الشباب عن 2017: اتفقنا فى الأفكار واختلفنا فى تناولها

الشباب عن 2017: اتفقنا فى الأفكار واختلفنا فى تناولها

العدد 542 صدر بتاريخ 15يناير2018

حقق الشباب في 2017 نجاحات كثيرة، ولفتت أعمالهم الأنظار، فكان لابد ونحن نرصد حصاد الموسم المسرحي المنقضي 2017 أن نتعرف منهم على إيجابيات وسلبيات الموسم المنقضي وأمنياتهم للعام الجديد ؟

المخرج تامر كرم قال : كان موسما ملتهبا ملتحما بقضايا الواقع كالإرهاب والتطرف سواء الدينى أو الفكري، ناقشتها أغلب العروض، كل من منظور مختلف، فهناك يوم أن قتلوا الغناء، وقواعد العشق الأربعون، وكأنك تراه، وسيما 30، ومسافر ليل، والجلسة وغيرها، وكلها عروض تعالج قضايا معاصره .
وأضاف كرم : المنافسة كانت قوية، حاولنا جميعا تقديم أفضل ما لدينا، ونحينا كل الخلافات جانبا، فالجميع أصبح على وعى أن المسرح لم ولن يقوم من جديد إلا بتضافر الجميع، وعلى الجمهور أن يقيّم، وقد برز هذا العام عدد كبير من المخرجين الشباب غيروا خريطة المسرح المصري، إلا أن الكبار مازال لهم تجاربهم القوية .
وقال الممثل الشاب طه خليفة، كان للحراك الشبابي دور كبير فى عودة الجماهير بقوة، فقد تسلم الشباب راية الإبداع من جيل الأساتذة الكبار، وسيطروا بأفكارهم وتمردهم وتوجهاتهم المختلفة على العملية المسرحية، وكان من الملفت للنظر لجوء بعض المخرجين لتحويل الروايات التي لاقت نجاحا كبيرا إلى نصوص مسرحية، فهي طريقة جيدة لمغازلة واستقطاب الجمهور ليعود للمسرح، وهو ما حدث بالفعل هذا الموسم، فكان حافزا للشباب ليسيروا بخطوات ثابتة نحو النجاح .
كما يرى أن من أهم العروض التى قدمت هذا العام عرض أرملة الصحراء من إخراج سالى أحمد، وعرض قواعد العشق الأربعون للمخرج عادل حسان، ويتمنى أن ما يحدث اليوم فى المسرح يكون محفزا لصناعة جيل جديد من الكتاب الشباب يكونوا قادرين على ريادة المرحلة المقبلة فى المسرح المصرى .
وعن رأيها قالت أميرة صابر أن الشباب اختفى عن المسرح لسنوات ما أدى إلى فراغ مسرحي وعزوف من قبل الجمهور، ثم أقبل الشباب بحماس وأفكار متمردة، فتدفقت الجماهير من جديد لتنتصر للشباب .
وأضافت، أرى أن مسرح الجامعة وإن كان لا يتمتع بنفس إمكانيات مسرح الدولة، أو القطاع الخاص، إلا أنه أفضلهم هذا العام، فحتى فى تناولهم للنصوص العالمية والكلاسيكية، إستطاعوا أن يقدموها فى أشكال وأطر جديدة .
بينما وصف المؤلف والمخرج محمود الحدينى هذا الموسم بأنه محترم جدا قائلا، الشباب أثبتوا انهم قادرين أن يرجعوا الجمهور للمسرح سواء فى مسرح الدولة أو الفرق المستقلة بأعمالهم الجيدة والهامة .
و قال أن الهواة قدموا هذا العام مسرحا جيد جدا، على الرغم من أن لا أحد ينظر إليهم، وتمنى أن يلقوا إهتماما من قبل الدولة والمعنيين ( ياريت نهتم بيهم أكتر، ونوفرلهم مهرجانات ومسارح بدلا من لجوئهم إلى تأجير مسارح بمبالغ مالية أعلى من طاقتهم ).
و عبرت الممثلة الشابة ياسيمن سمير عن فخرها بزملائها من جيل الشباب قائلة،جيلنا قادر على التأثير في الناس لأنه جيل متمرد قادر ان يصنع فنا مختلفا، وقادر على صنع قنوات تواصل مع الجماهير باختلاف ثقافاتهم وإنتماءاتهم،وذلك لأنه تتلمذ على يد جيل علمهم فى السابق والآن يدعمهم ويصفق لنجاحهم فخرا .أضافت : المسرح في الأعوام الأخيرة يتطور كل عام عن سابقه بخطوات ملحوظة، إلا أنه قفز هذا العام قفزة كبيرة، قفزة تتناسب مع حيوية الشباب وقدراتهم الإبداعية فى جميع عناصر الحركة المسرحية سواء ككتاب أو مخرجين أو ممثلين أو دراما حركية وقد أصبح لها دور قوي فى البناء الدرامى، وقد شاهدنا عرض الجلسة لمناضل عنتر فكان مختلفا و إعتمد فى صناعته على عنصر الدراما الحركية بالتوازى مع الحوار الدرامى، وكذلك يوم ان قتلوا الغناء لتامر كرم الذي قدم شكلا جديدا للمسرح الغنائي، وأيضا عرض العطر وهو من التجارب الهامة، فلأول مرة نرى عرضا للصم والبكم، ليس فقط كمتلقين، لكن أيضا كممثلين مشاركين فى العرض، وهي فئة كانت بعيدة كل البعد عن المسرح، والعروض جميعها فى مجملها لاقت إقبالا جماهيريا عاليا .
و قال المخرج محمد علام أنه ليس بغريب نجاح الموسم الحالي، فالشباب لم يكن مكتفيا بمجرد المشاركة، ولكنه نافس بقوة ليستحوذ على القمة، وقال أن هناك سمات مشتركة بين العروض التى قدمت هذا الموسم، وهى أن جميع مخرجيها تعلموا بشكل أكاديمي على يد أساتذة كبار أمثال خالد جلال وإسماعيل مختار وسامح مجاهد وغيرهم الكثير والكثير من القامات الكبرى.وأضاف : من السمات المشتركة أيضا الموضوعات المطروحة، فجميعها تعالج المشكلات والظروف المعاصرة، فقد اتفقنا فى الأفكار ولكننا اختلفنا فى تناولها، فلكل منا مدرسته الخاصة التى يقدم مسرحه من خلالها، أيضا الإقبال الجماهيرى كان سمة أساسية هذا الموسم فى كل العروض.
واعرب علام عن سعادته بالتجربة التى قدمها المخرج مناضل عنتر في عرض (الجلسة) قائلا : مناضل يمتلك اللغة الجسدية، وقد نجح فى مزجها جيدا مع اللغة الحوارية ليقدم عرض مبهر .
وقالت الممثلة الشابة إيناس عزت إن أهم ما يميز الموسم الماضي هو أن الدراما الحركية أصبحت هى البطل الأول في أغلب العروض المسرحية، فحلت اللغة الجسدية محل لغة الحوار المسرحى بشكله ومفهومه الكلاسيكي، وأصبحت جزءا هاما وأساسيا من البناء الدرامى والسينوغرافيا المسرحية، فظهر مصطلح جديد على المسرح المصرى وهو (الممثل الراقص).
وأضافت إن العروض تميزت بثراء الأفكار المطروحة وجرأتها، وتناولها خارج الصندوق، إلا أنها أعربت عن قلقها إزاء ما حدث هذا العام بالمهرجان القومي للمسرح من حجب جائزة التأليف والتأكيد على أن مثل هذه الممارسات قد يؤدى إلى إحباط الشباب وعزوفهم عن المسرح من جديد إذا شعروا باليأس .
