كـلـمـات
  لماذا الخبز
  اللجنة العلمية
  قبل البداية
  مناطق التمثيل
  خريطة التمثيل
  الخرائط الإدارية
  الأسئلة
  الخبز
  تخزين الحبوب
  الفرن
  أشكال الخبز
  أدوات الخبيز
  المشاركين التنفيذيون
  فريق العمل الميداني
   

 

لا شك أن معرفة الإنسان بتاريخ وطنه، ووعيه بهذا التاريخ شرطان أساسيان لا غني عنهما لتأسيس وعي حقيقي بوجوده المعاصر، فضلاً عن أنهما شرطان مبدئيان أيضاً لتخطيط حياته حاضراً ومستقبلاً.

ومصر التي تتميز بموقعها الجغرافي ذي الصلة الوثيقة بقارات أفريقيا وآسيا وأوروبا وبثقافتها الشعبية الثرية التي تمثيل حصيلة التقاء ثقافي فريد، وإسهام حضاري فذ، وتاريخ ممتد، تواصلت فيه مصر مع غيرها، شرقاً وغرباً، وشمالاً، وجنوباً، تحتل مكاناً لا يدانيها فيه غيرها في التراث الثقافي العالمي.

من هنا فإن إعداد أطلس للمأثورات الشعبية المصرية أو التراث الشعبي المصري (الفولكلور) يصبح ضرورة علمية ووطنية باعتباره أداة مهمة للتعرف على الأبعاد الثقافية للمجتمع المصري عبر الزمان والمكان، وقراءتها قراءة صحيحه واعية. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، فإنه سوف يعطي الدليل على تطور ثقافة المجتمع الشعبية باعتبارها تمثل جماع الثقافة الوطنية المصرية، ودورها، ورسالتها، في إطار صلات عميقة ممتدة بالثقافة العالمية عامة، والثقافة العربية خاصة.

لماذا الخبز؟

وقد جاء اختيار الخبز كأول موضوعات الجمع الميدانى الموحد والمنظم والمتزامن استانداً الى ما يلى:

1- انتشار الظاهرة جغرافيا على اتساع المعمور المصرى من حيث الممارسة.

2- ثراء الموضوع من حيث توافر العديد من عناصر المأثورات الشعبية المتضمنة داخله ( ثقافة مادية، أدب شعبى، معتقدات، عادات....الخ )

3- ارتفاع معدلات التغير الاجتماعى مما تتأثر معه هذه الظاهرة بما يحدث من تغيير فى الممارسة فضلا عن التأثير فى حجم ممارستها، نظراً لتوجهات خطط التنمية العمرانية التى تتضمن رفع معدلات الخدمات حتى مستوى الوحدات القروية والتى يأتى ضمنها المد الأفقى فى إنشاء المخابز الآلية المنتجة للأنواع والإشكال النمطية من الخبز.

وعلى ذلك تم اختيار مناطق التمثيل الكارتوجرافى من خلال تحديد الخريطة الأساسية لأطلس اعتماداً على قاعدة بيانات تفصيلية للمعمور المصرى.

وخلال شهرى يوليو وأغسطس 1998 تم الحصول على قاعدة بيانات كاملة من كافة محافظات الجمهورية حتى مستوى القرى والتجمعات السكانية الهامشية، وذلك عن طريق:
1- مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء
2- مراكز المعلومات الملحقة بالمحافظات.
3- رحلات استطلاعية للباحثين للحصول على السمات الثقافية غير المتوفرة فى مصادر معلوماتية موثقة.

وقد اعتمدت عمليات الاختيار لمناطق التمثيل الكارتوجرافى للخريطة الأساسية على مجموعة من المحكات التالية :
1- التمثيل النسبى لكثافة الإسكان بالمعمور المصرى عامة.
2- التمثيل النسبى للحضر والريف، والبدو المتريّف.
3- التمثيل النسبى للقرى الأم والتوابع.
4- تنوع إنتاج الحاصلات الزراعية بالنسبة للقرى.
5- ابتعاد القرى واقترابها من المدن الكبرى وعواصم المحافظات.
6- النشاط الاقتصادى السائد.
7- كثافة السكان.
8- مستوى الخدمات المحلية ووسائل الاتصال.
9- التميز فى الحرف والصناعات التقليدية ونمط العمارة الشعبية.
10- مراعاة البعد الطبقى فى اختيار المجتمعات الممثلة.
11- تمثيل مناطق التماس الجغرافى بين المحافظات.

وعلى ذلك تم اختيار المجتمعات الممثلة للمعمور المصرى، والتى تم جمع المادة الميدانية منها.

وبعد فإن من شاركوا فى هذا العمل، إنما يقدمونه باعتباره نواة تجريبية، حاولوا فيها قدر جهدهم أن تكون نموذجاً لما ستكون عليه بقية الأجزاء. وهم لا يزعمون انهم بهذا قد حققوا الكمال او قريبا منه، ذلك انهم يؤمنون ان هذا لن يتحقق إلا بأن يخرج العمل إلى النور، وأنه من خلال تداوله وفحصه والنظر فيه، ومقارنته بغيره، من خلال عيون ناقدة، تصحح الخطأ ولا تتصيده، وترشد الى مواطن النقص لاستكمال العمل، لا لهدمه وتشير إلى جوانب الخلل والقصور لتصحيحها لا للتشفى والتشهير بها وإنما لكى يتم علاجها.

والآمل كل الأمل أن يكون هذا العمل. نواة أيضا لما نحلم به من جمع علمى منظم لمأثوراتنا الشعبية كان ينبغى ان يكون قد تم منذ سنوات. وان يكون - فى الوقت ذاته – أساسا لأرشيف وطنى يضم هذه المأثورات، كان ينبغى ان يكون قد انشىء – أيضا – منذ سنوات.

لكن كما تقول مأثوراتنا الشعبية " كل شىء بأوان " ولعله قد آن الأوان لتحقيق هذين الحلمين الوطنيين، خاصة ان الوسائل التكنولوجيه المعاصره سوف تساعد على اختصار الزمن وتدارك ما فات – كما ان اقتناع عدد كبير من الحريصين على الثقافة الوطنيه لهذا البلد الكريم، سوف تساعد على تذليل كثير من العقبات، وعلى توفير الإمكانات المطلوبة،هذا اذا خلصت النوايا وشحذت الهمم، وهو ما نحن على يقين كامل بوجوده، ونأمل ان يترجم إلى برنامج عمل حقيقى.

إن المثل الشعبى المصرى يقول "اللى يحبى يقطعها جبال" اى ان الذى يحبو يمكنه ان يقطع الجبال، بشرط ان يظل مستمراً فى الحبو بالطبع. ونحن نؤمن – فى الحقيقة – اننا نحبو وإننا نسير منتصبى القامة، وسوف يستمر العمل – إن شاء الله تعالى – حتى يؤتى ثماره بما ينفع الوطن وثقافته.

( وعلى الله قصد السبيل )
 
اللجنة العلمية العليا للأطلس
احمد على مرسى
الصفحة الرئيسية | دفتر الزوار | القائمة البريدية | اضفنا إلى المفضلة | اجعلنا صفحتك الرئيسية | عن مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة