كـلـمـات
  لماذا الخبز
  اللجنة العلمية
  قبل البداية
  مناطق التمثيل
  خريطة التمثيل
  الخرائط الإدارية
  الأسئلة
  الخبز
  تخزين الحبوب
  الفرن
  أشكال الخبز
  أدوات الخبيز
  المشاركين التنفيذيون
  فريق العمل الميداني
   

 

"تخـزين الغـلال"

بداية نود أن ننـوه إلى أن الغلة هى كل ما تغله الأرض من المحـاصيل وبخـاصة الحبوب الجافة كالقمح والشعير والذرة والأرز،إلا إننا حينما نذكر كلمة غلة ينصرف الذهن مباشرة إلى القمح الذى يمثل مع الذرة أساس صناعة الخبز مع عناصر أخرى بنسب تتفاوت من منطقة إلى أخـرى بل وفى داخل المنطقة الواحدة باختلاف نوع الخبز والغرض المخبوز من اجله.

كان ذلك مدخلا لابد منه قبل الحديث عن عملية تخزين الغلال التى برع فيها المصريون منذ بزوغ فجر الحضارة على ضفاف نهرنا الخالد فكانت الحبوب فى سنوات فيض النيل تفيض عن الحاجة فيتم تخزينها للسنوات العجاف.

وحتى عندما هيمن الهكسوس المتخلفون عن ركب الحضارة، عندما هيمنوا على ممتلكات مصر لم يرد الله أن يهلك شعب مصر فكان "يوسف عليه السلام" الذى ارشد الحاكم إلى كيفية التخزين التى اهتدى إليها أهل مصر من قبل.

من اجل ذلك كان تعدد المخازن وكثرتها دليل على العز والجاه والمهابة والمقدرة المالية كما سيتبين فيما بعد.

وقد دارت أسئلة الدليل فى هذا المجال حول :-

- طرق وأوعية تخزين الحبوب الداخلة فى مكون الخبز ومراحل بناء المخازن والمواد المستخدمة.

- الموقع الذى يحتله مخزن أو مخازن القمح بالنسبة للمنزل.

- الطرق والوسائل التى يستعين بها أبناء المجتمع لحماية حبوب القمح من التسوس.

- الطرق المتبعة لتخزين الذرة.

بالإضافة إلى التغيرات التى طرأت على ذلك.

فإذا انتقلنا من التعميم إلى التخصيص نجد أن منطقتى القاهرة والإسكندرية لا نكاد نرى فيهما أثرا لمخازن إلا المخازن العامة التابعة لوزراة التموين وذلك لإعتماد الناس فى تلك المجتمعات على الخبز الجاهز من الأفران أو فى أحوال نادرة شراء الدقيق أولا بأول لعمل العيش البيتى ونفس الحال بالنسبة لبورسعيد.

 

"السويس"

ننتقل بعد ذلك إلى المحافظة الرابعة حسب تقسيم المناطق وهى محافظة " السويس " حيث قسمت إلى ثلاث مناطق اثنان منهما أحياء نفس المدينة وينطبق عليهما ما ينطبق على المحافظات الثلاث السابقة أما المنطقة الثالثة وهى منطقة " قرى الجناين " فهى قرية تتعامل إلى حد ما فى الغلال وتخزينها وهناك نوعان من المخازن – الصومعة، الحجرة - ]أى أن احدى حجرات المنزل تستخدم كمخزن[ والصوامع نادرة إلى حد كبير فهى مازالت موجودة من أزمنة سابقة ويستخدمها أصحابها فى التخزين ولا يفكرون فى بناء بديل لما يتلف منها لدرجة انه لا توجد معلومة واضحة عن كيفية بنـاء الصوامع إلا أنها تبنى من الطين وروث البهائم ( الجلة ) وتقـوم النسوة ببنائها ولا يتدخل الرجال فى ذلك مطلقا.وهنا يستوقفنا أنهم كانوا يستخدمون الطين وروث البهائم فى بناء الصوامع وليس التبن مثلا ولعلنا خلال استعراض المخازن فى المحافظات الأخرى نجد أن ذلك لا يتكرر إلا فى محـافظات الصـعيد فهل ذلك لأن كـثير من مواطـنى السـويس تمتد جـذورهم إلى محـافظات الصعيد ؟ ربما.

والصوامع أو المخازن تستخدم فى تخزين القمح والذرة على السواء وان كان الذرة قليل نسبيا ويخزن بعد فرطه وليس على هيئة كيزان.

 

"الإسماعيلية"

يتم التخزين فى الإسماعيلية وخاصة فى المناطق القروية فى الصوامع والبراميل والأجولة وان كانت الصوامع بدأت تقل نسبيا إلا أنها موجودة وبهذا الاسم (صومعة) وإن كان لها اسم قديم وهو " الزلوع " لم يعد احد يستخدمه حالياً كما ننوه انه كان هناك نوع من المخازن لم يعد موجود بالمحافظة وهو "الهرابه"، والهرابه هذه عبارة عن حفرة فى الأرض ولكن فى مستوى اعلى من الأرض المعاش عليها أى !! فوق ربوة رملية مثلا وذلك حتى لا تتأثر بمياه الأمطار التى تتجمع فى مستويات الأرض المختلفة.

أما الصومعة فهى بناء مخروطى يصنع من الطين والتبن وتبنى على عدة مراحل تسمى كل منها (طوف) وكلما جف طوف يبنى الآخر فوقه حتى تنتهى تماما فى خلال عشرة أيام أو أسبوعين حسب حرارة الجو والنساء عادة هن اللآتى يقمن بعملية البناء.

وتوجد الصوامع داخل حوش البيت ( الفناء) أو بجوار الزرائب ويعتبر تعدد الصوامع دليل على العز والمقدرة المالية لصاحب البيت ولعل وجود الصوامع وامتلائها بالحبوب يثير الإحساس بالفرح والانتشاء الباعث على الغناء، حيث يقولون :
( ياصومعة جومى اتهزى وان كنتى ملانه من الرزى ) ومعناه انك يا صومعة مادمتى ملأنه بالأرز فلك أن تقومى وترقصى فرحاً، ونظراً لتشابه شكل الصومعة مع بنية الحمام فأصر الخيال الشعبى أن يقيم بينهما حوارا لعله يستخدم كمثل يضرب فى ظروف خاصة حيث يقولون :

الصومعة بتعاير البنية قالت لها دا كله بالطوف يا مهلبية

أما بالنسبة إلى عملية الخزين نفسها فالقمح يغربل ويخلط بتراب الافران الذى يتخلف عن عملية احماء الفرن اثناء اعمال الخبيز أو البودره القاتلة للسوس قبل أن يوضع فى الصوامع أو الأجولة أو البراميل، والذرة يتم تنشير الكيزان على أسطح المنازل بدون تكويم وتغطى بالحطب، أما الحلبة فلا تحتاج إلى تقنية فى الحفظ لان مرارتها تحفظها من التسوس.

 

"دمــياط"

نظرا لتنوع النشاط الاقتصادى للسكان فى هذه المحافظة ما بين صناعى ( خاصة صناعة الأثاث ) وتجارى وأعمال الصيد بالإضافة إلى النشاط الزراعى فقد روعى أن يتنوع الجمع الميدانى ليشمل هذه القطاعات ما بين مدينة دمياط ذاتها كعاصمة للمحافظة ومدن أخرى كالزرقا وفارسكور، وبعض القرى، وبطبيعة الحال لم يعد هناك حاجة للمخازن فى مدينة دمياط نفسها ولكن كان المخزن الموجود قديما واندثر الآن هو (الصحارة) وهى عبارة عن صندوق خشبى ولعل ذلك كان يتلاءم مع بيئة حرفتها الأساسية هى الصناعات الخشبية.

ومن المخازن الأخرى (الصوامع) التى كان يطلق عليها (المخزن) وهو بارتفاع مترين أو ثلاثة يكون موقعه أمام المنزل أو داخله (بالزريبة) ويبنى على عدة مراحل من الطين المعجون بالتبن وله فتحتان واحدة علوية لوضع الغلال والأخرى سفلية تسحب منها الحبوب عند الحاجة، ويغطى من اعلى بطشت وبجانب هذا المخزن توجد الأجولة والبراميل، إلا إن ما يطلق عليه اسم صومعة فهو صغير الحجم يوضع فى أى ركن فى المنزل ولا يخزن فيه إلا الدقيق وليس الحبوب
ولحفظ الغلة يتم وضعها فى المخزن مع وضع برشام مضاد للسوس ولم نعد نرى استخدام البودره التى كانت تسبب رائحة كريهة لا تذهب بغسيل القمح ويظل طعمها فى الخبز، كما يتم استخدام الملح فى بعض الأحيان. أما الذرة فيتم تخزينه بكيزانه بطريقة التكويم وتغطيته بالحطب والقش أو فى أجولة وبراميل توضع فى القاطوع وهو نوع من المخازن عبارة عن بناء طينى مدعوم بالطوب والتبن والخشب أو جريد النخل.

 

"الدقهلية"

يلاحظ إن اهناك ثمه علاقة بين طبيعة النشاط الاقتصادى للسكان والوسيلة التى يتم الاستعانة بها لتخزين حبوب القمح. إذ أن ذلك التنوع دعا افراد منطقة المطرية الذين يزاولون حرفة الصيد إلى عدم الاعتماد على أية مخازن لتخزين حبوب القمح.بينما يلجأ الناس فى مركز المنزلة إلى حجرات المنزل لتخزين القمح.

تتنوع الأنشطة أيضا فى محافظة الدقهلية فمنطقة مثل "المطرية" نشاطها الأساسى الصيد فلا نجد مخازن بينما فى مركز المنزلة نجد الزراعة والصيد جنبا إلى جنب بل من الممكن إن يكون نفس الشخص مزارع وصياد، ولكن لا توجد المخازن الطينية كالصوامع وغيرها وإنما يتم التخزين فى احدى حجرات المنزل تخصص للتخزين ولا يتم إضافة أية إضافات سواء تراب فرن أو بودرة أو برشام لأن الحبوب لا تسوس (ذلك يرجع الى طبيعة المجتمع انه لا يخزن الحبوب لفترات طويلة فيندر أن يحدث أن تصاب الحبوب بالتسوس)، لكن الحماية تكون من الأمطار والسرقة.

وبالنسبة للذرة يتم تخزينه بتنشيره فوق أسطح المنازل حيث يفرش القش وتوضع فوقه كيزان الذرة ولعل قلة المخازن فى هذه المنطقة يرجع إلى أن المحصول الرئيسى هو القطن.

فإذا انتقلنا إلى المناطق الزراعية التى تعتمد على الزراعة كأساس للدخل نجد تنوع المخازن ما بين مخزن طينى وصومعة وغرفة وصحارة خشبية (ربما لمجاورتها لدمياط) بالإضافة إلى البراميل والأجولة وعادة ما توجد الصوامع والمخازن فوق أسطح المنازل، وطول المخزن حوالى متر ونصف أو أكثر قليلا والقاعدة متر × متر ويبنى من الطين المأخوذ من تراب الحقل والمخلوط بالتبن حيث يتم عمل (معجنة) وتترك لتتخمر ثم يتم البناء، وعادة تقوم النساء بعمل المخازن أو الصوامع الخاصة ببيوتهن ومن الممكن الاستعانة بسيدة متخصصة لعمل المخازن تسمى (الطوافة) نسبة إلى الطوف وهو مرحلة من عدة مراحل ( أطواف ) وتتقاضى الطوافة أجرا يتراوح بين 15 إلى 20 جنيه وتبنى الصومعة على عدة أطواف كما ذكرنا على أن يراعى أن تكون فى كل صومعة فتحتان احداهما هى فوهة المخزن العلوية التى يتم ادخال الغلال من خلالها وفتحة عبارة عن نصف دائرة فى الجدار السفلى للمخزن لإخراج الحبوب وقت الحاجة.

ومن حيث الحماية فيتم خلط الغلة بتراب الفرن الأحمر أو البودرة ثم يغلق عليها فى المخازن والصوامع.واما الذرة فيتم تخزينه بكيزانه بطريقة التكويم أو الترشيق أو فى الأجولة، وطريقة التكويم تكون بتنشير كيزان الذرة على أسطح المنازل مع التقليب لمدة أسبوعين أو ثلاثة ثم تكوم الكيزان وتغطى بالحطب والقش. أما الترشيق فبعد التنشير ترشق كيزان الذرة فى حطب القطن لحين الحاجة إليها، وليست هناك حاجة لتخزين الحلبة لأنها لا تزرع ولكن يتم شراؤها عند الحاجة فقط.

 

"الشرقية"

ومع اتساع المحافظة تتنوع المخازن وطرق التخزين بدءا من الصومعة وتنوعا فى المخازن ومسمياتها حيث نجد (المدين، الصومعة، الغرفة، الجوال، الحفر الرملية ) كما أن التنوع أيضا يكون من حيث الدلالة على الحالة الاجتماعية ففى بعض المناطق تكون الزراعة الغالبة هى الفواكه والخضـروات وبالتـالى فلا يمكن إن تكون مخازن الغلال داله على الحالة الاجتماعية والمادية، بينما فى أماكن أخرى تعد هذه المخازن مؤشر حقيقى لذلك، وهذا ما يتضح عند استعراضنا للواقع الميدانى حيث يشير إلى التالى :-

فمثلا فى منطقة الزقازيق نفسها لا نجد مخازن مخصصة نظرا لقلة الخبيز وهذه القلة التى تقوم بالخبيز بيخزنون الحبوب فى أجولة بلاستيكية أو من الخيش وهذا بالطبع ليس فى مدينة الزقازيق نفسها ولكن فى القرى التابعة لمركز الزقازيق مثل " كفر الحصر " والتى كانت فى السابق تستخدم الصوامع الطينية التى تبنيها النسوة.وسنفرد للصوامع فى الشرقية تفصيلا أكثر فى المناطق التى مازالت تستخدمها وتبنيها ونفس ما ينطبق على مدينة الزقازيق ينطبق على مدينة بلبيس.

فإذا انتقلنا إلى احدى قرى بلبيس وهى قرية " حفنة " فنجد المخازن هى :

1- اوضة غرفة الخزين ] وهى حجرة داخل المنازل مربعة الشكل بأبعاد 4×4 متر ولها شباك أو أكثر من الخشب والسلك للتهوية والحماية [

2- الصوامع

3- الأجولة

وعلى الرغم من إن الصوامع كانت آخذة فى الاندثار إلا أنها عادت لها أهميتها مرة أخرى نظراً لإنتشار الفئران والتى قد تتسب فى اهدار الحبوب فى حالة عدم حفظها فى مكان خاص ومغلق كالصوامع.

والصومعة على حد وصف أهل المنطقة تشبه (كوز الذرة) اى مخروطية الشكل وطولها من 1.5 إلى 2 متر وقطرها من أسفل حوالى متر ومن اعلى نصف متر وسمك الجدار من اعلى من 1. أو 12 سم ومن اعلى من 4 إلى 5سم وبها فتحتان واحدة من اعلى لصب الحبوب والأخرى من أسفل لسحبها عند الحاجة كما سبق وان ذكرنا.

وتبنى الصومة من الطين المخمر المضاف إليه التبن الرفيع حيث تقوم النساء فى البيت بهذه العملية على عدة مراحل تسمى كل مرحلة منها (طوف) ثم تنتظر حتى يجف الطوف ثم تقوم بعمل الطوف الذى يليه وهكذا إلى أن يتم الانتهاء من بناء الصومعة التى عادة ما تكون على سطح المنزل أو خارجه (أمام المنزل) ومن الممكن الاستعانة بأحد بناة الأفران لعمل الصومعة نظير اجر (هبة) غير محدد سواء مال أو حبوب من التى يتم تخزينها ولاتعد الصوامع فى هذه المنطقة (الحفنة) مقياسا للوضع الاقتصادى للأسره ولكن ذلك يرتبط بعدد افراد كل أسرة، هذا بالإضافة إلى إن زراعات الفواكه والخضروات تزيد على الزراعات الأخرى.

أما عن التخزين فالبنسبة إلى القمح بعد درسه لا تتم غربلته ] حيث إن الغربلة تكون قبل الطحين مباشرة [ وإنما يوضع فى الصوامع بعد خلطه بتراب الفرن ثم يحكم غلق الصومعة بسد الفتحة العليا والتلييس(1) عليها بالطين، وقد بدء ازدياد استخدام المبيدات الحشرية كبديل لتراب الفرن.

وأما الذرة فيتم تنشير الكيزان بأغلفتها على سطح المنزل مع تغطيتها بحطب الشامي (الذرة) أو حطب الهندي (القطن) أو بترشيق الكيزان في حطب الهندي وتسمى هذه الطريقة بالترشيق.

أما إذا تم نزع الغلاف عن كيزان الذرة فلابد من تحميصها في الفرن، وفى حالات نادرة يمكن أن يتم فرط حبوب الذرة وحفظها فى أجولة وان كان هذا قليل.

وأما الحلبة فكما هو الحال فى محافظات ومناطق كثيرة لا تحتاج إلى وسائل لحفظها نظراً لأنها تستخدم بكميات قليلة كما أنها ليست سريعة التلف.

والحال لا يختلف كثيرا فى قرى مركز ابو حماد إلا إن هناك طريقة لتخزين الذرة بالإضافة إلى الطرق التى استـعرضناها وهى طـريقة (الحلة) والحلة هذه عبارة عن مسطح من الأرض (حوالى قيراطين) تفرش بقش الأرز ثم توضع فوقها كيزان الذرة حتى تجف ثم تخزن فى أجولة أو بالتكويم فوق السطح أو بالترشيق.

كما إن النساء هن اللآتى يقمن بعمليات التخزين المختلفة، ويقتصر دور الرجال على الحمل والنقل فقط.

فإذا انتقلنا إلى منطقة الحسينية نجد أن المخازن وعملية التخزين لا تختلف عن المنطقة السابقة حيث يتم التخزين فى الصوامع والأجولة الخيش أو البلاستيك إلا أننا نلحظ اختلافين :

اولهما : الحفر الرملية وتستخدم فى التخزين ولكن لحبوب التقاوى فقط وليست المخصصة للأكل.

ثانيهما : أن عدد الصوامع وأحجامها يدل على الحالة المادية والاجتماعية لمالكها.

وفى منطقة فاقوس نجد المخازن الحجرة المبنية من الطوب اللبن أو الأحمر وهى مربعة الشكل طول ضلعها 4 متر ولها شبابيك من الخشب والسلك حيث توضع بها أجولة الغلة والشعير وهذه الحجرات يقوم البنا المحترف ببنائها وهذا أيضا بالإضافة إلى الصوامع وان كانت الأخيرة فى طريقها للإندثار وآخر نموذج للمخازن فى الشرقية هو " المدين " نجده فى منطقة ابو كبير تحديدا فى "جزيرة بنى عمرو" والمدين هذا عبارة عن حجرة مبنية بالطوب اللبن مسقوفة بالجريد والقش والمشمع وتسع هذه الحجرة من خمسين إلى مائة جوال ويقل ارتفاع المدين بحوالى متر عن ارتفاع المنزل ويوجد عادة خارج المنزل.

 

"القليوبية"

ويننتشر فى القليوبية المخزن والصماعه ( الاسم المحلى للصومعة ) كما تطلق كلمة المخزن على الصومعة أيضا فى " شبلنجه " مركز بنها وهو فى هذه المنطقة صغير لا يتسع إلا لنصف إردب وذلك لأنها تبنى فوق الأسطح وان كان من الممكن إذا أرادوا إن يكون اكبر من ذلك إن يتم البناء فوق الجدار مباشرة. وفى هذه الحالة تكون قاعدة المخزن خارجة عن الجدار من جميع النواحى بمقدار شبر( 2.سم ) مع الأخذ فى الاعتبار إن الجدار يكون على طوبة ونصف أو طوبتين.
ويتم بناء المخزن أو الصومعة بطريقة الطوف السابق الحديث عنها من الطين المجهز من تراب الحقل المخلوط بالتبن الرفيع، ومن الملاحظ إن اجر بناء المخزن فى هذه المنطقة خمسة جنيهات ] لاحظ أن الأجر فى المناطق الأخرى خمسة عشر جنيها [ وذلك لأن المخازن هنا صغيرة كما اوضحنا وتنخفض إلى أربع إذا كانت الأسرة تشترى الحبوب ولا تزرعها وظروفها المادية ليست على ما يرام مما يظهر روح التراحم فى المجتمع.

وأما فى منطقة مثل " الخانكة " نجد أن المخزن يطلق على الحجرة التى يوضع فيها أجولة الغلال ولكن الصومعة التى يطلق عليها الصماعة تكون بارتفاع 7.سم وقطر القاعدة متر تقريباً من أعلى 25سم. كما توجد هناك الصماعة المزدوجة وتكون القاعدة على مترين وبها جدار فاصل حتى يمكن استخدامها لأكثر من محصول وتسع هذه الصماعة المزدوجة إلى ثلاث أرادب وتكون عادةً فى آخر المنزل.

وبالنسبة لعملية التخزين : - فالقمح يرمد ( يخلط برماد الفرن ) بعد أن يغربل جيداً ويوضع فى المخازن حيث لا يضعون بودرة نظراً لبقاء رائحتها فى القمح بعد طحنه وخبزه كما يمكن تحميص الحبوب إذا كانت ستحفظ فى شكائر بلاستيك كما أن هناك أقراص خاصة بدلاً من البودرة يوضع منها قرصان فى الشيكارة أو ثلاث أقراص فى البرميل، أما عن الذرة فيتم عمل " حلة " فى الحقل من الحطب ( داير ما يدور ) وتلقى فيها كيزان الذرة لمدة عشرين يوماً وبعد ذلك يتم نقلها إلى أسطح المنازل وتغطى بالحطب، كما يمكن تنشير عيدان الذرة بكيزانها على أسطح المنازل.

 

"الغربية"

تتنوع في محافظة الغربية المخازن بأسمائها المختلفة من مخازن ومخازن مدعمة وبراميل وأجولة بالإضافة إلى الصوامع وان كانت رغم وجودها المادى إلا إن اسم صومعة غير موجود وإنما المطر والزلوع وعادة يوجد المطر والزلوع فوق الأسطح.

وتقوم النساء ببناء المطر والزلوع من الطين المخلوط بالتبن وان كان الأغلب الأعم لا تقوم نساء البيت بهذه العملية ولكن هناك محترفات يوكل إليهن بناء المخازن نظير أجر يتراوح بين 2.،15،1. جنيها أو مقدار من الغلة كيلتين أو أكثر ويطلق على هذا الأجر العينى ]الميسانية[ وتنشـط عملية بنـاء هـذا النـوع من المخـازن خلال فصل الصيف حتى يتم جفاف الاطواف (المراحل) بسرعة وتتراوح فترة البناء من أسبوعين إلى شهر حسب الحجم الذى يتراوح فى ارتفاعه بين متر ونصف إلى مترين واتساعه من عند القاعدة من 6. :8. سم ومن اعلى من 4. :45 سم حيث يتم وضع الغلة من اعلى بينما توجد فتحة من أسفل فى احد الجدران وقطرها 15سم لسحب الحبوب منها.وتعتبر الغربية من المحافظات التى تدل فيها كثرة المخازن وكبرها على المكانة الاجتماعية لصاحبها ومقدرته المالية.

أما عمليات التخزين فقد كانوا قديما يخلطون القمح بتراب الفرن وأحيانا الشطة إما الآن فيتم استخدام بودرة أو أقراص خاصة لمنع التسوس إما الذرة فلا جديد حيث يتم تخزين الذرة بالنشير والتكويم والترشيق وهى عمليات سبق الحديث عنها بالتفصيل.

