حكايات الحطاب والنجار والقرد بمبادرة حياة كريمة في قرى الصف

اخر تحديث في 8/4/2022 1:59:00 PM

محمد إبراهيم

تهدف الحكايات الشعبية التراثية إلى تصدير الحكمة والعظة والتعلم من التجارب، والأهم في إطار استهداف تنمية الفكر وتعزيز الوعي والهوية الثقافية والتمسك بالتراث؛ فالاهتمام بالبرعم ينتج عنه نبتٌ صالح قوي مُثمر. في ضوء ذلك، استأنفت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، الفعاليات الثقافية والفنية ضمن مبادرة "حياة كريمة" التي تنفذها الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، بقرى مركز الصف بمحافظة الجيزة في الفترة من 24 يوليو حتى 4 أغسطس، حيث تقدم عددا من الورش والمحاضرات والفعاليات المختلفة.

وضمن مشاركة الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية بقيادة د. الشيماء الصعيدي بمبادرة حياة كريمة، أدى الباحث بمجموعة الجيزة طه إسماعيل ورشتي حكي شعبي بتاريخ 31 يوليو بمركز شباب الفهميين بعدد مستفيدين 42 طفلا وورشة أخرى بتاريخ 2 أغسطس 2022 بمركز شباب مركز الصف بعدد مستفيدين 105 طفلا.

حكاية "ابن الحَطاب"

 تقول الحكاية إنه في سالف الزمان كان أحد الحطابين يعيش في بيته البعيد عن القرية وكان يكسب رزقه بأن يذهب إلى الغابة ويأتي بالحطب ويبيعه في السوق، وكان هذا الحطاب ماهرا في عمله ثم تزوج وأنجب طفلًا جميلًا ففرح به فرحًا شديدًا، وكبر الطفل حتي صار عمره شهرين، وكان لزوجة الحطاب أخت تعيش  في قريةٍ مجاورة ثم أرسلت أخت الزوجة لزوجة الحطاب أن تأتي إليها في القرية ليصنعا خبزًا فخشيت الأم على طفلها من مشاق وحر الطريق، وأوصت زوجة الحطاب زوجها بأن يبقي بجوار طفلهما ولا يتركه حتي تأتي من عند أختها، كان عند الحطاب حيوان قد استأنسه وهو ابن عرس كان قد رباه وهو صغير حتي صار أثيرًا عنده وجاء رجل للحطاب يريد شراء حطب منه لكنه اشترط عليه أن يحمل له الحطب حتي بيته في القرية فوافق الحطاب على ذلك وترك ابنه الطفل الصغير مع ابن عرس ظنا منه أن ابن عرس سيحمي طفله من أي خطر وأغلق عليهما البيت وعندما كان الطفل الصغير مع ابن عرس في البيت خرج ثعبان من أحد الشقوق ودنا من الطفل فضرب ابن عرس الثعبان وقتله وقطعه وامتلأ فمه من دمه ثم رجع الحطاب إلى البيت فأسرع ابن عرس إلى الباب وهو ملطخ بالدم ليبشر سيده بما فعل من قتل الثعبان دفاعًا عن طفله، فلما أبصره الحطاب وهو ملطخ بالدم ظن بالخطأ أنه قتل طفله فطار عقله وضرب ابن عرس  علي رأسه بعصا غليظه كانت معه فمات على الفور ثم دخل إلى الحجرة فرأى الطفل حيًا والثعبان مقطع بجواره فعرف الحقيقة وتبين له هول ما فعل بحيوانه الوفي.

حكاية "النجار والقرد"
كان ياما كان.. كان في نجار يعمل بأحد الغابات في شق الأخشاب باستخدام وتدين وهو جالس على الخشبة، وكان هذا النجار ماهرًا في عمله وكان هناك قرد يختلس النظر لهذا النجار وهو يعمل  وأثناء عمل النجار في شق الخشب أعجب ذلك القرد ثم ذهب النجار لشأنه فوثب القرد وقعد على الخشبة بين الوتدين فتدلى ذيله في شق الخشبة، ثم نزع القرد الوتد فانضم الشق عليه فصرخ القرد بأعلى صوته من الألم فتنبه النجار فأتى فوجد القرد على تلك الحال فظل يضرب القرد ضربا مبرحا حتى أسال منه الدم فكان ما أصاب القرد من الضرب أشد عليه مما أصابه من انطباق الشق عليه.