العدد 930 صدر بتاريخ 23يونيو2025
كان من شأن مقتل اثنين من الدبلوماسين الإسرائيليين فى واشنطن على أيدى الناشط الاشتراكى اليسارى الياس رودريجز أن بدأت تساؤلات تتردد حول التيارات الاشتراكية واليسارية فى الولايات المتحدة.
كان من المعتقد أنه لا وجود لهذه الاتجاهات فى قلعة الرأسمالية الأولى فى العالم. والحقيقة أن هناك حركات يسارية نشطة فى الولايات المتحدة تنتظم مجالات عديدة منها المسرح.
وهذا ما يتضح من مهرجان غريب فى نوعه وغير مألوف وهو مهرجان «مسرح اليسار» الذى تم افتتاحه الذى يعقد بعد أيام على أحد مسارح نيويورك. وسوف يستمر هذا المهرجان غير التقليدى ليومين فقط وسوف يعقد على مدى يومى أحد فقط.
تنظم المهرجان عدد من المنظمات اليسارية المعنية بالمسرح، منها: «مسرح العمل» و»ائتلاف برودواى للمناصرة» و»معهد ميرفى» و»مؤسسة القيادة من اجل العدالة الاجتماعية والديمقراطية» .
دون عروض
ولن يشمل المهرجان عروضًا مسرحية بل سيشمل فقط قراءات لنصوص مسرحية يقوم بها أكثر من ممثل دون أداء تمثيلى. ولن يرجع ذلك الى عدم القدرة على توفير تكاليف العروض المسرحية المتكاملة رغم أبعض هذه المسرحيات سبق تقديمها كمسرحيات عادية فى أكثر من ولاية أمريكية. لكنها فى المهرجان ستقدم بالقراءة فقط.
وهنا يكون البديل أكثر من ممثل يقومون بأداء صوتى فقط، كما لو كانت مسرحية إذاعية، وهو شكل فنى شائع فى الولايات المتحدة رغم أن هناك من لايعتبره شكلًا مسرحيًا كاملًا.
ست مسرحيات
وسوف يقدم المهرجان على مدى اليومين ست مسرحيات تدور كلها حول قضايا العدل الاجتماعى المفقود إلى حد لا يُستهان به -و فى الولايات المتحدة خاصة بالنسبة للسكان الأصليين والسود والجماعات العرقية الأخرى.
والهدف المعلن للمهرجان الذى يتم تنظيمه للمرة الأولى هو توحيد مجتمعات الفنون والمناصرة فى نيويورك لتسليط الضوء على قوة السرد القصصى الجماعى ودورها فى بناء عالم أكثر عدلًا وإنصافًا.
ومن هذه المسرحيات «لادوريزا «وهى كلمة برتغالية بمعنى الصلابة او الصعوبة اختارها مؤلف المسرحية الكاتب المسرحى الامريكى إد كاردونا جونيور. كما كتب مسرحيات أخرى اختار لها عناون بالبرتغالية البرازيلية التى يتحدثها بطلاقة رغم أنه كتب مسرحياته كلها بالإنجليزية، ومنها الصحفى الأمريكى.
وهو كاتب مسرحى يصنف نفسه كاتبًا يساريًا ومتخصصًا فى الكتابة المسرحية بحكم دراسته فى جامعة ولاية كونكتكت. ويقوم بتدريس فن الكتابة للمسرح فى عدد من الكليات والجامعات باعتباره كاتبًا مسرحيًا محترفًا.
وتستعرض المسرحية حياة مندوبى توصل السلع بالدراجات والمتاعب التى يواجهونها فى عملهم ومحاولاتهم إنشاء نقابة خاصة بهم ترعى مصالحهم وتدافع عن حقهم فى أجور لائقة وظروف عمل آمنة ومعاملة تحفظ لهم كرامتهم.
علماء القمامة
وهناك الكاتبة المسرحية الأمريكية لينزى جويل التى ستعرض لها مسرحية كوميدية لها تحمل عنوانا كوميديا وهو «علماء القمامة».
ويصف النقاد المسرحية بأنها نوع غريب وجديد على المسرح الأمريكى. وهى تدور حول شخصين يلتقيان دون سابق معرفة من خلال عملهما على شاحنة كبيرة لنقل القمامة.
ويقضيان نوبات عملهما الأولى فى التنافس مع بعضهما البعض والتنافس ولكن مع تزايد تشابك حياتهما، يكتشف هذان العاملان الأساسيان من عالمين مختلفين أن هناك ما يربطهما أكثر من مجرد جمع القمامة. وقد نشرت المسرحية فى كتاب قبل تمثيلها وحققت مبعات لابأس بها. كما حققت نجاحًا كبيرًا عند عرضها المسرحى بفضل طرافة فكرتها.
وكتب عنها الناقد الفنى لصحيفة فلادلفيا انكوايرر يقول: دانى عامل نظافة أبيض البشرة من مدينة نيويورك، ومارلو هو الوافد الجديد ذو البشرة السمراء، الحاصل على تعليم جامعى، والذى انضم لتوه إلى رحلته. يُجمعان معًا فى مقصورة شاحنة قمامة تزن تسعة عشر طنًا، ويقضيان نوباتهما الأولى فى التدريب، ويتنافسان، ويمارسان فن المونغو السري: البحث عن الكنوز المهملة. ولكن مع ازدياد تشابك حياتهما، يكتشف هذان العاملان الأساسيان، القادمان من عالمين مختلفين، أن هناك ما يربطهما أكثر من مجرد جمع القمامة. وفى نهاية نقده يقول «لا تُفوّتوا فرصة المشاهدة.. مسرحية جويل المُتقنة الصنع مليئة بالذكاء والحكمة».
وكتب عنها ناقد بوسطن جلوب «تروى مسرحية «علماء القمامة» قصة عن كيفية تمسكنا، وتركنا، وتذكرنا - تُروى من خلال الأشياء التى نضعها على الرصيف. نص لينزى جويل حميم ومدهش وعميق بشكل مبهج، ملىء بالضحك غير المتوقع أحيانًا وحتى الدموع.
ولينزى جويل كاتبة مسرحية ومؤلفة تنتمى الى ولاية اريزونا ولها انتج مسرحى غزير يغلب عليه الطابع الكوميدى وحاصلة على عدة جوائز مسرحية مرموقة وإن كانت لاتتضمن جائزة تونى عروس جوائز المسرح الأمريكى.
متجر الأحذية
وهناك أيضًا مسرحية «متجر الاحذية» للكاتبة لورا نيل. وأهم ما يميز هذه المسرحية انها تعتمد على تجارب حقيقية لنحو عشرة عمال من خلفيات مختلفة فى شركة سعوا إلى إقامة نقابة خاصة بهم لمواجهة الظلم الذى يتعرضون فى عملهم. وقامت المؤلفة بتجميعها معًا وصياغتها فى عمل مسرحى مع إضفاء بعض الكوميديا عليها.
ولورا نيل كاتبة مسرحية شابة مقيمة فى بروكلين. حصلت على عدة جوائز منها جائزة عن هذه المسرحية. ولها عدة مسرحيات تناقش قضايا العدالة الاجتماعية. ومن هذه المسرحيات «الطبيب سيراك قريبًا» و»لا تستسلم للسفينة» و»تاريخ الإصدار».
وتقول نيل إنها متحمسة للمهرجان لأسباب عديدة، فى مقدمتها أنه يثبت إن المسرح فن رائع ومرن وأنه يمكن أن يتناول القضايا المطلوبة ويوفر المتعة لجمهوره، ويحدث لديها الأثر المطلوب حتى عن طريق الاستماع فقط. وسوف تعقد جلسات حوار بعد كل عرض للتعرف على رأى الجمهور فى المسرح المسموع.