وأما عن الحلبة فقد انعدم حاليا استخدام الحلبة فى الخبز وبالتالى لم تعد هناك حاجة لتخزينها وذلك حسب إجماع اهالى المناطق المختلفة فى المحافظة.

 

"المنوفية"

نظرا لتداخل محافظتى المنوفية والغربية نجد تشابه كبير بينهما حتى فى التسمية فلا نكاد نجد الصومعة باسمها ذاته إلا فى المناطق الحدودية التى تقترب من محافظة القليوبية ولكن فى باقى المناطق نجد ايضا الزلوع والمطر والمطر تكون بفتح الميم وسكون الطاء، وجمعها مطور وليس أمطار كما نجد بعض الصوامع الكبيرة يطلق عليها اسم ( سهوه ) تبنى بالطوب الأحمر والطين ولابد إن يقوم بناء محترف ببنائها وهى تتسع لحوالى أربعة أو خمسة أرادب قمح.

ويلاحظ أيضا دلالة عدد الصوامع أو المطور والسهوات على القدرة المادية والمنزلة الاجتماعية حيث هناك تناسبا طرديا بين هذه، وتلك وكذلك عمليات التخزين سواء القمح أو الذرة فلا تختلف عما سبق ذكره فى المحافظات الأخرى.

والحلبة تستخدم فى مناطق تلا وما جاورها بكميات ضئيلة حيث يتم خلط كيلة قمح مع أربع كيلات ذرة مع نصف قدح ] حوالى 3/4 كيلو [ حلبه ولذلك فليست هناك حاجة لتخزينها بالإضافة إلى إن الحلبة لا يصيبها السوس نظراً لمرارتها.

 

"البحيرة"

المخازن الأساسية هى المطر والزلع الكبيرة ويصنع المطر من خلط التراب الشراقى(1) مع المسكة(2) ]ولعل البحيرة هى المحافظة الثانية التى تستخدم روث البهائم فى عمل المخزن بعد السويس ولعلها الوحيدة فى الوجه البحرى[ يضاف إلى ذلك كيزان نبات البردى التى تحتوى على شعيرات رفيعة تستخدم فى عمل المطر الذى يتراوح ارتفاعه من متر ونصف إلى مترين ونصف وقطره حوالى متر من أسفل ومن اعلى تكون الفتحة تتسع لدخول شخص، ويبنى المطر فى هذه المنطقة أيضا بطريقة الطوف على أساس كل يوم أو كل يومين يبنى طوف وأحيانا فى فصل الصيف يمكن أن يبنى طوف فى الصباح وآخر فى المساء. وللمطر كما عرفنا سابقا عن المطر والصوامع توجد فتحة جانبية سفلى تسحب منها الغلال. والنساء والفتيات هن اللآتى يعهد إليهن بعمل المطر ولا يتم الاستعانة بأحد لهذا العمل وذلك لأن مهارة الفتاة فى هذا الشأن تعد من المميزات المطلوبة التى تزيد من أسهمها عند الزواج.

ويقول الناس فى " إيتاى البارود " أن كلمة مطر - (بسكون الطاء ) تعنى إن هذا المخزن يحمى الغلال من المطر بفتح الطاء، ويستقر المطر إما فوق السطح أو أمام المنزل وتمتلك الأسرة المتوسطة مابين مطرين أو ثلاث وتعد كثرة المخازن ( المطور ) دلالة على الثراء المادى والرواء الاجتماعى.

أما عمليات التخزين فلا تختلف عن باقى المحافظات حيث يخلط القمح بتراب الفرن أو البودرة أو البرشام الخاص بذلك وأحيانا إضافة سماد السوبر فوسفات كما تخزن الذرة بالتنشير على السطح بكيزانه أو أن يفرط الحب ويخلط بالتراب أو البودرة ويوضع فى المطور (الأمطار) حيث يوجد جمع الكلمة على الصيغتين فى هذه المنطقة.

 

"الجيزة"

باستثناء منطقة الجيزة بأحيائها حيث لا توجد مظاهر التخزين نجد إن مناطق المحافظة الأخرى لا تختلف عن باقى المحافظات من حيث أنواع المخازن وطرق التخزين.

 

"الفيوم"

أنواع المخازن فى الفيوم هى :

الصومعة – المخول ( الحوزه ) – البنيه – المرجونه والصناديق الخشبية بالإضافة إلى الزكائب والأجولة.

وبالنسبة للصوامع فلا تبنى الآن صوامع جديدة نظرا لتقاعد النساء المسنات اللآتى كن يتقن بناء الصوامع ولكن الصوامع الموجودة من قبل مازالت تستخدم حتى الآن.

وأما المحول ( الحوزه ) فهى بناء مربع ويبنى داخل حجرة بآخر البيت ]منعا للحسد[ ويكون طول ضلع المربع متر ونصف وارتفاعه 75 سم ويبنى على نصف طوبة.

المرجونة أو الموهية أو المهية تعتبر من أوعية التخزين التى تتميز بها محافظة الفيوم حيث تصنع من سعف النخيل وهى متسعة عند القاعدة وضيقة من اعلى وتغطى بغطاء من السعف أيضا وبعد إن يوضع فيها القمح يتم التلييس عليها بالطين من الخارج.

وأما الصناديق الخشبية فيصنعها نجار القرية بأحجام مختلفة، وأيضا بعد وضع الغلال فيها توضع عليها كمية من الطين.

وتعتبر أعداد المخازن أيا كان نوعها أو اسمها دليلا على الحالة المادية والاجتماعية للأسرة وبالنسبة لعملية التخزين فيتم خلط القمح بتراب الفرن أو المبيدات الحشرية أو الشطة ويوجد فى منطقة "ابشواى" نبات ينبت تلقائياً على البحر (الترع) حيث يتم تجفيف حبوب هـذا النبـات ثم تفـرك على القمح لحمـايته.

ويتم تخزين الذرة بتجميع الذرة بكيزانه وعيدانه على هيئة حزم كما يمكن إن يخزن بطريقة التكويم بالإضافة إلى فرط الحبوب وتخزينها مثل القمح فى الصوامع والمراجين والصناديق الخشبية.

 

"بنى سويف"

تعد محافظة بنى سويف من المحافظات غزيرة الإنتاج بالنسبة للقمح والذرة ولذا فتمثل عملية الخزين بالنسبة لأهالى بنى سويف أسلوب ومنوال حياة فهى أمان للعيش وستر للبيوت ودليل على المكانة الاجتماعية حيث تتناسب طرديا مع المكانة الاجتماعية والميسرة المالية ولعل الحكاية التى يتداولها اهالى المحافظة وخاصة فى منطقة " إهناسيا " عن الأخوين الذين كان يعمل احدهما بالزراعة والأخر يعمل فى وظيفة حكومية ولا يهتم بالأرض ولا بالزراعة ومن الطبيعى إن يكون الذى يعمل بالزراعة ويجنى ثمار تعبه من القمح والذرة ومختلف الغلال حيث يأكل ما يكفيه ويقوم بتخزين الفائض فى مخازنه، وذات يوم شحت الحبوب فى البلدة ولم يجد الناس ما يحتاجونه منها فأرسل الموظف ابنته إلى أخيه لكى يعطيها ما يكفيهم، فلم يبخل عمهما بشيء بل اخذ ابنة أخيه معه إلى المخزن حيث أذهلها حجم المخزن وما يحتويه من حبوب فاغشى عليها من الذهول وسقطت على الأرض فانحسرت عنها ملابسها ولكن فى أثناء وقوعها وقعت عليها كميات الغلة فغطت ساقيها وسترتها.

فى اهناسيا يصنعون الصوامع الكبيرة التى يطلقون عليها (الدوار) الذى يتسع لثلاثة أو أربعة أردب من القمح، ولعل كلمة (دوار) تعنى الاستمرارية حتى دوران العام وإنتاج المحصول الجديد، تلك الاستمرارية التى تضمن الستر الذى يمثل ذلك فلسفة عملية الخزين لأهل المنطقة ولك مناطق مصر.

وأما عن عمليات الخزين نفسها فلا تختلف سواء بالنسبة للقمح الذى يخلط بتراب الفرن أو البودرة المخصصة لذلك ويوضع فى الصوامع ثم تغلق بسدادات طينيه لحين الحاجة.

ويتم تخزين الذرة بكيزانه وذلك بتنشيره على الأسطح مع التقليب ثم تغطيته بالحطب مع مراعاة البدء باستخدام الكيزان التى فقدت اغلفتها أثناء نزعها من عيدانها لأنها تكون أسرع فى التلف.

 

"المنـيا"

تعتمد محافظة المنيا اعتمادا كليا على الأجولة لتخزين الحبوب ولكن الصوامع لا توجد إلا فى منـاطق قلـيلة مـثل قرية " مرونة الأشراف " التابعة لبنى مزار، و" أولاد مرجان " التابعة لديرمواس وحتى فى هذه الأخرى لا نكاد نرى إلا الصوامع الموجودة سلفا حيث تقل جدا عمليات بناء صوامع حاليا فى هذه المناطق وتوجد الصوامع اعلى المنازل وتستخدم فيهما البودرة والمبيدات الحشرية إلى جانب تراب الفرن، أما باقى المناطق فلا يستخدمون تراب الفرن فيها.

وبالنسبة للذرة فيتم تخزينه بكيزانه بطريقة التكويم أو على هيئة حبوب بالأجولة والصوامع بعد إضافة المبيدات الحشرية له.

 

"أسيوط"

تتنوع المخازن بين الصوامع والدور والبراميل والأجولة الخيش والبلاستيك.

الدور :

وهو مربع الشكل ] متر ونصف × متر ونصف وارتفاعه متران [ يبنى من الطوب والطين ويقوم ببنائه بناء محترف وهو يتسع لحوالى ستة إردب.

الصومعة تبنى من الطين المخلوط بروث البهائم وتقوم النساء ببناء الصوامع على عدة أطواف وعادة الصومعة اقل حجما من الدور حيث لا تتسع إلا لإردب واحد من الحبوب وعادة توجد الدور والصوامع داخل الدار.

وبالنسبة للخزين سواء القمح أو الذرة الشامية أو الرفيعة يتم تخزينها فى الدور والصوامع والأجولة حيث لا توجد عمليات التنشير أو التكويم.

وتعد المخازن سواء دور أو صوامع دالة واضحة على الحالة الاقتصادية والاجتماعيه زيادة ونقصا واحيانا يتم حرق الصومعة قبل اعادة التخزين فيها.

 

"سوهاج"

توجد فى سوهاج الدور والصومعة والحاصل بالإضافة إلى الأجولة والتلاليس ( التلييس هو كيس من القماش يسع عشرة كيلات وهو فى نفس الوقت يعتبر أداة كيل فيقال مثلا عشرة تلاليس ) والدور والصوامع تبنى من الطين المخلوط بالصول (وهو روث الحمير) حيث يتم عجنهما وتعطينها قبل إن تقوم النساء بالبناء.

أما الحاصل فيبنى من الطوب اللبن ويقوم ببنائه المحترفون وهو يتسع لحوالى عشرة أرادب، وعادة يوجد فى المنزل فى مكان جيد التهوية ما يسمى بالرواق وهو الذى يوضع فيه أجولة الحبوب وأحيانا تبنى فيه الصوامع. كما تستخدم غرف التبن فى التخزين خاصة أجولة القمح التى يتم دفنها فى البيت بالإضافة إلى طرق تخزين القمح الأخرى من إضافة تراب الفرن أو المبيدات الحشرية.والذرة يمكن تخزينه بطريقة التكويم أو فى الصوامع والدور بعد فرط الحب.

 

"قنــا"

يعد القاطوع (المخول) والصومعة هما المخازن التى يتم الخزين فيها بالإضافة إلى غرف الخزين والأجولة والبراميل.
المخول أو القاطوع هو بناء من الطين المخلوط بروث البهائم (ويطلقون على الروث فى ارمنت وبعض المناطق الأخرى ]ختا[ ) ويكون المخول مربع الشكل أو مستطيل عبارة عن متر × مترين أو مترين × مترين وبارتفاع مترين ويبنى على هيئة أطواف حيث يتم بناء طوفين أو ثلاثة أطواف أولا ثم يوضع فوقهم سقف من الجريد لعزل المخول عن الأرض (لتحاشى الرطوبة) ثم تكمل الاطواف حتى يكتمل المخول مع ضرورة عمل فتحتين واحدة علوية لوضع الحبوب والأخرى سفلية للسحب منها.

وأما الصومعة فى هذه المنطقة فهى صغيرة وتكون على شكل الجرة ( البلاص ) ولها فتحة واحده للحبوب تستخدم فى الوضع والسحب، والخـامة التى تصنع منها هى نفس خامة المخول ( الطين المخلوط بـ ختا البهائم ).

كما توجد الصوامع الأخرى المعروفة فى باقى محافظات الصعيد والوجه البحرى والتى لها فتحتان واحدة علوية والأخرى سفلية.

وأيضا يوجد السفط أو الصفط وهو عبارة عن بناء طينى مربع الشكل طول ضلعه 7.سم وارتفاعه يصل إلى متر ونصف وله الفتحتان التقليديتان العلوية والسفلية المشار إليهما فى العديد من أنواع المخازن وعادة توضع هذه الصوامع والاصفاط (جمع صفط) إما فى حوش المنزل أو اعلى السطح.

كما يوجد الحاجز أو القاطوع وهو ليس القاطوع المعروف بالمخول ولكنه عبارة عن جدار يبنى داخل المخزن الواحد لتقسيمه إلى عدة مخازن يستخدم كل مخزن لنوع من الحبوب.

إما المطمورة فهى حفرة فى الأرض كانت تستخدم فى الخزين ولكنها اندثرت تماما بعد بناء السد العالى وارتفاع منسوب المياه الجوفية فلم تعد هذه الطريقة تصلح الخزين.

ولحفظ الحبوب يتم خلطها بتراب الفرن أو الشطة أو المبيدات الحشرية قبل وضعها فى المخازن المختلفة.

وأما الذرة فيتم تنشيرها فى الحقل بالكيزان مع التقليب لمدة أسبوعين ثم تنقل إلى المنزل فيتم تخزينها بالتكويم أو الترشيق على أسطح المنازل إلا إن الاهتمام بتخزين الذرة ماض إلى زوال حيث أصبح استخدام الذرة الأساسى فى علف المواشى وليس صناعة الخبز.

ولعل احتفالية التخزين أو قل الحصاد بصفة عامة فى " إسنا " لها مذاق خاص حيث أنهم يعتمدون اعتمادا أساسيا على الأجولة المصنوعة من البلاستيك المنسوج والتى غالبا ما تكون فوارغ السكر والدقيق الفاخر حيث يأتى تجار هذه الأجولة وينتشرون بها على رؤوس الحقول والطرق المؤدية إليها ليشتريها المزارعون لاستخدامها فى تخزين الحبوب ومن الطقوس المتعلقة بعملية الخزين أيضا أن ييم درس القمح فى الصباح الباكر لأن القمح المدروس والمعبأ فى الظهيرة يتلف أثناء التخزين، وإذا حدث دارسة القمح فى الظهيرة يترك فى الحقل إلى اليوم التالى حيث يتم تعبئة الأجولة لينقلها عمال الدراس إلى المخازن نظير أجر مادى أو عينى.

 

" أسـوان "

تسمى المخازن فى أسوان " شونه "، صومعة. والشونة مخزن طين مرتفع يشبه البرميل وطوله حوالى مترين ويبنى بطريقة الطوف ويسع حوالى خمسة أرادب بينما الصومعة اقل من ذلك ولذلك نجد أن الأغنياء لديهم شونه والفقراء عندهم صومعة وبالتالى فان نوع المخزن يدل على الحالة المادية والمكانة الاجتماعية كما نجد فى مركز " ادفو " التخزين فى المطمورة وهى حفرة فى الأرض بعمق يسمح لرجل بالوقوف فيها أى حوالى 175سم.

ولعملية الخزين يضاف للحبوب ملح حصى أوعطرون ( نبات من المنطقة ) وحاليا يتم وضع بودره أو أقراص خاصة لمنع التسوس والذرة فيحفظ على هيئة حبوب بنفس الطريقة التى تحفظ بها الغلال الأخرى.

 

"البحر الأحمر"

اغلب المناطق الحضرية لا يوجد بها حبوب ولذلك لا يوجد مخازن لأنه حتى الذين يقومون بعمل الخبز يشتروا الدقيق فى شكائر صغيرة لفترات قصيرة لا تحتاج إلى عمليات تخزين.

ويستثنى من ذلك مناطق " الشلاتين " التى تستخدم المطامير ( جمع مطموره ) وهى حفرة فى الأرض بعمق مترين تقريبا ويتفاوت الاتساع على حسب المحصول وتغطى المطامير بالردة والرمل والحجارة حيث إن ذلك يحمى القمح من الآنسبة للذرة والذي يسمونه هناك

(اوهره) حيث يحضروه من الحقل ويتركوه حتى يجف تماماً ثم يضربونه بالنبابيت حتى يتم فرط الحبوب وتعبئتها فى الأجولة ووضعها فى الحفر.

 

"مطــروح"

يسمى المخزن المطمورة والكاف، والكاف يتكون من عدة مطامير حيث يمتلك الشخص ( كاف ) به عدة مطامير وهى عبارة عن حفرة فى الأرض تفرش بالتبن ثم يضعوا فيها القمح والشعير والذرة ]وان كان الذرة لا يوجد إلا فى سيوه [ ولابد إن يوضع القمح فى المطمورة فى الصباح الباكر وقت الندا أو وقت المغرب لأن وضعها فى الأوقات الحرارة يسبب تسوس القمح.

