في يومها العالمي.. ماذا تعني الفلسفة وكيف أثرت مصر القديمة في أعلامها؟

في يومها العالمي.. ماذا تعني الفلسفة وكيف أثرت مصر القديمة في أعلامها؟

اخر تحديث في 12/18/2020 1:48:00 PM

محمد إمام

يحتفل العالم في الخميس الثالث من شهر نوفمبر كل عام باليوم الدولي للفلسفة، والذى أقرته الأمم المتحدة في عام 2005 لتعزيز ثقافة النقاش الفلسفي واحترام التنوع الثقافي وكرامة الإنسان، ومعالجة القضايا الدولية طريقة فلسفية.

معنى الفلسفة

ترجع كلمة فلسفة إلى أصول يونانية وتتكون من مقطعين، فيلو بمعنى حب وسوفيا بمعنى الحكمة، فتصبح الفلسفة حب الحكمة والمعرفة المستمدة من التأمل والتحليل والاستنتاج، ودراسة الأسئلة والقضايا الوجودية والاستدلال اللغوى كمسائل لدراستها وحلها. ويختلف معنها الاصطلاحى من فيلسوف إلى آخر، فهى علم الموجودات، وعند فلاسفة آخرين هي علم الأشياء بحقائقها الكلية.

نشأة الفلسفة

يرى البعض أن الفلسفة يونانية الأصل، وتشتهر بفلاسفة أنشئوا مدارس فى علم الفلسفة ومنهم أفلاطون وأرسطو وسقراط، ولعل في المسائل الخلافية بينهما ما ساهم في انتشارها وتوسيع مدارك الطلاب والمشتغلين بها، وكان للفلاسفة العرب مدارس ذات تأثير كبير ومنهم ان خلدون والفارابى والكندى وغيرهم، ومن أشهر المساجلات الفلسفة كتاب تهافت الفلاسفة للإمام الغزالى وكتاب تهافت الفلاسفة لابن رشد وقد أعادت الهيئة العامة لقصور الثقافة طباعتهما بنسخ محققة. 
ولكن يمكن القول بأن نشأة الفلسفة بدأت من مصر القديمة، حين أدرك المصريون بوجود قوى عليا تتحكم في مصائرهم، وبدأوا يفكرون في طبيعة الموجودات، ففكروا في معبود كبير خالق للعالم، وفى معبودات أخرى أصغر قليلا يكونوا لهم عونا ويقربوهم إلى المعبود الكبير، وزادت فلسفتهم الدينية في الاعتقاد في البعث والخلود واضعين تصورات كبيرة عما هو موجود في العالم الآخر، والكائنات الخرافية المساعدة والمعرقلة للمتوفي في العالم، وطرق الجنة والجحيم وسبل النجاة، وكذلك تحفيز طرق التفكير والإبداع.
وقد حفزت رؤية قدماء المصريين الفلسفية للعالم قدرتهم على التفكير والتدبر، فنرى في رسائل الفلاح الفصيح خوان إنبو تشبيهات لها طابع فلسفي، فمن ضمن رسائله إلى حاكم الإقليم "عندما تبحر فى بحيرة الحق فلتشرع سفينتك برياح ملائمة ولا يتمزق لك شراع، ولا تضل سفينتك ولا يحدث مكروه لساريتك، ولا تتكسر عوارض ساريتك.. أليس العار أن الميزان مائل ومقيم العدل منحرف انظر ها هو العدل يرزح تحت ثقلك مشرد من مكانه فالمسئولون يتسببون فى الويلات وما يجب حسابه ينحى جانبا".
فالحق بحيرة تتحرك فيها سفينة حاكم الإقليم والعدل يحمى السفينة من الهلاك، هذه الفلسفة الناتجة من تعاليم الماعت توضح لنا تصورات الناس في هذه الفترة ورؤيتهم للعدل كالميزان، وهو نفس التشبيه الذى تستخدمه المحاكم عن العدالة، هذه الرؤية سبقت بها مصر العالم أجمع، فالفلسفة المصرية ساعدت اليونانيين في وضع تصوراتهم الفلسفية، فأرسطو وأفلاطون زارا مصر وتعرفا على مدارس مصر الفلسفية ومنها منف، التي كانت بمثابة الجامعات في وقتنا هذا.


محمد إمام

محمد إمام

راسل المحرر @