المخرج محمد جبر اتفق فى رأيه مع الآراء السابقة، ويرى أن أهم ما ميّز هذا الموسم المسرحى هو تدفق دماء جديدة من الشباب فى وريد المسرح، وهو ما أدى إلى إنعاش الحركة المسرحية بعد ركود دام لسنوات، كان نتاجه عودة الجماهير التي طالما وجهنا لها خطابات لنطالبهم بالعودة والمساندة والدعم، ولكنهم هذه المرة عادوا من تلقاء أنفسهم.
وأضاف إن على الجميع التضافر لاستكمال المسيرة التي بدأت بالفعل نحو مسرح مصري يستطيع أن ينافس بقوة وأن يحتل مكانته من المسرح العالمي، مؤكدا على أنه لا يمكن إنكار دور الكبار في إثراء الحركة المسرحية سواء فى السابق أو الآن، وقد شاهدنا عرض (سلم نفسك) للمخرج خالد جلال، وهو عرض أكثر شبابا من عروض الشباب أنفسهم، ولكن هذا لا ينفى أن هناك أزمات مازالت موجودة ويعانى منها الشباب، وقد ظهر ذلك واضحا فى جوائز المهرجان القومى للمسرح فى دورته الأخيرة، وخاصة مع حجب جائزة التأليف المسرحى .
تابع جبر : هناك مجموعة كبيرة من الشباب فرضوا أنفسهم بقوة من بينهم مناضل عنتر فى عرض الجلسة وتامر كرم فى يوم أن قتلوا الغناء ومحمود جمال فى سيما 30 .
المطرب والممثل سمير عزمى أكد ان هذا الموسم كانت كلمة السر فيه هي الشباب، وأن هناك عوامل هامة أدت إلى هذا النجاح المبهر أهمها إطلاق يد الشباب، ليطلقوا بدورهم العنان لإبداعهم كى يرى النور، ولعل ابرز هذه العوامل الثورة على ما هو سائد والتمرد على كل ما هو تقليدي، فلقد أصبح المفهوم العام والسائد والأكثر رواجا عن المسرح لدى الجمهور هو الشكل الكوميدي، إلا أن الشباب كسروا هذه القاعدة واستطاعو استقطاب الجماهير من جديد فى عروض جادة وهادفة وذات قيمة، تستطيع مقاومة التحديات الفكرية والتطرف الذي يواجهه المجتمع ككل .تابع : ولعل أبرز التجارب المسرحية التي قدمت هذا العام هى مسرحية قواعد العشق الأربعون للمخرج عادل حسان، ويرى أن أهم ما ميزها هو المغامرة بنص درامى مسرحى معد عن رواية عالمية حققت نجاحا مبهرا، فكان من اللازم الأخذ بعين الاعتبار أن المتلقى لديه صورة مسبقة عن الرواية، ولا يمكن إقناعه إلا بما هو جيد، وكذلك أغاني العرض، فهى أغانى من التراث الصوفى، أعيد توزيعها، وهذه كانت مغامرة أخرى ولكنها نجحت فى النهاية رغم عدم توفر نجم الشباك الذي اعتدنا على أنه هو من يستقطب الجمهور، فكانت الفكرة هى البطل، ولعل اتباع الطرق الحديثة فى الدعايا والتسويق أبرز ما ساهم فى إنجاح التجربة .