ونلاحظ إن المطامير فى السلوم توجد قريبة من النجع (المنطقة) ولكل كاف خفير خاص يحرسه نظير اجر معلوم يكون عادة 1.% من المحصول قبل وضعه فى المطامير ويلاحظ إن المخزن فى سيوه عبارة عن غرفة مساحتها 3×4 متر والسقف من النخيل والأرض من الطفله، ويلاحظ إن السقف معمول من الجريد لأن المنطقة قليلة المطر حيث لا يكون المطر إلا كل ثلاث أو أربع سنوات ويلاحظ إن الحشرة التى تهدد الغلال فى السلوم تسمى " الدهيمه " وهى تشبه السوس

لى حد بعيد ويتم حماية الحبوب بوضع التبن وتراب الفرن عليها.

 

"الوادى الجدي"

من أنواع المخازن المنتشرة فى الوادى الجديد.

أولا : فى الخارجه

الغرفة : وهى تسمى غرفة سر البيت فى أقصى البيت حيث يوجد فى هذه الغرفة أكثر من مخول مكعب الشكل طول ضلعه متر واحد لكل من الطول والعرض والارتفاع.

البورة : وهى حفرة يتم حفرها فى الرمال الناعمة ويصب فيها القمح حتى يصل إلى مستوى سطح الأرض ثم يغطى بالرمال وجريد النخل للحماية من المطر وأيضا لتحديد مكان البوره عند الحاجة إليها.

ثانيا : الداخله

نجد الصومعه التى تبنى فوق أسطح المنازل من الطوب اللبن والطين وهى برميلية الشكل قطرها متران وارتفاعها متر ونصف وبها فتحة سفلية لسحب الحبوب.كما توجد الغرف العادية التى تخصص للخزين بوضع القمح مباشرة على ارض الحجرة.

ولحماية الحبوب يتم رشها بالبودره إلا الحبوب التى تخزن فى براميل من الصاج حيث تعتبر البراميل الصاج فى حد ذاتها وسلة جيدة للحماية.

 

" شمال سيناء "

تنتشر فى شمال سيناء انواع من المخازن يطلق عليها :المكمورة، المطمارة، القبو

المكمورة والمطمارة عبارة عن حفر فى الأرض، غير ان المطمورة تفرش بالتبن ثم توضع فيها الحبوب مباشرة وتغطى مرة أخرى بالتبن ثم يتم ردم الحفرة ولكن المكموره توضع الحبوب فى أجولة من الخيش أولا ثم توضع هذه الأجولة فى الحفرة ويردم عليها.

وأما القبو فهو اختيار مساحة من الأرض يبنى فوقها قبو حيث يتم فرش الأرض بالتبن ثم تفرش حبوب المحصول ] قمح – ذرة – شعير [ ثم تغطى بالتبن وعيدان شجر السنط الرفيعة لان هذه العيدان بها أشواك كثيرة تقاوم الفئران ويراعى إلا يكون القبو عاليا ]حيث لابد أن يكون اقل من متر[ حتى لا يتأثر بالرياح ولا يتم إضافات على الحبوب لحمايتها وإنما يراعى جودة الحبوب قبل التخـزين ثم إحكـام الإغـلاق على المكمـورات أو المطـامير أو القـبو فلا تفسـدها الحشـرات ]المعتقد الشعبى هناك يقول انه طالما تم إخراج 1.% من المحصول زكاة فلا يفسد[ وبالنسبة للمطر تفرش أرضية المخازن بالمشمع وتغطى من اعلى أيضا بالمشمع وممكن فى حالة هطول الأمطار استخـدام أجـزاء من بيت الشـعر القديم فى تغطية الحبوب وأما السرقة فكما يقولون هناك " الدار أمان " وعادة يقوم صاحب الزرع بعمل هذه المخـازن وممكن إن تتشارك النساء فى ذلك ونجدهم فى منطقة " الشيخ زويد " يستعينون بنبات الحنظل بوضعه فى أجولة الحبوب لحمايتها من التسوس.

 

" جنوب سيناء "

تعد " البوره " فى جنوب سيناء هى المخزن الاساسى الذى يستعينون به لحفظ الغلال والبوره هى حفرة واسعة فى الأرض وبعمق حوالى مترين ونصف ويتم تبطين أرضيتها وجدرانها بالطين المخلوط بالتبن الرفيع وتوضع فيها الحبوب مباشرة بدون أجولة.

ويقوم ببناء البوره محترفون نظير خمسة عشر جنيها للواحدة ويكون مكانها فى احد أركان الحقل، والبورة تتسع لمقدار كبير من الحبوب ولكن إذا كان المحصول غير كبير فيتم عمل الصوامع وهى لا تختلف عن الصومعة التى تحدثنا عنها فى اغلب المحافظات شمالاً أو جنوباً إلا إن الذى يبنى الصوامع هنا هم محترفو هذه المهنة وليس نساء البيت كبقية المحافظات.

وبعد فقد حاولنا قدر استطاعتنا استعراض أنواع المخازن وطرق الحماية للغلال المختلفة فى طول البلاد وعرضها ولعلنا لا حظنا اثر البيئة فى نوعية المخازن فآخر خمس أو ست محافظات استعرضناها ولأنها محافظات صحراوية نجد إن اغلب المخازن تكون فى حفر تحت الأرض مع اختلاف المسمى لهذه الحفر والمخازن ولعل ذلك يرجع إلى الطبيعة الرملية الجافة للأرض فى هذه المناطق.

كما نلاحظ إن المخازن الطينية فى الوجه البحرى تصنع من الطين المخلوط بالتبن الرفيع ولا يستخدم روث البهائم فى ذلك. بينما فى الوجه القبلى يستخدم روث البهائم فى خلطه التبن المستخدمة فى البناء حيث الحرارة الشديدة للجو مما يقضى على أى اثر لروائح غير مرغوب فيها ربما تؤثر على رائحة الحبوب وبالتالى الخبز كمنتج نهائى.

الصفحة الرئيسية | دفتر الزوار | القائمة البريدية | اضفنا إلى المفضلة | اجعلنا صفحتك الرئيسية | عن مركز التصميم الجرافيكي
جميع الحقوق محفوظة للهيئة العامة لقصور الثقافة