«العيال فهمت» كوميديا موسيقية تناقش فكرة الفجوة ما بين الآباء والأبناء

«العيال فهمت» كوميديا موسيقية تناقش فكرة الفجوة ما بين الآباء والأبناء

العدد 878 صدر بتاريخ 24يونيو2024

إن الفجوات الموجودة بين جيل الآباء والابناء تؤدي الى جملة كبيرة من المشاكل وهي جمود العواطف بين الآباء والابناء وعدم المبالاة والاهتمام وعدم وجود الثقة  والشعور لدى الابناء ان الأبوين فاقدان لحسن التربية والفهم، يناقش العرض « العيال فهمت «هذه الفكرة.
 وقد تم تناول الفكرة بشكل متميز ومبهج به حميمة بشكل كبيرة مع الجماهير فهناك طاقات تمثيلية رائعة من الشباب مع إثنان من الممثلين المبدعين الفنان رامي الطمباري والفنان عبد المنعم رياض مع المطربة الجميلة رنا سماحه العرض هو كوميديا راقية وهادفه وبها رسالة نسجها صناع العمل بشكل مميز جدا وبسيط وخفيف بالاضافه إلى اغاني العرض اللي عبرت عن الدراما بشكل كبير وصاحب البصمة بها الشاعر المبدع طارق على العرض عائلي ويذكرنا بعروض لازلت محفورة في ذاكرتنا وذاكرة المسرح منها « انها حقا عائلة محترمة «،  « والعيال كبرت « وغيرها من العروض التي أثرت في أجيال عديدة  أجرينا عدة لقاءات مع أبطال العرض لنتعرف على كواليس هذه التجربة والشخصيات التي يلعبونها « العيال فهمت « إنتاج المسرح الكوميدي مأخوذ عن فيلم «صوت الموسيقى « كتابة مسرحية طارق علي واحمد الملواني، ديكور حمدي عطيه، أشعار طارق علي،  موسيقى وألحان احمد الناصر،  إستعراضات دراين وائل،  أزياء شيماء محمود،  إضاءة محمود الحسيني،  دعاية أحمد أنور،  مكياج أدهم عفيفي،  مخرج منفذ محمد مسعد بطولة رامي الطمباري، عبد المنعم رياض، رنا سماحة، إيهاب شهاب، رانيا النجار، أميرة فايز، محمود الهنيدي،  نور شادي،  جيسي أسامه،  أحمد هشام،  على شادي،  روضة عز العرب،  ندى محمد،  رحيم رزق،  منه الحسيني،   سعيد محمد.

