جغرافيا الرقص الشعبي

جغرافيا الرقص الشعبي

اخر تحديث في 9/7/2019 10:19:00 PM

محمد إبراهيم

"هيعمل إيه صياد لو حتى كان شاطر.. 
من إمتى كان السبب عامل لناس خاطر.. 
مادام صاحبت البحر وفردت له ايدك
اصبر على رزقك هو اللى ها يزيدك" 

 

تنطوى فنون  الأداء على مساهمات وشراكات عديدة للظروف والملامح الثقافية للمجتمع سواء كان ينبثق عن حرفة أو  موعد جني ثمرة أو  فرحة ومناسبة أو  أحزان عن فراق أو  طلاق أو  الموت وعديده، عن تلك الظروف الاجتماعية سالفة الذكر التي تتضمن المشاعر الاجتماعية، والتى تترجم في كثير من الأحيان إلى حركات أدائية تلقائية تُستلهم ويتم توظيفها فى رقصة تناسب هذا الحدث.
كذلك هناك من أغاني العمل وحركاته ما يجب أن يتم استخدامه والاستعانة به فى الوقت الحالى فى فنون  الأداء الشعبى، ممثلة في شكل جمالى تلقائي مستلهم دون قصد، والقصد الحقيقي المحاكاة للتسلية والتخفيف من أعباء العمل الشاق.

 نستعرض سمة الفنون الشعبية وتنوعها على مستوى القطر المصري فى إطار مبسط، موصوف فيه مدى التنوع على حسب الخصائص المختلفة لكل مجتمع، موضحًا من خلاله الهوية الثقافية والدوافع لاختيار تلك المجتمعات لكل رقصة على حدة، وعلى هذا النسق نرى إثباتًا أن الإبداع الشعبي على مر الزمان ليس وليدًا للمصادفة وإنما هو وليد لتراكم الخبرة والذكاء الاجتماعي لتطويع المقدرات والظروف والعادات والمعتقدات وكل ما يتعلق بالإنسان من نشاط إلى أدائه الفنى العبقرى الذي بدأنا نراه ينحدر لسوء تقدير فرق الهواة التي ترعاها الثقافة الجماهيرية لسوء التنظيم أو  ضعف التدريب، ما يستدعي أن نناقش من خلال البحث فرقة بنها للفنون الشعبية بشكل خاص، لنرى تساؤلات تفرض نفسها لنرى أين نقاط القوة ونقاط الضعف، وأين المشكلة الحقيقية وأوجه القصور، ولماذا لم يتم الاستعانة بالمأثور الشعبى فى كل فقرة فنية بالعرض.

تقسيمات نوعية تجمعها سمات ثقافية مشتركة من حيث الهوية (اللغة- الحقوق والواجبات- والحدود الجغرافية- والدين- والمستويات التعليمية) ما يستدعى أن يكون لها رقصات مشتركة، حيث يتم تقسيم المناطق- وليس بالضرورة المناطق وإنما المجتمعات- طبقًا لنشاطهم الاقتصادى والبشري والسكانى والبيئي المحدد لها، من خلال عدة أبعاد مؤثرة مثل المُناخ والطبيعة البيئية والسكانية، سواء كانت سواحل أو صحارى أو قرى تعتمد على الزراعة أو مدنًا مثل عواصم المحافظات والقاهرة ذاتها.
من خلال ما سبق يمكننا تقسيم المناطق والمجتمعات على النحو التالى:
1-    سكان المدن والعواصم: الذين يعملون غالبًا فى الوظائف العامة أو الأعمال الحرة التى لا تعتمد بالضرورة على الحرف البيئية.
2-    الفلاحون: هم قاطنو القرى الذين يعملون بشكل كبير فى الزراعة أو الإنتاج الحيواني وما يتعلق بهما من حرف تقليدية.
3-    الصيادون والعاملون بالمهن المتعلقة بالبحر: هم العاملون بالبحر في مجال الصيد أو  صناعة المراكب أو التجارة بأنواعها، وغالبًا ما يكونون مجتمعات مغلقة باستثناء مناطق الموانئ التى من خلالها يأتى كل جديد؛ فقد استلهم البمبوطية مثلاً فى رقصاتهم حركات التبادل والمقايضة من رصيف الميناء والسفن.
4-    بدو الصحراء والبدو الرحال: تلك المجتمعات لها طابع خاص ومختلف لاختلاف البعد البيئي والمُناخى وكذلك ندرة المياه والترحال من مكان لآخر من أجل الحصول عليها للمعيشة والرعي، وتنقسم المجتمعات البدوية إلى بدو سيناء بالصحراء الشرقية، والصحراء الغربية بواحاتها الخمس والشمال الغربى بمطروح.
من خلال الطرح السابق نجد أنه بالضرورة لكل مجتمع رقصاته الخاصة التى تتوافق مع طبائعه وظروفه الاقتصادية ومعطياته الثقافية وأدواته، والتى تنعكس بالضرورة على كلامه وأدائه وحركاته وتفاؤله وحزنه، كذلك تصبح محددًا أساسيًا لاستلهام موسيقاه وأدائه الحركى, وتحويل واستلهام وتوظيف أية مؤثرات إلى أداء حركى شعبى يتفق عليه الجمع الشعبى؛ ليصبح علامة وسمة مميزة له مترجمة فى عدة رقصات تخص تلك المجتمعات، والتى من خلالها تصبح أداة للبهجة والسعادة وطريقة للتعبير عن مناسبات اجتماعية عدة، إلى أن تتحول إلى مهنة تُمتهن كراقص شعبى أو  مدرب فرقة فنون شعبية، وعليه يجب أن تُحترم تلك الثقافات وأن يكون التعامل معها بمنطق الأمانة التى تُنقل للجمهور فى داخل المنطقة الثقافية أو  خارجها دون ابتذال أو تزييف.

شاهد بالصور


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @