السير الشعبية ودورها في ترسيخ القيم الإيجابية بالسويس

السير الشعبية ودورها في ترسيخ القيم الإيجابية بالسويس

اخر تحديث في 4/9/2019 5:30:00 PM

محمد إبراهيم

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة محاضرة بعنوان "السير الشعبية ودورها في ترسيخ القيم الإيجابية"، يوم الأحد 7 أبريل حاضرتها الباحثة سناء محمد عسران  بمدرسة أكتوبر الثانوية الصناعية بالسويس.
عرفت الباحثة السيرة الشعبية بأنها نوع من أنواع الأدب الشعبى الذي أُهمل، حتى أنه لم يدخل ضمن الأنواع الأدبية المعروفة، وترى أن هذا الإهمال اشترك في تأكيده كثير من الباحثين عربا كانوا أو مُستشرقين؛ وهو ما انعكس في الإهمال أو التهاون في جمع نصوص تلك السير الشعبية، فضاع الكثير من النصوص التي كانت تروى في الأربعينيات عن "عنترة" و"سيف بن ذي يزن" و"المهلهل".. بوفاة رواتها.
كما ضاع كثير من النصوص المختلفة لسيرة بني هلال لوفاة رواتها، ولم يبق إلا القليل من رواة بني هلال.. متناثرين في أنحاء مصر وبعض البلدان العربية، حتى أنه بمصر تحول بعض الرواة إلى مطربين شعبيين في الأفراح! وانعكس إهمال متابعة السير الشعبية، إلى عدم التوفر على دراستها دراسة علمية، ومع ذلك توجد بعض الاجتهادات والدراسات في مجال السيرة، منها ما قدمه شوقي عبدالحكيم ومحمد رجب النجار وصلاح الراوي وغيرهم. ولعل أقدم صورة للسيرة العربية هي سيرة (ابن هشام) التي تترجم للرسول (صلى الله عليه وسلم).
تمر السيرة بعدد من الحلقات، والموالد هي إحدى هذه الحلقات، وهو لا يعنى لحظة ميلاد البطل، وإنما تعنى لحظة أكبر من هذه اللحظة، فهو يتناول عالم البطل قبل ميلاده أو ولادته، ثم تناوله وليدا وطفلًا حتى تنتهي مرحلة العبور وهي مرحلة التعرف والاعتراف، بعد أن توقف المؤلف مع الرواية والرواة في السيرة الشعبية، وشرح أهميتها، انتقل إلى مرحلة تالية هي "النبوءة أو قدر البطل"؛ فلا يوجد بطل لسيرة لم يرتبط ميلاده بالنبوءة، فهي ترتبط بوجوده الفعلي، وتحدد له مصيره المعد له، والدور الذي سيلعبه في حياته طوال أحداث السيرة.
لعل سيرة الظاهر بيبرس الوحيدة التي لم تكن النبوءة بمصيره سابقة لميلاده. وإنما جاءت بعد أن اختطِفَ بيبرس من أهله وبيع، وقد جاءت النبوءة لحظة مرضه في عبوديته لتنقذه من عذابه وتدخله مرحلة الاعتراف به بطلًا، فكانت بذلك ممثلة لميلاد جديد لابن الملك المريض.
و(البطل المصاحب) يدخل في بناء كل السير الشعبية. قد يكبر أو يصغر دور هذا البطل المصاحب، ولأنه يلعب دورا مهما في السيرة، يفضل الكاتب استخدام مصطلح البطل المصاحب، وليس البطل المرافق. وهناك قلة قليلة كانوا بلا رفقاء؛ فالزير سالم كان وحيدا في مواجهة أعدائه والصديق الوحيد قبل أن يبدأ رحلة الثأر هو همام أخو الجساس وتحولت الصداقة إلى عداوة وانتهى إلى أن قتل ابنيه، وقد وَضحت في كل السير مرحلة الغربة والاغتراب، فمنذ لحظة ميلاد البطل وهو يعانى.. إلا سيرة حمزة البهلوان وفيروز شاه. وحتى تجيء مرحلة التعرف والاعتراف، التي تعد تتويجاً للصراع الذي يعيشه الطفل البطل، وبعدها يوضع اسمه في عالم البطولة.


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @