرات التلفزيونية ومن بينها: نصف شقة، لا عزاء للأقارب، الرحلة، رصاصة في العقل، جاهز وتفصيل، الشيخ شيخة، الرحلة، رصاصة في العقل، نصف شقة، لا عزاء للأقارب، موعد مع الزمان.
ثالثا: الأعمال الإذاعية
للأسف الشديد إننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذه الفنانة القديرة، التي ساهمت في إثراء الإذاعة المصرية ببطولة عدد كبير من برامج المنوعات والأعمال الدرامية على مدار ما يقرب من نصف قرن، ومن بينها المسلسلات والتمثيليات التالية: الورثة المحترمون، أريد هذا الرجل، الأبيض والأسود، أهلا يا حب، مدرسة المشاغبين، الخطاب، ودارت الأيام، الفلوس والحب، بنت مدارس، الليل طويل، الطوفان.
رابعا: الأعمال المسرحية
ظل المسرح هو مجال عشقها الأول والأساسي الذي تستمتع بالوقوف على خشباته والتبتل في محرابه، ولذا فقد حرصت منذ أول مشاركاتها المسرحية على أداء تلك الأدوار الرئيسية التي تضيف إلى رصيدها وتضيف هي إليها، فاستطاعت أن تثبت وجودها وتضع لاسمها مكانة متميزة وسط سيدات المسرح العربي سواء بالأدوار التراجيدية أو الكوميدية، هذا ويجب التنويه إلى أنها قد رفضت التعيين بجميع فرق مسارح الدولة وفضلت أسلوب التعاقد مع الفرقة التي ترشحها لأداء إحدى الأدوار المتميزة التي تضيف لرصيدها، وذلك حتى يكون لها حرية الاختيار بعيدا عن روتين وقيود الوظيفة، وبالفعل شاركت ببطولة عدد كبير من المسرحيات من إنتاج جميع فرق الدولة تقريبا.
وتتضمن قائمة أعمالها المسرحية مشاركتها ببطولة خمسة وثلاثين مسرحية، ويمكن تصنيف المسرحيات التي شاركت في بطولتها طبقا لاختلاف الفرق وللتتابع التاريخي كما يلي:
1 - بفرقة”مسرح الجيب»: يا طالع الشجرة (1963)، سهرة مع تشيكوف (1963)، بستان الكرز (1964)، المشخصاتية (الجيب 1971).
2 - بفرقة «المسرح القومي»: رحلة خارج السور (1964)، حدث في أكتوبر، السؤال (1973)، النسر الأحمر (1975)، هي ومراتي (1977)، رقصة سالومي الأخيرة (1999).
3 - بفرقة «المسرح الحديث»: في سبيل الحرية (1965)، ليالي الحصاد (1968)، جواز على ورقة طلاق (1972)، الثأر ورحلة العذاب (1982)، الحامي والحرامي (1989)، للأمام قف (1994).
4 - بفرقة «المسرح العالمي»: وراء الأفق (1964)، الأرملة الشابة (1964).
5 - بفرقة «المسرح الكوميدي»: معروف الإسكافي (1967)، الحب في حارتنا (1972).
6 - فرق الدولة الأخرى: روض الفرج (وزارة الثقافة 1982)، إيزيس (وزارة الثقافة 1986)، دنيا المولد (الشباب 1990)، سوناتا الحب والموت (الطليعة 1997)، يوم من هذا الزمان (الغد 2003).
7 - فرق القطاع الخاص: زقاق المدق (المسرح الحر - 1958)، المراية (المسرح العسكري - 1966)، يامالك قلبي بالمعروف (المدبوليزم - 1979)، وذلك بخلاف بعض المسرحيات المصورة أيضا ومن بينها: لعبة شهر العسل (1973)، الكراسي الموسيقية (1985)، التاج المسحور (المسرح - 2005).
وقد تعاونت من خلال مجموعة الأعمال السابقة مع نخبة من كبار مخرجي المسرح من مختلف لأجيال ومن بينهم الأساتذة: عبد الرحيم الزرقاني، حمدي غيث، عمر وصفي، محمود السباع، نور الدمرداش، كمال يس، كمال حسين، سعد أردش، كرم مطاوع، د.كمال عيد، أحمد عبد الحليم، نجيب سرور، فاروق الدمرداش، عبد الحفيظ التطاوي، محمد فاضل، د.هاني مطاوع، عبد الغني زكي، د.هناء عبد الفتاح، د.عمرو دوارة، فاروق زكي، عباس أحمد، هشام جمعة.
هذا ويجب التأكيد على أن المسيرة المسرحية للفنانة سهير المرشدي مسيرة مشرفة فعلا بكل المقاييس، خاصة وأنها قد استطاعت في فترة مبكرة جدا الحصول على فرص البطولة المطلقة، وبالتالي يحسب لها عدم مشاركتها إلا بأداء تلك الأدوار التي استطاعت من خلالها تأكيد موهبتها وقدراتها الفنية، وكذلك حرصها الشديد طوال مشوارها المسرحي على تنوع أدوارها، ويستطيع الناقد المتخصص أن يرصد ويسجل لها مدى مهاراتها في أداء مختلف الأدوار المركبة، وعلى سبيل المثال استطاعت أن تجيد أداء بعض الشخصيات بالمسرحيات العالمية باللغة العربية الفصحى مثل أدوارها بمسرحيات: بستان الكرز، سهرة مع تشيكوف، وراء الأفق، الأرملة الشابة، كذلك أجادتها في تشخيص عدد كبير من الشخصيات المحلية ومن بينها أدوارها في مسرحيات: المشخصاتية، ليالي الحصاد، جواز على ورقة طلاق، دنيا المولد زقاق المدق، روض الفرج، كما يحسب لها - بخلاف ما سبق - إجادتها للتمثيل الكوميدي بنفس درجة إجادتها للتمثيل التراجيدي ولعل أوضح الأمثلة على مدى مهاراتها في الأداء الكوميدي مشاركتها ببطولة بعض العروض الكوميدية بفرق مسارح الدولة أو الفرق الخاصة ومن بينها: معروف الإسكافي، الحب في حارتنا، يا مالك قلبي بالمعروف، لعبة شهر العسل، الكراسي الموسيقية.