نسعى لتقديم ألوان متعددة من الكوميديا ونرفع شعار هذا العام « صناع البهجة»
قال الفنان ياسر الطوبجي مدير عام فرقة المسرح الكوميدي : منذ تعيني مديراً لفرقة المسرح الكوميدي كانت هناك فكرة وركيزة أساسية، وهي أن أشكال الكوميديا عديدة ففكرتي عن الكوميديا أنها متعددة الألوان والأشكال ومنذ أن أصبحت مديراً لفرقة المسرح الكوميدي بدأت هذا الإتجاه بمسرحية « طيب وأمير « إخراج محمد جبر وهي تنتمي لكوميديا “الفودفيل” وكوميديا الموقف، والتي تعتمد على الموقف الكوميدي وهي تعد العمود الأساسي في الكوميديا وأحد آلوان الكوميديا وكان الإرتكاز هو الأخد من وسائط آخرى،  وتحوليها لمسرح معاصر مواكب للوقت الحالي في على سبيل المثال مسرحية « طيب وأمير « كانت مأخوذة عن تراث بديع خيري ونجيب الريحاني وقمنا بتحويل فيلم « سلامة في خير» إلى مسرحية مواكبة للعصر الحالي ولاقت نجاحاً كبيراً وحققت على مستوى الإيرادات طفرة كبيرة في المسرح الكوميدي فحققت حوالي مليون وستمائة ألف جنيه هذا بالإضافة إلى خمسة عشر ألف مشاهد ثم بعد ذلك قدمت نوعاً آخر من الكوميديا وهي التي تعتمد على الإرتجال وهي مسرحية «يوم عاصم جداً « إخراج عمرو حسان، وكانت تناقش مشكلة الفجوة بين العصر القديم والحديث فهي إشكالية كبيرة وآنيه بالنسبة لي خاصة أن هذه الفجوة تتطورت وأصبحت سريعة للغاية  وقدمت في مسرح السلام وحققت نجاحاً كبيراً.
وتابع : ثم قدمنا مسرحية « العيال فهمت « إخراج شادي سرور وهي مأخوذة عن وسيط آخر وهو فيلم «صوت الموسيقى «، وهي تيمة كنت أتمنى تقديمها الكوميديا الغنائية الموسيقية فنجد داخل الدراما العديد من الأغنيات فالمسرحية قائمة على فكرة الغناء والموسيقى وتناقش أيضاً فكرة الفجوة ما بين الأجيال وبالتحديد الفجوة بين الآباء والأبناء ومحاولة تقريب الفكر فيما بينهما وفهم الآباء للأبناء في العصر الحالي من خلال مسرحية « العيال فهمت « قدمها المخرج شادي سرور بشكل عبقري على مستوى الأخراج،  ولازالت هناك أشكال كثيرة من الكوميديا نسعى لتقديمها فالكوميديا لها رونق مختلف للجمهور وأضاف : كان الهاش تاج الخاص بنا العام الماضي بعنوان « الضحك نعمة «، وهذا العام الهاش تاج الجديد بعنوان « صناع البهجة « الكوميديا مهمة للغاية وشىء راقي فنحن ننافس المسرح التجاري ولكن الفارق بيننا وبين المسرح التجاري المحتوى كما أن تذاكر عروضنا اسعارها في متناول جميع الجماهير وفي الفترة القادمة ستكون هناك طفرة كبيرة وأعمال متنوعة.

تمثلت الصعوبات في البناء الدرامي للموضوع تزامناً مع الأشعار والألحان
فيما أوضح المخرج شادي سرور عن أسباب تقديمه لعرض « العيال فهمت» في هذا التوقيت « منذ فترة طويلة لدي مشروع فكرة تحويل الأفلام «الميوزيكال» سواء القديمة أو العالمية لمسرح خاصة أننى احب هذه النوعية التى تحوي الغناء والإستعراضات «الميوزيكال شو « على أن يتم توظيفه داخل قالب الدراما بشكل صحيح وتابع : كان هناك أكثر من مشروع تحت التحضير ومنهم مشروع «صوت الموسيقى « فهذا النوع يستهويني، وعندما قدم العرض فيما مضى لم تكن هناك فجوة كبيرة بين الآباء والأبناء كما هو الحال الأن فنحن جيل السبعينيات والثمانينيات لم يكن لدينا وسائل تواصل إجتماعي وإنترنت فكان جيلنا يختلف بشكل كبير بعكس أبنائنا اليوم فهناك فجوة كبيرة بين الآباء والأبناء أو إنفصال تام بينها فالأب والأم من جيل مختلف والأبناء من جيل آخر له مفرداته الخاصة التي لا يفهمها جيل الآباء، ومن الضروري والواجب أن يحتضن الآباء والأمهات أبنائهم ويعطوهم مساحتهم في التعبير فيجب إستيعاب أفكار الجيل الحالي دون فرض وصاية عليهم فيجب دعم الأبناء وتشجيعهم ومساندتهم في تحقيق أحلامهم وما يصبون إليه. وعن أبرز المعوقات والصعوبات أضاف : تمثلت الصعوبات في البناء الدرامي للموضوع تزامناً مع الأشعار والألحان فإى بناء درامي تقليدي يكون أكثر سهولة،  ولكن في نوعية العروض الموسيقية يجب أن يكون المخرج والمؤلف والشاعر والملحن على درجة عالية من الإنسجام خاصة أنه الخارج بالدول الغربية يكون جميعهم شخص واحد فمخرج العرض هو المؤلف وهو الملحن في نفس الوقت وتعد أصعب مرحلة كيفية كتابة الموضوع وتكون فيه الأشعار الموسيقى متسقه تمام الإتساق داخل الموضوع، وذلك حتى يشعر الجمهور أنه نسيج واحد؛ إذن فكانت الصعوبة كيف يحدث هذا الإنسجام دون أن يشعر الجمهور بذلك وإستطرد قائلاً :العرض يعد عرض عائلي لأن أحداثه تدور من خلال أسرة وتبرز معاني ومشاعر متنوعة فيشعر المتفرج بحميمة كبيرة مع العرض .

شخصية «عاصم « تجعل هناك توازن مابين الكوميديا والدراما في العرض
الفنان رامي الطمباري أفاد قائلاً عن شخصية «عاصم « : “عاصم “ شخصية تعد إطار جديد بالنسبة لي فهي شخصية لها أبعاد وتاريخ وبها صرامة شديدة وفي نفس الوقت لها إطار كوميدي وإستعراضي، وهو إطار ممتع ومبهج فشخصية «عاصم « تجعل هناك توازن للأمور مابين الكوميديا والدراما في العرض فهذا الرجل محرك أساسي ورئيسي للدراما بداية من دخوله لبيته الذي يجد فيه مشكلة ما بين «زكريا « أبنائه فيقرر ضرورة وجود مربية تراعي أبنائه،  وتحدث له مفاجآت منذ اللحظة التي تصل فيها المربية «نغم « للمنزل،  والتي نتنتهج أسلوب وطريقة مختلفة مع أبنائه فهي تحثهم على التمسك بإحلامهم وتجعلهم يعبرون عنها،  وهو يعد أمر غريب بالنسبة له خاصة أنه يرى الأمور من زواية واحدة فقط وهي “الحزم والصرامة”، لكنه في أوقات كثيرة مبهج خصوصا في مشاهد إختيار المربيات. وتابع قائلاً : برغم من قسوة “عاصم “ ؛ إلا أنه استطاع أن يحافظ على أبنائه وهذا من وجهة نظره والكشف الذي حدث له أن هناك وجهة نظر آخرى مغايرة لوجهة نظره.
وعن أبرز صعوبات الشخصية أضاف : تمثلت صعوبات هذه الشخصية في الفيصل البسيط ما بين الجدية والكوميدية فعندما يصبح الممثل في هذا الإطار فتكون رغبته في تفجير الضحك ولكن المكسب الحقيقي أنه قدم شخصية لها تركيبة معقدة وصعبة .

“زكريا” تركيبة إنسانية بسيطة وساذجة في بعض الأحيان 
فيما تحدث الفنان عبد المنعم رياض عن شخصية « زكريا « وطبيعة هذا الشخصية أفاد قائلاً : زكريا هو المربي الخاص بأبناء عاصم وهو مسئول عن كل ما يخص حياتهم وهو شخصية ليست كوميدية فحسب ولكنها شخصية من «لحم ودم « فالكوميديا في هذا الشخصية تخرج من  تركيبة زكريا الإنسانية البسيطة والساذجة في بعض الأحيان التي بها حب أكبر من الأشياء المملوسة ولكنه مع الأب « عاصم « لم يكن لديهما الوعي الكافي بأن الأبناء يكبرون، ولديهم إحتياجات من الصعب أن يلبيها « زكريا « و»عاصم « فهم يحتاجون إمراة خاصة أن المرأة في المنزل سواء كانت أم او خت أو زوجة لها طبيعة مختلفة فهي في حياة الأسرة عمود رئيسي للأبناء خاصة أنها تتطلع على كل مشاعر الأبناء وعن أكثر ما جذبه في شخصية زكريا تابع قائلاً : كتب النص بحالة حقيقة وواقعية إلى أبعد الحدود،  وهو ما نحتاجه في مجتمعنا اليوم نظراً للتطور الكبير الحادث على مستوى السوشيال ميديا كما أن هناك صدام ما بين الآباء والأبناء بشكل كبير ومن الضروري أن يترك الآباء مساحة من الحرية مع وجود بعض الرقابة من الأب والأم ونطرح فكرة هامة للغاية وهي أنه مع التطور المتلاحق الذي يحدث لهذا الجيل نحتاج أسلوب وطريقة جديد في التربية .وعن تناوله لشخصية زكريا أضاف : اعتمدت في الشخصية على كوميديا الموقف وكان مدخلي عن تحضيري للشخصية من منطقة اكثر صعوبة وهي الأغنية وقد انجذبت للنص،  وكما ذكرت سابقا «زكريا « شخصية إنسانية بسيطة تحمل العديد من الإنسانيات وتشعر بالمسئولية بالإضافة إلى أن المخرج شادي سرور مخرج ينتمي لنفس المدرسة التي أنتمى إليها في الكوميديا  وهي كوميديا الموقف فكنت أعتمد في الكوميديا من خلال إجتهادي دخل النص والشخصية وموقفها وتركيبتها وكانت الإضافات من داخل الشخصية.

نغم شخصية محبة للحياة 
فيما أوضحت الفنانة والمطربة رنا سماحه عن شخصية «نغم « قائلة : نغم شخصية جميلة ومحبة للحياة وللفن ولها وجهة نظر في تربية النشء، وذلك لأنها تريد أن تنشىء مجتمع راقي وهي شخصية قريبة في بعض الصفات من شخصيتي وتمثلت صعوبة تقديم شخصية «نغم « في وضع بعض التفاصيل بها وقد ساعدني في ذلك المخرج المبدع شادي سرور وتابعت قائلة : «العيال فهمت « هي التجربة الثانية لي وسعدت كثيراً بها فكل عناصر العرض متميزة وكما يجب أن يكون كما سعدت بالعمل مع فريق متميز سواء من النجوم او الشباب مع مخرج واعي ويملك أدواته مثل المخرج شادي سرور تحت قيادة مدير فرقة المسرح الكوميدي الفنان ياسر الطوبجي وبدعم كبير من رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي ورئيس البيت الفني للمسرح المخرج خالد جلال .

الكتابة  تعتمد على شكلين دراميين احدهما الحوار العادي والأخر حوار مغنّى   
فيما أوضح الشاعر طارق على عن ظروف كتابة النص فقال :فكرة تحويل صوت الموسيقى لمسرحية موسيقية غنائية،، فكرة كانت تروادني من فترة وعندما تحدث معي الأستاذ والمخرج الكبير شادي سرور عن رغبته في تقديم عرض يكون قوامه غنائي في الأساس عرضت عليه “صوت الموسيقى”،   وبالفعل تحمس جدا وبدأنا مباشرة في كتابة العمل وعقدنا أكثر من جلسة عمل حتى نصل للصورة الغنائية التي نرغب بها وف نفس الوقت نصل لمعالجة درامية مختلفة عن الأصل السينمائي او المعالجات الأخرى سواء مسرحية او سنيمائية ومنها المسرحية الشهيرة ( موسيقى في الحي الشرقي ) للنجم سمير غانم، ، وبالطبع هناك صعوبات تواجه هذا النوع من الكتابة،  لإن الكتابة هنا ليست مسرحية بالطريقة المعتادة ولكنها تعتمد على شكلين دراميين احدهما الحوار العادي والأخر حوار مغنّى وهذا النوع  من الكتابة بيسمى ( ليبريتو ) وهنا تكمن الصعوبة في ( ظبط المقادير ) بين الاتنين اذا جاز التعبير خصوصاً ان مستويين الحوار سواء عادي او مغنى يتم كتابتهم سوياً وليس كل منهم على حده وبالطبع ف النهاية اتمنى أن نكون قدمنا وجبة مسرحية تنال على إعجاب الجمهور>
 


رنا رأفت