وقالت المخرجة هايدى عبد الخالق: الشباب راهن وكسب الرهان، و من خلال متابعتى للمسرح الجامعى هذا العام رأيت أن أهم ما جذب أنتباهى هو أن أغلب العروض مأخوذة عن عروض وليست عن نصوص، وأن مخرجيها أعادوا تقديم عروضا شاهدوها من قبل دون إضافة رؤى جديدة، على عكس مهرجان المسرح النسوى مثلا الذي قدمه المعهد العالي للفنون المسرحية، فبالرغم من أنني كنت ضد الفكرة من البداية وأرى أن المهرجان هدفه مواكبة توجه الدولة خاصة ونحن فى عام المرأة، وأنه يمثل فصل وتمييز بين الرجل والمرأة مرفوض، إلا أن نتاج المهرجان كان جيدا،و شجع الكثير من المخرجات على خوض التجربة
أضافت: أما عن مسرح الدولة فقد برز فيه هذا العام عرضان لا يمكن أن نغفلهما، أحدهما كان عرض الجلسة للمخرج مناضل عنتر، الذي إستطاع من خلاله أن يصنع شكلا جديدا فى المسرح المصرى وهو مسرح اللغة الجسدية لتصبح سمة هامة أصبحت توجها عاما فيما بعد بين كل العروض، والعرض الثانى هو عرض مسافر ليل للمخرج محمود فؤاد، الذي أعاد المسرح الشعرى إلى خريطة المسرح من جديد، و خلق مناخا جديدا خارج إطار المسرح التقليدي (مسرح العلبة الإيطالية) ولعل أبرز ما يميز هذا العمل أن المخرج هو نفسه السينوغرافر، مما أدى إلى صنع رؤية شاملة شاركت فيها الصورة جنبا إلى جنب مع الكلمة، واستطاع أن يشرك الجمهور فى العرض من خلال رحلته داخل القطار، كما يجب أن أشيد بجرأته فى تقديم النص كاملا دون أى حذف أو تعديل .
وقالت الممثلة مارتينا عادل: عنصر الشباب هو الأكثر نجاحا، واستطاعوا أن يستقطبوا الجمهور العادي، فبعدما كانوا يشاهدون تلك الإسكتشات التى تقدم فى التلفزيون تحت مسمى المسرح، تعرفوا على المسرح الحقيقي، بعد نجاح الشباب، بمساعدة بعض النجوم الكبار، بالإضافة إلى شباب الجامعات والهواة الذين أصبحوا أكثر وعيا .
ورأت أن تمرد الشباب ميزة وليس عيبا لأنه قدم أفكارا ومواضيع جديدة،وأن الجيل القديم تفهم حقيقة الأمر، وأدرك أن المسرح سيندثر بدون الشباب وهم معه، فتقبلوا حقيقة أن يقفوا جنبا إلى جنب مع الشباب من أجل عودة دور المسرح الحقيقي فى نشر الوعى والثقافة خاصة فى ظل ما يواجهه المجتمع المصرى حاليا.
مصمم الدراما الحركية عمرو البطريق أكد أن السمة المشتركة هذا العام هى الاتجاه للدراما الحركية، وأن نظرة المخرج وصناع المسرح المصرى للدراما الحركية إختلفت بعد عرض الجلسة، فقد نجح مناضل عنتر دمج الدراما الحركية فى العمل المسرحى ليكمل الحدث الدرامى، وهذا الأمر يواكب تماما المسرح العالمى.
كما أكد أن الفنان علاء قوقه كان من أهم الممثلين هذا الموسم، كذلك الممثلة مروة عيد والممثل طه خليفة .
وقال الماكيير الشاب إسلام عباس أن الحركة المسرحية عادت بغزارة بسبب تنوع الأفكار والتناول، وأن الشباب من كل المدارس والأطياف أصبحوا يسيطرون على المسرح اليوم، ويرفعون على اعناقهم رايات الإبداع، بالإضافة إلى المسرح الكلاسيكى الذى إستقطب نجوم الدراما كيحيى الفخرانى فى المسرح القومى الذى حقق نجاحا جماهيريا عاليا أيضا .
