علي بابا والأربعين حرامي في ورشة حكي شعبي بالمنوفية

علي بابا والأربعين حرامي في ورشة حكي شعبي بالمنوفية

اخر تحديث في 7/29/2022 3:41:00 PM

محمد إبراهيم

تظل الهوية المصرية الأصيلة هي الشاغل في الحفاظ عليها وتعزيز قيم التمسك بالأصل والاهتمام بالتراث الثقافي.

في هذا الإطار نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، ورشة حكي شعبي ضمن خطة الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى  وتنفيذ الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية برئاسة الدكتورة الشيماء الصعيدي، أداها الدكتور عماد المصلحي رئيس مجموعة باحثي محافظة المنوفية. بمكتبة الطفل بوسط مدينة شبين الكوم.

جاء في حكاية "علي بابا والأربعين حرامي" بالورشة:
"كان يا ما كان يا سعد يا إكرام ما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة و السلام، كان فيه زمان واحد حطاب اسمه علي بابا، كان راجل على باب الله، كل يوم يروح الغابة يكسر في الشجر يبيعه ويرجع لأولاده بالقليل من المال. لكن كان بيحمد ربنا ليل نهار على نعمته ويشكره على فضله. وفي يوم من الأيام راح علي بابا الغابة علشان يكسر في الشجر، وبعد يوم عمل طويل، قعد يستريح تحت شجرة، لكن فجأة لقى أربعين راجل راكبين حصنة ومتجهين ناحية المغارة اللي ما كانش حد يقدر يقرب منها علشان معروفة إنها مسكونة بالحيوانات المفترسة. وفجأة، وقف واحد منهم قصاد باب المغارة وقال: افتح يا سمسم. ففتح باب المغارة، ودخل الرجالة بخيولهم وكل واحد فيهم شايل شوال كبير.
وبعد شوية، خرج الرجالة بخيولهم بعد أما حطوا الأشولة في المغارة و مشوا وقالهم زعيمهم: كده كفاية النهاردة إحنا سرقنا دهب كتير. بعد أما مشوا الرجالة راح علي بابا قدام باب المغارة وقال "افتح يا سمسم"، ففتح الباب. دخل علي بابا المغارة ولقى أشولة كتيرة مليانة دهب وياقوت و مرجان. شال علي بابا شوال وخرج من المغارة ورجع لمراته و أولاده. وقال لهم: خلاص حنودع الفقر، شوفي إيه اللي في الشوال ده، فتحت مراته الشوال وقالت منين دا يا راجل. فحكى لها الحكاية كلها.
لكن أخوه أبو القاسم الطماع سمع علي بابا وهو بيحكي لمراته الحكاية. صبح تاني يوم لبس وراح للمغارة ولما دخل وقال افتح يا سمسم فتح باب المغارة. ولما دخل قال اقفل يا سمسم فقفل الباب. انبهر أبو القاسم بالدهب والمجوهرات اللي في الشولة وقال أنا لازم آخد شوالين، لأ.. تلاتة..لأ.. أربعة، وبعدين قال: أنا مش حاعرف أشيلهم، أنا كل يوم حاجي المغارة وآخد شوال علشان ابقي أغنى من علي بابا.
وقف أبو القاسم علي باب المغارة علشان يخرج بالشوال ولكنه نسي كلمة السر وقال: افتح يا درة. فمفتحش الباب. قال: افتح يا جنزبيل. فمتفحش الباب. وفي نفس الوقت، لقى الحرامية وصلوا على باب المغارة وقالوا افتح يا سمسم. ففتح الباب. دخل الحرامية وقالهم زعيمهم: يالا نوزع الدهب اللي سرقناه علينا يا رجالة. لكن فجأة عطس أبو القاسم "أتشم...أتشم"، فقال زعيمهم: يرحمكم الله يا أبو سريع.
قاله: مش أنا يا ريس، والتاني قالوا مش أنا يا ريس والتالت والرابع لحد ما قالوا كلهم مش أنا يا ريس. هنا عرف زعيم العصابة أن فيه حد غريب في المغارة.
قال الزعيم لرجالته: فيه حد غريب في المغارة، دورو عليه يا رجالة. فتش الحرامية المغارة ولقو أبو القاسم مستخبي ورا الشوال اللي كان حياخده. مسكوه وقالوا مين اللي قاللك على مكان المغارة، قالهم: علي بابا أخويا. قال زعيمهم: اقبضوا على أبو القاسم ولازم ننتقم من علي بابا. راح الزعيم عمل نفسه تاجر وراح لعلي بابا وقاله: أنا عايز أبيعلك أربعين زلعة عسل. فوافق علي بابا وقاله هات العسل وأنا عازمك على العشا. راح الزعيم معاه أربعين زلعة، ما كانش فيهم عسل، كان في كل زلعة حرامي وغطاهم وحطهم في مخزن بيت علي بابا.
وفي العشا حضر الزعيم، وقال الزعيم لعلي بابا. عايزين ناكل ونشرب احتفالا ببيعة العسل. راحت مرأة علي بابا المخزن علشان تجيب شوية عسل لزوم العزومة، بتفتح زلعة، لقت اللي فيها بيقول: خلاص يا ريس نطلع. غيرت مراته صوتها وقالت: لسه. راحت بسرعة تبلغ علي بابا اللي شافته وسمعته. فعرف أن دول هم الأربعين حرامي، جايين ينتقموا منه. قفل علي بابا على الحرامية وراح بلغ الشرطة. جم وقبضوا على الحرامية وعلى زعيمهم. ودلهم علي بابا علي مكان الكنز في المغارة علشان يردو الدهب لأصحابه".

تمثل الحكاية الشعبية المصرية بأصالتها وعراقتها وعمقها  روح ووجدان الأمة المصرية والعربية و تشكل الحكايات الشعبية المسموعة والمنقولة شفاهيًا عبر الأجيال من الأجداد إلى الأبناء والأحفاد مصدرًا للخيال والإبهار وإعمال الفكر لدى الأطفال على عكس الحكايات المصورة والمرئية التي تأخذ جزءا من فكر الطفل وتركيزه عبر إبهار الصورة والحركة والألوان الزاهية، فيتشتت التفكير بين المضمون والصورة وينجذب الطفل لمحاولة اللحاق بسرعة الحركة وتوالي الأحداث دون أن يكون لديه القدرة على أخذ الوقت الكافي لترسيخ المضمون وإعمال الخيال بل ينحصر تفكير الطفل في قوالب وربما نماذج ممنهجة لطمس هويته  ومحو تاريخه. 

يستحوذ الخيال على أحداث القصة مما يضيف طابع الإثارة والتساؤل والتعجب، فصنف الحكايات يجاوره في علم الأدب الشعبي الألغاز والنوادر والعجائب والنثر والموال وغيرها من الفنون القولية التي تستلزم منا الجهد والعمل لكشفها بالجمع وتنميتها بالمحاكاة واستخلاص القيم التي بات المجتمع يحتاجها نظرًا لانحسار الهوية وهجوم التكنولوجيا بنفعها وضررها.

شاهد بالصور


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @