الأشجار تموت واقفة مسرحية تفاعلية عن مسرحية أليخاندرو كاسونا

الأشجار تموت واقفة  مسرحية تفاعلية عن مسرحية أليخاندرو كاسونا

العدد 930 صدر بتاريخ 23يونيو2025

فى إطار الموسم المسرحى 2024/2025، بالهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، وبإشراف الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، الإدارة المركزية للشئون الفنية، قدم غرب ووسط الدلتا الثقافى، قدمت التجارب النوعية (تجربة مكانية) 2025.
 فرع ثقافة الإسكندرية، قصر ثقافة مصطفى كامل، العرض المسرحى “الأشجار تموت واقفة”، دراما تورج وسينوغرافيا أسامة الهوارى، تأليف موسيقى محمد خالد، إخراج محمد نجله،تأليف، أليخاندرو كاسونا،موسيقى ومونتاج فيديو: محمد خالد، إخراج المشاهد المصورة: إسلام عبد الجواد، مساعد مخرج: حسين السنهورى، فريق السوشيال ميديا، شروق على، حسام إلكسندر، ماكياج: آلاء مجدى، تسجيل صوت فيديو: إسلام البيتاوي
العرض المسرحى “الأشجار تموت واقفة” بطولة، إيهاب الفخرانى، حسام العزازى، أحمد جابر، مصطفى الفقى، أيمن الليثى، إيهاب الرفاعى ،رحاب نصار، مونيكا إدوارد، مصطفى أبوالسعود، بمشاركة، د. رانيا إبراهيم، منة ماهر، رضوى زياد، غناء: هيلين هشام، إخراج: محمد نجله.
قال المخرج أسامة الهوارى، الفكرة الرئيسية التى يدور حولها العرض هى أن هذه التجربة المستوحاة من نص مسرحى (الأشجار تموت واقفة) لأليخاندرو كاسونا، والذى كتبه ليقدم على خشبة مسرح تقليدية، تنطلق معالجتها من البداية من العمل خارج فضاء علبة المسرح التقليدية، بل إنها تبدأ من العالم الافتراضى (مواقع التواصل الاجتماعي)، إن مواقع التواصل الاجتماعى فى تجربتنا هى المساحة المغايرة الأولى التى نبدأ فيها لعبتنا المسرحية، خاصة وأن علاقة الجمهور بالعروض المسرحية -حتى التقليدى منها- أصبحت تبدأ بالفعل من خلال هذه المواقع حيث تتم من خلالها دعوات الحضور ويتفاعل الجمهور بالتسجيل ويحملون انطباعاتهم الأولى عن العرض المسرحى من خلال ما يتم بثه من مواد دعائية للمسرحيات.. إننا فقط نقوم بتمديد هذه المساحة ليبدأ العرض المسرحى بالفعل قبل أن يحدث اللقاء الحى بين الجمهور والمؤدين.
والرسالة التى تريد أن توصلها للجمهور، إن الانطلاق من العالم الافتراضى، الذى أصبح الناس يعيشون من خلاله حيوات متعددة بشخصيات مزيفة يماشى تماما ما صنعه أبطال الرواية المسرحية من تاريخ وحياة مزيفة بقصد إصلاح المجتمع.. إننا فى تجربتنا نطرح الأمر للمناقشة.. هل يمكن للتزيف والخداع أن يكون أحيانًا وسيلة للإصلاح؟
واضاف الهوارى، الذى دفعنى لاختيار هذه القصة وتقديمها على المسرح،لقد تصورنا ونحن ندرس نص المؤلف الإسبانى «أليخاندرو كاسونا» والذى كان حريصا على وضع مسرحيته فى صبغة معاصرة بمعايير زمن كتابة النص.. باستخدام التلغرافات والآلات الكاتبة إلخ.. تصورنا أنه كان حتما سيضع نصه فى فضاء مواقع التواصل الاجتماعى إذا كان بصدد كتابته فى العام 2024، إننا نراهن على هذا القالب -وإن كان يبدو غير مألوفا لدى المتفرج المصري- إلا أنه رهان محسوب، خصوصًا بعد ما قدم الفنانون حول العالم خلال جائحة كورونا أعمالًا فنية مسرحية كاملًا تعتمد على التواصل عبر البلاد والقارات من خلال المواقع الإلكترونية.. فى عروض يتلقى فيها المتفرج أحيانًا تعليمات وتوجيهات تقوده فى رحلات حية أو افتراضية.. كان منها بعض التجارب الفنية التى نفذت فى مصر بشكل ناجح، الشق الثانى من التجربة والذى يتضمن لقاءً حيا مع المتفرجين فى كافتيريا عامة.. كنا حريصين على ألا يكون لقاءً مفتعلًا يحمل قدرًا من الافتعال و»الفبركة»، وإنما خططناه بحيث يبدو حدثًا طبيعيًا لا ننقل له ملامح العلبة المسرحية من حركة وإضاءة وأداء.. بحيث يندمج الجمهور تماما وينسى كونه أتى إلى هنا متفرجًا.. بل إننا نفتح الباب للتفاعل والمشاركة وانصب فيه تدريبنا للمؤدين على تأهيلهم لاستيعاب تفاعل الجمهور وتوجيهه إلى ما يضمن سير العرض الفنى بشكل سليم.
 وكشف الهوارى عن دور المسرح فى طرح هذه القضايا، لو لم نطرح هذه القضايا على المسرح فأين يمكن أن نطرحها.. إن المسرح وهو الفن الذى يعتمد على أكبر قدر من التواصل المباشر بين المتفرج والمؤدى.. والذى يفتح احتمالات كبيرة فى قوالبه المعاصرة للتفاعل المباشر، هوا المكان الأنسب لكى ننسى قليلا شخصياتنا الموازية التى أصبحت تتكون خلف الشاشات، ونلتقى بشكل مباشر وكاشف لحقيقتنا وجوهرنا كبشر من خلال ردود أفعالنا الحية فى تلقائيتها وطزاجتها.
 وأشار المخرج أسامة الهوارى بالتحديات التى واجهته أثناء العرض، كان العمل عبارة عن سلسلة من التحديات بداية من العمل بشكل مباشر مع الجمهور لمدة خمسة أيام من خلال مجموعة على موقع فيسبوك ينشر فيها مواد مكتوبة و مصورة كان لابد وأن نضمن أن يتلقاها الجمهور على مدى الأيام الخمسة قبل أن مقابله فى مرحلة العرض الحى فى اليوم السادس.. إن إدارة هذه العملية لنقدم سبع ليالى عرض كانت تحتاج إلى العمل بشكل متوازى على سبعة مجموعات فيسبوك فى نفس الوقت بالنشر والتعليق والتفاعل من خلال حسابات مخصصة مسماة بأسماء شخصيات المسرحية.. تطلب ذلك تكوين فريق عمل من الممثلين/التقنيين الذين يتفاعلون بشخصياتهم الافتراضية لتخلق عالما من الجدل والنقاش وصراعات وخلافات تتغير احيانا مساراتها حسب تفاعل جمهور كل ليلة عرض.. انتهاء بتوجيههم إلى مساحة العرض الحى التى كانت كافتيريا عامة بعيدة كل البعد عن أجواء المسرح المعتادة.. لقد تطلب هذا من فريق العمل محادثة كل متفرج بشخصة هاتفيًا للتأكد من وصول المعلومات وتحقيق الانتقال بشكل سلس من العالم الافتراضى إلى الواقع الحى، هذا بالطبع غير كل مخاطر وتحديات العمل فى مساحة متماسة ومفتوحة بشكل مباشر على الشارع، لعل أبسطها وأطرفها هو انقطاع الكهرباء مرتين اثناء العرض ليستكمل الممثلون والجمهور العرض على أضواء كشافات الموبايل.
وكشف الهوارى، عن تجربته مع فريق العمل، رائعة.. لقد كنا سعداء الحظ بفريق عمل منفتح على التجريب، رغم أنه تضمن أساتذة من أصحاب الخبرات الواسعة فى المسرح التقليدى، غير أنهم تكيفوا بسلاسة مع نمط العمل الفنى الذى اعتمد كليًا على الارتجال والبناء المشترك مع المخرج و الدراماتورج والمؤلف الموسيقى.. فالعمل تم بناؤه كليًا على فرضيات ملأها الممثلون وحولوها لمشاهد من خلال دراستهم للشخصيات وتتابع الأحداث، بل إن جزءًا كبيرًا من العمل تم تطويره خلال ليالى العرض من خلال المناقشات التى تمت مع الجمهور والآراء التى كان يرسلها الحاضرين من خلال استمارة إلكترونية للمشاركة بعد كل ليلة عرض.. إن هذه المرونة أثبتت لنا كصناع للعمل كذب فكرة أن الممثل الجيد هو أداه جيدة.. لكنه فاعل حقيقى وصانع أساسى بالفكر والدراسة قبل الأداء التمثيلى المتقن.
قال الممثل إيهاب الفخرانى،العرض ممتع فى طريقة بنائه ومختلف ومجهد للممثل نتيجة الاعتماد على الارتجال تمامًا.. لكن سعيد تمامًا بالمشاركة فى عرض أساسه الجمهور والتفاعل.
قال الممثل أحمد جابر، تجربة ممتعة تحمل مصداقية ووعى وفن نابع،من القلب، أيمن الليثى “ممثل” تجربة مجنونة تشعر بأنك كنت فى حلم غريب وخلص فجأة.
قالت الممثلة رحاب نصار، هذه تجرية جميلة بالنسبة لى وإحساس جميل تعايشته مع مجموعة من قلبها بتشتغل.
قال الممثل حسين السنهورى مساعد مخرج: تجربة جديدة ومختلفة وواقعية بتدخل الجمهور.
عبر الممثل مصطفى أبوالسعود عن تجربته الجديدة المشتركة بين مجموعة رائعة من الفنانين والجمهور.
قال الممثل إيهاب الرفاعى، تجربة مختلفة قامت على إحساس كل فرد فى فريق العمل.
قال مصطفى الفقى، عرض تفاعلى وسط الجمهور. تجربة مكانية جديدة مختلفة وممتعة.
آلاء مجدى ماكيير: لم يكن مجرد نص مكتوب، بل كان إبداعًا حيًا؛ أضاف الممثلون لمستهم الخاصة، وارتجلوا، فحوّلوا العمل إلى عرض فنى متكامل.
 


تغريد حسن