التكريم والجوائز:
كان من المنطقي أن تتوج تلك المسيرة الفنية الثرية للفنانة القديرة سهير المرشدي بحصولها على الكثير من الجوائز والدروع وبعض مظاهر التكريم ومن أهمها:
 - حصولها على عدد كبير من الجوائز عن بعض أدوارها بعدة مهرجانات سينمائية سواء أدوار البطولة المطلقة أو بعض الأدوار الرئيسية.
 - حصولها على عدد كبير من الجوائز عن بعض أدوار البطولة التلفزيونية أو الإذاعية المتميزة.
 - مشاركتها في عضوية ورئاسة عدد من لجان التحكيم ببعض المهرجانات السينمائية والمسرحية المحلية والعربية.
 - حصولها على وسام الفنون والآداب من مهرجان «قرطاج المسرحي الدولي» بتونس.
 - حصولها على درع مهرجان «المسرح العربي» (الذي تنظمه «الجمعية المصرية لهواة المسرح”) بدورته الرابعة مارس 2005.
 - التكريم بمهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي» في دورته السابعة عشرة سبتمبر 2005.
 - التكريم عن مجمل أعمالها المسرحية بالدورة الأولى لمهرجان «شرم الشيخ الدولي لمسرح الشباب» عام 2016.
 - تكريم «المركز القومي للمسرح والموسيقى» بمناسبة «اليوم العالمي للمرأة» في مارس 2017 بمكتبة القاهرة الكبرى.
 - التكريم باحتفالية «الأم المثالية» في السينما والدراما المصرية، التي نظمتها «الهيئة العامة لقصور الثقافة» عام 2017 بمركز الهناجر بالأوبرا.
 - تولي الرئاسة الشرفية للدورة الخامسة عشر لمهرجان «المسرح العربي» في أبريل 2017.
 - تولي الرئاسة الشرفية للدورة الأولى لمهرجان «شرم الشيخ الأفرو آسيوي للسينما والفنون والسياحة» في سبتمبر 2017.
 - انتخابها أول رئيسية لمجلس إدارة «جمعية أنصار التمثيل والسينما»، وهو المنصب الذي تحملت مسئوليته منذ عدة سنوات وحتى الآن.
ومما سبق يتضح جليا أن الفنانة الراسخة سهير المرشدي - والتي تعد رمزا من رموز قوتنا الناعمة - قامة وقيمة فنية سامية وفنانة مثقفة ومتميزة، ولا يمكن لأحد أن يختلف عن مكانتها الرفيعة في حياتنا الفنية، فهي إحدى فنانات زمن الفن الجميل اللاتي استطعن المشاركة في إثراء مسيرته بموهبتهن وثقافتهن وخبراتهن ودأبهن، خاصة وأنها قد استطاعت منذ بداياتها الفنية - وهي في فترة مبكرة جدا من عمرها - لفت الأنظار إلى موهبتها وإثبات وجودها الفني، ولعل ذلك يرجع لعدة عوامل أساسية يمكن إجمالها في النقاط التالية: موهبتها المؤكدة، الدأب والإصرار على تحقيق النجاح والتميز، قدرتها الرائعة على الالتزام الفني والانضباط بالمواعيد، حرصها على صقل موهبتها باكتساب الخبرات اللازمة بالتعاون منذ مرحلة البدايات مع بعض القمم الفنية. وبخلاف كل ما سبق، فإن هذه الفنانة القديرة تتمتع ببعض السمات الأخرى التي تميزها وتجعلها تأسر القلوب بسرعة خاطفة، ولعل من أهمها تمتعها بصوت معبر ذي نبرات متميزة، وبامتلاكه للقدرة على تقديم الأداء المعبر والتلوين النغمي طبقا للمتطلبات الدرامية للدور، فينجح في شد انتباهنا، ويمتعنا بصداه الجميل. وبصفة عامة يمكننا أن نصف أدائها بالصدق والطبيعية أو بتعبير آخر بالسهل الممتنع، كما يمكننا الإشادة بمهاراتها في توظيف مفرداتها الفنية المختلفة ومن بينها توظيف الحركة والإشارة وأيضا المشاركة في الاستعراضات إذا تطلب الأمر، وكذلك بقدرتها على التعبير عن مختلف الأحاسيس وعلى ضبط المشاعر والتحكم في الانفعال، وتجسيد مختلف الشخصيات الدرامية، خاصة بعدما أمدتها ثقافتها وخبراتها الطويلة بوعي وحساسية في أداء الأدوار التراجيدية الجادة وكذلك الأدوار الاجتماعية الخفيفة التي تتسم بخفة الظل. ويمكن أن نلمح في أدائها المتميز لمسة خفيفة من الأداء المسرحي الرصين، وهذا طبيعي وقد ظل المسرح هو مجال عشقها الأول.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