شهر إن هلّ زَلّ.. لمحات من الأمثال الشعبية في رمضان 

اخر تحديث في 6/3/2020 6:51:00 PM

أسماء عبد الهادي 

الأمثال الشعبية هي أحد أهم العناصر التعبيرية للشعوب؛ فهي بمثابة مرآتها التي تعكس ثقافتها وعاداتها وتقاليدها وأفكارها، لأنها تلازمهم في الكثير من جوانب حياتهم اليومية لما تحمله من طابع مميز في التعبير، فأحيانا تأخذ الشكل الفكاهي أو القصصي لموقف أو حالة قائل المثل تحقيقا لهدف ما.

وتتميز الأمثال والتي تعد أحد عناصر الموروث الشعبي الشفاهي بسرعة انتشارها بين الأجيال والشعوب وذلك لجمال لفظها وماتحويه معانيها من فلسفة.

وعرف عن الشعب المصري ربطه لأي شيء بالأمثال الشعبية، ونجد تشابها في الأمثال بين البلدان العربية مع اختلاف لهجاتها.
ولم يغب عن المصري ربط شهر رمضان بثقافته من الأمثال الشعبية والتي ارتبطت بعاداته وطقوسه الرمضانية.

ومن أشهر الأمثال التي تقال عند حلول شهر رمضان"اللي ما بيصوم وبيصلي رزقه يولي" فهو بمثابة تحفيز على أهمية تأدية العبادات وفريضة الصوم والصلاة لأهميتها في جلب الرزق وتحقيق الأماني والأهداف.

ويذكر القاص "أحمد طوسون" في دراسة من إعداده عن مصر مجموعة من الأمثال الشعبية والتي ارتبطت بشهر رمضان ومنها "عشرة مرق، وعشرة حلق، وعشرة خرق"، والذي قصد به أن أول عشرة أيام تنال اهتمام المصريين بالولائم والموائد والتي تحمل مالذ وطاب والتي يجتمع عليها الأهل والأحباب والأصدقاء، وأن أوسطه حلق؛ حيث يهتم المصريون بعمل مخبوزات العيد التي اشتهرت بأنواعها المختلفة والتي كان يجتمع عليها كل أفراد العائلة والجيران للمشاركة في خبزها، وآخره خلق والتي يقصد بها شراء ملابس العيد في فرحة ولهفة.

ومن أشهر الأمثال التي ارتبطت برمضان "أصوم أصوم وافطر على بصلة" وذكر هذا المثل ليؤكد أهمية وجبة الإفطار بما تحتوي من ما لذ وطاب بعد مجهود اليوم من عمل وصيام وصبر، ولم يقتصر هذا المثل تحديدا على الصيام بمعناه ولكنه استخدم في الحياة اليومية فيستخدمه الشخص حين ينتظر شيئا وصبر عليه كثيرا ولم يأت كما تمنى أو توقع وحصل على القليل، وقالوا أيضا إذا "عشّر بشّر" أي اذا انتهت العشر الأوائل للشهر الكريم بشر بحلول العيد بما يحمله من بهجة، وهناك مثل آخر يقول "وداعه فرحة" ويقصد بها عندما نودع شهر البركة والخير نستقبل فرحة العيد، ومثل آخر يقول "شهر إن هل زل" بمعنى أنه سريع الرحيل. 

ونظرا لحرص الدولة على موروثها الشعبي من الاندثار الذي تعمل عليه عدد من المؤسسات والهيئات المتخصصة، نجد اهتمام الهيئة العامة لقصور الثقافة بتطبيق البرنامج الحكومي لصون التراث الثقافي، حيث قامت بتدريب عدد من العاملين بالأفرع الثقافية للعمل كمعاوني أطلس  للمأثورات الشعبية المصرية وتدريبهم على كيفية العمل الميداني لجمع التراث من أجل الحفاظ على هذه المأثورات وتوثيقها ودراستها.