اخر تحديث في 9/8/2019 6:14:00 PM
قرابة 40,000,000 مريد ويزيد من الذين يرتادوا الطرق الصوفية ويتبعوها ولهم أدوار وصنوف مختلفة ما يدعونا بدايةً التعرف على الأولياء المُحدثين فى الطرق الصوفية لهم أصناف وميزات وبركات.. فالولى يختلف من طريقة لأخرى، طبقًا لحالته الصحية والبدنية والجسمية والسنية وبقية الصفات التى تعد سمة من السمات الشخصية لأي شخص عادى، ولكن يتم توظيف تلك الصفات لهذه المكانة (الولاية) وتلتصق بها بقية الصفات الخاصة بالولى كخوارق الأمور والكرامات؛ ليُكنى فى النهاية بالمُخلص أو المُنجى باختصار (الولى).
إنتاج وتدشين الاولياء علماء الدين المحدثين:
وقُصِد بالأولياء المحدثين الفئة التى ظهرت لهم مقامات ولم يتجاوز عمرها المائة عام أمثال الشيخ الدكتور عبدالحليم محمود، والشيخ محمد الحفنى.
الدكتور عبدالحليم محمود:
لم يدعُ الشيخ عبد الحليم محمود بإقامة ضريح له ولم يوصِ بذلك، مُستندًا لعلمه وتحريم ذلك حتى لا يُفتن الناس بقبره وزهدًا منه فى الدنيا، ورغم ذلك أصر أخوه الحاج عبدالغنى محمود وقام ببناء ضريح له ومسجد، مُستندًا لقرار من رئيس الوزراء وقتها، كما دعا لإقامة مولد له.
الشيخ محمد الحفنى:
هو شيخ الإسلام والشيخ الثامن للأزهر الشريف (نور الدين محمد بن سالم بن أحمد الشافعى)، الشهير بالحفنى نسبةً لقرية حفنا قرية بمركز بلبيس الشرقية، رغم انه دُفن بمقابر المجاورين بحى الدراسة بالقاهرة، ولكن أهل القرية قاموا ببناء ضريح رمزي له بناء على الأحلام والرؤى المنامية التى يروونها أهله ويدعون فيها لبناء ضريح له.
وكان مشهوراً بقوة الحرف والكلمة والرقم لتحقيق بعض أمور الدنيا عن طريقها، طبقاً للعلم اللادنى الذى أتاه الله إياه، ومنها الأرقام التى تُعالج الصرع، والتى تعالج أيضا السحر للتفريق والمحبة! كذلك كلمات وأرقام لجلب الحاجات وقضائها، كذلك للحفظ من الكلى والحمى وحفظ الأشياء من الهلاك، وكذا السحر لربط ألسنة الناس، والحفظ من اللصوص والأعداء، كل ما سبق يُعد كرامات وقدرات خاص تمتع بها الشيخ الحفنى قبل وفاته، ونفعت فئة من الناس بعد مماته.
إنتاج وتدشين الأولياء من النساء:
تعد الحاجه أمنه أم يوسف الأحمدية مثالاً يتحدث عن نفسه، والتى لم تكن تتبع اى طريقة صوفية، ولكن بداية مشوارها بدأ بالتنبؤ والأحلام والرؤى ومعرفة بعض الغيبيات، وقد اتبعت الطريقة الأحمدية محبة منها، ولم تدع لطريقة صوفية تحمل اسمها وتخلده كبقية الأولياء، نظرًا لأنها امرأة يرفض أهل قريتها ورجالها وجودها بين الرجال، وبعد وفاتها قام على خدمة ضريحها خادمها عوف ومن بعده أبناؤه خلفًا له فى خدمة الضريح.
إنتاج وتدشين الأولياء المجذوبين:
الولى المجذوب هو ولى أيضا وله كرامات، ويتصل بالعالم العلوى، ولكن أين عقله وأين ذِكره الخاص به، لذا لم يلق هذا النوع من الأولياء اهتماما كأقرانهم من الأولياء الذين يتمتعون بمميزات اى انسان عاقل له عقل يميز وذِكر خاص اتاه الله اياه. ومثالاً لهؤلاء الشيخ حفنى أب وهيبة فهو ولى غير خاضع لوزارة الاوقاف ولم تهتم به حتى الطرق الصوفية، ولكن ارتضته طريقة صوفية خاصة بقريته قرية حفنا مركز بلبيس، ويظهر الولى المجذوب بالمعتقد الشعبى من خلال ثلاث مراحل:
- أثناء حياة الولى المجذوب: الجذب عند الصوفية هو (حال من احوال النفس يغيب فيها القلب عن علم ما يجرى من أحوال الخلق ويتصل فيها بالعالم الخارجى العلوى) كذلك هو رجل من أهل الخطوة طبقًا لتعريف العقلية الشعبية، وكان من اهل الاحوال، بالنهار كان حاله الطبيعى البلاهة والتخلف، أما فى المساء حاله ذكر وعبادة مع الاولياء والصالحين ولكن فى شكل غير مرئى.
- أثناء وفاة الولى المجذوب: وفاته هى بمثابة البداية لانطلاق المرحلة الأساسية لبث المعتقد ونشر الكرامات، وتبدأ بعد الصلاة عليه وطوافه البلد شرقها وغربها، إلى أن يصل مرورًا بمقابر الاولياء الصالحين الاخرين ليمثل اعترافًا من المجتمع.
- نشر كرامات الولى المجذوب: وتبدأ كرامات الرؤى فى الظهور، فيهتم هذا الولى ان يُشيد له ضريح يقصده الناس للزيارة وتقدم له النذور بجميع أشكالها وعندما يأتى فى الحلم يأتى للعمدة فى قريته.
إنتاج وتدشين الأولياء مجهولى السيرة:
عرفناهم عن طريق الحكايات الشفهية وآثارهم المكتوبة التى لم يحظوا باهتمام الناس سواء على مستوى الطقس والممارسات والنذور أو إقامة مولد سنوى لهم وهذا لكثرة عدد مجهولى السيرة من الأولياء، بالإضافة لحالة أهل البلد الاقتصادية، كذلك عدم اعتراف وزارة الأوقاف بهم فلا يوجد لهم خدم يهتمون بضريحهم، ويعد الشيخ (على مكى) بمدينة بلبيس الشرقية، نموذجا يتوافد له النساء العقيمات من أجل التبرك به لكى يحملن.
أما عن الجهل بسيرة هؤلاء الأولياء فلها عدة أسباب:
- هذا الولى لا ينتمى للقرية بالمرة ولا لأهلها.
- لا يتبع هذا الولى احدى الطرق الصوفية أو اهتمام احدى الطرق الصوفية به.
- تعطيل جيران هذا الضريح لزيارة الرواد.
- العامل الزمنى والإهمال جعلها تتهدم على من بداخلها.
- كثرة هؤلاء الأولياء المجهولين داخل القرية الواحدة.
- العامل الاقتصادى وعدم وجود المال الكافى لإقامة المولد.
من الجدير بالذكر أن الأولياء والطرق الصوفية هى مساحات واسعة من ثقافتنا الشعبية حيث ينتمى لتلك الطرق الصوفية والمُعتقدين فيها ما يستدعى الدراسة والتدقيق والنزول لأرض الواقع ومشاركة الاحتفالات والفعاليات بل ودعمها.
قائمة المصادر:
1- المصدر1/ الجزء الأول من كتاب مساجد مصر وأولياؤها الصالحون صَدر من وزارة الأوقاف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية .. د. سعاد ماهر محمد صــ 122.
2- المصدر2/ دراسة فى المعتقد الشعبى ... د. عبدالحكيم خليل صـ171.
3- المصدر3/ النظرية الوظيفية فى دراسة التراث الشعبى (دراسة ميدانية لتكريم الأولياء فى المجتمع المصرى).
4- المصدر4/ مظاهر الاعتقاد فى الأولياء دراسة للمعتقدات الشعبية فى مصر.... د.عبدالحكيم خليل.
5- المصدر5/ أهل البيت فى مصر إعداد وتقديم/ سيد هادى خسرو شاهى ــ صدر من المجمع العالمى للتقريب بين المذاهب الإسلامية ــ المعاونية الثقافية ــ مركز التحقيقات والدراسات العلمية عام 2006م (إيران - طهران).
6- المصدر6/ دليل العمل الميدانى الجزء الأول صـ367:322 ط2 د. محمد الجوهرى
7- المصدر7/ بحث عن الممارسات الاعتقادية الشعبية المرتبطة بضريح السيدة نفيسة ــ الباحثة منال إبراهيم إبراهيم.
8- المصدر8/ الإخبارية الباحثة/ منال إبراهيم إبراهيم.
9- المصدر9/ الإخبارية وسام عادل من أهل خدمة الضريح التابعة لطريقة الشيخ صلاح الدين القوصى قائمة على خدمة زوار أل البيت يوم الأحد.
10- مصادر ميدانية:
a. المصدر10/ الإخباري الحاج/ محمد صلاح.
b. المصدر11/ الإخباري عالم أزهرى وشيخ المسجد/ محمد. التسجيل بالملف الأوديو
c. المصدر12/ الإخباري دكتور صيدلانى/ أحمد عبد الرحمن. التسجيل بالملف الأودي
d. المصدر13/ الإخباري أمين شرطة/ محمد مصطفى التسجيل بالملف الأوديو
e. المصدر14/ الإخباري أ/ طارق السعدى. التسجيل بالملف الأوديو
f. المصدر15/ الإخباري مؤذن المسجد الحاج مصطفى بركات. التسجيل بالملف الأوديو