حكاية سيدي الغريب والأولياء الصالحين بالسويس

حكاية سيدي الغريب والأولياء الصالحين بالسويس

اخر تحديث في 9/24/2020 2:48:00 PM

مروة سعد 

 يوجد بالسويس العديد من اولياء الله الصالحين مثل سيدي عبد الله الغريب، سيدي عبد الله الاربعين، سيدي فرج، سيدي مشيمش، وأشهرهم سيدي الغريب وسيدي الاربعين، ويوجد الاول في حي الغريب والثاني في حي الأربعين.

*أصل الحكاية:
 سيدي عبد الله الغريب اسمه الحقيقي ابو يوسف بن محمد بن يعقوب بن ابراهيم بن عماد ، اطلق عليه عبد الله وبما انه كان غريبا عن السويس وليس من اهلها ( فقد كان من المغرب ) فاطلق عليه لقب الغريب؛ ليصبح عبد الله الغريب.

*معركة القلزم :
 وهى سبب حضوره إلى السويس حيث كان القرامطه قد قطعوا كل الطرق المؤدية لطريق الحج لمنع الحجاج من أداء فريضة الحج، وعندما علم بذلك عبد الله المهدي مؤسس الدوله الفاطمية في بلاد المغرب قام بإرسال حملة عسكرية بقيادة ابي يوسف بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن عماد، وتقدم نحو بلبيس ومنها إلى القلزم (السويس حاليا ) عام 320 هجرية، والتقى مع القرامطة في معركة حاسمة عند القلزم واستشهد في المعركة ليلة الجمعة في 17 من ذي القعدة عام 320 من الهجرة ودفن مع بقية الشهداء في مكانه الحالي.. ويطلق علي المنطقه التي يوجد بها مسجد وضريح سيدي عبد الله الغريب بحي الغريب وهو من أشهر وأقدم الأحياء في السويس.
ويتبارك اهل السويس بهذا الولي الصالح ويطلقون عليه حامي السويس، وكان أهل المدينة أثناء الحرب والجمهور أثناء مباريات كرة القدم ينادون حامي السويس ياغريب تبركا به.

*سبب تحول مقابر مشايخ الصوفية الاربعة مزارا لحجاج بيت الله الحرام:
أثناء معركته مع القرامطه كان عبد الله الغريب ينادي في الناس ويقول: أقدموا سواسيه ترهبون أعداء الله، ويعتقد بعض المؤرخين أن هذا النداء كان سبب إطلاق اسم السويس علي القلزم القديمة، وفي الغرفة الخاصة بقبر القائد الفاطمي عبد الله الغريب يوجد مقابر المشايخ الاربعة من رجال الصوفية الذين كانوا معه في المعركة وهم الشيخ عمر والشيخ ابو النور والشيخ حسين والشيخ الجنيد، وكان هذا الموقع مزارا لحجاج بيت الله الحرام وبه بئر للسقاية.. ومن بركات هذا المكان أنه في حرب 1973 وعندما حاصر اليهود المدينة وقطعوا عنها المياه العذبة من ترعة الاسماعيلية تفجر فيها أحد الآبار القديمة لتروي أهل السويس وأبطال المقاومة الشعبية اثناء الحصار بفضل من الله عز وجل وقد قام الخديو عباس ببناء مسجد علي قبر البطل الفاطمي، ثم قامت حكومة الثوره بتجديد المسجد وتوسعة الميدان ( تقريبا في عام 1965 أو 1966 ميلادية)، ونقلت في المسجد الجديد رفات الولي الصالح عبد الله الغريب وزملائه المشايخ الاربعة، وقد عثر في قبره أثناء توسيع المسجد علي لوحة رخامية كتب عليها بسم الله الرحمن الرحيم: «الله لا إله إلا هو الحيّ القيّوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيّه السمواتِ والأرض ولا يؤودُه حفظُهما وهو العليّ العظيم». هذا قبر ابي يوسف يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عماد.

*وفاته:
وكانت وفاته رضي الله عنه ليلة الجمعه سبعة عشر  من ذي القعده في عام عشرين وثلثمائه هجريه،، وقد حدثت اثناء توسعة المسجد ونقل الرفات حادثة غريبة، فعند الكشف عن الرفات لم يجدوا أي شيء، وأخذ أهل المدينة يقولون إن سيدي الغريب حكاية خرافية ليس لها أساس من الصحة وغير ذلك من الاقاويل إلا أنه جاء في المنام في رؤيا للشيخ حافظ سلامة وأخبره انهم يحفرون في المكان الخطأ ودله علي المكان الصحيح.
وبالفعل أخبر الحاج حافظ القائمين علي العمل بالمكان الصحيح كما شاهد في الرؤيا وحفروا ووجدوا جثمانه كما هو لم يتحلل وبجواره قدمه التي قطعت اثناء المعركه كما كان يحكي لنا تماما ونحن اطفال حيث ان حكاية سيدي الغريب متوارثة جيلا بعد جيل في السويس، وكان هذا اليوم يوم عيد لأهل المدينة وكان التراب الذي خرج من حفر قبره به رائحة المسك.
والله اعلم..
 


مروة سعد

مروة سعد

راسل المحرر @