المخرج أحمد السلامونى أكد أن من أهم السمات هذا العام اللجوء إلى الروايات وتحويلها إلى نصوص مسرحية، وكذلك الإهتمام بالصورة المسرحية (السينوغرافيا) مما أدى إلى رؤية عدد كبير من العروض المبهرة، ولا يمكن أن ننسى عودة المسرح الغنائى بعرض قواعد العشق الأربعون وعرض يوم أن قتلوا الغناء. تابع : ولعل أهم ما ميز هذا الموسم الدور الهام الذى لعبه الشباب فى عودة الجماهير للمسرح، فقد استطاعوا بإبداعهم وأفكارهم الشابة أن يستقطبوا الجماهير الذين هجروا المسرح لسنوات طويلة، ولا ننسى أبدا الأجيال السابقة وخبرتهم، فقد كان أداء الفنان عزت زين فى قواعد العشق الأربعون مميزا، يتسم براعة الأداء ممزوج بالخبرة.
وقالت الممثلة نور غانم المهمة أصبحت أصعب من قبل، فمع وجود الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعى والميديا أصبح المتلقي يستطيع رؤية كل ما هو جديد وجذاب من ثقافات مختلفة ومن جميع أنحاء العالم، وقد وعى الشباب الدرس جيدا،فانعكس هذا على إبداعهم، و إستطاعوا أن يطوروا من عناصر الجذب، وبحثوا عن سبل جديدة خارج الإطار الكلاسيكى، فكان الاهتمام بصنع عروض تمتاز بالدراما الجيدة بالإضافة إلى صورة سينوغرافية تصنع إبهارا، وأرى أن جيلنا أكثر حظا من السابقين لأنه أكثر إنفتاحا على العالم، وهو ما صنع فجوة كبيرة بينه وبين الجيل السابق،الذي لم يستطع مواكبة التطور والثورة التكنولوجية، ولعل أبرز ما ميز العام الحالي هو محاولات الشباب التجريبية، سواء على مستوى الصورة،او الحركة أو الممثل نفسه،أو غيرها من عناصر الفرجة المسرحية التى تستطيع جذب المتلقى .
المخرجة الشابة منار زين أكدت أن هذا العام كان للشباب و أن المنافسة كانت حماسية، فاستطاعوا أن يقدموا أفكارا جريئة ومبتكرة، وأصبحت هناك مساحة كبيرة للتجربة لم تكن متاحة من قبل . كما أكدت أنه على الرغم من النجاح المبهر الذى حققه الشباب إلا أنه مازالت هناك عراقيل توضع فى طريقهم، تلك العراقيل تتمثل فى القائمين على العملية المسرحية، بالإضافة إلى لجان تحكيم المهرجانات ولجان اختيار العروض التى لا نعرف ما هى آليات عملها، وما قواعد وأسس إختيارات العروض فى المهرجانات المختلفة .
أوضحت: على الرغم من أن عرض الجلسة كان مرشحا للعديد من الجوائز بالمهرجان القومي، ما يعنى أنه نافس بقوة فى المهرجان، وعلى الرغم من أن كبار رجال المسرح أكدوا أن العرض يتناسب مع طبيعة المهرجان التجريبي – القائم على التجريب – إلى أن العرضتم رفضه دون أي مبرر، وكذلك عرض (بلان سى) الذي رشح لأكثر من جائزة فى المهرجان نفسه ولم يكن له نصيب من التواجد فى التجريبي، وقالت تعليقا على ذلك رحم الله الدكتورة نهاد صليحة فهى من كانت تدعم الشباب قلبا وقالبا وتقدم لهم يد العون دائما، فلا أحد بعدها يهتم بالشباب،إلا الفنان و المخرج. خالد جلال الذي لولاه لما كان للشباب وجود.
المخرج المسرحي محمد الشرقاوي يتفق أن السمة المسرحية الأبرز هذا الموسم، هي النجاح الكبير لعروض الشباب يقول: العروض التي لفتت انتباهي هي ذاتها التي حققت نجاحا مدويا واحتفى بها الجمهور، فلدينا عرضا قواعد العشق الأربعون ويوم أن قتلوا الغناء. تابع: أما الفنان الذي لفت انتباهي بشدة، فهو الموسيقي والملحن حازم الكفراوي في عرض ولاد البلد، ولا ألمس سلبيات كبيرة وفارقة لأن هناك طفرة واضحة في البيت الفني بقيادة الفنان إسماعيل مختار، رغم البيروقراطية العميقة في النظام الإداري التي تحاول تقويض هذه الطفرة، ومع ذلك فما زال هناك ميزانيات ضخمة تصرف على عروض النجوم التي ثبت فشلها في تحقيق نهضة مسرحية واستعادة الجمهور للمسرح، ومن لا يزال يتحدث أهمية عرض النجم، واهم، فالعرض عرض قضية وفكرة وطرح، الماركة أصبحت هي العمل، وليس النجم.
وأتمنى عام 2018 أن يصل المسرح لكل بيت في مصر، ويصل الفن لأهلنا «الغلابة» مستحقيه في كل ربوع البلاد، وهذا ما نعمل عليه حاليا في فرقة تجوال، وإن كانت لم تعلن كفرقة رسمية إلى الآن، لكننا نعمل عليها بشكل ودي مع الفنان إسماعيل مختار، ونقوم برسالتنا ونجوب مصر بعرض ولاد البلد»
(المسرحيون يحلمون باليوم الذي يتركون فيه العمل في المسرح.)
المخرج ومصمم الرقصات مناضل عنتر، يقول «السمة المسرحية الأبرز في هذا الموسم هي تلك الصحوة المسرحية، ليس على مستوى المحترفين فقط، ولكني بحكم حضوري في مسرح الجامعة والهواة، أستطيع أن أقول بكل ثقة، أن هناك عروضا فائقة الروعة، مثل تشارلي ومصنع الشوكولاته، الذي يؤكد أنّ هؤلاء الشباب بتلك الإمكانات البسيطة قدموا عرضا رائعا.»
ويضيف: كذلك استرعى انتباهي بشدة، عرض زنوبيا أرض لا تنبت الزهور، وهو عرض جامعة، لمستُ فيه الخيال والتفكير المختلف، حيث لعب على غرار عرض الجلسة على علاقة الواقع الميتافيزيقي بالواقع وسيكولوجية الشخصيات، مما جعلني أدرك أن الجلسة صارت مدرسة واتجاه انتشر بين الشباب. كما لفت انتباهي بشدة كل من طارق صبري وطه خليفة، وتطورهما المستمر وتفوق مستواهما كل عام عن العام السابق.»
تابع: «لا أحب ان أتكلم عن السلبيات لأن السلبيات تأتي بالسلبيات، ولكن دعنا نتحدث عن الأمنيات للقادم، فأنا أتمنى أن تتسع قاعدة السفر للخارج واحتكاكنا بالمهرجانات الدولية، فعلى الرغم من أن الإنترنت سمح بقدر كبير من الاطلاع على كثير من التجارب العالمية، لكنّ الاحتكاك في المهرجانات، يعود الفنان منه بفكر مختلف وطاقة مختلفة، ويستفيد منه الفنان مع بقدر أكبر من الورش المتخصصة»
الكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم ترى أنّ الإقبال الجماهيري على المسرح هو السمة الأبرز هذا العام والذي كان نتاجًا لعروض قوية استطاعت الوصول للناس من خلال التسويق الجيد والطرق التسويقية المبتكرة مثلما حدث في قواعد العشق الأربعون، من الإعلانات المدفوعة على مواقع التواصل، ومن خلال إدراك فريق كل عرض بفئته المستهدفة مثل استهداف يوم أن قتلوا الغناء، لفئة الشباب.
وعن العرض الذي لفت انتباهها بشدة، تقول «عرض بانجيا» على مسرح الفلكي عن نص مزرعة الحيوان لجورج أورويل من إعداد محمد عادل وإخراج عمرو عفيفي، والفنان الذي استرعى انتباهي هو الممثل الذي قام بدور الغراب في نفس العرض، وأذهلني حقيقة أنّ هذا العرض تم رفض مشاركته في المهرجان التجريبي»
وحول سلبيات الموسم تقول «الأسوأ هو ما حدث في المهرجان القومي وتقرير لجنة التحكيم المزري والأخطاء الفادحة التي وقعت فيها اللجنة، بالإضافة إلى ما حدث من اختيارات للعروض المشاركة في المهرجان التجريبي، حيث غاب المسرح المستقل الحقيقي عن المهرجان وقد اختاروا أسوأ العروض التي لا تعبر عن حقيقة وروعة العروض المقدمة في المسرح المستقل» وتمنت رشا تفعيل وحدة دعم المسرح المستقل التي من الممكن أن تساهم بقوة في حل كثير من مشكلات المسرح المصري، وتكون حلا لوصول المسرح المصري إلى مستحقيه من أهالينا في ربوع مصر، فأتمنى تقديم الدعم المالي اللازم لتفعيل هذه الوحدة، وأتمنى أن تتعاون قطاعات المسرح المختلفة بشكل فاعل في سبيل هدف واحد هو مصلحة المسرح، وأخيرا أتمنى أن تتبني مصر مبادرات وتجارب كتلك التجربة التي اشتركت فيها مؤخرا في الإمارات وهي مبادرة قامت بإنتاجها وزارة الداخلية من أجل توعية الطفل وتمكينه، فهو مفهوم جديد للأمن تتبناه داخلية الإمارات، اتمنى أن نجد في مسرحنا المصري تجارب مسرح حقيقي للطفل لتوعيته وتقديم الدعم المسبق له»
الفنان بهاء ثروت قال «السمة المسرحية الأبرز كانت عودة الجمهور بعد عزوف طويل، فالأسر التي لم نكن نراها بالمسرح، لفترة طويلة جدا، عادت بناءا على المضمون والفكرة المطروحة، فالموضوع هو ما يجلب الجمهور، ولكن لا بد من دعم الهيئة لهذه العروض بدعاية وتسويق أكثر لأن دعاية عرضنا مثلا كان اجتهادات شخصية من المخرج وفريق العمل على مواقع التواصل وغيرها»
عن أمنياته يقول «أتمنى حركة مسرحية أكبر وأن تحذو السينما والتلفزيون حذو المسرح في تبني الموضوعات الجادة المطروحة فيه فتكون حركة ثقافية فنية متكاملة»
الكاتب والسيناريست وليد يوسف يقول «قوة العروض هي السمة الأبرز هذا العام، فظهور جيل جديد من المخرجين يجعل عام 2017 عام الأمل. لفت انتباهي مجموعة عروض ليس عرضا واحدا، فلدينا الجلسة ويوم أن قتلوا الغناء وقواعد العشق 40 وسيلفي مع الموت، وكل هذه العروض تؤكد تآكل مفهوم نجم الشباك بالمعنى التقليدي، حيث العرض نفسه هو النجم»
وعن سلبيات الموسم يقول «ما زال المسرح على الرغم من كل هذه النجاحات ليس في دائرة اهتمام الوزارة، المسارح مغلقة، هل لك أن تتخيل أن المنصورة والتي تحتوي على ستة ملايين وخمسمائة ألف نسمة لا يوجد بها مسرح حاليا بعد إغلاق مسرح أم كلثوم ومسرح البلدية، والمخصصات المالية لا تأتي، لدينا عرض يتم تأجيله منذ رمضان الماضي، ولم يظهر إلى الآن، بسبب المخصصات المالية، لماذا لا تدور المخصصات المالية في الهيئة كالساقية ولا تدخل خزانة الدولة؟؟ لماذا لا نتغلب على هذه العقبة بفكرة بسيطة أن يدور تمويل المسرح على نفسه»

 


كاتب عام