حكاية كعك العيد

حكاية كعك العيد

اخر تحديث في 6/13/2020 12:59:00 AM

شيماء الطويل
 "يا كحك العيد ياحنا يا بسكويت ياحنا.. يا شرباتات ياحنا.. في كوبيات ياحنا".  
هذا هو مطلع إحدى أغنيات التراث المصري بمناسبة الاحتفال بقدوم عيد الفطر المبارك، فالمصريون يختلفون عن غيرهم من شعوب الدنيا في مظاهر الاحتفال بالمناسبات المختلفة، وأهمها عيد الفطر الذي يعقب شهر رمضان الكريم. 

أوله مرق ووسطه خَلَق وآخره حلق 

يعد هذا المثل هو أحد أهم ما قيل عن الشهر الكريم (فالمرق) هو الشوربة حيث يهتم المصريون بصنع أكلات دسمة تعويضا عن صيام يوم طويل، وعند انتصاف الشهر الكريم يبدأ الاهتمام بشراء ملابس العيد (الخلق) وفي أواخر تبدأ الاستعدادات لعمل الكحك (الحلق).

الكعك وأصوله في مصر القديمة
كعك العيد له أصول قديمة في مصر، فيحكي لنا أحمد صلاح خطاب الباحث المتخصص في العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية والذي أكّد أن الكعك ظهر في عصور ما قبل الإسلام ومنذ ما يقرب من خمسة آلاف سنة أيام قدماء المصريين، حيث اكتُشفت صور في مقابر طيبة ومنف لصناعة كعك العيد تفصيليًا، تشرح كيف كان يُخلط عسل النحل بالسمن على نار ساخن ثم يُضاف إليه الدقيق، وكانوا أحيانا يحشونه بالتمر أو التين ويزينونه بالفواكه المجففة وأطلقوا عليه اسم القرص، حيث شكلوه على شكل أقراص نفس شكل تميمة الإلهة (ست) كما ورد في أسطورة (إيزيس وأوزوريس).
كما اعتادت زوجات الملوك على تقديم الكعك للكهنة حراس  الهرم خوفو في يوم تعامد الشمس علي حجرته، كما كانوا يرسمونه بمختلف الأشكال الهندسية مثل المخروطي واللولبي والمستطيل.

الطولونيون.. كل واشكر

هذه هي الجملة التي وضعها الطولونيون على قوالب مخصوصة لصنع الكعك الذي احتل مكانة هامة في عصرهم حيث يرجع إليهم بداية ظهوره عند المسلمين، ثم أصبح من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر.

الكعك عند الإخشيديين

صنع أحد وزراء الدولة الإخشيدية كعكا في أحد أعياد الفطر، وحشاه بالدنانير الذهبية. 

الكعك عند الفاطميين

كان الخليفة الفاطمي يخصص مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر؛ وتتفرغ لصنعه بداية من منتصف شهر رجب، وملء مخازن السلطان به. 

الكعك عند الأيوبيين

حاول صلاح الدين جاهدًا القضاء على كل العادات الفاطمية ولكنه فشل في القضاء عليها وبخاصة عادة كعك العيد التي ما زالت موجودة إلى يومنا هذا.

الكعك عند المماليك

اهتم المماليك بصناعة كعك العيد واعتبروه صدقة قدموها إلى الفقراء والمتصوفين وتهادوا به في عيد الفطر.

الكعك عند العثمانيين 

استمرت عادة صناعة الكعك في عصر العثمانيين حيث اهتم سلاطينهم بتوزيعه على المتصوفين وعلى الطلاب ورجال الدين.

الكعك حاليا

في الوقت الحالي لايزال المصريون على اختلاف طبقاتهم يتناولون كعك العيد، وأصبح هناك اتجاه منذ فترة وهو شراء الكعك من المحلات المتخصصة توفيرا للمجهود ولكن في المقابل هناك أسر تصر على صناعته في المنزل لإدخال البهجة والسرور على ساكنيه.


شيماء الطويل

شيماء الطويل

راسل المحرر @