أولى جلسات المؤتمر الخامس لأطلس المأثورات الشعبية تناقش فنون منطقة القناة

أولى جلسات المؤتمر الخامس لأطلس المأثورات الشعبية تناقش فنون منطقة القناة

اخر تحديث في 10/24/2022 2:18:00 PM

هالة إبراهيم
عقدت أولى جلسات المؤتمر العلمي الخامس لأطلس المأثورات الشعبية المصرية الذي يقام بعنوان "150 عامًا على افتتاح قناة السويس" وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، بمدينة بور سعيد في الفترة من 29 إلى 31 أغسطس الحالي.
جاءت الجلسة بعنوان "فنون منطقة القناة.. تراث حي"، وأدارها د. محمد شبانة وشارك بها الباحثون: مسعود شومان، محمد بغدادي، د. أحمد سعد الدين عطية، مدحت منير. 
 أوضح الشاعر والباحث مسعود شومان في بحثه المعنوان بـ "تجليات قناة السويس في الشعر الشعبي.. دراسة ميدانية سيسيوثقافية"، أن للقناة معجمها الخاص، ولا نعني بالمعجم مجموعة المفردات فحسب، لكن المعجم يتعلق بجنس الثقافة الشعبية وما تضمه من عادات وتقاليد وخبرات وتصورات وفنون قولية منها أشكال الشعر الشعبى موضوع الدراسة، موضحًا أن منطقة القناة تزخر بكنوز من الشعر الشعبي الذي واكب حقبها التاريخية وأحداثها الوطنية والاجتماعية، وأن فنون الشعر وما صاحبها من أداءات موسيقية وحركية لم تزدهر إلا مع وجود القناة، وأن الشعر الشعبي له خصائص أسلوبية تميزه، لعل أهمها الخصائص الجمالية التي تحمل منظومة قيم الجماعة الشعبية، ولأن الشعر الشعبي المرتبط بقناة السويس كثير ومتعدد ويلاحق أحداثًا جسامًا مرت بالمنطقة، فقد حاول قدر الإمكان الإمساك بعدد من العناصر التي استدعت الشعر الشعبي في ارتباطه بمنطقة القناة بأنواعه وأشكاله المختلفة ومنها "التجليات المباشرة للقناة في بعض النصوص، اللنبي والحس الشعبي الساخر، حرب الألمان 1939 – 1945، المقاومة الشعبية في الاسماعيلية، حرب 1956، عام 1967 : 1973 وما بينهما.

وقدم الباحث محمد بغدادي بحثًا بعنوان "السويس.. تراث غنائي متعدد الأصوات (الحنة السويسى نموذجا)"، أوضح فيه أن مجتمع السويس غني بالتنوع وبتركيبة سكانية مختلفة عن باقي المدن، حيث إن معظم ساكنيه من (الغرباء) الذين تحولوا عبر العصور إلى سبيكة سحرية متجانسة من المصريين المحبين للحياة، ولم يكن هناك ما يؤنس وحدتهم ويبدد وحشتهم للأهل سوى الغناء، وأن كل من جاء إلى السويس كان يحمل معه غناءه الخاص به، فجاءت أغنيات السويس مغايرة لكل ألوان الغناء في المدن الأخرى، لذا فأنت أمام شعب يغنى للحياة صانعا بهجته بنفسه، ليتغلب على أحزانه تارة، ويخبئ في طيات أغنياته مرارة الأيام وهموم غربته تارة أخرى، ويقتنص لحظات البهجة المفعمة بالشجن تارة ثالثة، فإنسان السويس في حالة غناء دائم، فهم يغنون في ساعات العمل وعندما يغزلون الشباك وحين يصنعون القوارب وعندما يحفرون القناة، وكما كل المصريين يغنى أهل السويس في حفلاتهم الخاصة مثل "الخطبة وليلة الحنة وحين يحجون إلى بيت الله الحرام"، حتى عندما كسرتهم الهزيمة في 1967، كان الغناء بداية الخلاص وأول طريق الصمود ليصبح هنا فعل مقاومة وجزء من ممارسة الحياة.
وجاء البحث المقدم من الباحث د. أحمد سعد الدين عطية بعنوان "فنون أداء السمسمية السواحلية بين الثبات والتغير"، والذي سلط فيه الضوء على فنون أداء آلة السمسمية، وأهم التطورات التي حدثت لهذه لآلة في السنوات الأخيرة وشكل السمسمية الحديث، وفنون أدائها، وأن أهداف البحث تتناول "واقع فنون أداء السمسمية في مُدن القناة، التعرف على التراث الفني والغنائي الشعبي، التعرف على آلة السمسمية الموسيقية الخاصة بتلك المنطقة، التعرف على إسهام هذه الآلة في نشر الأغنية التراثية، التعرف على الفرق والعازفين على هذه الآلة، الحفاظ على هذا الإرث الفني خوفًا من الاندثار، كما استعرض فن الأداء في الفنون الشعبية، والتراث الفني والغنائي الشعبي في مُدن القناة، وتاريخ آلة السمسمية، وأجزائها وضبط أوتارها، والمقامات الموسيقية شائعة الاستخدام وتزيين الآلة وتجميلها وطريقة العزف عليها وما هو دور السمسمية، ودورها في أغاني الضمة والرقص في منطقة القناة.

"أغاني الاحتفالات بمدن القناة" هو عنوان البحث المقدم من الباحث مدحت منير منصور، الذي أوضح أنه لم يكن لمدن القناة الثلاثة وجود قبل قناة السويس، باستثناء بعض التجمعات السكانية، الأمر الذي يجعلنا نأخذ بعين الاعتبار بشكل أساسي ظروف نشأتها في هذه المدن بعد افتتاح مشروع قناة السويس، حيث إن التركيبة السكانية لهذه المدن عانت منذ نشأتها من انقسام حاد بين قسمين، الأول بنسبة صغيرة.. وهم عبارة عن جاليات أوروبية متنوعة من أصحاب النفوذ والدخل لارتباطهم عضويا بالاستعمار، أما القسم الثاني فكان من المصريين النازحين من مناطق عديدة من أراضي المحروسة، وهم من الفقراء الساعين إلى الرزق، حيث كان معظمهم عمال خدمات وحرفيين في هيئة قناة السويس أو خارجها بجانب صغار التجار والمهنيين في الهيئات الحكومية، موضحا أن النضال الوطني المسلح ضد الاستعمار أحد أهم العوامل التي أدت إلى إصرار الشعور الجمعي على تأكيد هويته الثقافية وتعزيزها في هذه الرمال الجديدة، وكان للغناء الحظ الأكبر في هذا الصراع الثقافي، حيث تجلت إحدى أعذب ظواهر الغناء الشعبي في مصر وهى أغاني الضمة أو السمسمية.
يذكر أن المؤتمر يعقد برئاسة د. نهلة إمام، وتتولى أمانته الباحثة إيمان مازن، وتنفذه الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، من خلال الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية برئاسة د. الشيماء الصعيدي.

شاهد بالصور


هالة ابراهيم

هالة ابراهيم

راسل المحرر @