العدد 873 صدر بتاريخ 20مايو2024
تشارك فرقة بيت ثقافة طوخ بالقليوبية، بتقديم عرض «حصاد النار» للمؤلف إبراهيم الرفاعي، والمخرج محمود فايد، ضمن فعاليات الموسم المسرحي 2023ــ 2024، بالإدارة العامة للمسرح.
والتقت مسرحنا بفريق العرض لتتعرف على ملامح وسمات تجربتهم الجديدة.
تناول واقعي رمزي
وقال المخرج محمود فايد: قدمنا عرض«حصاد النار» عن قصة مسرحية «مهاجر برسبان»، ولكنها تختلف في اختيار المكان الذي تدور فيه الأحداث، حيث تخص إحدى قرى الريف المصري، بعيدا عن عالم النص الأصلي، بتناول واقعي رمزي، وأفكار العرض تمثل محاولات لتعرية النفس البشرية وكشف زيف المبادئ والقيم الإنسانية، والصراع المستمر لتحقيق الاطماع والتخلي عن الشرف والاستقامة مقابل المال، واخترت النص حتى يتناسب للموقع الثقافي، وتتناسب إمكانياته مع رؤى وأفكار ما تم طرحه من خلال النص المسرحي إضافة أنه يناقش رسالة مهمة وهي الاتجار بالشرف ومعناه فالنص يرتكز على قضية إنسانية تخص المجتمع المصري وعاداته وتقاليده المتوارثة مع تعاقب الأجيال.
وأضاف «فايد»: وقدمت العرض إهداء إلى اسم الاخ والصديق الوفي الراحل ابن فرقه طوخ الفنان أحمد مرسي.
رسالة الغريب
فيما قالت فاطمة مصطفى: أقدم شخصية «عزيزة» التي كانت تعمل في حظيرة الماشية لعمدة القرية، ويدفعها «الكلاف» إلى مرافقته وإقامة علاقة غير شرعية معه، وتستسلم له، لكنها يتركها وحيدة بإثمها وجنينها الذي تُدفع بعد ذلك لإسقاط الجنين، ويتزوج ذاك «الكلاف» الذي يصبح شيخا للغفر امرأة أخرى، ومن جانب آخر يتقرب «بكر العجمي» من «عزيزة» ويسامحها ويتزوجها ويحاول أن يعيش معها حياة هادئة حتى تتصاعد الأحداث بعد ظهور رسالة غريب القرية الذي يترك إرث كبير للابن ويبدأ كل رجل يشك في زوجته أنها والدة هذا الابن غير الشرعي وتنقلب الأحوال.
«شيخ الغفر».. المغتصب محرك الدمى
وقال أحمد الشناوي: أقدم شخصية «شيخ الغفر»، الذي يحاول أن يصل لما يريد بأي طريقة فغايته تبرر وسيلته.. يوطد علاقاته مع الجميع للوصول إلى هدفه، تزوج من «هند» رغما عنها بعد ما حرق بيت حبيبها، وكان على علاقة غير شرعية مع «عزيزة» حين كان يعمل كلافًا في حظيرة الماشية للعمدة، رافقها وتخلي عنها بعد حملها منه، وظل يطاردها بعد أن تزوجت من«بكر»، وكان «شيخ الغفر» معجبا بالراقصة ثريا زوجة «عناني»، ويحرك «شيخ الغفر» من يرأسهم «نوفل وسلامة ورشوان» كدمى يأتمرون بإمرته.
الحقيقة العارية
ويوضح «الشناوي»: تبدأ أحداث المسرحية بالعثور على جثة لأحد الغرباء بمدخل القرية، ويترك الغريب المتوفي، خطابا بجانبه موضحا فيه أنه حضر لهذا المكان ليبحث عن ابنه وترك له ثروة، وتتصاعد الاحداث في إطار من التشويق والشك والصراع، لتتكشف الحقيقة العارية والطمع من دواخل شخصيات «بكر، وعناني»، و«شيخ الغفر» الذي أقدم دوره، وتتكشف الاطماع بعد تأثير الوصية على الجميع.
نار الشك
وتابع «الشناوي»: يتلاعب «سلامة» بعقل «عناني» كالحية ليقنعه أن تعترف زوجته على نفسها أنها أمًا لابن الغريب، ومبتغاه الحصول على المال لكن ثريا تأبي؛ فيقتل الزوج زوجته بسبب طمعه، و«بكر» بعد أن ستر «عزيزة» وتزوجها، بسبب رسالة الغريب يحاصر عقله «الشك» نحو «شيخ الغفر»، لكنه كان يحافظ على زوجته لانه يحبها ويثق بها ولن يسمح أن يمسها أحد بسوء، وشيخ الغفر يدفع بكلمات عزيزة التي أكدت أن ابنها «علي» في عمر ابنه و ابن «عناني» و«ثريا»، فبذلك تكون الأخيرة أمًا لابن الغريب، والشك يحاصر الجميع، وتظهر إحدى الزوجات «هند» لتزيد نار الشك حطبا لتنتقم وتثأر لنفسها، وفي النهاية، وبعد احتدام الصراع تلقى «هند» حتفها بيد زوجها، وتتابع بحور الدم، فيقتل الغفير «سلامة» كما يقتل زميله «رشوان» لأنه أفشى سره ويحرق بيته، وفي النهاية يكتشفوا أن «الغريب» لم يقصد بلدتهم وبينما كان مقصده بلد أخرى ويدرك «شيخ الغفر» ظلمه الكبير نحو «هند» ويشعر بالندم.
بين التصديق والإنكار
وقالت سعاد السعيد: «يتلخص عنوان شخصيات العرض في إطار «الشك»، وهو من الجانب العقلي، حالة ذهنية يكون الدماغ فيها معلقا بين افتراضيين متناقضين أو أكثر، لكن الشك من الجانب العاطفي هو تذبذب بين التصديق و الإنكار كما يتضمن ارتيابًا في اتخاذ القرارات أما مجتمعيا يدفع الشك أحيانا إلى التردد في اتخاذ القرارات أو اتباع أساليب أكثر صرامة وقد تؤدي إلى الإنكار أو عدم الثقة ويخلق الشك انعدامًا للثقة، ويصير الشخص اتهاميا في طبيعته، وفي الواقع الأمر مدعيًا إما حماقة أو خداع من الجانب الآخر، وهذا ما اتبعه أهل البلد حينما اتهموا شيخ الغفر عندما اتبع الشك ونشره بينهم، بوجود غريب انتهك حرمة أحد ديارهم، فرد أهل البلد شكه في عقر داره أي زوجته التي أجسد شخصيتها «هند».
الموت ..خلاصًا للعذاب
وتابعت «سعاد»: وترى الزوجة أن شك زوجها بها هو مكسب لخلاصها منه إما عن طريق الموت أو الطلاق فالموت هنا قرارها الصادم نتيجة أنها لعبت ودفعت شيخ الغفر إلى شكه فيها وخوفه من الفضيحة، وانكسار أنفه أمام أهل قريته لذا أصرت على عدم إخباره بحقيقة ابنها أهو أباه أم من الغريب، ويُعمي الشك «شيخ الغفر»، بطباعه الشخصية، وضعف بصيرته عن الحقيقة، فقيوم بقتلها و بهذا استغل القرار الصادم نتيجة الشك بين أمرين وهو أنها إما أن تكون بريئة أو خائنة، وهي لم تعطه حلا جذريا لهذا الموضوع لذا كان هو بين متناقضين نتيجة الشك، فاختار الموقف الأكثر صرامة القتل، وبهذا نالت خلاصها «هند» من وجهة نظرها وهذا هو القرار الصارم التي توصلت إليها الشخصية لأنها كانت تتعلق بحبيبها الذي كان يمثل الأمل الوحيد لها في الدنيا بعد ابنها علي، وكان هو حبيب عمرها وعندما دب شك أيضًا من ناحيه حبيبها الذي غاب عنها لـ 20 عامًا وهي تعيش على انتظاره ترتدي السواد لم تجد فرصة للعيش إلا الخلاص عن طريق القتل، وكان سلاحها في هذا الوقت الشك، الذي بثته بعقل زوجها مع شعور الخوف من الفضيحة، لتنال حريتها فهي من البداية أخذت رغم عن إرادتها فوجدت في حكاية الغريب أملا للنهاية وبقتل «شيخ الغفر» لزوجته، يكون كتب نهايته أيضًا.
شمس الحقيقة التي لا تغيب
وتختتم «سعاد» موضحة: مع نهاية المسرحية تظهر براءة «هند» ولكن بعد قتلها، رغم أنها طلبت الطلاق مرار ولم تنله فوجدت الموت أهون من الاستمرار في حياة مع رجل رغما عنها، لجأت إلى الشك والاستفزاز وخوف الزوج من الفضيحة وهوسه بالسلطة فليست هي التي قُتلت بل قتل «شيخ الغفر» نفسه فهي كانت تفكر أنها ستظل حية رغم موتها، وترى في نفسها أنها شمس الحقيقة التي لا تغيب أبدا رغم غروبها .
فريق العرض
العرض المسرحي «حصاد النار» من تمثيل أحمد الشناوي في دور «شيخ الغفر»، سعاد السعيد في «هند»، السيد فريد في «بكر» فاطمة مصطفى في دور «عزيزة» سامح هاشم «عناني»، راندا أشرف، و آلاء البنا «ثريا» عبد الله سالم دور «حبيب» محمد عباس «رشوان»، أحمد فارس «سلامة»، محمد عدوي «نوفل»، محمد مغربي «السائق» هايدي خالد « الفتاة»، دراما حركية من أداء محمد سعيد، يوسف الجمال، مصطفى سمير.
خلف الستار
إدارة مسرحية رامي محمد، سيد عبد السلام أحمد سمير محمد محسن، إسلام علام محمد المحمدي، مدير إنتاج طلعت مصطفى، مسئول مالي هاني ممدوح فني إضاءة حسين أبو طالب، فني صوت جيهان رشاد، مدير خشبة المسرح سلوى عباس، شكر خاص لسامح أبوالعلا، محي الدين حاتم غنيم، ريم عبد العزيز.
تصميم وتنفيذ الديكور أحمد البحاري، تصميم وتنفيذ ملابس سارة أبو العز، كيروجراف محمد داود، ماكياج ميرام سعد، بوستر وبانفلت مصطفى فَجَل، مخرج منفذ طارق حواش.
والأشعار كتبها أسامة بدر، ألحان أحمد عدلي، والعرض عن قصة «مهاجر برسبان»، للمؤلف اللبناني جورج شحادة، تأليف إبراهيم الرفاعي، إضاءة وإخراج محمود فايد.