أطلس المأثورات الشعبية وحكايات الجدات وترسيخ الهوية

أطلس المأثورات الشعبية وحكايات الجدات وترسيخ الهوية

اخر تحديث في 5/25/2022 2:34:00 PM

محمد إبراهيم

تنظم الهيئة العامة لقصور الثقافة ورش حكي وألعاب شعبية ضمن فعاليتها بالمواقع الثقافية والتي تثري روح الهوية في نفوس الأطفال والكبار، وبدورها تساعد على ترسيخ الثقافة الشعبية وقيمها الإيجابية.

في هذا السياق وضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، نفذت الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية برئاسة الشيماء الصعيدي ورشتي حكي (بالحضانة والكُتاب) قدمتها أماني مطاوع، بكُتاب البر الشرقي لقرية الحامول التابعة لمركز منوف، وقد اختار الأطفال حدوتة: (المعيز الثلاثة والثعلب) التي تحكي عن ثلاث عنزات ذهبت أمهم لإحضار اللبن وطلبت منهم ألا يفتحوا الباب لأحد إلا لها، بعد ما تقول لهم كلمة السر وهي (افتحوا يا ولاد اللبن بيصر من الكوبيات) وسمعهم الثعلب وهم يتكلموا، ولما انصرفت أمهم ذهب إليهم وقلد صوتها قائلا كلمه السر؛ ففتحوا وأكل اثنتين منهم ونجحت الثالثة في الفرار  منه وذهبت لأمها وقصت عليها ما حدث لهم، فبحثت الأم عن الثعلب الذي كان نائما على جسر البحر فطلبت منه أن يتسابقا، على أن يقوم كل منهم بشرب نصف البحر والذي ينتهي أولًا له مكافأة كبيرة، وخدعته بأنها تشرب وهي لا تشرب وظل يشرب هو حتى انتفخت بطنه فضربته عليها بشدة فانفجرت وخرجت العنزات الصغار. وشارك الأطفال في الورشة لمعرفة أهمية طاعة الأم والأب.

كما نفذت المراسلة أماني مطاوع ورشة حكي أخرى بإحدى الدور التربوية والتعليمية بقرية الحامول، حيث قامت بحكي قصة عن الصداقة ورفقة الطريق والتي ترسخ القيم الاجتماعية في الحب والتعاون وحب الخير، بعنوان (رفيق الطريق) تجسد القصة ثلاثة من الأخوة توفي والدهم وترك لهم ميراثًا قسم عليهم الأول والثاني عملا بالتجارة والثالث ضيع ثروته دون فائدة، ولم يتبق إلا القليل فقرر السفر إلى مكان لم يعرفه فيه أحد وهو في طريقه شاهد اثنين يحاولان فتح مقبرة فذهب إليهم وتساءل عن سبب فعلتهم فأخبراه أن هذا الشخص كان عليه دين ولم يقم بسداده ولا أحد يسد عنه ونحن لا نسامحه فسنأخذ منه حقنا وهو ميت فتعجب وطلب منهم أن يتركاه مقابل ما معه من أموال فوافقا وذهبا، واصل سيره إلى أن وصل إلى مدينة معلق على أبوابها رءوس بشرية فتعجب فإذا بشخص بجانبه يقول له هل تسمح لي بمرافقتك في طريقك فرد موافقًا وسأله عن هذه الرؤوس البشرية، فقال له إن في هذه المدينة ملك له ابنة شديدة الجمال يتقدم لخطبتها كل يوم الكثير والكثير لحسنها فهي تسأل كل شخص يتقدم لخطبتها سؤالين فلا يجيب فترفضه فيأمر الملك بقطع رأسه وتعليقها على باب المدينة، ولم يعرف أحد إجابة الأسئلة ولكنك ستعرف إجابتها إذا تقدمت أنت لخطبتها ستسألك عن لونها المفضل فقل لها الأزرق وتسألك ما هو عدد سلالم قصري فقل لها ٣٠٠، فتعجب وسأل من أنت؟ وكيف عرفت؟ فرد أنا ذلك الشخص الذي حميتني في قبري أنا أرد جميلك أنا أرد معروفك، وبالفعل ذهب وتقدم لخطبتها ووافقت على الزواج منه وفاز بثروة عظيمة، هذا بسبب صنع المعروف حتى ولو كان لميت في قبره بالدعاء له والدفاع عنه بالقول الحسن. 
يستحوذ الخيال على أحداث القصتين ما يضيف طابع الإثارة والتساؤل والتعجب، فصنف الحكايات يجاوره في علم الأدب الشعبي الألغاز والنوادر والعجائب والنثر والموال وغيرها من الفنون القولية التي تستلزم منا الجهد والعمل لكشفها بالجمع وتنميتها بالمحاكاة واستخلاص القيم التي بات المجتمع يحتاجها نظرًا لانحسار الهوية وهجوم التكنولوجيا بنفعها وضرها.


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @