والعيش والملح.

هو قسم واى قسم، إذ يعبر عن علاقة حميمة بين الناس ليكون الحلف قاطعاً لأى شكوى أو ظنون وداعيا لتصديق الحالف به ذلك لأن خيانة العيش والملح لها عواقب وخيمة فى المعتقد الشعبى.

ذلك العيش هو الخبز موضوع اهتمامنا وحديثنا، ولعل كلمة عيش تعد أكثر تعبيرا ودقة لأنها تعـنى أن الخـبز هو الحـياة ذاتها ترتبط به وجودا وعـدما ولأن هذا الموضوع (الخبز) ينتشـر جغرافيا ليغطى كل مناطق مصـرنا المحـروسة وأيضا لتداخل عناصر المأثورات الشعبية المختلفة [من معتقدات وعادات وأدب شعبى وثقافة مادية]

هذا بالإضافة لإرتفاع معدل وسرعة التغيير الاجتماعى مما يستتبعه من تغير فى فى العادات والتقاليد المرتبطة بالخبز وتأثرها بهذا التغيير.

من اجل هذا كانت البداية فى عمل اطلس المأثورات الشعبية عن ذلك الخبز (العيش) فى رحلته من غلال حقلية إلى أرغفة شهية تغنى من جوع وتفى بجوانب الموضوع.

وحتى نستطيع أن نسبر أغوار هذا الأمر تم تقسيمه إلى عدة موضوعات هى :-

1- تخزين الغلال وحمايتها من الأخطار المختلفة كالآفات والأمطار والسرقة وكل ما يتعلق بهذه الحماية من أبنية (مخازن) وأساليب حفظ.

2- تجهيز الخبز والأوعية المستخدمة فى ذلك والأفران وإعدادها وأنواع الوقود.

3- أنواع وأشكال الخبز المختلفة.

ولا يخفى علينا أننا سنجد مناطق تعتمد اعتمادا كليا على الخبز الجاهز فلا نجد فيها إلا الأرغفة فى صورتها النهائية، ومناطق أخرى يقومون بإعداد الخبز فى المنازل وارساله إلى أفران خاصة تسمى أفران العيش البيتى وبالطبع يعتمد أهلها على الدقيق الجاهز فلا نجد عندهم مخازن وافران منزلية ومناطق أخرى رغم اعتماد أهلها على الدقيق الجاهز إلا أنهم يقومون بإعداد الخبز وإنضاجه فى أفران داخل منازلهم بالإضافة إلى مناطق نجد فيها جميع العناصر التى تحدثنا عنها والتى يشملها موضوع الخبز من مخازن وافران بالإضافة إلى أنواع وأشكال الخبز.